صعودًا
وهبوطًا
صعدت أسهم "أبل" سريعًا إلى القمة ففي عام
1980 وبعد طرحها لأسهمها في اكتتاب عام أولي
بسعر 22 دولار للسهم، قفزت لتصبح 29 دولار
وأصبحت قيمة " أبل " السوقية تقدر بـ 1.2
مليار دولار، وكان جوبز مساهم رئيسي بالشركة
بحصة تقدر بـ 15% من الأسهم.
استمر جوبز في سعيه من أجل التطور وابتكار
التكنولوجيا، فأنتجت الشركة "أبل 3" ولكن لم
يكتب له النجاح فتم استعادة الكمية الأولى منه
من السوق، بسبب بعض العيوب التقنية به.
وبما أن لكل تكنولوجيا منافسيها قامت شركة
"IBM " بإنتاج الكمبيوتر الشخصي وبالفعل أصبحت
بمنتجها منافس قوي لشركة جوبز، والذي قام
بدوره بشن حملة شرسة من أجل المحافظة على
موقعه في سوق التكنولوجيا.
في عام 1982 سعى جوبز من اجل إقناع جون سكولي
من شركة "بيبسي" ليكون المدير التنفيذي لـ
"أبل" وتم طرح جهاز جديد في السوق باسم "ليزا"
وعلى الرغم من التقنية العالية لهذا الجهاز
إلا أنه عانى من الفشل نظراً لسعره المرتفع،
عقب ذلك سارع جوبز من أجل تطوير جهاز "ليزا"
فتم استخدام نفس التكنولوجيا ولكن بصورة أبسط
وجاء عام 1984 ليشهد انطلاقة أول كمبيوتر "ماكنتوش"
والذي غزا السوق بقوة وحقق الكثير من النجاح.
قرر جوبز عام 1985 أن يترك العمل بمؤسسة "أبل"
الذي يرجع له الفضل في تأسيسها، وقام ببيع
كامل حصته بها، ولم يقف جوبز عند هذا الحد بل
سعى من اجل إنشاء شركة أخرى أسماها "نكست ستيب"
وقد شارك في تمويل هذه الشركة الجديدة كبار
رجال الأعمال والتكنولوجيا مثل الملياردير روس
بيرو وغيره.
في عام 1989 قام جوبز بإنتاج أول كمبيوتر يحمل
اسم "نكست" والذي على الرغم من تفوقه التقني
إلا أنه لم يكتب له النجاح تجاريًا نظرًا
لارتفاع سعره.
تعرض مصنع جوبز الجديد المسمى "نكست" للخسائر
المتتالية مما جعله يغلقه في فبراير 1993،
وتوقف عن تصنيع الكمبيوترات مكتفياً بالبرامج.
العودة
لـ " أبل"
لم تتمكن " أبل " من تحقيق الثبات فأخذت في
الانهيار سريعاً وتقلصت حصتها في السوق بشكل
كبير، وتنقلت من مدير إلى أخر حتى استقرت
رئاسة مجلس الإدارة مع جيلبرت أميليو والذي لم
يجد طوق للنجاة ينقذ به الشركة من الانهيار
سوى
ستيف جوبز،
والذي قام أميليو بدعوته للانضمام لمجس إدارة
"أبل" كمستشار لها عام 1995.
وفي هذا العام تمكنت شركة جوبز "نكست " من
تحقيق أرباحا بعد تأرجحها صعوداً وهبوطاً،
وبدأ تعاون مع قطبي التكنولوجيا بيل جيتس –
الرئيس السابق لمايكروسوفت- وستيف
جوبز
لتصميم برنامج "ويندوز إن تي".
في ديسمبر 1995 قامت شركة "أبل" بشراء شركة
"نكست" بـ 400 مليون دولار، وتم تعين
ستيف جوبز
رئيساً تنفيذياً مؤقتاً لـ "أبل" عام 1997
براتب قدره دولار واحد سنوياً مما أدخله في
مجموعة جينيس للأرقام القياسية كأقل الرؤساء
التنفيذيين تقاضيا للراتب في العالم.
وبعد أن أطلق جوبز كمبيوتر " I mac " عادت
شركة "أبل" مرة أخرى لتلتقط أنفاسها وتستعيد
مكانتها في سوق الكمبيوترات الشخصية مرة أخرى،
وفي يناير 2000 أصبح جوبز رئيساً تنفيذياً
دائماً للشركة، ومالكاً لـ 30 مليون سهم منها،
وصعدت أرباحها سريعًا.
إلى
عالم الكارتون
مرحلة ثانية انتقل إليها جوبز حيث قرر اختراق
عالم الكارتون ولم يبتعد كثيراً عن
التكنولوجيا في ذلك بل وظفها من اجل إضافة
المزيد من الإبهار والروعة عليه، ففي عام 1986
قام بشراء أستديو للرسوم المتحركة من جورج
لوكاس ودفع في هذه الصفقة 10 مليون دولار
فأصبح الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة
لها، وقام بالإبداع في هذا المجال الجديد فدمج
الرسوم المتحركة مع تكنولوجيا الكمبيوتر
الحديثة، وحقق الكثير من النجاح ففازت شركة "بيكسار"
عام 1988 بجائزة الأوسكار عن فيلمها القصير
"تين توي(Tin Toy)" المنفذ بالكامل على
الكمبيوتر.
وجاء جوبز بتكنولوجيته لينقل الرسوم المتحركة
من الشكل التقليدي لها إلى شكل جديد ليحقق
المزيد من الإبهار، وتوالت الأعمال التي
أنتجتها "بيكسار" ووالت ديزني فأصدرت فيلم Toy
Story عام 1995 والذي حقق إيرادات ضخمة، وبعده
A Bug's Life، Toy Story 2، Monsters, Inc،
Finding Nemo، The Incredibles وغيرها العديد
من الأفلام المميزة.
وقد تألقت وازدهرت شركة "بيكسار" بأفلامها
المميزة وطرحت الشركة في اكتتاب في نوفمبر عام
1995 وبيعت أسهمها بـ 22 دولار للسهم صعدت
سريعاً إلى 39 دولار، أمتلك جوبز فقط دولار
ونصف لكل سهم منها وأصبح ملياردير، كما يمتلك
جوبز حصة كبيرة في شركة والت ديزني.
متاجر
"أبل"
سعى جوبز من اجل افتتاح سلسلة متاجر لبيع
منتجات "أبل" وعلى الرغم من التخوف من فتح
محلات لتسويق منتجات الشركات نظرًا لكون
المتاجر من هذا النوع لا تجني أرباح وتشتت
الذهن عن التركيز في تنمية العمل، إلا أن جاءت
محلات "أبل" عبارة عن متحف يضم أروع ما صنعته
"أبل"، كما حرص جوبز على أن ينال كل مشتري قدر
كبير من الرفاهية والتميز أثناء وبعد الشراء،
وكان من المعتاد في سوق الكمبيوتر الأمريكية
أن يقوم العميل بطلب الجهاز أو ما يود شراءه
ثم يصل إليه بعدها بفترة مثل ما كان متبع في
شركة "دل"، إلا أن جوبز قرر تغيير ذلك أيضًا
وأن يأخذ العميل طلبه مجرد أن يطلبه وقال في
ذلك " عندما أشتري شيئا وأعود به إلى أولادي
في البيت، فإني أريد أن أحصل أنا بنفسي على
نظرة الفرحة على وجوه أولادي، لا عامل
التسليم"، وقد نجحت محلات "أبل" في تسويق
منتجاتها وزيادة مبيعاتها وتحقيق أرباح
استثنائية.
ابتكارات
جوبز
عقلية مثل جوبز لا تتوقف عند حد معين بل تسعى
دائمًا من اجل البحث عن الجديد في التكنولوجيا،
ومن الابتكارات التي يرجع الفضل فيها لجوبز هو
ما قدمه عام 2001 وهو جهاز " الأي بود" أو
جهاز الموسيقى المحمول الذي يقوم بتحميل
الأغاني من نوع MP3، وحقق هذا المنتج انتشار
هائل في جميع الأسواق العالمية، وبفكر جوبز
التسويقي المميز تمكن من إقناع معظم شركات
الأغاني بمنحه حقوق تسويق أغانيها على
الإنترنت، واستكمالاً لابتكاراته قدم جوبز
برنامج " أي تونز" وهو برنامج موسيقي رقمي
يبيع الأغاني ويحملها على "الأي بود" عبر
الإنترنت.
عندما سئل جوبز ذات مرة عن سر الأفكار
الخيالية التي تتمتع بها آبل قال "إن من يعمل
في الشركة ليسوا فقط مبرمجين بل رسامين وشعراء
ومصممين ينظرون للمنتج من زوايا مختلفة
لينتجوا في النهاية ما ترونه أمام أعينكم".
ومن كلام جوبز السابق يظهر لنا السر وراء هذا
النجاح المبهر الذي وصل إليه ووصلت إليه شركته
"أبل".
حياته
الشخصية
تزوج جوبز لورينا باول ، في 18 مارس، 1991.
يترأس حفل الزفاف كان زن الراهب البوذي كوبن
اوتوقاوا تشينو. وكان الزوجان قد انجبا ولدا
وبنتين. جوبز لديها أيضا ابنة، ليزا، جوبز
(مواليد 1978)، من علاقته مع منطقة خليج
Brennan.She كريسان برينان أثار ابنتهم لفترة
وجيزة على الرفاه عندما نفى جوبز الأبوة من
خلال الزعم أنه كان عقيم، وأنه اعترف في وقت
لاحق ان ليزا ابنته
وقد اختارته مجلة Inc شخصية العقد من 1980 إلى
1989، وقامت مجلة "تايم" باختياره كأكثر
الشخصيات مخاطرة لعام 1982، كما اختيرت شركة
"أبل" الأسرع في دخول Fortune 500 في الولايات
المتحدة، كما تصدرت المركز الأول على قائمة
الشركات العالمية الخمسين الأكثر ابتكاراً في
العالم ثلاث مرات، وحصلت على جائزة "بزنس ويك"
العالمية.
الاستقالة
قدم
ستيف جوبز
استقالته من منصبه كمدير تنفيذي في أغسطس 2011
عن عمر يناهز 56 عاماً. وقال في رسالته التي
أرسلها لمجلس إدارة الشركة:
«كنت أقول دائماً بأن لو حدث وأتى يوم لم أعد
فيه أهلاً للواجبات والتوقعات التي تقع على
كاهلي كمدير تنفيذي لأبل، سأكون أول من يعلمكم
بذلك. مع الأسف، هذا اليوم قد حل. وامتثالاً
لهذا الالتزام، ها أنا أقدم استقالتي من منصب
المدير التنفيذي في أبل. وأحب أن أخدم، إن رأى
المجلس ذلك ملائماً، كرئيس للمجلس، مدير وموظف
لصالح أبل. وحيث ما ذهبتم في مسألة من
سيعبقني، فأوصي بقوة بإتمام خططنا للخلافة
والقيام بوضع تيم كوك في هذا المنصب. أؤمن بأن
أكثر أيام أبل إبتكاراً وإشراقاً لا زالت
أمامها. وأتطلع لمشاهدتها والمساهمة في نجاحها
من منصب جديد. لقد صنعت أفضل صداقات حياتي في
أبل، وأشكرهم جميعاً على كل تلك السنين
الكثيرة التي كنا قادرين فيها على العمل
معاً» –
ستيف جوبز.(15)
يذكر أن
ستيف جوبز
كان في إجازة مرضية قبل تقديم استقالته منذ
يناير 2011 حيث خضع لعملية زرع كبد. وكان قد
نجا من مرض السرطان عام 2004.
وفاته
في منتصف عام 2004، أعلن جوبز لموظفيه
أنه قد تم تشخيص حالته بأنه مصاب بورم
سرطاني في البنكرياس ومستقبل هذا
المرض عادة ما يكون سيئاً للغاية؛
جوبز ومع ذلك، ذكر أن لديه نوعًا
نادرًا من سرطان البنكرياس، أقل
عدوانية. وبعد رفضه فكرة التدخل الطبي
التقليدي والشروع في اتباع نظام غذائي
خاص لاحباط هذا المرض. قرر
ستيف
استئصال البنكرياس و الإثنى عشري (أو
"إجراء يبل") في يوليو 2004 في عملية
تكللت بالنجاح. على ما يبدو لم يتعالج
ستيف
بالعلاج الكيمائي أو الإشعاعي. وفي
فترة غياب "
جوبز
"،أدار الشركة مدير المبيعات
والعمليات حول لعالم في أبل، تيمثوي
دي دوك. (17) On |
|
في 5 أكتوبر 2011 أصدرت أسرته بياناً تقول
"اليوم،
ستيف جوبز
مات بسلام.صدر بيان منفصل (آبل) قائلا ان توفى
"نحن نشعر بحزن عميق ليعلن أن
ستيف جوبز
وافته المنية اليوم.
ستيف
تألق، والعاطفة والطاقة كانت مصدرا للابتكارات
لا تعد ولا تحصى التي تثري وتحسين حياتنا
جميعا، والعالم هو أفضل بما لا يقاس بسبب
ستيف.
حب أعظم إنجازاته كان لبلده الزوجة ، لورين،
وعائلته. قلوبنا عليهم وعلى جميع الذين كانوا
لمسها من قبل مواهبه الاستثنائية ".
أيضا في 5 أكتوبر 2011 ، استقبل موقع أبل مع
شركات زوار صفحة بسيطة تبين اسم وعمر بجوار
صورة له باللون الرمادي. أدى ذلك إلى أن قراءة
"أبل فقدت رجلاً ذا بصيرة وعبقرية خلاقة، وخسر
العالم إنساناً مذهلاً. نحن الذين كنا محظوظين
بما يكفي لمعرفته والعمل معه قد فقدنا صديقاً
عزيزاً وقدوة ملهمة.
ستيف
خلف وراءه شركة ما كان أحد سواه ليتمكن من
بنائها، وروحه ستظل أبدا أساس أبل". كما تم
نشر عنوان البريد الالكتروني للجمهور لمشاركة
ذكرياتهم، تعازيهم، وخواطرهم. ترك
ستيف
وراءه زوجته،
لورين،
التي كان زوجاً لها لمدة 20 عاما، أطفالهما
الثلاثة، وطفل رابع، ليزا برينان، جوبز، من
علاقة سابقة. (18)
المراجع
-
Smithsonian
Oral and Video Histories: Steve Jobs.
-
Apple - Press Info - Bios - Steve Jobs
-
The Walt Disney Company and Affiliated
Companies - Board of Directors
-
The trouble with Steve Jobs
-
The Apple World According to Markkula -
An 'Unknown' Co-Founder Leaves After 20
Years of Glory and Turmoil - Biography;
Chronology - NYTimes.com
-
We're All Mac Users Now
-
America's Most Admired Companies: Jobs'
journey timeline - CNNMoney
-
What Steve Jobs did when he was fired
from Apple - Money - DNA
-
خطبة ستيف جوبز: 2- ابحث عما تحبه
-
Pixar History - 1986
-
Disney buys Pixar for $7.4 bn
-
Walt Disney Company - Steve Jobs
Biography
-
Apple Inc.(2011-08-24). "Steve Jobs
Resigns as CEO of Apple". بيان صحفي. وصل
إليه في 2011-08-24.
-
"Steve Jobs Resigns as Apple CEO"وصل
لهذا المسار 2011-08-24.
-
Letter from Steve Jobs
-
http://www.apple.com/
-
http://www.apple.com/stevejobs/
-
http://www.marketwatch.com/story/statement-by-apples-board-of-directors-2011-10-05
|