بيـــان فيينــا
حول
الخطة الاستراتيجية لتعليم العربية لأبناء المسلمين في الغرب
(فيينا، النمسا في المدة 24 – 26 / 7 / 2006 م)

بسم الله الرحمن الرحيم

إيماناً بوحدة المسلمين ومصداقاً لقوله تعالى "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون " (الأنبياء/92 )، وبأن أبناءهم في الغرب يعدون جزءاً من كيان الأمة الإسلامية المترامية الأطراف،

-         ووعياً بالمسؤولية المشتركة لحماية انتمائهم العقدي وهويتهم الحضارية وذاتيتهم الثقافية،

-         واعتباراً لما للغة العربية من أهمية وتأثير بوصفها لغة القرآن الكريم وثقافة الإسلام ومقوماً رئيساً لفهم الدين الإسلامي وصيانة وجود الأمة الحضاري،

-         واستناداً إلى قرارات الأمم المتحدة عام 1973 م، 1980 م باعتبار اللغة العربية لغة رسمية،

-         وإدراكاً للإسهام الرائد الذي أسهمت به اللغة العربية في إثراء الحضارة الإنسانية،

-         واسترشاداً باستراتيجيات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وخاصة استراتيجية العمل الثقافي الإسلامي في الغرب التي اعتمدها مؤتمر القمة الإسلامي التاسع المنعقد في الدوحة سنة 2000 م،

-         واستفادةً من توصيات الاجتماعات والدورات والندوات التي عقدتها المنظمة الإسلامية لفائدة أبناء المسلمين ومعلميهم في الغرب،

فقد عقدت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالتعاون مع الهيئة الدينية الإسلامية الرسمية في النمسا (فيينا) اجتماعاً للخبراء الاستراتيجيين في المدة 24 – 26 / 7 / 2006 م لوضع (مشروع الخطة الاستراتيجية لتعليم اللغة العربية لأبناء المسلمين في الغرب).

وإذ يشكر رؤساء المؤسسات الإسلامية والخبراء والمسؤلون في تعليم العربية في الغرب المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وعلى رأسها مديرها العام الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري على ما يوليه من عناية لتعزيز قيم الوجود الحضاري للمسلمين في الغرب، وخاصة اللغة العربية – يدعون ويوصون بما يلي:

1.          حث الدول والمنظمات والهيئات العربية الإسلامية والدولية على دعم المؤسسات التربوية المعنية بتعليم اللغة العربية في الغرب باعتبارها لغة وجود حضاري؛ تعزيزاً للحوار والتعايش المتكافئين وتصحيحاً للصور النمطية وإبرازاً لإسهام الإسلام قيماً وحضارة وثقافةً في الحضارة الإنسانية.

2.         وضع استراتيجية تربوية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها تطويراً لمناهجها وبرامجها وتحديثاً لكتبها ووسائلها التعليمية وارتقاءً بقدرات مواردها البشرية والبحثية ورفعاً لتحدياتها وإبرازاً لدورها الحضاري، بما يتلاءم وخصوصيات المجتمعات المسلمة في الغرب.

3.         إيجاد هيئة إسلامية للعمل التربوي في الغرب تعمل على تطوير تعليم اللغة العربية وحمايتها ونشرها وتعزيز تدريسها استناداً إلى حاجات وخصوصيات المجتمعات الإسلامية وتوحيداً لمرجعيتها في هذا المجال.

4.         التأكيد على أن التعليم العربي الإسلامي في الغرب هو رسالة تعبدية قيمية، وقاطرة للتنمية الحضارية، وليس مجرد مناهج وطرائق وتكنولوجيات وتقنيات تربوية.

5.         عدم اعتبار الوجود الإسلامي في الغرب عابراً أو مؤقتاً، بل أصبح يمثل رسالة وثقلاً حضارياً يستوجب بناءه على أساس الثوابت في غير انغلاق والانفتاح والتعايش في غير ذوبان.

6.          دعوة المراكز الثقافية والمؤسسات التربوية إلى توحيد مرجعيتها وتنسيق جهودها وتقريب رؤاها ومناهجها لبناء شخصية المتعلم المربى على قيم الوحدة وأدب الاختلاف ونبذ التطرف بمختلف أشكاله.

7.         الدعوة إلى تعزيز روح التعاون والتكامل والتعايش بين أبناء المسلمين فيما بينهم ومع غيرهم مصداقاً لرسالة الإسلام العالمية السمحة في قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" (الأنبياء 107).

8.          الدعوة إلى إنشاء قناة فضائية تعليمية تعنى بتعليم اللغة العربية لفائدة أبناء المسلمين في الغرب.

9.         الدعوة إلى مراجعة الاستخدامات الاصطلاحية التي تحمل نعوتاًً عنصرية وتحقيرية وتناقضاً مرجعياً عن المسلمين في الغرب.

10.    الدعوة إلى شراكة وتعاون بين مختلف المؤسسات الإسلامية وغيرها في الغرب العاملة في مجال تعليم اللغة العربية.

11.    دعوة الجهات المعنية بتربية أبناء المسلمين كالأسرة وأولياء الأمور والمدرسة إلى التعاون لإيجاد بيئة تعلمية مناسبة للمتعلم.

12.     التأكيد على أهمية إيجاد نظام للإرشاد والتوجيه الفني والتقويم التربوي لمتابعة وتقييم أوضاع تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

13.    التأكيد على إعداد دليل لمعايير الاعتماد ومقاييس الجودة للمدرسة الإسلامية في الغرب.

14.    الدعوة إلى تأهيل المعلم تربوياً وتكنولوجياً ومعرفياً واعتماد المعلمين المتخصصين في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

15.    إحداث موقع (منصة) إلكتروني لتعليم العربية يشرف عليها متخصصون في اللغة العربية والمعلوميات.

16.     تعزيز منظومة القيم الإسلامية في تعليم العربية بالمدرسة الإسلامية في الغرب.

 

الخبراء المشاركون في اجتماع فيينا

فيينا: 26/7/2006

الموقع غير مسئول قانونيا و أدبيا عن تحقيق هذا المستند