.

أوسترو عرب نيوز
 
الديـنالطــبالقانونالتعلـيمالتربيـةكومبيوترثقــافـة
آثــارتغذ يـةعلـــومالأدبكتــــب

فارس الرومانسية
يوسف السباعي
(1917 -
1978)

ارتبط دوره بفترة النهضة الثقافية بمصر في الستينات.. بقلمه الرقيق الساخر غزا معظم الاتجاهات الأدبية.. من رومانسية إلى واقعية إلى كوميدية إلى فانتازيا إلى ساخرة.. وواجه الصعوبات بابتسامته الساحرة ..

هو الأديب الحالم خفيف الظل يوسف السباعي .

  بداية
في حارة الروم بالدرب الأحمر ولد يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي .. في 10 يونيو 1917، والده هو الأديب محمد السباعي .. الذي كان من رواد النهضة الأدبية الحديثة في مصر .

 

ظهرت موهبته الأدبية في مرحلة مبكرة من حياته، وقد تأثر في بداية حياته بالبيئة التي نشأ فيها بجانب مواهبه الطبيعية.
 
بدأ بعد ذلك في محاولة الكتابة فكانت على شكل مقتطـفات شعـرية وزجلية وقصصية إلى أن نشرت أول قصة له في مجلة " المجلة " و " المجلة الجديدة "  .. وهو طالب في المدرسة الثانوية عام 1933 واستمر في مواصلة حياته الدراسية فكان له نشاط رياضي حيث رأس فريق الهوكي بمدرسته .

 

نشر أول قصة قصيرة وهو طالب بالمرحلة الثانوية في السادسة عشر من عمره بمجلة "مجلتي" بعنوان " تبت يدا أبي لهب وتب " .. وتبع ذلك مساهماته لـ الإمام .

 

 رحلة الحياة

  • تخرج من الكلية الحربية عام 1937م ضابطا بسلاح الفرسان .

  • عاد للكلية الحربية عام 1942 مدرسا لمادة التاريخ العسكري .

  • تولي العديد من المناصب منها تعيينه في عام 1952 مديرا للمتحف الحربي.

  • حصل على دبلوم معهد الصحافة من جامعة القاهرة .

  • تقاعد عن الخدمة العسكرية .. بعد وصوله لرتبة عميد .

 مناصب

  • شغل عدة مناصب ففي عام 1959 تولى منصب سكرتير عام المحكمة العليا .

  • السكرتير العام لمؤتمر الوحدة الآفروأسيوية

  • وأنتخب سكرتيرا عاماً لمؤتمر شعوب آسيا وأفريقيا اللاتينية عام 1966م .

  • وفي نفس العام عين عضوا متفرغا بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير .

  • تم إصدار العديد من المجلات تحت إشرافه مثل الأدباء العرب والرسالة الجديدة، والقصة.

  • في عام 1965 تولي منصب رئيس تحرير مجلة أخر ساعة

  • ورئيس مجلس إدارة دار الهلال عام 1971م

  • كان وراء انشأ المجلس الأعلى للفنون والأدب "المجلس الأعلى للثقافة حالياً"

  • انتخب رئيسا فخريا لجمعية كتاب ونقاد السينما منذ بدء إنشائها

  • عينه الرئيس أنور السادات في مارس 1973م وزيرا للثقافة

  • ثم اصبح عضوا في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976

  • بينما تم انتخابه نقيب الصحفيين المصريين في عام 1977م .

 جوائز

  • فاز بجائزة الدولة التقديرية في الآداب ورفض استلام الجائزة لأنه كان وزيرا للثقافة في ذلك الحين .

  • ومنح وسام الاستحقاق الإيطالي من طبقة فارس

  • كما حصل على جائزة لينين للسلام عام 1970

  • ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولي من جمهورية مصر العربية، 1976

  • فاز بجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي ( رد قلبي ) و( جميلة الجزائرية(
    وأحسن حوار لفيلم ( رد قلبي (
    وأحسن سيناريو لفيلم ( الليلة الأخيرة(
     

عرضت له السينما المصرية أكثر من قصة أشهرها فيلم " رد قلبي " و " الليلة الأخيرة " .. و " أرض النفاق " و " بين الأطلال " و " إني راحلة " .. وله مسرحية نشرت باسم " أم رتيبة " .
 

 مخضوضة هانم !!
هي دولت طه السباعي .. ابنة عم يوسف وزوجته.. أو هي عايدة في النصف الأول من رواية إني راحلة.. تزوجا بعد قصة حب طويلة بدأت منذ طفولتهم .. كان يطلق عليها يوسف " مخضوضة هانم"

نظراً لخوفها الشديد عليه لدرجة أنها كانت تهرع إليه إذا وجدته واقفاً في شرفة المنزل وتمسك بملابسه خوفاً من سقوطه!!

شيء أخر سبباً لهذه التسمية هو أنها كانت ترفض تماماً سفره بالطائرة وفي إحدى المرات سافر بدون أن يخبرها وعلمت بالخبر من الجرائد بعد عودته فانفجرت بالبكاء متسائلة : ماذا لو سقطت الطائرة!.

في إهداء إليها بإحدى كتبه يقول لها السباعي : " إلي احب من أوفي وأوفي من أحب "

 

 اغتياله

في يوم الجمعة 18 فبراير من عام 1978

اغتيل يوسف السباعي على أيدي رجلين فلسطينيين في العاصمة القبرصية "نيقوسيا"

عندما ذهب إلى هناك على رأس وفد مصري لحضور مؤتمر منظمة التضامن الآفروآسيوي

وكان اغتياله بسبب ما رآه القاتلان خيانة للقضية الفلسطينية بعد ذهاب السادات إلى القدس .

حيث أطلق عليه الإرهابيون الرصاص، الأولى في يده اليمنى التي كتب بها إبداعاته .

ورصاصتين في ظهره ورأسه.

وقد حدثت موجة تعاطف رسمي مع حادثة اغتيال يوسف السباعي .. حيث أطلق السادات وقتها نداء بضرورة تخليد ذكرى السباعي .

 

وقد شكل اغتيال السباعي علاقة فارقة وغامضة وقتها في التعامل مع القضية الفلسطينية .. وأثرت سلباً عليها، وظلت علامات الاستفهام وتساؤلات المثقفين مطروحة حول مغزى الاغتيال

الذي راح ضحيته واحد من أبرز كتاب مصر ووزير ثقافتها ومؤسس نادى القصة واتحاد الكتاب.

 

 أدب السباعي بين الواقعية والرومانسية

" لا تخجل من السؤال عن شئ تجهله .. فخير لك أن تكون جاهلا مرة من أن تظل على جهلك طول العمر .. "

ارتبط دوره بفترة النهضة الثقافية في مصر في الستينات من القرن العشرين وكانت أعماله الأعلى توزيعا فضلا عن تحويلها مباشرة إلى أفلام يصفها نقاد بأنها أكثر أهمية من الروايات نفسها

 

يعد السباعي ظاهرة في الحياة الثقافية المصرية رغم تجنب النقاد التعرض لأعماله فيما عدا مؤرخي الأدب ويكاد ذكره الآن يقتصر على أفلام أخذت عن أعماله ويري الناقد أحمد صالح أن يوسف السباعي ربما يكون الكاتب الوحيد الذي استطاع أن يطرق كل الاتجاهات الأدبية بهذا القدر من الموهبة المتدفقة!

ويوضح أنه لم يحظ باهتمام نقاد الأدب في حياته بسبب سيطرة تيار اليسار علي مجالات الأدب والنقد في ذلك الوقت وهم الذين كانوا يعتبرونه يمينيا وكاتب حواديت! .

وقد أطلق نجيب محفوظ على السباعى لقب "جبرتى العصر"

لأنه سجل بكتاباته الأدبية أحداث الثورة منذ قيامها حتى بشائر النصر في حرب أكتوبر المجيدة عبر أعماله: رد قلبى - جفت الدموع - ليل له آخر - أقوى من الزمن - العمر لحظة

وفي كتاب صدر ببيروت بعنوان " الفكر والفن في أدب يوسف السباعي "

وهو مجموعة مقالات نقدية بأقلام أجيال مختلفة على رأسهم طه حسين

وقد أشرف الكاتب غالي شكري على تقديم هذا الكتاب وإعداده

وأعلن أن أدب يوسف السباعي في مجمله ظاهرة اجتماعية

فمن هنا تنبع الأهمية القصوى في إصدار هذه النماذج

بين دفتي كتاب حول أدب يوسف السباعي .

أما توفيق الحكيم فيصف أسلوب السباعي بأنه سهل عذب باسم ساخر

ويحدد محور كتبه بقوله انه يتناول بالرمز والسخرية بعض عيوب المجتمع المصري

ويتفق فريد أبو حديد مع توفيق الحكيم

فيعلن أن أسلوب السباعي سائغ عذب سهل سليم قوي متين .

ويعرض الدكتور محمد مندور لرواية " السقا مات "

فيعلن أن يوسف السباعي أديب من أدباء الحياة بل من أدباء السوق

التي تعج بالحياة والأحياء وتزدحم بالأشخاص والمهن .

وتعرض بنت الشاطئ لرواية " أرض النفاق " فتعترف إن كثرة أخطاء يوسف السباعي اللغوية

صدمتها في أول الأمر فصرفتها عن قراءة مؤلفاته

لكنها حين قرأت أرض النفاق اضطرت أن تغير رأيها .


مؤسس نادي القصة واتحاد الكتاب

لعب السباعي دورا مؤثرا في الحياة الأدبية منذ عام 1951م

وبمبادرة منه عام 1975م تم تأسيس اتحاد الكتاب المصريين

الذي ضم في حينها كبار الكتاب في مصر مثل توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وغيرهم

كما كان وراء إنشاء المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية

وشارك بمجهوداته مع المؤلفين والصحفيين الكبار مثل إحسان عبد القدوس لتأسيس نادي القصة ، ومؤسسة رجال الأدب، ونقابة الكتاب العرب .
 

 العامية

عندما دعا "يوسف السباعي" إلى استخدام العامية- بادعاء أن اللغة العربية بها قيود تحول بين الأديب والتعبير- قدم الشاعر هاشم الرفاعي قصيدة يدافع فيها عن اللغة العربية بعنوان "حول قيود اللغة العربية"

 

 مؤلفاته

وصلت حصيلة إنتاج يوسف الأدبي إلى اثنين وعشرين مجموعة قصصية

وستة عشر رواية ، وأربع مسرحيات

وثماني مجموعات من المقالات في النقد والاجتماع

وكتاب في " أدب الرحلات " بخلاف مقالاته التي كتبها في الصحف و المجلات .

 روائع يوسف السباعي

من مؤلفاته نذكر : نائب عزرائيل، يا أمة ضحكت، أرض النفاق

إني راحلة، أم رتيبة، السقامات، بين أبو الرئيس وجنينة ناميش

الشيخ زعرب وآخرون، فديتك يا ليلي، البحث عن جسد، بين الأطلال

رد قلبي، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له آخر، أقوى من الزمن

نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه

العمر لحظة، أطياف، أثنتا عشرة امرأة، خبايا الصدور

اثنا عشر رجلاً، في موكب الهوى، من العالم المجهول، هذه النفوس، مبكى العشاق .

في قائمة نهائية أصدرها اتحاد الكتاب العرب بدمشق عام 2002م

عن أفضل 105 رواية عربية، تضمنت القائمة رواية السقا مات ليوسف السباعي .

 

 قالوا عن فارس الأدب الرومانسي

 

 مرسي سعد الدين  
في مقدمة كتاب : يوسف السباعي فارس الرومانسية

إن السباعي لم يكن مجرد كاتب رومانسي بل كانت له رؤية سياسية واجتماعية

في رصده لأحداث مصر.
 

 خيري شلبي  
وصف
يوسف السباعي بأنه كان كاتبًا شعبيا  .. بمعني الكلمة ويتهمه في الوقت نفسه بأنه كان أداة في يد السلطة ضد مناوئيها.
 

 لوتس عبد الكريم
إن دور السباعي في الثقافة المصرية لا يقل عن دوره ككاتب .

 
 خالد محيي الدين
 
رئيس حزب التجمع  
في نهاية حياته لم يكن يمينيا ولا يساريا

وأنه كان يحظي باحترام وحب القيادات الشيوعية رغم عدائه للشيوعية وكراهيته للشيوعيين .
 

 احمد صالح
ناقد
يكاد يكون الكاتب القصصي الوحيد الذي استطاع أن يغزو بقلمه وفكره كل الاتجاهات الأدبية
.. من رومانسية إلى واقعية إلى كوميدية إلى فانتازيا إلى ساخرة.. بقدرات واضحة.
 

 توفيق الحكيم
أسلوب
يوسف السباعي سهل عذب باسم ساخر.

 

 صبري موسى
صحفي
برحيل يوسف السباعي رحلت الكثير من الأخلاق والقيم والمفاهيم

فقد تم اغتياله في مؤتمر عالمي وهو يقوم بدوره للتقارب بين الشعوب

ونشر الوعي الثقافي وإشاعة السلام وبرحيل السباعي رحل عصر بأكمله.
 

 د. محمد مندور
ناقد
لا يقبع في برج عاجي بل ينزل إلى السوق ويضرب في الأزقة والدروب.
 

 د .فتحي سلامة
كان إنساناً وأباً وظل يستظل تحته كل الأدباء من كل الاتجاهات.

 

لقد استطاع السباعي اختراق عالم الرومانسية المتعمقة ونجح من خلال رواياته إلى تحويلنا إلى عشاق للحياة و للحب .

لم يفلح أحد في أن يجعل المرأة تتحدث عن نفسها مثلما فعل يوسف السباعي  .

 قال يوسف السباعي
 

 "إن قيمة حياتنا كائنة في نفوس الآخرين .. في نفوس أولئك الذين يحبوننا ويحتاجون إلينا وينتظروننا دائماً  " 

 

" المحبة وحدها هي التي تشدنا إلى هذه الأرض ولولاها ما كانت لحياتنا قيمة  "
 

 "لا تضق هما بأمس وغد .. أمس ولى  .. وغد : لم يولد ... ويلتا إن ضاع يومي من يدي "
 

"  بيني وبين الموت خطوة سأخطوها إليه أو سيخطوها إلي.. فما أظن جسدي الواهن بقادر علي أن يخطو إليه .. أيها الموت العزيز اقترب.. فقد طالت إليك لهفتي وطال إليك اشتياقي"