النِّكَاح
لغةً
﴿
وَأَخَذْنَمِنْكُمْ مِيثاقاً
غَلِيظاً﴾ .. يقول: أوجبن عليكم عقداً
وثيقاً شديداً بالنِّكَاح ..
﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ .. أَوْ ..
تَسْرِيحٌ بِإِحْسَٰنٍ﴾ .. لذا جاء
الأمر بـ حسن العشرة ..
.. ابحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة
.. ومحاولة جادة لـ بناء الشخصية
الإسلامية المعاصرة بـ
شقيهاالنفسيوالعقلي!
الْمُقَدِّمَة :
نظَّمَ إسلامُ خاتمِ الأنبياء وآخر
المرسلين ومتمم المبتعثين ورسول رب
العالمين للعالمين ؛ نظَّم الإسلامُ
حياةَ الإنسان مِن المهد إلى اللحد ؛
فـ عالجَ جميعَ علاقاته في الحياة
الدنيا بـ شريعة الإسلام ؛ ووفق
منهاجربالعبادوأحكامخالقورازقالأنام؛
وبالكيفيةالقوليةوالعملية : أيْ
السُنة النبوية أو الطريقة الرسولية
والكيفية المحمدية ؛ فلا يوجد أمرٌ
آلهي إلا وله طريقة معينة في التنفيذ
وله كيفية عملية في التطبيق .. كما
ولا يوجد نهي شرعي إلا ويلحقه أمر
بديل للتيسير ؛ ومَن يقوم بالفعل
المنهي عنه : التحريم : أيْ فعل حرام
أو أمر قبيح إلا
وعلىفاعلهكيفيةبعينهافيالزجرإماتكون :
بـ:
أ . ) التعزير أو :
ب . ) بـ العقوبة أو
ج . ) بالحد .. فـ نظم الكتاب المجيد
والسنة النبوية المطهرة أيْ : الوحي :
نظم :
( 1 . ) علاقةَ الإنسان بــ
الذيخلقهفابدعهمنغيرتعب ؛
وأوجدهفأنشأهمنعدم بـ غير نصب ؛ ورزقه
منغيرسبب؛
وإنكدَّالإنسانلتحصيلرزقهواجتهدوسعى ؛
فـ نظم الإسلام :
أ . ) مبادئ العقيدة أو :
ب . ) مجموعة العقائد و :
ج . ) أسس الإيمان .. هذه كتلة
الإيمان ..
وهذا أولاً ..
ثم ثانياً :
بيَّنَ جميع العبادات [(
البدنيةمنهاوالمالية .. أو يجتمعا
معاً )] لما يحبه هو سبحانه ويرضاه :
أيْلـ مَناعتقدبآلوهيته وربوبيته
ووحدانيته ؛ وشُرحت تلك العبادات
بواسطة رسوله أي كيفية الآداء والقيام
بـ تلك العبادات : سواء :
( أ . ) البدنية الخالصة منها كـ
الصلاة أو :
( ب . ) المالية الخالصة كـ الزكاة
والصدقات أو ما :
( ج . ) جمعت البدنية والمالية معاً
في عبادة واحدة كـ الحج والعمرة ..
والعلاقةالثانية :
2 . ) نظم الخالق ..وبلغنا الرسول
كيفية تسيير علاقة الإنسان بنفسه ؛
وهي :
( أ . ) الأخلاق و :
( ب . ) المطعومات و :
( ج . ) المشروبات و :
(د .) الملبوسات .. ثم أظهر الشرع في
منهاج الإسلام : فارق تغطية العورة
عند الأنثى بـ خلاف الذكر وإن كان
ابنها .. وهذا يظهر بوضوح في مناسك
الحج والعمرة ..
ثم :
3 . ) نظم العلاقة الثالثة والآخيرة ،
وهي علاقة الإنسان بغيره ؛ وهي :
( أ . ) كافة المعاملات و :
( ب . ) العقوبات والحدود والتعزير.
فـ نظَّم الإسلام علاقة الرجل بالمرأة
[( وهو موضوع هذه البحوث إن شاء الله
وبحسن توفيقه وتمام معونته )] أي
علاقة الذكر بالأنثى .. وإجتماع
الأنثى بالذكر ..
وعليه ..
يظهر لمَن يقرأ القرآن المجيد ويتبع
سنة النبي الكريم أن مقومات الفرد
والتي ينهض بها وعليها
فيمعتركالحياةالدنيا، ثميحاسب بعد
الموت عليها ؛ ومِن ثمَّ يوم القيامة
: يوم العرض ويتبعه الخلود في جنة
النعيم إن شاء الله .. تلك المقومات
تُشكل شخصيته [( النفسية والعقلية )]
في حياته الدنيا ، وأذكر هذه المقومات
حسب أهمية الترتيب [( وارجو أن أكون
وفقت فيه ) ] :
١ . ) مبادئ العقيدة ؛ وأسس الإيمان
.. وهذه تبنى عليها :
٢. ) كيفية العبادات .. وما هو فرض
لازم القيام به وما هو مستحب ؛
و
وفقاًلتلكالعقيدةوبناءًعليهايسيرالأحكامالشرعيةالعمليةالمتعلقة
بـ :
٣. )المعاملات
وبناءً على كتلة الإيمان
واسسالعقائديلتزم بـ
٤. ) الأخلاق القرآنية والنبوية ..
لذا ..
لزم قراءة القرآن المجيد قرأة تعبدية
، ﴿ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب
أقفالها ﴾ الآية .. هذا أولاً ..
وثانيا : الاستنارة بالهدي النبوي أي
الأحاديث النبوية
ذاتالعلاقةبالمسألةالمبحوثةمعالنظرإلىالأحاديثالقدسية؛
وإدراكفهمالسادة الصحابة والتابعين
لهم بـ إحسان أي ما يُطلقعليه اقوال
وأعمال وافعال السلف الصالح ..
.. كانت تلك المقدمة ضرورية لـ أنها
سوف يبنىعليهاموضوعهذاالبحثوهو :
علاقة الرجل بالمرأة ..
إيْ
إجتماع الأنثى بالذكر
..ويترتبعليهعدةبحوث ..أهمها :
1 . ) النِّكَاح .. إيْ الزواج ..
2 . ) عِشْرَةُ النِّسَاء ..
ثم يتفرع على كل واحد منهما عدة أبواب
وفصول وأبحاث ستأتي في مكانها ..
فـ المدخلُ لـ
أيمسألةحياتيةيتطلبمعرفتهامن حيث
الأدوات التي تساعد على فهمها ؛ وأول
تلكالأدوات: «„اللُغة
“»؛التيوُضعتابتداءً لـ معنى معين في
الذهن .. ولكل قومٍلُغةٌتعارفوا عليها
..واتفقوا فيما بينهم على استخدامها
..ويتفاهمون بها حين يتحدثون
عنأمرمافيمابينهم
..ووضعتمفرداتهاللتعبير عن معنى خاص
عندهم .. وهذا ينطبق على اللُغة
الألمانية أو الإنجليزية أو الفرنسية
أو الروسية ..ألخ ..
بيد أن اللُغة العربية تميزت عن بقية
اللُغات بأنها تحوي أكثر من 000,50
مفردة لُغوية ؛ وبقية اللُغات لا تزيد
عن 000,3 مفردة ..
ولعل هذا آحد الأسباب التي نزل آخر
الكتب السماوية بـ لسانها ..
تتبقى مسألة لها علاقة بموضوع تعلم
اللُغة :
- فـ قدثبتعن النبي عليه الصلاة
والسلام أنه أمر زيد بن ثابت عليه
الرضوان أن يتعلم لُغة اليهود ، ولغة
اليهود عِبرية [( ولعل الدقة أن أقول
أرامية )] وليست بـ عربية ، فقد كانت
تأتي رسائل من اليهود إلى رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،
والرسولصلى الله عليه وعلى آله وسلم
يبعثإليهمبالرسائل؛ فـ احتاجإلىتعلم
لغتهم ، حتى يقرأ ما يرد منهم إليه
ويكتب لهم وما يصدر إليهم ، قال ابن
تيمية: "إن زيد بن ثابت تعلمها في ستة
عشر يوما(!) "[( البعض منا يمكث في
النمسا سنوات ولا يحسن نطق الكلمات أو
الحديث بلُغة جوتيه )] ويعلق أحمد بن
تيمية الحراني فـ يقول : "
تعلمهازيدفيهذهالمدة الوجيزة ، لأن
اللغة العِبرية قريبة من اللغة
العربية ".
أما :" حديث من تعلم لغة قومأمنمكرهم"
، فهذاالحديثموضوع مكذوب ، ليس بصحيح
عن النبي عليه الصلاة والسلام ، حتى
في المعنى لا يصح ، فهل أنت إذا تعلمت
لغة قوم تأمن مكرهم ؟ لا ، ولهذا نحن
الآن عرب هل نأمنمكرالعربفيمابينهم؟
لا!.. نأمن ، معإننا متعلمين لغتهم
"(!).
ولكي نعلم
تماماعمانتحدثيجبأننعرفهأولاًلُغةً :
[ ( كِتابُ النِّكَاح ) ] ..
( المبحث الأول: تعريف اللفظة
القرآنية : [( النِّكاح )] ) .
.. تعريف النكاح .. والزواج لُغةً
واصطلاحاً ، لأن كلاً منهما يطلق
ويراد به الآخر .
وتحتهمطالب:
[ (١ . ) ] : ( المطلب الأول: تعريف
النكاح لغةً .) :.
.. " نَكَحَ" :
النُّونُوَالْكَافُوَالْحَاءُ
:أَصْلٌوَاحِدٌ ، وَهُوَ الْبِضَاعُ
..
:" النِّكَاحُالْبُضْعُ[(*)] وَذَلِكَ
فِي نَوْعِ الْإِنْسَانِ خَاصَّةً ،
وَاسْتَعْمَلَهُ ثَعْلَبٌ فِي
الذُّبَابِ ".
ـــــــــــــــــــــــ
[(*)] « البَضْعَةُ» من اللحم .. وكني
بالبضع عنالفرج ، والبضعنكاحها؛ فقيل
:ملكت بضعها ، أي: تزوجتها ،
وباضعهاأي: باشرها .
ـــــــــــــــــــــــ
.. فـ النِّكَاحُ فِياللُّغَةِ :
- الضَّمُّو :
- الجَمعُوَ :
- التَّدَاخُلُ ؛ و :
- الاختلاط.
يقال مأْخُوذٌ مْن :
١ .) ”نَكَحَهالدَّواءُ“ ..
إِذاخامَرَهوغَلَبَه ؛
أَومن :
٢ .) ” تَناكُحِ الأَشجارِ “ إِذا
انضَمَّ بعضُهَاإِلىبعض ؛
أَو مِن :
٣ .) ” نَكَحَ الْمَطَرُ الأَرْضَ “ :
إِذا اِخْتَلَطَ في ثَرَاهَا "فِي
تُرَابِهَا .. " . أو" اعتمدعليها ".
ويقال :
٤ .) ” نَكَحَ النُّعَاسُ عَيْنَيْهِ
“ : غَلَبَهُ عَلَيْهِمَا .
و :
٥ .) ” نكحتُ القمحَ في الأرضِ “ :
إذا حرثتها ، وبذرتهافيها.،
.. هذا مِن حيث وضع الكلمة عند العرب
الأقحاح ..
وسُمِّي التزوُّجُ نِكاحًا ؛ لِمَا
فيه مِن ضَمِّ أحدِ الزَّوجينِ إلى
الآخَرِ أما :شرعاً ، وإما : وطئاً ،
أو : عقداً ، حتى صارا فيه كمصراعي
باب .. وَامْرَأَةٌ نَاكِحٌ فِي بَنِي
فُلَانٍ ، أَيْ ذَاتِ زَوْجٍ مِنْهُمْ
.. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَةَ : "
انْطَلَقْتُ إِلَى أُخْتٍ لِي نَاكِحٍ
فِيبَنِيشَيْبَانَ "..أَيْ ذَاتِ
نِكَاحٍ .. يَعْنِيمُتَزَوِّجَةًمنهم،
كَمَايُقَالُ : حَائِضٌ وَطَاهِرٌ
وَطَالِقٌ أَيْ : ذَاتُ
حَيْضٍوَطَهَارَةٍوَطَلَاقٍ ،.
. 1. ) نَكَحَ فُلَانٌ امْرَأَةً
يَنْكِحُهَا نِكَاحًا إِذَا
تَزَوَّجَهَا ..
” نَكَحَ الْمَرْأَةَ “ :
تَزَوَّجَهَا : ﴿ فَانْكِحُوهُنَّ
بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ ﴾ .
:" النِّكْحُ وَالنُّكْحُ لُغَتَانِ ،
وَهِيَ كَلِمَةٌ كَانَتِ الْعَرَبُ
تَتَزَوَّجُ بِهَا . ".
وَكَانَ الرَّجُلُ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ يَأْتِي الْحَيَّ
خَاطِبًا فَيَقُومُ فِي نَادِيهِمْ
فَيَقُولُ :" خِطْبٌ !" ، أَيْ جِئْتُ
خَاطِبًا ، فَيُقَالُ لَهُ :" نِكْحٌ
" ، أَيْ قَدْأَنْكَحْنَاكَإِيَّاهَا
،
.. قال في : " تاج العروس " :
واستعماله في الوَطْءِ والعَقْدِ مما
وقَعَ فيه الخِلافُ ! ..
هل هذا حقيقةٌ في الكلّ ..أَو مَجازٌ
في الكلّ !؟..
أَو حقيقةٌ في أَحدِهِما مَجازٌ في
الآخَر !؟.
قالوا : لم
يَرِدِالنّكَاحُفيالقرآنالكريمإِلاّبمعنَىالعَقْدِلأَنّه
في الوَطْءِ صَرِيحٌ في الجِماعِ وفي
العَقْدِ كِنايةٌ عنه .
قالوا :وهوأَوْفَقُ بـ
البلاغَةِوالأَدبِ.. كما ذكرَه
الزَّمخشريّ والرَّاغبُ وغيرهما .
.. :" وَالنِّكَاحُ يَكُونُ الْعَقْدَ
دُونَ الْوَطْءِ . يُقَالُ نَكَحْتُ :
تَزَوَّجْتُ . " بيد أنه :" كثر
استعماله في الوطء ".. :" والنِّكَاحُ
بالكسر في كلام العرب : الوَطْءُ في
الأَصل.
قال في لسان
العرب:(نَكَحَفُلَانٌامْرَأَةًإِذَاتَزَوَّجَهَا
. وَنَكَحَهَا : إذابَاضَعَهَا
أَيْضًا ، وَكَذَلِكَ
دَحَمَهَاوَخَجَأَهَا )
وقال في القاموسالمحيط:(النكاح :
الوطء ، والعقد له.)
وقال صاحب العين: ( نكحينكحنكحاً،
وهوالبضع ، ويجريأيضاًمجرىالتزويج). .
.. وقد قيل إن النكاححقيقةفيالوطء،
مجازفي العقد؛
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَصْلُ
النِّكَاحِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ
الْوَطْءُ ،
وَقِيلَ لِلتَّزَوُّجِ نِكَاحٌ ؛
لِأَنَّهُ سَبَبٌ لِلْوَطْءِ
الْمُبَاحِ .
وقيل : هو العَقدُ له وهو التَّزويج
لأَنّه سببٌ للوَطءِ المباحِ ؛
وفي الصّحاح : النِّكاحُ : الوَطْءُ
وقد يكون العَقْد .
.. وعلى هذا فيكون النِّكاح . مَجازاً
في العَقْد والوَطءِ جميعاً لأَنّه
مأْخوذٌ من غيره فلا يَستقيم
القَولُبأَنّهحقيقةٌ؛ لافيهما؛
ولافيأَحدِهما .
- " ويؤيِّدهأَنّهلايُفْهَم العَقْد
إِلاّ بـ قرينةٍ
نحو : " نَكَحَ فيبَنِيفلانٍ ؛
ولا يفهم الوَطْءُ إِلاّ بــ قرينةٍ
.. فـ يعرف المراد
منهمابقرينةتدلعليه.
نحو :" نَكَحَزَوْجتَهوذلكمن علامات
المَجاز .. يعنيإلىالمجازأَقرَبُ .
- " وإِن قيل غير مأْخوذٍ من شَيْءٍ
فـ يعتَبَر الوطءُ ؛ والاشتراك
واستعماله لغةً في العقْد أَكثرُ " ؛
" فيترجَّح الاشترَاك لأَنّه لا
يُفهَم واحدٌ من قِسْمَية إِلاّ
بقَرينة ..
.. وقال في
المطلععلىأبوابالمقنع:قالالزجاج:"
النكاحفيكلامالعرببمعنىالوطءوالعقدجميعًا
". [(علىسبيلالاشتراك)] ..
.. وموضوع (ن - ك - ح) في كلامهم
للزوم الشيء راكبًا عليه ؛ قال ابن
جني : سألت أبا علي الفارسي
عنقولهنكحها، قال: فرَّقتالعربفرقًا
لطيفًا تَعِرف به موضع العقد منالوطء
، فـ إذاقالوا: نكح فلانة أو بنت فلان
، أرادوا تزويجها والعقد عليها ، وإذا
قالوا: نكح امرأته .. وزوجته ، لم
يريدوا إلا المجامعة ؛ لأن بذكر
امرأته وزوجته يُستغنى عن العقد ..
.. والطريفأنللنكاحأسماءٌكثيرة عند
العرب :قالالثعلبي»
وابنالقطان:لهألفاسم ، وقال علي
ابنجعفراللغوي : لهألفوأربعون اسمًا ،
وكثرة الأسماء تدل علىشرفالمسمى ..
.. هنا تأتي قصة طريفة .. تحولت لـ
مثل ذُكر في كُتب الأدب والأمثال :
فَــ يُقَالُ :نِكْحٌ عَلَى خَبَرِ
أُمِّ خَارِجَةَ ، كَانَ يَأْتِيهَا
الرَّجُلُ فَيَقُولُ : خِطْبٌ ،
فَتَقُولُ هِيَ : نِكْحٌ ،
حَتَّىقَالُوا :"أَسْرَعُمِنْنِكَاحِ
أُمِّ خَارِجَةَ. "
- فـ :" مَن هي :" أُمِّ خَارِجَةَ ..
!؟ ".
هي:عَمْرَةبنتسعدبن عبدالله بن قدار
بن ثعلبة ، كان يأتيها الخاطبُ ،
فيقول: خِطْبٌ ، فتقول نِكْحٌ ،
فيقول: انزلي ، فتقول: أنِخْ ..
ذُكر أنها كانت تسير يوماً وابنٌ لها
يقود جملَها فرفع لها شخص فقالت
لابنها : مَنْ ترى ذلك الشخص؟ ؛ فقال:
أراه خاطباً ، فقالت: يابنيَّ تراه
يعجلنا أن نحل ؟ ماله؟ أُلَّوغلَّ.
وكانت ذَوَّاقَةً تُطَلَّقُ الرجلَ
إذا جربته وتتزوجآخر ، فـ
تزوجتنيفاوأربعينزوجا .. وولدت عامة
قبائل العرب ، تزوجت رجلا من إيادٍ
فخَلَعها منه ابنُ أختها خلف بن دعج ،
فخلف عليها بعد الإيادي : بكر بن
يَشْكُر بن عَدْوَان بن عمرو بن قَيْس
عَيْلان فولدت له خارجة ، وبه كنيت ،
وهو بطن ضخم من بطون العرب ، ثم
تزوجها : عمرو بن ربيعة بن حارثة بن
عمرو مُزَيْقيا ، فولدت له سعداً أبا
المُصْطَلق والحيا ، وهما بَطْنان في
خُزَاعة ، ثم خَلَف عليها : بكر بن
عبد مَنَاة بن كِنانة ، فولدت له
لَيْشاً والدِّيلَ وعريجا ، ثم خَلَفَ
عليها : مالك بن ثعلبة بن دُودَان بن
أسد ، فولدت له غَاضِرَةَ وعَمْراً ،
ثم خلَفَ عليها : جُشَمُ بن مالك بن
كعب بن القَيْن بن جَسْر من قُضَاعة ،
فولدت له عرنية بطناً ضخما ، ثم خلَفَ
عليها : عامر ابن عمرو بن لحيون
البَهْرَاني من قُضَاعة فولدت له ستة:
بَهْرَاء ، وثعلبة ، وهِلاَلا ،
وبيانا ، ولخوة ، والعنبر ، ثم خلَفَ
عليها : عمرو بن تميم ، فولدت له
أسيدا والهُجَيْم.
قال المبرد: أم خارجة قد ولَدَت في
العرب في نيف وعشرين حيا من آباء
متفرقين ..
قالحمزة:وكانت:أمخارجةهذه و :
ماريةبنتالجعيدالعَبْدِية و :
عاتكةبنتمرةبن هلال بن فالج
بنذكوانالسلمية و :
فاطمةبنتالخُرْشُبالأنمارية والسوّاء
العَنْزِيةثمالهَزَّانية و :
سلمىبنتعمرو بن زيد بن لبيد أحد بني
النجار وهي أمعبدالمطلببنهاشم،
إذاتزوجت الواحدةُ منهنَّ رجلا وأصبحت
عنده كان أمرُها إليها ، إن شاءت
أقامت ، وإن شاءت ذهبت .
ويكون علامة ارتضائها للزوج أن تعالج
لهطعاماإذاأصبح ".
قلت (الرَّمَادِيُّ ) : أطلتُالنفس
-عمداً- من حيث اللغة ڪــ مدخل لموضوع
يهم البشرية عموماً من لدن آدم وحواء
إلى أن يرث الله
تعالىالأرضومنعليها!.. .
ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ
ـــــ
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
الخميس : 11 ذو القعدة 1446 هـ ~ 08
مايو 2025 م.
كِتَابُ
النِّكَاحِ
﴿
وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ [( مِيثاقاً )]
غَلِيظاً ﴾ ..
يقول : أوجبن عليكم عقداً وثيقاً شديداً
بـ النِكاح .. ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ
أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَٰنٍ﴾ ..
لذا جاء الأمر بـ حسن العشرة
تمهيد :
إلى الآباء والأمهات !
إلى الأبناء والبنات !
إلى مَن يرغب في الزواج!
إلى مَن سيُقبل على بناء أسرة جديدة!
إلى مَن يريد أن يُفعل كتاب الله تعالى ..
الذكر الحكيم المتعلق بآيات الأحكام
العملية !
إلى مَن يريد أن يستن بسنن الأنبياء عليهم
السلام ؛
وإلى مَن يريد أن يتمسك بـ سنةِوطريقة سيد
ولد آدم المصطفى الهادي : خاتم الأنبياء
وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين„صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ
، أَزْكَى صَلَوَاتِهِ ، وَأَفْضَلَ
سَلَامِهِ ، وَأَتَمَّ تَحِيَّاتِهِ..
صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ
النَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلِّمَ تَسْلِيمًا
كثيراً‟.. كي يغض البصر فـ يحصن الفرج
فيحمي نسله ويحافظ على ذريته فـ يستريح من
عناء الأفكار الواردة من قنوات التضليل ؛
والهابطة من مصادر الإفساد ، فـ إذا التزم
بالكتاب المجيد والسنة الطاهرة سعد في
الدنيا الزائلة واستراح من العناء ويتحصل
من بعد إذنه ورحمته على النعيم المقيم في
جنة الآخرة .. جنة الرضوان .. وأن يكون
ضمن المباهَى بهم يوم القيامة.!
إلى كل هؤلاء أُقّدم هذا الجهد المتواضع
.. مِن خلال هذا الموقع المبارك!
وما أرجوه أن تجد هذه البحوث آذاناً مصغية
، وقلوباً واعية ، وعقولاً مدركة ، لـ
بناء الأسرة المسلمة بعيدة عن خطر الوقوع
في مهاوي الرذيلة ومستنقعات الضلال ..
فـ أضع بين يديك وصوب عينيك أخـ (ـتـ)ـي
القارئــ(ــ)ـة الكريمــ(ـــ)ـــة هذه
البحوث .. المستمدة من كتاب الله تعالى
ذكره ومشفعة بـ سنة رسوله عليه السلام
وطريقته والمستخرجة مِن الكتب المفيدة
والمراجع النافعة في هذا الموضوع المهم لـ
تكوين أسرة المستقبل الصالحة المسلمة ..
ألا وهو موضوع:
( إجتماع المرأة بالرجل .. وعلاقة الرجل
بالمرأة .. أو ما يُسمى بـ أحكام الزواج
.. النِكاح : مقدماته وفوائده العاجلة
والآجلة .. وتبعاته .. وثمراته) ..
ولاسيما في هذا العصر الذي اختلط فيه
الحابل بالنابل فـ تموج فيه الفتن بـ
قنواتها المختلفة : المرئية، والمسموعة،
والمقروءة ، وعلو شعاراتها الزائفة من
تحرير الأنثى المطلق من كل قيد أو شرط ؛
ومساواتها في كل الحقوق وعليها كل
الواجبات مع الذكر .. وهي محاولات طائشة
تحمل السُم الزعاف لإضلال البشر رجالاً
ونساءً ..
و..
﴿1 ﴾- لابد مِن مراعاة اختلاف الأفكار
والثقافات والقيم والمفاهيم والقناعات
والمقاييس مع هذه الزوجة الجديدة .. مع
ضرورة مراعاة أحوالها الخاصة بها من حيث
الخِلقة والتكوين البدني والوظيفة
البيولوجية كـ أنثى .. تلك الزوجة التي
وفدت إلى بيت هذا الزوج.
كما ولابد من .
﴿2 .﴾- ضرورة مراعاة اختلاف العادات
والتقاليد والعُرف والقوانين المعمول بها
بين كل بلد وبلد وشعب وشعب وأمة وأمة
وعشيرة وقبيلة إذا لم يكن الزوجان من بلد
واحد .. أو من دين واحد ؛ وفق ما سمحت به
شريعة الإسلام وتبعاً لـ منهاج سيد الأنام
عليه الصلاة والسلام.
أهمية تكوين الأسرة وعناية نظام الإسلام
بها:
ينبثقُ تنظيم علاقة الرجل بالمرأة ؛
واجتماع المرأة بالرجل والتي ستتكون منهما
الأسرة .. ينبثق هذا التنظيم مِن معين
الفطرة السليمة ؛ ويبنى على أصل الخِلقة
السوية ؛ فــ تصطبغ هذه الخلية الجديدة
الصالحة بـ صبغة الله تعالى ؛ فـ هي [(
الفطرة والخِلقة )] قاعدتا التكوين الأولى
للأحياء جميعًا وللمخلوقات كافّة
وللموجودات بأسرها ، قال: سبحانه ﴿ وَمِنْ
كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، وقال جل شأنه:
﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ
كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ
وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا
يَعْلَمُونَ ﴾ ..
فقد شرع الله تعالى ذكره في هذا الدين [(
نظام الإسلام : منهاجاً وشريعة .. : طريقة
معينة في الحياة ؛ وكيفية خاصة في التطبيق
)] .. شرع سبحانه مِن الأحكام الشرعية ما
يضمن للبشرية جمعاء سعادتها في الدنيا
الزائلة وتمام نعيمها في الآخرة الباقية
..
ومِن تلكم الأحكام العملية الشرعية
التطبيقية المتعلقة بـ علاقة المرأة
بالرجل ؛ وما يترتب على اجتماع الرجل
بالمرأة : أحكام الزواج .. أحكام النِكاح
، والتي تستطيع من خلال تطبيقهذه الأحكام
تطبيقا صحيحا سويا : الحفاظ على الوجود
البشري ؛ وبقاء الجنس الإنساني وديمومة
النوع الآدمي إلى حين .
وقد نظم الخالق المبدع المُنشأ المصور
سبحانه هذه الشعيرة : هذا الاجتماع ؛ فـ
نظم هذه العلاقة نظامًا دقيقًا ، فما ترك
صغيرةً متعلقة بتلك العلاقة ؛ ولا شاردة
لها اتصال بها .. إلا وتكلم فيها وأخبر
عنها وبيّنها وشرحها ، فـ ضمن من خلال هذا
النظام المُحكم التطبيقي العملي الرباني
الدقيق ، والوحي الآلهي العلوي السماوي ..
ضمن المصالح النافعة كلها المشتركة بين
بني البشر ، وابعد عنهم جميعاً المضار
والمساوئ كلها ، وجعل العلاقة بين الزوجين
علاقةً يسودها :
- السكينة و :
- الألفة و :
- المودة و :
- الحب و :
- الرحمة و :
- الشفقة و :
- الاطمئنان النفسي و :
- الهدوء الجسدي و :
- الراحة البدنية ، وحرص الشرع الحنيف
ومنهاج رب العالمين كل الحرص على بقائها
صالحة واستمرارها نافعة للطرفين ، وعدم
انفراط عقدها أو ما يفسد سيرها في معترك
الحياة أو ما يعكر صفوها حتى وفي وقت
الأزمات والصعوبات والمحن والإبتلاءات ،
وأحاطها بـ سياج منيع في حالة التفكير لأي
من الزوجين بـ خيانة الآخر ، أو هضم حقه
أو الإساءة إليه أو ظلمه .. كل هذا حتى
يستطيع الإنسان العاقل المكلف العيش بـ
أمان واطمئنان واستقرار نفسي وهدوء روحي ،
وعبادة ربه تعالى خالصة له كما يحب الخالق
ويرضى المنشأ المبدع .. وكما شرع وأمر ..
فيعيش الإنسان على ظهر هذه البسيطة بـ
سعادة ، وتحقيق الخلافة فيها.
ـــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــ.
حُرِّرَفي العام١٤٤٦الْهِجْرِيَّ : يوم ٤
ذو القعدة الموافق : 01 / مايو / 2025م
:ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــ
ابحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة ..
ومحاولة بناء الشخصية الإسلامية بـ شقيها
النفسي والعقلي!
: احكام التَّعامُلِ مع الآخر : [( آدابُ
النِّكاحِ في نِظامِ الإِسْلام ) ] .
ملف عن : أحكام النِكاح .. ومسائل الزواج
.. وموضوع الأحوال الشخصية ..
الْمَجَالِسُ السَّنيَّةُ الْنَّدِيَّة
شرح
(.كِتَابُ النِّكَاحِ .