.

الديـنالطــبالقانونالتعلـيمالتربيـةكومبيوترثقــافـة
تغذ يـةتراجــمعلـــومالأدبكتــــب

 

تقع مدينة بيت لحم في الجزء الجنوبي من سلسلة جبال القدس وتبعد عن القدس عشرة كيلو مترات وترتفع عن سطح البحر حوالي 778 م ويحدها من الشرق أراضي مدينة بيت ساحور ومن الغرب أراضي مدينة بيت جالا، ومن الشمال أراضي قرية  صور باهر، ومن الغرب أراضي قرية ارطاس.

وتعتبر مركز محافظة (بيت لحم ) حيث تضم المحافظة بالإضافة إلى بيت لحم كل من مدينة (بيت جالا) و (بيت ساحور) وأكثر من 14 قرية وخربة، كما تضم ثلاث قبائل بدوية كبيرة هي (عرب العبيدية ) و      (عرب السواحرة) و (عرب التعامرة) كما لجأ إليها بعد نكبة فلسطين عام 1948 عدد كبير من اللاجئين استقروا في ثلاث مخيمات هي (الدهيشة ) و (العزة ) و ( عايدة ).

تشير مخطوطات تل العمارنة إلى ان اسم بيت لحم يرجع إلى مدينة  جنوب القدس حيث عرفت باسم  (إيلو  لاهاما) أي بيت الإله (لاهاما)  او )لا خاما) وهو اله القوت والطعام عند الكنعانيين. وتعنى كلمة بيت لحم باللغة الآرامية بيت الخبز، ولبيت لحم اسم قديم هو (افرآت) وهي كلمة آرامية تعني الخصب، وذلك لكثرة خيرات المنطقة التي تقع فيها المدينة فهي منطقة خصبة ترعى فيها الأغنام والمواشي وتنتشر فيها حقول القمح والشعير .

ويروى ان النبي (يعقوب) مر فيها وهو في طريقه من بلاد ما بين النهرين إلى الخليل حيت ماتت زوجته   (راحيل) وهي تلد  (بنيامين) في مكان قريب منها ودفنت في المكان المعروف اليوم بقبر راحيل، ودخلت المدينة التاريخ الكتابي عندما ولد فيها الملك داوود كما اتخذها الملك سليمان مصيفاً له.

استمدت المدينة قدسيتها وشهرتها العالمية من مولد السيد المسيح عليه السلام فيها في المكان المعروف الآن بكنيسة المهد، و خلال الحكم الروماني بنا فيها الإمبراطور الروماني (هيرودوس) قلعة يلجأ إليها زمن الحرب، وبنى فيها معبدا للإله (اودنيس) فوق الكهف الذي ولد فيه السيد المسيح عليه السلام، ويقال أن هذا الإمبراطور كان قد اعتنق المسيحية سراً، وخشي على الكهف من أن يندثر قبل ان تنشر الديانة المسيحية فبنى هذا المعبد لحماية الكهف.

وعندما جاء الإمبراطور (قسطنطين) و أمر بحريَة العبادة
والأديان بدأت المسيحية بالانتشار. ثم قامت القديسة (هيلانة) بزيارة إلى الأراضي المقدسة بغرض مشاهدة الأماكن المهمة في حياة السيد المسيح و أمرت ببناء كنيسة المهد فوق المغارة التي ولد فيها السيد المسيح عليه السلام غير أن هذه الكنيسة هدمت عندما تعرضت المدينة للغزو السومري، وأعاد بنائها الإمبراطور (جوستنان) بشكلها الحالي، كما بنى سورا حول المدينة، وبقي هذا السور حتى عام 1448 حيث أمر السلطان المملوكي بهدمه.

 تعرضت المدينة للغزو الفارسي ودمرت ولم ينجو سوى كنيسة الميلاد وذلك بفضل لوحة من الفسيفساء رسمت على جدار الكنيسة تظهر مجموعة من المجوس يسجدون ليسوع الطفل.
دخلت المدينة تحت الحكم الإسلامي بعد الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام  وزار الخليفة عمر بن الخطاب بيت لحم وصلى في كنيسة المهد وكتب سجلاً للبطريرك (صفرينوس) بأن لا يصلي في الموضع من المسلمين إلا رجلا بعد رجل ولا يجمع فيها صلاة ولا يؤذن فيها ولا يغير فيها شيء .

وعاش أبناء الديانتين المسيحية والإسلامية في هذه المدينة بروح الإخاء والتعاون وأصبحت تمارس فيها كل  الشعائر الدينية بحرية، وكان أكثر العهود ازدهارا بالنسبة لبيت لحم هو عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد (787-809) وعهد الدولة الفاطمية (952- 1094) حيث راجت التجارة ورممت الكنائس و أماكن العبادة  .وعندما استولى الصليبيين على المنطقة دمرت بيت لحم و لم يبقى منها إلا كنيسة المهد، و أعيد بناء المدينة وكانت الفترة الصليبية عهدا طيبا لبيت  لحم حيث بنيت فيها مبان جديدة و أديرة وقام فيها كرسي رسولي وتم ترميم كنيسة المهد. ثم استعاد المسلمون المدينة من الصليبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين. خضعت بعدها المدينة للعهد المملوكي وقام الظاهر بيبرس بزيارة بيت لحم و أمر بهدم أسوارها، ثم استولى عليها العثمانيين و بقيت خاضعة للحكم العثماني حتى الحرب العالمية الأولى حيث وضعت تحت الانتداب البريطاني بعد هزيمة الدولة العثمانية وحلفائها في الحرب. واتخذها البريطانيين مركزا لضرب الثوار الذين قاوموا الاحتلال والعصابات الصهيونية وبعد نكبة فلسطين  أصبحت بيت لحم مع بقية مدن الضفة الغربية تحت الإدارة الأردنية. وبعد هزيمة العرب في حرب حزيران عام (1967)  سقطت المدينة بيد سلطات الاحتلال الصهيوني، وتعرضت المقدسات المسيحية كما هو حال المقدسات الإسلامية للعديد من الاعتداءات، فقد ذكر المطران (ثيودوروس) مطران الروم الأرثوذكس أن الجنود الصهاينة اعتدوا على كنيسة (مار الياس) وكسروا مقاعدها ونهبوا أيقوناتها المقدسة يوم 13/6/1967 كما سرقوا الأواني المقدسة وأثاث الدير الذي تعرض للقصف بالمدفعية، وقد أعاد المسئولين عن الدير بعض المسروقات من (اسواق(تل ابيب) حيث كانت تباع، وفي 12/8/1967 قام ثلاثة جنود صهاينة بسرقة تاج العذراء وبعد افتضاح الأمر أمرت السلطات العسكرية بإعادة التاج بعد أن انتزعت منه عدة لآلىء ثمينة   .

جامع عمر .. رضى الله عنه

ويسود المدينة طرازان معماريان مختلفان  :

 الطراز القديم السائد في البلدة القديمة  
حيث القباب والجدران
السميكة المبنية من الحجر الكلسي والشبابيك والأبواب على شكل أقواس، والمباني فيها ملتصقة ببعضها ومتراصة وشوارعها ضيقة ومقسمة إلى حارات لكي يسهل الدفاع عنها.

 الطراز الحديث السائد في مناطق السكن الجديدة
حيث البيوت
الحديثة المستقلة أو العمارات المكونة من طبقات.  

ويطوق المدينة الآن مجموعة من المستوطنات التي يطلق عليها مجموعة (غوش عتسيون) ووصل عدد  المستوطنات حولها عام 1985 إلى16 مستوطنة و تشكل مستوطنة (عفرات) مركزها وأكبرها، ويخطط لإقامة  (9 ) مستوطنات حتى عام 2010. 

 ابرز معالم المدينة   

  •  كنيسة المهد
    وتقسم إلى ثلاثة أقسام هي: صدر الكنيسة، القسم
    الأمامي،  مغارة المهد.

  •  كنيسة القديسة كاترينا
    أقيمت في القرن الثاني عشر وتم توسيعها
    عدة مرات ويقام فيها الاحتفالات السنوية بعيد الميلاد المجيد.

  •  مسجد بلال
    (قبر راحيل) وهي منطقة مقدسة لكل من  المسلمين، و المسيحيين و اليهود.
     

  •  مغارة الحليب
    و تسمى مغارة مريم، دير ابن عبيد، دير مار سابا، آبار النبي داوود، كنيسة القديس
    نقولا، دير مار الياس، دير الجنة المقفلة، كنيسة العذراء، حقل الرعاة، قصر هيرويون، برك سليمان، كنيسة الخضر(سان جورج )، الجامع الكبير و جامعة بيت لحم.

 أهم أحداث بيت لحم التاريخية    

 2000 ق.م  أول استيطان بشري في بيت لحم وكان أول من سكنها قبيلة كنعانية.
 
 937 ق.م دخلت بيت لحم تحت حكم الرومان.
 

 103 م  بنى الإمبراطور الروماني هيرودوس معبدا للآلة اودونيس فوق كهف الميلاد.

 

 325
م  قامت القديسة هيلانة برحلة الحج إلى الأراضي المقدسة ومنها بيت لحم.
 

 335
م  بدأ البناء بكنيسة المهد في بيت لحم بأمر من القديسة هيلانة وبنها الإمبراطور قسطنطين.
 
529
 م  الغزو السومري للبلاد وتدمير بيت لحم وتدمير كنيسة المهد.

 
540  م  إعادة بناء كنيسة المهد على يد الإمبراطور جوستنيان.
 
614  م  الغزو الفارسي للمدينة وتدميرها عدا كنيسة المهد.
 
 648 م  الفتح العربي الإسلامي وزيارة الخليفة عمر بن الخطاب لبيت لحم
.
 

 1099
م  دخول الصليبيين بيت لحم بقيادة (ينكرد) وتدمير المدينة عدا كنيسة المهد.
 
 1187 م  استعادة صلاح الدين الأيوبي لبيت لحم بعد معركة حطين.
 
 1229 م  عادت بيت لحم لحكم الصليبيين بموجب الاتفاقية التي وقعت بين ممثلي الملك الكامل صلاح الدين، وممثلي الإمبراطور فردريك.
1244 م: تمن المسلمين بقيادة نجم الدين من استعادة المدينة بشكل نهائي.
 
 1263 م  دخول الظاهر بيبرس المدينة وهدم أسوارها.
 
1517 م  خضعت المدينة للحكم العثماني، وأصبحت مركز جذب هام للحجاج القادمين من أوروبا.

 

 1920 م  توقيع اتفاقية سان ريمو وبموجب هذه الاتفاقية تم وضع بيت لحم وباقي الأراضي الفلسطينية تحت الانتداب البريطاني.

1948 م  نكبة فلسطين وتشريد أكثر من مليون فلسطيني إلى الدول المجاورة ولجوء أكثر من خمسين ألف إلى بيت لحم حيث استقروا في ثلاث مخيمات حول المدينة هي: الدهيشة، عايدة و العزة.

 

 1949 م  أصبحت بيت لحم ويقيه المدن الفلسطينية التي بقيت بيد العرب بعد النكبة جزءً من المملكة الأردنية الهاشمية تحت مسمى الضفة الغربية.

 
 1967 م  حرب 5 يونيو وسقوط بيت لحم وبقية مدن الضفة الغربية وغزة تحت الاحتلال الصهيوني  وما تزال تعاني من الاحتلال إلى اليوم.


اضغط هنا لتكبير الصورة .. قبر راحيل المراجع
أوروبا في العصور الوسطي: سعيد عاشور
بلادنا فلسطين: مصطفى مراد الدباغ

فلسطين أرض و تاريخ: محمد سلامة النحال
موجز تاريخ العالم: تأليف هــ. ج. ويلز   (ترجمة عبد العزيز توفيق جاويد)


بحث : حسنية عوض