.

الديـنالطــبالقانونالتعلـيمالتربيـةكومبيوترثقــافـة
تغذ يـةتراجــمعلـــومالأدبكتــــب
 

 قطاع غزة
كان قضاء غزة ما قبل نكبة فلسطين 1948 من اكبر أقضية فلسطين، حيث كان يمتد من جنوب يافا حتى الحدود المصرية، وبسبب الجوار ارتبط أهالي قطاع غزة بعلاقات طيبة مع مصر ، ،فقد ارتبطوا معهم  بعلاقات تجارية وعلاقات مصاهرة  خصوصا مع أهالي المدن الحدودية مثل رفح المصرية والعريش ،كما يظهر بوضوح تأثير اللهجة المصرية على لهجة أهالي القطاع. 

عندما دخلت الجيوش العربية فلسطين للمشاركة في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 دخلت القوات المصرية جنوب فلسطين وسيطرت على مدينة غزة والمناطق المحيطة بها، وبعد اتفاقية الهدنة مع إسرائيل عام 1949 انفصل هذا الجزء عن بقية أجزاء فلسطين تحت مسمى (قطاع غزة) نسبة إلى اكبر المدن في هذا الجزء وأصبح تحت الإدارة المصرية .

يمتد قطاع غزة على شكل شريط ساحلي ضيَق شمال شرق شبه جزيرة سيناء بمحاذاة ساحل البحر المتوسط وبطول 40كم، وعرض 5 إلى 8 كم وبمساحة تبلغ 364 كم ²وهي مساحة لا تزيد عن  1% من مساحة فلسطين.

في عام 1956 م كان (العدوان الثلاثي) على مصر بحيث قامت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بمهاجمة مصر ودخل الجيش الإسرائيلي قطاع غزة وشبة جزيرة سيناء إلا انه انسحب منها بضغط من الأمم المتحدة والدول الكبرى وعاد قطاع غزة للسيادة المصرية وبقي كذلك حتى السادس من حزيران عام 1967 عندما اشتبكت الدول العربية مع إسرائيل في (حرب الأيام الستة) التي كانت نتيجتها أن احتلت إسرائيل قطاع غزة  وشبه جزيرة سيناء والضفة الغربية والجولان وبدأت تمارس سياسة التوسع الاستيطانية في هذه المناطق حيث نشطت في بناء المستوطنات واستغلال المياه الجوفية وجعلتها سوقا لمنتجاتها.

أقامت إسرائيل في قطاع غزة ثلاث تكتلات استيطانية تحتوى على 23 مستوطنة وهي:

التكتل الشمالي: المؤلف من ثلاث مستوطنات بنيت حول مركز الأرض الصناعية في عام 1972 عبر الخط الأخضر وتم تحويلها من مركز عسكري إلى مدينة استيطانية عام 1989.

التكتل الثاني: ويقع إلى الجنوب من مدينة غزة ومركزة مستوطنة (نتساريم) التي أنشأت عام 1972 على أخصب مناطق غزة.

التكتل الثالث:  ومركزة مستوطنة (غوش قطيف) ويشتمل على (11) مستوطنة أكبرها مستوطنة  (غالي تال).

في عام 1993 وبعد مفاوضات سرية مع منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل تم توقيع (اتفاق أسلو) الذي بموجبه أعلنت اتفاقية (إعلان المبادئ) التي تقر بانسحاب إسرائيل من غزة ومناطق أخرى في الضفة الغربية وتحويل إدارة الحكومة المحلية للفلسطينيين.

في أيار/مايو عام 1994 انسحبت القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وتولت السلطة الوطنية الفلسطينية إدارة القطاع، واتخذت من مدينة غزة مركزا لها، وبدأ الفلسطينيون في تطبيق الحكم الذاتي، إلا أن إسرائيل احتفظت بالتكتلات الاستيطانية داخل القطاع، وفي 2/فبراير 2004 طرح رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك (آرييل شارون ) خطة الانفصال عن غزة و تشمل الخطة إخلاء المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة، وفي 16/ فبراير 2005 أقر الكنيست الإسرائيلي (خطة الانفصال) وتم تطبيق الخطة في 12/سبتمبر 2005 وتم إخلاء المستوطنات وانتهى الوجود الاستيطاني الإسرائيلي، وأعلنت الحكومة إنهاء الحكم العسكري لقطاع غزة واعتبرت الخط الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة كحدود دولية. إلا أن الجيش الإسرائيلي مازال يراقب أجواء القطاع وشواطئه ويقوم بعمليات عسكرية برية وجوية متى شاء وأينما شاء ، وما زال القطاع تحت رحمة إسرائيل  حيث تقوم هي بتزويد قطاع غزة بالوقود والكهرباء ومياه الشرب، وحولت قطاع غزة إلى سجن كبير لأنها تتحكم بالمعابر التي تربط بين القطاع و إسرائيل وتسيطر عليها سيطرة تامة ويرتبط القطاع مع العالم بالمعابر التالية: 

  • المعبر الشمالي: (معبر إيريز) أو معبر بيت حانون.

  • معبر المنطار:  (معبر كارني) وهو معبر تجاري.

  • معبر صوفا: وهو معبر تجاري.

  • المعبر الجنوبي: (معبر رفح) وهو المعبر المشترك مع مصر والمعبر الوحيد الذي يربط قطاع غزة مع العالم ويخضع لسيطرة مصرية فلسطينية مشتركة مع وجود مراقبين دوليين وهو المعبر الوحيد الغير خاضع للسيطرة الإسرائيلية. 

الأهمية الاقتصادية:

 القطاع الزراعي
تتوفر في قطاع غزة المياه الجوفية، وفيه عدد من الآبار العامة والخاصة التي أصبح معظمها مالحا بسبب الاستهلاك الكبير للمياه من قبل المستوطنات، وتنتشر زراعة الحمضيات في قطاع غزة بالإضافة إلى زراعة الفاكهة كالعنب والتين والتوت والبطيخ، وشكلت الزراعة في عهد الإدارة المصرية ربع مجال العمل ولاسيما العمل الموسمي في مزارع الحمضيات وكان العمل الزراعي مكثفا ويعتمد على الأيدي العاملة، وبعد الاحتلال أخذت المنتجات الصهيونية تغزو أسواق قطاع غزة مما جعل الزراعة في القطاع عرضة لمنافسة غير متكافئة ثم أن الجيش الإسرائيلي يغلق المعابر التجارية متعللا بأسباب أمنية مما يؤدي إلى إعاقة الصادرات الرئيسية من السلع التي معظمها معرض للتلف مثل الفواكه والأزهار. 

 القطاع الصناعي
ويتمثل في الصناعة الحرفية والورش وأنواع الصناعات الخفيفة وبعض الصناعات الزراعية مثل تعبئة الحمضيات ويعاني هذا القطاع من الإغلاقات التي تؤدي لنقص الإمدادات الأساسية، بالإضافة إلى القصف المتواصل للورش والمراكز الصناعية وتدميرها.  

 التركيبة السكانية
يضم قطاع غزة خمس محافظات هي: 

  • محافظة شمال غزة

  • محافظة غزة

  • محافظة دير البلح

  • محافظة خان يونس

  • محافظة رفح

وتعتبر منطقة قطاع غزة من أكثر مناطق العالم اكتظاظا بالسكان حيث يعيش حوالي مليون ونصف المليون شخص في مساحة لا تتجاوز 364كم²ثلاثة أرباعهم من اللاجئين الذين تدفقوا إلى قطاع غزة بعد نكبة فلسطين عام 1948 من سكان المناطق المجاورة. وحسب إحصائية الانروا (وكالة الغوث الدولية لإعاشة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) في حزيران عام 1996 يعيش في قطاع غزة 716000 لأجيء ويعيشون في ثماني مخيمات كبيرة هي:

  • مخيم جباليا: شمال القطاع بين بلدتي جباليا وبيت لاهيا

  • مخيم الشاطيء: غرب مدينة غزة

  • مخيم البريج: وسط القطاع

  • مخيم النصيرات: وسط القطاع 

  • مخيم الشابورة: جنوبي القطاع قرب رفح 

  • مخيم ديرالبلح: وسط القطاع

  • مخيم خان يونس: جنوبي القطاع قرب خانيونس

  • مخيم المغازي: وسط القطاع

وترتفع معدلات الفقر إلى نسب عالية بسبب الحصار وتدمير البيوت والمنشآت وارتفاع معدلات البطالة وفقدان العديد من الأسر الأب أو الابن المعيل لها بالاستشهاد أو الاعتقال أو الإصابة التي تصبح إعاقة تمنع من العمل،  و تعيش العديد من العائلات على أقل من دولارين في اليوم وحسب إحصائيات الاونروا (وكالة الغوث الدولية لإعاشة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ) فإن معدلات الفقر وصلت إلى 80%  من السكان وبلغ معدل البطالة إلى 65% من السكان وهي من أعلى النسب في العالم.

 الوضع الصحي
الوضع الصحي في قطاع غزة مترد بسبب الكثافة السكانية العالية والحصار والإغلاقات والإجتياحات اليومية للقطاع من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية  وكثرة الجرحى والمصابين وتردي الأوضاع الأمنية بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء والوقود عن المستشفيات التي هي أصلا تعاني من النقص الحاد في المستلزمات الطبية وخدماتها لا تكاد تغطي ثلث السكان و يعاني القطاع من انخفاض عدد المؤسسات الصحية والمستشفيات إذ يوجد في قطاع غزة 7 مستشفيات فقط منها 5 في مدينة غزة، وأكبرها مستشفى الشفاء بالإضافة إلى بعض المستوصفات التابعة لوكالة الغوث الدولية.

 أهمية قطاع غزة التوراتية لليهود
سكن العناقيون وهم احد فروع الكنعانيون منطقة قطاع غزة وهم أول من أسس مدن
الجنوب الفلسطيني وأعطوها الطابع العربي ودافعوا عنها وقفوا في وجه الغزاة والطامعين وأعادوا بنائها بعد كل تدمير ولم تكن مدينة غزة ولا المنطقة المحيطة بها في يوم من الأيام جزء من دولة يهودية منذ فجر التاريخ ولم يسجل التاريخ بأنه كان لليهود أي نشاط  ديني أو تاريخي فيها وحتى بعد دخول بني إسرائيل إلى مؤاب وعمون ومعكة وأورشليم وغيرها بقيت غزة واشقلون واشدود وعجلون وصقلاع وبئر السبع وغيرها من مدن الجنوب مناطق للفلسطينيين وكذلك الحال في عهد يوشع الذي ملكهم بعد موسى عليه السلام، وفي عهد القضاة بعد يوشع، ثم في عهد الملك شاؤول،  وفي عهد الملك داوود عليه السلام كانت منطقة الساحل الفلسطيني من شمالي يافا إلى جنوبي غزة تابعة لمصر،  وظل الحال كذلك في عهد سليمان عليه السلام من هنا فإن الإسرائيليين وخاصة المتطرفين لا يرون لغزة أية قيمة توراتية بعكس مناطق أخرى مثل القدس أو الخليل. و ليس غريبا أن تكون منطقة غزة هي أولى المناطق التي تتخلى عنها إسرائيل في اتفاقية أوسلو عام 1993 وهو ما عرف في حينه باتفاق (غزة وأريحا أولا)

 مدينة غزة
تقع مدينة غزة جنوبي فلسطين على ساحل البحر المتوسط، وهي اكبر المدن الفلسطينية كما  أنها من أقربها للحدود المصرية حيث تبعد عن الحدود المصرية بخط مستقيم حوالي 30كم. ويحيط بها أراضي قرى جباليا وبيت حانون ونجد في الشمال، والمحرقة وأراضي عرب الحناجرة من الشرق، وعرب أبو مدين والنصيرات وهوج و البريج من الجنوب، والبحر من الغرب.

تقع غزة على  حافة الأراضي الخصبة العذبة المياه و تأتي مباشرة بعد صحراء سيناء وهذا ما أعطاها قيمة اقتصادية وجعل منها مركزا لتجمع البدو القادمين من الصحراء، ثم أن أهميتها الاقتصادية هذه لم تقلل من منزلتها الحربية. 

 وكلمة غزة بالكنعانية تعني (قوة وعزيمة) وقيل غزة (عزة) أي العزيزة والحصينة، وغزة جمع غازي والغزاة  الرماة بالنشاب)، وقد أطلق عليها الفرس اسم (هازاتو)

وغزة هي بوابة آسيا ومدخل إفريقيا وهي عقدة الاتصال مابين سوريا ومصر، فهي المحطة الأخيرة لكل قادم من الشام ووجهته مصر وهي المحطة الأولى لكل قادم من مصر ووجهته الشام، وقد كانت مركزا لتوزيع البضائع إلى سوريا وآسيا الصغرى وأوروبا معا ومحطة للقوافل التجارية.

 وغزة مدينة تاريخية حفر اسمها في ذاكرة الزمن، وتعتبر من أقدم عشر مدن في العالم، ويقال أنها رابع مدينة بنيت على وجه الأرض، وظلت مدينة ذات شأن بالرغم من تقلبات الزمن، يعود أول عمران بشري في منطقة غزة إلى أكثر من 6000 سنة، حين تأسست تجمعات بشرية في منطقة وادي غزة وعاش سكانها على الرعي والصيد البري والبحري.

وفي حوالي 3000 ق.م. نزل بها المعنيون وهم من العرب الذين أقاموا دولتهم في شمال الحجاز وجنوب فلسطين وأنشأؤها لتكون مركزا لتجارتهم ثم سكنها العناقيون وهم احد فروع العرب الكنعانيين وطوروها وأضفوا عليها طابعا عربيا، وتعتبر (تل العجول) الواقعة على الجهه الشمالية من وادي غزة أول عاصمة سياسية للمنطقة،  بعد سيطرت مصر الفرعونية على المنطقة، اختاروا غزة لتكون العاصمة الإدارية  للحكم المصري في بلاد الشام،  واستمر الحكم الفرعوني لها حوالي 300 سنة

وغزة هي أول مدينة فلسطينية تدخل السجلات التاريخية فقد ورد اسمها في مخطوطة للفرعون تحتمس الثالث في (القرن 15ق.م) كما ذكرت في رسائل تل العمارنة في (القرن 14ق.م) وقد ذكرتها النصوص المصرية كمدينة رئيسية منذ أواخر العصر البرونزي.

ولما جاء اليهود إلى فلسطين من مصر منحت غزة لسبط يهوذا  فاحتلها رجال يهوذا مع سائر مدن الجنوب وثار سكانها العناقيون واسترجعوها وطردوا اليهود منها وأصبحت من مدن (الإتحاد الفلسطيني الخماسي) وفي (القرن 8ق.م.) احتلها الأشوريون ولما تمردت غزة عليهم فشل هذا التمرد وفر زعيمها إلى مصر وبقي فيها لفترة ثم ساعدته مصر بقيادة القائد المصري (سيبو) في العودة إلى غزة وخلع الحاكم الأشوري وطرد الحامية الأشورية.

و في عام 332 ق.م. غزاها الإسكندر المقدوني وحاصرها ورفض أهلها الاستسلام وبعد حصار طويل دخلها ونكل بأهلها وهدم أسوارها، وبعد موت الإسكندر وتقسيم مملكته أصبحت فلسطين بما فيها غزة من نصيب القائد بطليموس، ويذكر أن غزة كانت احدى المدن التي تدرس فيها الآداب والثقافة اليونانية وكانت مدارسها المشهورة في القرون الأولى للميلاد من أحسن المدارس في تعليم الفلسفة والأدب اليوناني، وبقيت غزة تحت الحكم اليوناني حتى استولى القائد الروماني (بومبي) على بلاد الشام وفلسطين وأصبحت غزة تحت الحكم الروماني. 

 دخلت المسيحية غزة في فترة الاضطهاد وقيل انه سجلت حوادث تعذيب أو قتل لبعض القساوسة أو عدد من الذين اعتنقوا الديانة المسيحية فيها، وفي عهد الإمبراطور (ثيودوسيوس) تم تدمير جميع الهياكل الوثنية في غزة وضواحيها و بنيت كنيسة ضخمة مكان الهيكل الوثني في غزة.

ونظرا لأن غزة تحتل موقعا تجاريا هاما في العالم القديم فقد كانت مركزا للقوافل التجارية القادمة من بلاد الشام إلى مصر وشمال أفريقيا أو من الجزيرة العربية إلى باقي بلاد الشام أو من الجزيرة العربية إلى غزة وشمال إفريقيا، وكان لهذا الموقع أهمية كبيرة في ثرائها ورخائها فقد كانت تعبث بخيرات بلاد العرب والهند وغيرها من المدن الواقعة على الطريق بين اليمن و مصر و العراق وهو الشيء الذي جلب لها المآسي والفواجع من الغزاة والطامعين الذين كانوا يريدون السيطرة عليها وامتلاك ثرواتها، وكان الرومان يقيمون في غزة سوقاً موسمياً كبيراً وكان معروفاً لدى عرب الجزيرة وكانت قريش تحضره. وكان العرب دائموا التردد على غزة للتجارة، فقد نزل بها (هاشم بن عبد مناف) جد الرسول الكريم صلى عليه وسلم وتوفي فيها ودفن هناك ولذ أطلق عليها اسم  (غزة هاشم) كما أن والد الرسول الكريم (عبد الله) كان قد نزل غزة للتجارة ونزل بها أيضا (أُمية بن أبي الصلت)  كما أن (عمر بن الخطاب) كسب مكاسب حسنة من تجارته في غزة. ثم أن قافلة قريش التي كانت بقيادة أبي سفيان والتي اعترضها المسلمون في (غزوة بدر) كانت قادمة من غزة، وذكر القزويني انه روي عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قوله ( أُبشركم بالعروسين غزة وعسقلان) وهذا دلالة على قيمة غزة وأهميتها في تلك الفترة حيث يبشر الرسول الكريم المسلمين بفتحها. 

دخل الإسلام غزة في عهد الخليفة (أبو بكر الصديق) عندما فتحها (عمرو بن العاص) عام 634م، ونظرا لموقعها التجاري وقربها من البحر فقد ازدهرت ونمت وظلت من الثغور الإسلامية الهامة في العصور الإسلامية المختلفة.

ولد بها الإمام الشافعي احد الأمة الأربعة للمذهب السني، وفي القرن الثامن الميلادي عانت غزة كثيرا من تطاحن القبائل العربية لكنها بعد كل حصار وهدم كانت تنهض وترمم ما تهدم منها.

استولى عليها الصليبيين بعد تدميرها لكنهم عادوا ورمموها وبنوا فيها كنيستين وبنوا فيها حصناً أقطعوه فرسان الهيكل حتى يدافعوا عن المدينة.
 
استعادها صلاح الدين الأيوبي سنة 1170م ماعدا حصن الهيكل الذي لم يسقط في يد الجيوش الإسلامية إلا بعد معركة حطين عام 1187م، غير أن الملك (ريتشارد قلب الأسد) استطاع أن يسترجعها وان يحتمي فيها لكنه اضطر إلى الانسحاب منها وتسليمها للمسلمين في عهد المماليك. وقد اهتم بها المماليك وجعلوا منها مركز نيابة ورمموا العديد من المساجد والجوامع  وشيدوا المقامات والمزارات والبيمارستانات والحمامات، وعندما انتصر السلطان العثماني (سليم الأول) على المماليك في معركة (مرج دابق) أصبحت بلاد الشام وفلسطين ومن ضمنها غزة تحت الحكم العثماني. و عندما قاد (نابليون بونابرت) حملته إلي مصر واحتلها،  توجه لاحتلال بلاد الشام فكانت غزة أولى المدن الفلسطينية التي احتلها حيث دخلها عام 1699م وعمل بها المذابح ثم توجه إلى يافا وعندما فشل في احتلال عكا انسحب من بلاد الشام وعادت غزة للحكم العثماني. وعندما أراد والي مصر (محمد علي باشا)أن يضم بلاد الشام إلى حكمه أرسل أبنه (إبراهيم باشا) علي رأس جيش إلى بلاد الشام عام1831م وكانت غزة أولى المدن التي يحتلها إلا أنه عاد وانسحب منها بعد فشل الحملة وعادت للحكم العثماني مرة ثانية  وبقيت كذلك حتى عام 1917م حيث أصبحت تحت الانتداب البريطاني على اثر هزيمة الدولة العثمانية وحلفائها في الحرب العالمي الأولى وبقيت تحت الانتداب البريطاني حتى نكبة فلسطين عام 1948م حيث انحسرت ضمن شريط ضيًق سمي باسمها (قطاع غزة)وانفصلت عن الأم فلسطين وحسب اتفاقية الهدنة عام1949م بين العرب وإسرائيل أصبح قطاع غزة تحت الإدارة المصرية. وأثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م احتل الجيش إسرائيلي قطاع غزة وصحراء سيناء، ثم انسحب منها بعد ستة أشهر وعادت مرة أُخرى للإدارة المصرية واستمرت كذلك إلى أن احتلتها إسرائيل بعد حرب حزيران (حرب الأيام الستة) وعانت كبقية المدن الفلسطينية من صلف الاحتلال وتعنته، انسحبت منها إسرائيل ضمن اتفاقية (أوسلو) عام 1994م وبدأت غزة مرحلة جديدة من حياتها وبدأت تستعيد ماضيها وتتوسع وتكبر، وأصبحت مقر السلطة الوطنية الفلسطينية في القطاع ومقر الرئيس ووزارات السلطة ومؤسساتها المختلفة ومقر المجلس التشريعي الفلسطيني ومقار البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية، وتضم غزة جامعتان هما :
الجامعة الإسلامية، وجامعة الأزهر بالإضافة إلى كلية التربية الحكومية وفرع لجامعة القدس المفتوحة.

 أهم آثار غزة
 
تعتبر غزة أغنى مدن فلسطين بالمساجد، ومعظم مساجدها أُنشئت في عهد المماليك وأهمها :

جامع هاشم، جامع ابن عثمان، جامع الشيخ زكريا، جامع ابن مروان، الجامع الكبير ، الكنيسة الأرثوذكسية التي تعود للقرن الخامس الميلادي هذا بالإضافة العديد من المواقع الأثرية قرب غزة مثل: تل العجول جنوب المدينة، خربة أم التوت تل الصنم وتل سليمان

هذه غزة بوابة الفاتحين، وجدت مع وجود الزمان، وعانت أهوال كل قتال، كان لها في كل عهد قصة وفي كل معركة تضحيات وشهداء، كم دانت لفاتح، وكم استعصت على جبار، لكنها على كل حال لم تكن ترضى إلا أن تكون حديث الدنيا وقلب الأحداث ، وفي كل مرة تخرج من تحت الدمار لتعود من جديد.

 أهم أحداث غزة التاريخية

  • 3000 ق.م. نزل المعينيون وادي غزة ،وأسسوا بها مركزا لتجارتهم.

  • القرن 15ق.م. سيطرت مصر الفرعونية على غزة وأصبحت غزة العاصمة الإدارية للحكم المصري في بلاد الشام. 

  • 332ق.م. استولى علها الإسكندر المقدوني الأكبر.

  • 302 ق.م. أصبحت من نصيب القائد بطليموس بعد موت الإسكندر المقدوني وتقسيم مملكته.

  • 63 ق.م. احتلها القائد الروماني (بومبي) وضمها إلى ولاية سوريا الرومانية.

  • 634 م. الفتح الإسلامي لغزة بقيادة عمرو بن العاص.

  • 767 م. ولد فيها الإمام الشافعي.

  • 1100م. احتلها الصليبيين في عهد ملك القدس (بلدوين).

  • 1170 م. استعادها صلاح الدين الأيوبي عدا حصن الفرسان.

  • 1291 م. التطهير النهائي لغزة من الصليبيين مع بقية فلسطين وخضوعها لحكم المماليك.

  • 1516 م. خضعت غزة للعثمانيين بعد انتصارهم على المماليك.

  • 1600-1662 م. سيطرة آل رضوان وهم أمراء عرب على غزة برغم السيادة العثمانية.

  • 1799 م. احتلها القائد الفرنسي (نابليون بونابرت).

  • 1831 م. احتلها إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا والي مصر.

  • 1917 م. خضعت غزة للانتداب البريطاني.

  • 1949 م. أصبحت غزة تحت الإدارة المصرية.

  • 1956 م. العدوان الثلاثي على مصر واحتلال الجيش الإسرائيلي لغزة.

  • 1957 م. انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة وعودتها للإدارة المصرية. 

  • 1967 م. الاحتلال الإسرائيلي لغزة بعد حرب الأيام الستة.

  • 1994 م. أصبحت غزة مقر السلطة الوطنية الفلسطينية بعد انسحاب إسرائيل منها.


 المراجع

  • بلادنا فلسطين: مصطفى مراد الدباغ

  • فلسطين أرض و تاريخ: محمد سلامة النحال

  • موجز تاريخ العالم: تأليف هــ. ج. ويلز
    (ترجمة عبد العزيز توفيق جاويد)

بحث : حسنية عوض