مقتطفات
من
الكتاب
لعبة
الأمم:
لعبة
غريبة
تختلف عن
غيرها من
الألعاب
المعروفة
-
كالبوكر،
والحرب،
والتجارة
– في
مجالات
عديدة.
أولاً
:
أن لكل
لاعب
أهدافه
الخاصة
والتي لا
تتفق
وأهداف
الآخرين..
وتشكل
ربحا لا
يجنيه
الا هو
نفسه.
ثانيا
:
أن هذا
اللاعب
مجبر
بطبيعة
محيطه
على
التحرك
في
اللعبة
التي لا
شأن لها،
احيانا،
مع الربح
وكثيرا
ما تبدل
الكسب
المنتظر
وتحوله
إلى
خسائر
فادحة.
ثالثا:
ليس في
لعبة
الأمم من
رابح
واحد بل
الخسارة
هي
المسيطرة.
ومهما
مني
اللاعب
نفسه
بأرباح
طائلة
فان
خسارته
قد تتغلب
في
النهاية.
ان هدف
اللاعبين
العام في
«لعبة
الامم»
هو
المحافظة
على
استمرار
اللعبة،
وتوقفها
يعني
الحرب
المحتم.
من
محاضرة
لـ زكريا
محيي
الدين
(نائب
رئيس
الجمهورية
العربية
المتحدة
سابقا)
إلى طلبة
الكلية
الحربية
المصرية
في مايو
1962.
مقدمة
المؤلف:
ما هي
الاسباب
التي
حملت كلا
من
البريطانيين
والمصريين
حتى
ينقضوا
الاتفاقيات
المتبادلة
فيما
بينهم
مما ادى
إلى نقاش
عام
1954؟
ماذا نتج
عن سقوط
مصدق في
إيران؟
ما الذي
جعل
الناصريين
يترأسوا
الحرب
الأهلية
في لبنان
سنة 1958
وعلى
مرأى من
البحريين
الأميركيين؟
لماذا
تباطأ
ناصر في
الحرب مع
إسرائيل
في الوقت
الذي كان
الخطر
يمنيه
بالنصر
مع العلم
انه
استشار
قواده في
مايو سنة
1967
وكان
مهيئاً
لها؟ ان
المؤرخين
يصرفون
النظر عن
هذه
الأسرار
وغيرها
الا في
الحالات
النادرة،
لانهم
يرفضون
العبارة
القائلة:
«القصة
تولد
القصة»
أو
«الحدث
يولد
الحدث»
ويتريث
الدبلوماسيون
الذين
كتبوا
سيرة
الأحداث
أحيانا
لاعتبارات
سرية
وأحيانا
أخرى لأن
الإفصاح
عن أحداث
بكاملها
يعتبر
مضرا
بالشعوب،
وعندما
كنت اعد
هذا
الكتاب
اطلعت
بعض
الدبلوماسيين
على
مسودته
فانحى
علي
باللائمة
لاني
(كشفت عن
أشياء
كان
الأجدر
أن تنسى)
وحفاظا
على سمعة
وطني
وسمعة
الجهاز
الذي
أعمل
فيه..
ولكني
عارضته
كليا
ورفضت
الأخذ
بآرائه.
أولاً
:
لاني اشك
في ان
المواطنين
الاذكياء
قد
يأخذون
بوجهة
نظر قادة
دولتنا
وخاصة ما
علموه،
مثلا، من
كتاب
روبرت
كندي حول
الأزمة
الكوبية
في عام
1962.
كان كندي
يودنا أن
نصدق أن
قرارات
حكومتنا
في هذه
الحالة
صبغت
بواسطة
رجالنا
الأذكياء،
وأن
هؤلاء
يعملون
ويصارعون
من أجل
المستقبل
والحفاظ
على
الجنس
البشري،
يجلسون
ساعات
طوال في
قاعة
فسيحة في
البيت
الأبيض
يفلسفون
ميراثنا
ومثلنا
العليا،
فان هم
استطاعوا
التأثير
على
مجموعة
وجعلها
تسير في
ركابهم،
لفعلوا،
الا أن
هناك
مجموعات
عديدة
تفلت من
ايديهم.
وهنا
يحدث
تضارب في
الآراء
ينجم عنه
الشقاق
في
المجتمع
سيؤدي
إلى تفكك
في
الأهداف
والمبادئ
التي
يعمل من
أجلها كل
مواطن.
واحيانا
تكون
النظريتان
على طرفي
نقيض..
انما
يستطيع
الرئيس
إحداث
تغيير،
احيانا،
في الجهة
الأليفة
من
القضية.
وهذا
يبدل
نظرة
اساسية
في
المسائل
كلها
وخاصة من
حيث
جذرية
الموضوع
وعمق
أهدافه.
ولكن
ماذا
يحدث
عندما
تكون
المسألة
مسألة
حياة
وطنية؟
وهنا
يدخل دور
الدبلوماسية..
فعندما
يفخر
مواطنونا
في
الجبهة
القوية
من قوة
الأخلاق
التي
تقدمها
امتنا،
عندئذ
فقط
يمكنهم
الخلود
إلى
النوم
والراحة
واثقين
من أن
خلف هذه
الجبهة
اناس
يعملون
فعليا
وقادرين
على دحر
السوفيات
والرد
على
الخيانة
بخيانة
مثلها.
اننا
نعمل
مؤمنين
بالشرف
وهدفنا
الأعلى
ما قاله
بنجامين
فرانكلين:
«انها
احسن
سياسة».
والسياسة،
منطقيا،
هي تقديم
للأحداث
وليست
انتهاكا
لحرمة
القانون.
لم يكن
للسفارات
الأميركية
والبريطانية
أي مجال
للتعاون
مع
الأحزاب
الشيوعية
العربية
بعد أن
انتهى
شهر
العسل
الطويل
بين
السوفيات
وبين
الاستعمار
البريطاني
والامبريالية
الأميركية
لذلك
لجأت
السفارات
البريطانية
والأمريكية
في عالم
العرب
إلى
تشكيل
طوابير
يسارية
عربية
جديدة -
المفروض
فيها أن
لا تكون
من أولاد
موسكو في
الأحزاب
الشيوعية
العربية
- بل
تكون من
نوع
يساري لا
يخضع
لسلطة
السوفيات
في أجهزة
الكومنفورم
والمخابرات
السوفياتية.
واشترك
اليهود
المواطنون
في
البلاد
العربية
مع
السوفيات
أول
الأمر
ومع
السفارات
البريطانية
والأمريكية
في
اختيار
العناصر
اليسارية
العربية
التي
فيها
مادة
تقدمية
تصلح
لمحاربة
الرجعية
العربية.
ألم يكن
منطق
السوفيات
واليهود
في عام
النكبة
الفلسطينية
بأن
المعارضين
للتقدمية
الإسرائيلية
هم مع
العناصر
الرجعية
العربية
البغيضة؟
هذه
العناصر
الرجعية
العربية
كان
المفروض
أنها
محسوبة
على
الاستعمار
البريطاني
والامبريالية
الاميركية.
والخلاف
فقط بين
السوفيات
وبين
البريطانيين
والأمريكان
كان على
اختيار
الخيول
العربيه
التقدمية
الصالحة
للإطاحة
بالعناصر
الرجعية
العربية.
وحرص
ستالين
على
المراهنة
على
الخيول
الشيوعية
العربية
– وهي
خيول
هزيلة لا
تجيد حتى
معرفة
اللغة
العربية
المعقولة
- لأنها
كانت من
الأقليات
ومن
انصاف
الاميين.
بينما
نشطت
السفارات
البريطانية
والأمريكية
لاختيار
خيول
عربية
أخرى من
نموذج
الذين
أسسوا
حزب
البعث في
دمشق..
أو الذين
أسسوا
الخلايا
اليسارية
غير
الشيوعية
في مصر
والعراق
والسودان.
وكتاب
«لعبة
الأمم»
محصور في
النشاط
الأمريكي
ومراهنته
على هذه
الخيول
التقدمية
العربية..
أما
النشاط
البريطاني
فلا زال
في
الكتمان
-
وبانتظار
أن تطرد
وزارة
الخارجية
البريطانية
موظفا أو
أكثر من
خدمتها -
ليلتحق
باحدى
مكاتب
العلاقات
العامة
ويحصل
على عقد
من أية
حكومة
عربية
لخدمتها
في صفة
العلاقات
العامة.
ومع أن
في
استطاعة
المخابرات
البريطانية
أن تختار
آنئذ
أجود
الخيول
العربية
العسكرية
لاحداث
انقلابات
انكشارية
لان معظم
الجيوش
العربية
كانت
آنئذ من
تربية
البريطانيين..
الا ان
العقلانية
البريطانية
اختارت
ان لا
تراهن
على
الانكشاريات
العسكرية
العربية
في عملية
التغيير
لأحوال
وقيادات
واقدار
الأمة
العربية.
فالرهان
على
الانقلابات
«الثورية»
كان من
اختصاص
الأميركيين
والسوفيات
–
السوفيات
يراهنون
على
الثورة
بأسلوب
لينين
والاستعانة
بالأحزاب
الشيوعية
المحلية.
.
والتسرب
إلى
نقابات
العمال
والطلبة
والصحف.
أما
الأمريكان
فقد
كانوا
أقل صبرا
وتؤدة من
السوفيات.
فقد
اختار
الأمريكان
الطريق
«الثوري»
واستعمال
الانكشارية
العسكرية..
(وقد حذا
السوفيات
حذو
الأميركان
بعد موت
ستالين..
إنما
الفضل في
الانقلابات
العسكرية
الثورية
هو للعم
سام.
سواء كان
ذلك
للقوالب
الثورية
اليمينية
التي
افتعلها
الأميركان
في
اميركا
اللاتينية.
أو
القوالب
اليسارية
التي
افتعلوها
وساهموا
بها أو
شجعوها
بالمال
وغيره في
بعض
العواصم
العربية.
فصناعة
السياسة
والمواقف
الأمريكية
هي من
نتاج
«القيادة
الجماعية
تماما
مثل
صناعة
السياسة
السوفياتية».
فوزارة
الخارجية
لا تصنع
السياسة
الأميركية
ولا يمكن
أن تصفها
بمفردها..
فهناك
مركز
القوى في
البيت
الأبيض.
وهناك
مركز
القوى في
مكتب
المخابرات
الأمريكية.
وهناك
مركز
القوى في
البنتاجون
والقيادة
العسكرية.
وهناك
مركز
القوى في
الكونجرس
الأمريكي.
وهناك
مركز
القوى في
قوة
الصحافة
الأمريكية
أو ما
يعرف
باسم
الرأي
العام
الأمريكي.
ومن كل
مراكز
القوى
هذه
تتألف
القيادة
الجماعية
وهي ما
يعرف
بأسم
المجلس
القومي
للأمن
الأمريكي.
ومنه
وحده
يصدر
البت
والقرار
في صلب
المشاكل
والمواقف
والعمليات
الأمريكية
- لا من
وزارة
الخارجية
أو
سفاراتها،
فهي
مكاتب
تنفيذية
محدودة
جدا الا
في
الأعمال
الثانوية.
ويظهر
أيضا في
«لعبة
الأمم»
أن مراكز
القوى
الأمريكية
الأخرى
في
القيادة
الجماعية
لمجلس
الأمن
القومي
في
واشنطن
وجدت بأن
ارتباط
ثورة
ناصر
بالسوفيات
هو حقيقة
ظهرت
جلية بعد
حرب
العدوان
الثلاثي
على قنال
السويس
ورغم
مساهمتنا
في إنقاذ
النظام
الناصري.
تجربتنا
في مصر
أو البحث
عن قائد
في شهر
فبراير
1952،
تألفت
لجنة
اختصاصيين
برئاسة
موظف
كبير في
المخابرات
الأمريكية،
«كيرميت
روزفلت»،
ووضعت
أول
مشروع
جدي من
مشاريع
«لعبة
الأمم».
وأول ما
يقوم
المشروع
في البدء
على أساس
الإعداد
لثورة
بيضاء
يشرف
فيها
الملك
فاروق
شخصيا
على
تصفية
النظام
البرلماني
القديم
القائم
في مصر
وإحلال
نظام آخر
جديد، كل
هذا حتى
يستبعد
بذلك
القوى
الثورية.
ولا ننسى
أن
المخابرات
الأمريكية
علمت
بوجودها
قبل
سنتين
وقد
أصبحت
الآن على
حافة
الغليان
.. واتفق
انه في
حال فشل
هذه
المحاولة،
فلا بد
من البحث
عن
إمكانيات
ووسائل
أخرى ..
وهنا
برزت
مسألة
ثانية هي
البحث عن
الشخص
الواجهة،
وشريطة
ان يكون
هذا
الشخص
قويا
وجميلا،
أو البحث
عن صيغة
أخرى هي
مزيج من
إمكانيات
عديدة.
التحق
روزفلت
بالمخابرات
الأمريكية
بدافع من
هواية
المغامرات.
أما آخر
العمليات
التي قام
بها فهي
المعروفة
بعملية
«اجاكس»
وقد تمت
في أغسطس
1953
وكان قد
نفذها
بمفرده
تقريبا
وبعد أن
تمكن من
التخلص
من حكم
مصدق في
إيران.
سبقت
الثورة
البيضاء
في مصر
سنة 1951
– 1952،
التي
أسندت
مهمتها
إلى
روزفلت،
سبقت
عملية
اجاكس.
كما أن
الملك
فاروق
كان
معجبا
بروزفلت
منذ أيام
الحرب
العالمية
الثانية
وعندما
كان
البريطانيون
يضغطون
عليه
بالسلاح،
وهدفهم
في ذلك
هو
التخلص
من
العناصر
المؤيدة
للمحور
واستبدالها
بوجوه
تختارها
بريطانيا
نفسها.
وأول شيء
فكر فيه
روزفلت
هو أن
يجري
الانقلاب
على
الحكم
البرلماني
وليس على
الملك،
وجاء
رأيه هذا
يخالف
رأي
السفير
الأميركي
في
القاهرة
في ذلك
الوقت
جيفرسون
كافري
والذي
ارتأى ان
يتم
التخلص
من
النظام
كله،
برلمانيا
كان أم
ملكيا.
وبعد عدة
محاولات
قام بها
روزفلت
بالتعاون
مع فاروق
.. ونذكر
منها
قيام
رجلي
الحكم
القويين:
مرتضى
المراغي
وزكي عبد
المتعال
بخلق
ازمة
وزارية،
مع
الإيعاز
إلى
البوليس
السري
بجمع
الادلة،
في نفس
الوقت،
لإثبات
أن
المراغي
وعبد
المتعال
هما من
عملاء
المخابرات
المركزية
الأميركية
وكل هذا
لاستعماله
ضدهما
إذا ما
حاولا
نفيه
عنهما ..
وبعد ذلك
تكليف
نجيب
الهلالي
بتولي
رئاسة
الوزارة
والقيام
بعملية
تنظيف
واسعة
المدى في
الحكومة
ثم نفي
وطرد
كبار
الموظفين
والمرتشين
من
الحكومة
.. لكن
هذه
المحاولات
لم تسفر
عن نتيجة
مما أضطر
روزفلت
إلى أن
يرفع
يديه
للسفير
في مايو
سنة
1952،
مستسلما
ويرضخ
إلى أن
الجيش هو
وحده
القادر
على
مواجهة
الموقف
المتدهور
في مصر
وأن مثل
هذا
الحكم
قادر على
إقامة
علاقات
مع الغرب
وتوفير
جو من
المودة
والتفاهم.
وهكذا لم
يكن هناك
أي بحث
حول ثورة
شعبية أو
ديمقراطية،
بل كان
مفهوما،
منذ
البداية،
أن إدارة
البلاد
سيتولى
الإشراف
عليها
الجيش
ولا يتم
له ذلك
الا بعد
أن يضمن
مساندة
الواعين
من سكان
المدن.
أما بقية
الأنحاء
فستساند
الانقلاب
وتدعمه
بعد أن
يتم.
ناصر ..
حليفنا
المستقل
(قررنا
أن يكون
اللاعب
الجديد
الذي
سنأتي به
..
أهدافه
وسياسته
الخاصة
به)
كان
التقرير
الذي
تحدثنا
عنه في
الفصل
السابق
والذي
رفعه
العميل
كيرميت
روزفلت
إلى مجلس
الكونجرس
الأميركي
عن
النشاط
الذي قام
به في
مصر، قد
كتب
بطريقة
لبقة لا
تثير
الذعر أو
تدعو إلى
الحيرة
والقلق
بين
أعضاء
لجنة
الأبحاث
التابعة
للمجلس
الآنف
الذكر.
كما أن
هذا
التقرير
لم يشمل
الشروح
الواضحة
للجهود
التي
بذلناها
حتى
تمكننا
من إيجاد
زعيم
متعطش
للسلطة،
من طراز
بونابرت،
وقادر
على جمع
شعبه حول
قضية
تتجسد
فيها
الآمال
والمخاوف.
واتسمت
تقارير
روزفلت
الشفهية
بشيء من
الصراحة،
أذ أنه
لم كن
ينتظر من
السياسيين
السريين
الأميركيين
أن
يحرضوه
أو
يلهبوا
حماسه ..
ويمكن ان
نستخلص
شيئًا
واحدا من
اجتماعاته
المتكررة
في مصر
.. وهو
أن أحدهم
هناك، في
مصر، ومن
ذوي
الاتصال
الوثيق
بالضباط
الذين
إجتمع
اليهم
روزفلت،
قد وضع
في حوزته
التخطيطات
التي
تمكنه من
الاستيلاء
على
السلطة
في مصر.
وفي حوزة
ذلك
الشخص،
أيضا، ما
يكفل له
الاستمرار
في سدة
الحكم
مدة
طويلة
الأمد.
وأشار
روزفلت
مؤكدا
صحة
معلوماته
وانه قد
أبلغ
جميع ما
لديه من
ملاحظات
إلى ذلك
الشخص
المشار
اليه
وشدد على
إيجاد
صيغة
تفاهم
متبادل
حين تدعو
الحاجة
إلى ذلك
.. ومن
المؤكد
أن هذا
الشخص
سيفهم
مانريد
بالضبط
.. كما
أنه
سيفهم
اننا على
استعداد
لأن ندفع
المبالغ
الطائلة
في سبيل
تحقيق ما
نريد ..
وقال
روزفلت
في نهاية
تقريره
الشفهي،
ان
المعلومات
التي حصل
عليها من
الضباط
الذين
اجتمع
إليهم
تؤكد له
ان عروضه
باتت
مقبولة
ولا تقبل
النقض
ابدا.
|