.

الديـنالطــبالقانونالتعلـيمالتربيـةكومبيوترثقــافـة
آثــارتغذ يـةعلـــومالأدبكتــــب

أسطورة العالم فى الملاكمة
محمد علي كلاى
يرقص كالفراشة ويلدغ كالنحلة

 
"
أنا الأعظم" الصيحة الشهيرة التي كان يطلقها عن استحقاق محمد علي، أول ملاكم من الوزن الثقيل في تاريخ تلك الرياضة يفوز ببطولة العالم ثلاث مرات.

ويعتبر محمد علي الذي احتفل العالم بعيد ميلاده الستين ظاهرة فريدة في رياضة الملاكمة.
فقد تخطى حدود الرياضة وبرز كمسلم معتد بدينه، وكداعية للحقوق المدنية في بلاده، وكشاعر، ولفترة من الوقت كان محمد علي يعد أشهر إنسان في العالم.

ويعاني محمد علي اليوم من مرض الشلل الرعاشي، باركنسون الذي أفقده ما كان يتمتع به من قوة جسدية فائقة لكنه لم ينل من كبريائه الذي لا يزال يشع من عينيه.

ولد محمد علي يوم السابع عشر من يناير/ كانون الثاني من عام 1942 في مدينة لويسفيل بولاية كينتاكي، وكان اسمه الأصلي كاسيوس كلاي. وقد نشأ في أسرة فقيرة حيث كان والده يعمل في كتابة اللافتات.

وبدأ محمد علي في تعلم رياضة الملاكمة بأحد نوادي مدينة لويسفيل وهو في الثانية عشرة من عمره.



وتمكن من تحقيق انتصارات مذهلة كملاكم هاو توجها في عام 1960 بفوزه بالميدالية الذهبية لوزن خفيف الثقيل في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت بالعاصمة الإيطالية روما.

وكانت التفرقة العنصرية لا تزال متفشية في الولايات المتحدة في ذلك الوقت لدرجة أنه عانى منها شخصياً حتى بعد حصوله على اللقب الأولمبي.

فقد منع محمد علي كلاي من تناول وجبة في مطعم بسبب لون بشرته فما كان منه إلا أن ألقى ميداليته الذهبية في نهر أوهايو احتجاجاً على ما لقيه في بلده من عنصرية فجة.

 يرقص كالفراشة  
وحقق محمد علي شهرة عالمية كاسحة بعد احترافه الملاكمة واشتهر بأسلوبه الذي جمع بين الرشاقة والسرعة والقوة.



ووصف أحد المعلقين الرياضيين أسلوبه في الملاكمة بأنه "يرقص كالفراشة ويلدغ كالنحلة".

وبلغت ثقة محمد علي بنفسه أنه كان يتنبأ قبل مبارياته بالجولة التي سيوجه فيها لخصمه الضربة القاضية.

وفي شهر فبراير/ شباط من عام 1964 تحدى محمد علي بطل العالم للوزن الثقيل في ذلك الوقت سوني ليستون، الذي وصفه محمد علي قبل المباراة "بالدب العجوز القبيح" وتمكن من الفوز عليه بالضربة القاضية في الجولة السادسة من المباراة.

وقد دافع محمد علي عن لقبه بعد تلك المباراة تسع مرات. وخلال تلك الفترة بدأت تظهر عليه علامات النضوج داخل حلبة الملاكمة وخارجها. فهدأ غروره وتفاخره بنفسه، وأشهر إسلامه، وغير اسمه من كاسيوس كلاي إلى محمد علي.

 حرب فييتنام
وقد رفض محمد علي الانضمام إلى صفوف الجيش الأمريكي احتجاجاً على حرب فييتنام، فجرد من لقبه وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات، لكن محكمة الاستئناف ألغت حكم السجن.

وبعد مضي ثلاث سنوات، شهدت فيها الولايات المتحدة تزايداً كبيراً في مشاعر الرفض الشعبي لحرب فييتنام عاد محمد علي للملاكمة، لكنه كان قد فقد بعض سرعته التي تميز بها فخسر أمام خصمه الأمريكي جو فريزر.

وبعد ذلك بعامين تمكن محمد علي من الفوز على فريزر، لكن أعظم لحظة في تاريخه الرياضي كانت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1974 عندما فاز على جورج فورمان في مباراة تحد على اللقب العالمي أقيمت في جمهورية زائير (الكونغو الديمقراطية حالياً).

وقد وجه محمد علي الضربة القاضية لفورمان في الجولة الثامنة ليستعيد بطولة العالم بعد عشر سنوات من فوزه بها للمرة الأولى.

وكان محمد علي يبلغ من العمر اثنين وثلاثين عاماً في ذلك الوقت، وأصبح ثاني ملاكم في العالم ينجح في استعادة بطولة العالم بعد خسارتها.

وفي العاصمة الفليبينية مانيلا التقى فريزر ومحمد علي على الحلبة للمرة الثالثة.

وكانت مباراة قوية للغاية، ويقول بعض خبراء اللعبة إنها كانت أعظم مباراة في تاريخ الملاكمة. وقد فاز فيها محمد علي بعد أربع عشرة جولة.

 اللقب الثالث  

وفي فبراير/ شباط من عام 1978 فقد محمد علي لقبه أمام ليون سبينكس، الذي كان يصغره باثنتي عشرة سنة.

وخاض كلاي مباراة ثأر ضد سبينكس بعد ثمانية أشهر من خسارته استعاد فيها لقب بطولة العالم للوزن الثقيل للمرة الثالثة وهو في سن السادسة والثلاثين.

وقد عمل محمد علي كممثل سينمائي لفترة وجيزة.

وفي ديسمبر/ كانون الأول من عام 1981 حاول محمد علي العودة إلى حلبة الملاكمة وهو في الأربعين من عمره، لكنه هزم أمام تريفور بربيك بالنقاط، وأعلن اعتزاله الملاكمة.

ويسجل التاريخ أنه على مدى عشرين عاماً قضاها محمد علي في ممارسة رياضة الملاكمة فاز بستة وخمسين مباراة، من بينها سبعة وثلاثون مباراة بالضربة القاضية.

وفي نفس هذا العام بدأت شائعات تتردد حول حالته الصحية، ثم أعلن عن إصابته بمرض الشلل الرعاشي.

وفي عام 1996 طُلِب منه إيقاد الشعلة الأولمبية لدورة أطلانطا، ومنح بهذه المناسبة ميدالية ذهبية بدلاً من الميدالية التي ألقاها في النهر عام 1960.