السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 
النمسـا اليـوممفكـــــرةخدمات & طوارئ النمسـا الوطـنإخترنـا لكإعلانــــــاتحـوار صـريحمجتمــــــعهيئة التحـريرمواقع إلكترونيةتواصـــل
 
 

عمرو موسى
تربوي

ليس نصرا فى أكتوبر

كتب: عمرو موسى

أعلم علم اليقين أن مرورك الكريم لقراءة هذه الكلمات انما هو من الفضول القاتل الذى أثاره فيك هذا العنوان وأعلم أيضا كما أكدت الدراسات وكما نعلم جميعا أن جمهور الفيس بوك وأنت منهم بكل تأكيد من النوع الذى لن يستطيع معى صبرا حتى أشرح له المقصود ولن أدعى أن هذه العبارات سوف تضيف لك جديدا أو تغير عندك رأيا قد ترعرعت عليه لذا أنصحك حتى لا يرتفع عندك ضغط الدم الذى هو مرتفع أصلا بسبب زوجتك .....أقصد بسبب حبك الزائد لزوجتك وأولادك وضغوط الحياة العامة والخاصة. وأعرف أيها المار الكريم أن هذا الفضول يزداد لأنك تريد أن تصنفنى الان فى مربعك مربع المدينة الفاضلة والقيم العليا وكل شئ جميل أو لا قدر الله أن تجعلنى فى مربع أعداء فكرتك أو رأيك وبالتالى فأنا مخطئ جاهل لا أدرى الحقيقة يجب قتلى أو طرحى أرضا حتى يخلو لك الفيس ومواقع التواصل.
اذا كنت من هذه الاصناف وأنا متأكد أننى وأنت على رأسهم فلا تواصل القراءة واذهب سريعا الا بوستات الوجبات السريعة الجاهزة ففيها ما يرضى فضولك ولا يتعارض مع أمراضى وأمراضك النفسية والجسدية فما جعل الفيس الا لتعيش فيه عالما افتراضيا ترضى فيه أمنياتك ثم تخرج لم نتعلم شيئا الا كيفية اللايك والشير وخلافه. ففى رعاية الله وسلامى على قوم كانت أول كلمة فى كتابهم المقدس اقرأ.
مادمت أنك هنا تشرفنى بوجودك معى وكنت مخطئا فى حقك ومصرا على قراءة هذه الكلمات ولم تفلح معك كل هذه التحذيرات فهيا بنا بداية أن نؤكد على العنوان الذى كتبته أن ما حدث فى أكتوبر العاشر من رمضان ليس نصرا ولكى نعرف ذلك لابد أن نرجع قبل عام 1973 بستة أعوام أى فى فترة نكسة 1967 والتى يكفى أن تقرأ هذه الكلمة لتعرف حجم المرارة التى كانت فى حلق أبى وأبيك بل جدى وجدك فلم يهزم جيشنا فحسب بل تاه فى صحراء سيناء ومات الكثير منهم ليس برصاص العدو بل من العطش والجوع لدرجة أن طائرات العدو كانت تطاردهم ولا تقتلهم بل تتلاعب بهم كما يتلاعب الطفل بأحد الخراف الضالة. ولا تنسى أن العدو فى هذا الوقت لم ينتصر على جيش مصر فقط بل انتصر على جيوش العرب مجتمعة ووصل الشعورالعام بعد أن سادت أسطورة جيش العدوالذى لا يقهر وبعد أن بنى خط بارليف أن القصة قد انتهت ناهيك عن قصة المؤامرة والعمالة والخيانة التى تجد مرتعا خصبا فى تلك الأوقات.
فى كل بيت مأتم على ابن ذهب ولم يرجع هذا الابن ربما كان يد المساعدة الوحيدة لأبيه فى الحقل الذى هو مصدر الدخل الوحيد ومن غيره يصير الأب كعاجز لا يجد من يسحب له المحراث أو يروى له زرعه بل وربما أيضا كان هذا الابن هو الأب والأبن فى نفس الوقت فقد مات الأب وترك له أخ صغير وأخت يريد أن يزوجها أو بالمعنى الفلاحى البسيط ( يسترها) فهو يعنى للأسرة أب و أخ بل وهو الدنيا كلها. أو ربما هذا الغائب زوج ترك زوجة شابة وربما فى بطنها ولد لم يرى النور واتشحت هى بسواد لا تعلم متى تخلعه ومتى ستنتهى هذه النظرة المجتمعية المؤلمة فى كل لحظة تحاول أن تخرج من بيتها لتقضى متطلبات الحياة التى كان هذا العسكرى يقوم بها.
اذن فالوضع أسود من ريشة غراب ومظلم أكثر من ليلة غاب فيها القمر فالقمر سيعود فى ليلة أخرى بعد شهر أما قمرهذه الأسرة فلن يعود حتى قيام الساعة فهو القمر والشمس فى آن واحد بل والماء والهواء بل والروح أيضا. ومن أعجب العجب وما لا أستطيع أن أفهمه حتى الآن أن تجد أن هذا الوضع ذاته وكعادة كنانة الله فى أرضه تأبى إلا أن تخرج لنا معجزات على كل المستويات فعلى مستوى التعليم هذا الوضع الذى أنتج زويل ويعقوب والباز ومصطفى محمود ومصطفى مشرفة وغيرهم الكثير. وأنتجت أبى وأبيك الذى كان يحكى لك تاريخ الوطن العربى عن ظهر قلب بدون أى درس خصوصى ويرسم لك خريطته بل وخريطة العالم وكأنها أمام عينيه بل ويتحدث الإنجليزية أفضل من خريج مدارس اللغات ويحفظ من الشعر الكثير ربما ما لا يحفظه مدرس لغة عربية فى الأزهر الشريف الآن. وأنتجت عمى وعمك وخالى وخالك الذى يكتب بخط يده أجمل من خط الكمبيوتر الان بل خطه الرائع أفضل من أى خطاط. وأنتجت أيضا جدى وجدك الذى كان يفهم فى زراعته أفضل من أى مهندس زراعى وكان حصاد زرعه من فدان واحد أفضل من عشرة فدادين تشرف عليهم مهندسين زراعيين متخصصين.
وعلى مستوى الأدب كان هناك الرافعى والعقاد ونجيب محفوظ وزكى نجيب محمود واحسان عبدالقدوس وهيكل الكبير وهيكل الصغير وأحمد رامى وأمل دنقل وغيرهم الكثير. وأنتجت على المستوى الدينى الباقورى والغزالى والشعراوى وجاد الحق والمنشاوى وعبدالباسط عبدالصمد ومحمود على البنا الذين نشروا الاسلام والقرآن فى العالم كله حتى فى البلد الذى أنزل فيه الاسلام وكانوا منارة للاسلام المعتدل فى كل الدنيا. واذا كنت من هواة الفنون فحدث ولا حرج عن ريادة بلا منازع كأم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم والأطرش ومحمد فوزى وفاتن حمامة وعمر الشريف ......الخ
هذا كله فى وضع نكسة واحتلال للأرض أمام عدو غاصب يسانده أقوى قوى العالم الغربى لذا فكان القرار صعبا بل مستحيلا أن تعيد الكرة فالهزيمة هذه المرة تعنى ضربة ربما ستكون فيها نهايتك.
لذلك ستشاركنى الرأى أن ما حدث فى أكتوبر عام 1973 لم يكن نصرا أكتوبر العاشر من رمضان بل كان معجزة أكتوبر العاشر من رمضان .
والى لقاء اخر فى معجزة أخرى.

كتاب & مراسلون

أوسترو عرب نيوز

شروط نشر الأعمال الفنية و الأدبية (المؤلفة أو المنقولة) فى أوسترو عرب نيوز :

عدم التعرض إلى (الذات الإلهية) .. الأديان السماوية .. المذاهب الدينية .. القوميات .

عدم التعرض بالسب أو الانتقاص من شخصية خاصة أو اعتبارية  .. بشكل مباشر أو بالتورية حال النقد .

أن لا ينشر فى أي وسيلة إعلامية صادرة بالعربية من النمسا .. خلال فترة النشر بـ أوسترو عرب نيوز .

أن يضمن المؤلف أو المراسل نشره فى النمسا مذيلا بعبارة : منقول عن أوسترو عرب نيوز (كلمة شرف)

ما ينشر في أوسترو عرب نيوز .. يعبر عن رأي كاتبه أو ناقله أو راسله ..
أوسترو عرب نيوز .. لا تتحمل المسئولية الأدبية أو القانونية .

أوسترو عرب نيوز .. تهيب بحضراتكم الإبلاغ عن أي تجاوز .. لعمل الإجراء المناسب على الفور .. بالحذف مع الاعتذار .

أعلى الصفحة


الموقع غير مسئول عن تصحيح الأخطاء الإملائية و النحوية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رئيس التحرير : أيمن وهدان




أخبار عرب النمسا