تقلد
نجيب
محفوظ منذ
عام
1959حتى
إحالته
على
المعاش
عام 1971
عدة
مناصب
حيث عمل
مديراً
للرقابة
على
المصنفات
الفنية
ثم
مديراً
لمؤسسة
دعم
السينما
ورئيساً
لمجلس
إدارتها
ثم
رئيساً
لمؤسسة
السينما
ثم
مستشاراً
لوزير
الثقافة
لشئون
السينما.
بدأ
نجيب محفوظ كتابة القصة القصيرة عام 1936 . وانصرف إلى العمل الأدبي بصورة شبه
دائمة بعد التحاقه في الوظيفة العامة.
عمل
نجيب محفوظ في عدد من الوظائف الرسمية، ونشر رواياته الأولى عن التاريخ الفرعوني.
ولكن موهبته ستتجلى في ثلاثيته الشهيرة ( بين القصرين، وقصر الشوق،
والسكرية) التي انتهى من كتابتها عام 1952 ولم يتسن له نشرها قبل العام
1956 نظرا لضخامة حجمها.
هو
عضو المجلس الأعلى للثقافة والمجلس القومي للثقافة، نال وسام الاستحقاق من
الدرجة الأولى، ونال جائزة نوبل للأدب سنة1989.
نقل
نجيب محفوظ
في أعماله حياة الطبقة المتوسطة في أحياء القاهرة، فعبر عن همومها وأحلامها
، وعكس قلقها وتوجساتها حيال القضايا المصيرية. كما صور حياة الأسرة
المصرية في علاقاتها الداخلية وامتداد هذه العلاقات في المجتمع.
ولكن هذه الأعمال التي اتسمت بالواقعية الحية لم تلبث أن اتخذت طابعا رمزيا
كما في رواياته " أولاد حارتنا" و "الحرافيش" و "رحلة ابن فطومة".
بين عامي 1952 و 1959 كتب عددا من السيناريوهات للسينما. ولم تكن هذه
السيناريوهات تتصل بأعماله الروائية التي سيتحول عدد منها إلى الشاشة في
فترة متأخرة.
ومن هذه الأعمال " بداية ونهاية" و" الثلاثية" و" ثرثرة فوق النيل" و" اللص
والكلاب" و" الطريق ".
صدر له ما يقارب الخمسين مؤلفا من الروايات والمجموعات القصصية..
ترجمت معظم أعمال
نجيب محفوظ
إلى
33 لغة في العالم
:
-
مصر
القديمة
(ترجمة)
(1932)
-
همس
الجنون
(مجموعة
قصصية)
(1938)
-
عبث
الأقدار
(رواية
تاريخية
)
(1939)
-
رادوبيس
(رواية
تاريخية
)
(1943)
-
كفاح
طيبة
(رواية
تاريخية
)
(1944)
-
القاهرة
الجديدة
(رواية)
(1945)
-
خان
الخليلى
(رواية)
(1946)
-
زقاق
المدق
(رواية)
(1947)
-
السراب
(رواية)
(1948)
-
بداية
ونهاية
(رواية)
(1949)
-
بين
القصرين
(رواية)
(1956)
-
السكرية
(رواية)
(1957)
-
قصر
الشوق
(رواية)
(1957)
-
اللص
و
الكلاب
(رواية)
(1961)
-
السمان
و
الخريف
(رواية)
(1962)
-
دنيا
الله
(مجموعة
قصصية)
(1962)
-
الطريق
(رواية)
(1964)
-
الشحاذ
(رواية)
(1965)
-
بيت
سئ
السمعة
(مجموعة
قصصية)
(1965)
-
ثرثرة
فوق
النيل
(رواية)
(1966)
-
أولاد
حارتنا
(رواية)
(1967)
-
ميرامار
(رواية)
(1967)
-
تحت
المظلة
(مجموعة
قصصية)
(1969)
-
خمارة
القط
الاسود
(مجموعة
قصصية)
(1969)
-
حكاية
بلا
بداية
ولا
نهاية
(مجموعة
قصصية)
(1971)
-
شهر
العسل
(مجموعة
قصصية)
(1971)
-
المرايا
(رواية)
(1972)
-
الحب
تحت
المطر
(رواية)
(1973)
-
الجريمة
(مجموعة
قصصية)
(1973)
-
الكرنك
(رواية)
(1974)
-
حكايات
حارتنا
(رواية)
(1975)
-
قلب
الليل
(رواية)
(1975)
-
حضرة
المحترم
(رواية)
(1975)
-
ملحمة
الحرافيش
(رواية)
(1977)
-
الشيطان
يعظ
(مجموعة
قصصية)
(1979)
-
الحب
فوق
هضبة
الهرم
(مجموعة
قصصية)
(1979)
-
عصر
الحب
(رواية)
(1980)
-
أفراح
القبة
(رواية)
(1981)
-
الباقى
من
الزمن
ساعة
(رواية)
(1982)
-
ليالى
ألف
ليلة
(رواية)
(1982)
-
رأيت
فيما
يري
النائم
(مجموعة
قصصية)
(1982)
-
رحلات
ابن
فطومة
(رواية)
(1983)
-
أمام
العرش
(حوار
بين
الحكام)
(رواية)
(1983)
-
التنظيم
السرى
(مجموعة
قصصية)
(1984)
-
العائش
فى
الحقيقة
(رواية)
(1985)
-
يوم
مقتل
الزعيم
(رواية)
(1985)
-
حديث
الصباح
و
المساء
(رواية)
(1987)
-
صباح
الورد
(مجموعة
قصصية)
(1987)
-
قشتمر
(رواية)
(1988)
-
الفجر
الكاذب
(مجموعة
قصصية)
(1988)
-
عجائب
الأقدار
:
ميسرة
(التبسيطات)
(1989)
-
أمام
العرش
:
مبسطة
وميسرة
(التبسيطات)
(1990)
-
كفاح
طيبة:
مبسطة
و
ميسرة
(التبسيطات)
(1990)
-
كفاح
أحمس:
مبسطة
و
ميسرة
(التبسيطات)
(1990)
-
أصداء
السيرة
الذاتية
(مجموعة
قصصية)
(1995)
-
القرار
الأخير
(مجموعة
قصصية)
(1996)
-
وطني
مصر
(رواية)
(1997)
-
صدى
النسيان
(مجموعة
قصصية)
(1999)
-
فتوة
العطوف
(مجموعة
قصصية)
(2001)
-
أحلام
فترة
النقاهة
(مجموعة
قصصية)
(2004)
* * *
كلمة
نجيب
محفوظ
عند
تسلمه
جائزة نوبل للآداب :
سيداتي، سادتي
فى البدء أشكر الأكاديمية السويدية ولجنة نوبل
التابعة لها على التفاتها الكريم الاجتهادى المثابر الطويل وأرجو أن
تتقبلوا بسعة
صدر حديثى إليكم بلغة غير معروفة لدى الكثيرين منكم، ولكنها هى الفائز
الحقيقى
بالجائزة، فمن الواجب أن تسبح أنغامها فى واحتكم الحضارية لأول مرة. وإنى
كبير
الأمل ألا تكون المرة الأخيرة، وأن يسعد الأدباء من قومى بالجلوس بكل جدارة
بين
أدبائكم العالميين ا لذين نشروا أريج البهجة والحكمة فى دنيانا المليئة
بالشجن
سادتي
أخبرنى
مندوب جريدة أجنبية فى القاهرة بأن لحظة إعلان
اسمى مقرونا بالجائزة ساد الصمت وتساءل كثيرون عمن أكون ـ فاسمحوا لى أن
أقدم لكم
نفسى بالموضوعية التى تتيحها الطبيعة البشرية. أنا ابن حضارتين تزوجتا فى
عصرمن
عصور التاريخ زواجا موفقا، أولاهما عمرها سبعة آلاف سنة وهى الحضارة
الفرعونية،
وثانيتهما عمرها ألف وأربعمائة سنة وهى الحضارة الإسلامية. ولعلى لست فى
حاجة إلى
تعريف بأى من الحضارتين لأحد منكم، وأنتم من أهل الصفوة والعلم، ولكن لا
بأس من
التذكير ونحن فى مقام النجوى والتعارف وعن الحضارة الفرعونية لن أتحدث عن
الغزوات وبناء الإمبراطوريات فقد أصبح ذلك من المفاخر البالية التى لا
ترتاح لذكرها
الضمائر الحديثة والحمد لله. ولن أتحدث عن اهتدائها لأول مرة إلى الله
سبحانه
وتعالى وكشفها عن فجر الضمير البشرى. فلذلك مجال طويل فضلا عن أنه لا يوجد
بينكم من
لم يلم بسيرة الملك النبى أخناتون. بل لن أتحدث عن انجازاتها فى الفن
والأدب
ومعجزاتها الشهيرة الأهرام وأبو الهول والكرنك. فمن لم يسعده الحظ بمشاهدة
تلك
الآثار فقد قرأ عنها وتأمل صورها. دعونى أقدمها ـ الحضارة الفرعونية ـ بما
يشبه
القصة طالما أن الظروف الخاصة بى قضت بأن أكون قصاصا، فتفضلوا بسماع هذه
الواقعة
التاريخية المسجلة. تقول أوراق البردى أن أحد الفراعنة قد نما إليه أن
علاقة آثمة
نشأت بين بعض نساء الحريم وبعض رجال الحاشية. وكان المتوقع أن يجهز على
الجميع فلا
يشذ فى تصرفه عن مناخ زمانه. ولكنه دعا إلى حضرته نخبة من رجال القانون.
وطالبهم
بالتحقيق فيما نما إلى علمه، وقال لهم إنه يريد الحقيقة ليحكم بالعدل. ذلك
السلوك
فى رأىى أعظم من بناء إمبراطورية وتشييد الأهرامات وأدل على تفوق الحضارة
من أى
أبهة أو ثراء. وقد زالت الإمبراطورية وأمست خبرا من أخبار الماضى. وسوف
يتلاشى
الأهرام ذات يوم ولكن الحقيقة والعدل سيبقيان مادام فى البشرية عقل يتطلع
أو ضمير
ينبض
وعن الحضارة الأسلامية فلن أحدثكم عن دعوتها إلى إقامة وحدة بشرية فى
رحاب الخالق تنهض على الحرية والمساواة والتسامح، ولا عن عظمة رسولها. فمن
مفكريكم
من كرمه كأعظم رجل فى تاريخ البشرية. ولا عن فتوحاتها التى غرست الآف
المآذن
الداعية للعبادة والتقوى والخير على امتداد أرض مترامية ما بين مشارف الهند
والصين
وحدود فرنسا. ولا عن المآخاة التى تحققت فى حضنها بين الأديان والعناصر فى
تسامح لم
تعرفه الانسانية من قبل ولا من بعد. ولكنى سأقدمها فى موقف درامى ـ مؤثر ـ
يلخص سمة
من أبرز سماتها. ففى إحدى معاركها الظافرة مع الدولة البيزنطية ردت الأسرى
فى مقابل
عدد من كتب الفلسفة والطب والرياضة من التراث الإغريقى العتيد. وهى شهادة
قيمة
للروح الإنسانى فى طموحه إلى العلم والمعرفة. رغم أن الطالب يعتنق دينا
سماويا
والمطلوب ثمرة حضارة وثنية
قدر لى يا سادة أن أولد فى حضن هاتين الحضارتين.
وأن أرضع لبانهما واتغذى على أدابهما وفنونهما. ثم ارتويت من رحيق ثقافتكم
الثرية
الفاتنة. ومن وحى ذلك كله بالإضافة إلى شجونى الخاصة ـ ندت عنى كلمات.
أسعدها الحظ
باستحقاق تقدير أكاديميتكم الموقرة فتوجت اجتهادى بجائزة نوبل الكبرى.
فالشكر أقدمه
لها باسمى وباسم البناة العظام الراحلين من مؤسسى الحضارت
سادتي
لعلكم تتساءلون: هذا الرجل القادم من العالم الثالث
كيف وجــد من فـراغ البال ما أتاح له أن يكتب القصص
وهو تساؤل فى محله..
فأنا قادم من عالم ينوء تحت أثقال الديون حتى ليهدده سدادها بالمجاعة أو ما
يقاربها. يهلك منه أقوام فى أسيا من الفيضانات. ويهلك آخرون فى أفريقيا من
المجاعة.
وهناك فى جنوب أفريقيا ملايين المواطنين قضى عليهم بالنبذ والحرمان من أى
من حقوق
الانسان فى عصر حقوق الإنسان وكأنهم غير معدودين من البشر. وفى الضفة وغزة
أقوام
ضائعون رغم أنهم يعيشون فوق أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم.
هبوا
يطالبون بأول مطلب حققه الإنسان البدائى وهو أن يكون لهم موضع مناسب يعترف
لهم به.
فكان جزاء هبتهم الباسلة النبيلة ـ رجالا ونساء وشبابا وأطفالا ـ تكسيرا
للعظام
وقتلا بالرصاص وهدما للمنازل وتعذيبا فى السجون والمعتقلات. ومن حولهم مائة
وخمسون
مليونا من العرب. يتابعون ما يحدث بغضب وأسى مما يهدد المنطقة بكارثة إن لم
تتداركها حكمة الراغبين فى السلام الشامل العادل
أجل كيف وجد الرجل القادم
من العالم الثالث فراغ البال ليكتب قصصا؟ ولكن من حسن الحظ أن الفن كريم
عطوف. وكما
أنه يعايش السعداء فأنه لا يتخلى عن التعساء. ويهب كل فريق وسيلة مناسبة
للتعبير
عما يجيش به صدره
وفى هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ الحضارة لا يعقل ولا
يقبل أن نتلاشى أنات البشر فى الفراغ. لا شك أن الإنسانية قد بلغت على
الأقل سن
الرشد. وزماننا يبشر بالوفاق بين العمالقة ويتصدى العقل للقضاء على جميع
عوامل
الفناء والخراب. وكما ينشط العلماء لتطهير البيئة من التلوث الصناعى فعل
المثقفين
أن ينشطوا لتطهير البشرية من التلوث الأخلاقى. فمن حقنا وواجبنا أن نطالب
القادة
الكبار فى دول الحضارة كما نطالب رجال اقتصادها بوثبة حقيقية تضعهم فى بؤرة
العصر.
قديما كان كل قائد يعمل لخير أمته وحدها معتبرا بقية الأمم خصوما أو مواقع
للاستغلال. دونما أى اكتراث لقيمة غير قىمة التفوق والمجد الذاتى. وفى سبيل
ذلك
أهدرت أخلاق ومبادئ وقيم. وبرزت وسائل غير لائقة. وازهقت ارواح لا تحصى.
فكان الكذب
والمكر والغدر والقسوة من آيات الفطنة، ودلائل العظمة. اليوم يجب أنت تتغير
الرؤية
من جذورها. اليوم يجب أن تقاس عظمة القائد المتحضر بمقدار شمول نظرته
وشعوره
لمسئولية نحو البشرية جميعا. وما العالم المتقدم والثالث إلا أسرة واحدة،
يتحمل كل
إنسان مسئوليتة نحوها بنسبة ما حصل من علم وحكمة وحضارة. ولعلى لا أتجاوز
واجبى إذا
قلت لهم باسم العالم الثالث: لا تكونوا متفرجين على مآسينا ولكن عليكم أن
تلعبوا
فيها دورا نبيلا يناسب أقداركم. إنكم من موقع تفوقكم مسئولون عن أى انحراف
يصيب أى
نبات أو حيوان فضلا عن الإنسان فى أى ركن من أركان المعمورة. وقد ضقنا
بالكلام وآن
أوان العمل. آن الأوان لإلغاء عصر قطاع الطرق والمرابين. نحن فى عصر القادة
المسئولين عن الكرة الأرضية. انقذوا المستبعدين فى الجنوب الإفريقى. انقذوا
الجائعين فى إفريقيا. انقذوا الفلسطينيين من الرصاص والعذاب بل انقذوا
الإسرائيليين
من تلويث تراثهم الروحى العظيم. انقذوا المديونين من قوانين الاقتصاد
الجامدة.
والفتوا أنظارهم إلى أن مسئوليتهم عن البشر يجب أن تقدم على التزامهم
بقواعد علم
لعل الزمن قد تجاوزه
سادتي
معذرة. أشعر بأنى كدرت شيئا من صفوكم ولكن ماذا
تتوقعون من قادم من العالم الثالث. أليس أن كل إناء بما فيه ينضح؟
ثم أين
تجد أنات البشر مكانا تتردد فيه إذا لم تجده فى واحتكم الحضارية التى غرسها
مؤسسها
العظيم لخدمة العلم والأدب والقيم الإنسانية الرفيعة؟ وكما فعل ذات يوم
برصد ثروته
للخير والعلم طلبا للمغفرة فنحن ــ أبناء العالم الثالث ــ نطالب القادرين
المتحضرين باحتذاء مثاله واستيعاب سلوكه ورؤيته
سادتي
رغم كل ما يجرى حولنا فإننى ملتزم بالتفاؤل حتى
النهاية. لا أقول مع الفيلسوف كانت إن الخير سينتصر فى العالم الآخر. فإنه
يحرز
نصرا كل يوم. بل لعل الشر أضعف مما نتصور بكثير. وأمامنا الدليل الذى لا
يجحد.
فلولا النصر الغالب للخير ما استطاعت شراذم من البشر الهائمة على وجهها
عرضة للوحوش
والحشرات والكوارث الطبيعية والأوبئة والخوف والأنانية. أقول لولا النصر
الغالب
للخير ما استطاعت البشرية أن تنمو وتتكاثر وتكون الأمم وتكتشف وتبدع وتخترع
وتغزو
الفضاء وتعلن حقوق الإنسان: غاية ما فى الأمر أن الشر عربيد ذوصخب ومرتفع
الصوت وأن
الإنسان يتذكر ما يؤلمه أكثر مما يسره. وقد صدق شاعرنا أبو العلاء عندما
قال :
إن حـــزنا ســاعة المـــوت
:: أضعاف سرور ساعة الميلاد
سادتي
أكرر الشكر وأسألكم العفو
الخميس :
31 من
أغسطس
سنة 2006
.. وافته
المنية
فى
القاهرة