المستشار الثقافى المصرى فى فيينا «للاهرام»:

آلاف البرديات والمخطوطات فى النمسا تسعى مصر لاستردادها

المصدر: الأهرام اليومى بقلم: ياسر عبيدو

أكثر من 800 ألف بردية فرعونية تعود إلى العصر الفرعونى ومخطوطات أثرية ترجع إلى العصور البطلمية والقبطية والإسلامية، موجودة الآن في النمسا، هذا ما كشفه الدكتور مرسى أبويوسف مستشار مصر الثقافى بالنمسا على هامش افتتاح مكتبة البلدية ومجمع الفنون «حسين صبحى» بالاسكندرية، وفى تصريحات «للأهرام» قال: أن هذه الثروة القومية المصرية التى تقبع بالمكتبة الأهلية أو القومية بالنمسا لانظير لها فى العالم من حيث التنوع والثراء التاريخى أو العدد الذى يقترب من المليون، وهى لم تحقق بعد أو تدرس دراسة توثيقية أو أكاديمية لوصل التاريخ المصرى القديم الضارب فى جذور التاريخ، وغير مسموح لنا بالاقتراب منها، أو الحصول على نسخة ألكترونية منها باعتبارها كنزا قوميا نمساويا!
وأضاف د. مرسى إن وزير الثقافة المصرى الآن د صابر عرب عندما كان يتولى منصب رئيس الهيئة العامة للكتاب قبل تقلدى منصب مستشار مصر الثقافى بالنمسا كان قد حاول الاستفادة من هذا الكنز الثقافى الضخم، واقترح أن نبعث مبعوثين مصريين وباحثين من الجامعات المصرية لدراسة وتحقيق هذا التراث الانسانى والتاريخى المصرى خدمة للبشرية وليست لمصر فقط طبعا، ولكن الجانب النمساوى رفض رفضا قاطعا هذا المقترح أو حتى نسخها ألكترونيا دون مسها يدويا من جانبنا لأنهم يعتبرونها ثروة قومية لديهم،
- وماذا عن حقوق الملكية الفكرية ومالنا فيها؟
حقوق الملكية الفكرية تحتاج قوة ودبلوماسية وضغط سياسى واتفاقيات مفعلة مثل جهودنا فى استعادة الآثار وجهود المؤسسات العالمية مثل اليونسكووالاسيسكو والألكسو وغيرها، وهذا للأسف غير متوافر طوال الفترة السابقة.
ووجود الدكتور عرب على رأس الهرم الثقافى ممثلا فى وزارة الثقافة واهتمامه الشديد باستعادة حقوقنا المشروعة فى هذه الثروة الفكرية أو فى جزء منها بالتعاون مع الوزارات المعنية مثل الخارجية والآثار والسياحة والتعليم العالى وغيرها من منظمات المجتمع المدنى، واتحاد العاملين فى الخارج والمتجنسين بالنمساوية فى اداراتها السياسية المختلفة ومجالس النواب يمكنه التأكيد على هذا هذا المطلب القومى وتحقيقه عن طريق حشد الجهود وإثارة القضية محليا ودوليا.
- هل يمكن أن يكون هذا أيضا عن طريق اللجوء إلى التحكيم والقضاء الدولى؟
لا أعتقد أننا سنصل إلى هذا الطريق لأننا ببساطة لنا حق أكيد ومشروع فى تحقيق تراثنا الأدبى والثقافى والتاريخى أقرته العهود والمواثيق الدولية، وإذا لم يكن متاحا الحصول على نسخ طبق الاصل منها او صور ألكترونية منها فعلى الاقل المشاركة فى تحقيقها ودراستها والافادة منها، لأننا نملك من الخبرة والكفاءة والعلماء ما يمكننا من الاضافة إلى هذا التاريخ.
- وما الذى جعل مصر فى هذا الوضع إلى حد أنها لا تستطيع حتى الاطلاع على جزء من تراثها؟
الصحيح أن التراث والآثار والتاريخ المصرى قد تعرض للكثير من العثرات. والسبب أن مصر هى مركز الحضارة والعلوم الانسانية فى وقت كان العالم بلا تاريخ أو تراث. وهو ما أغرى اللصوص ونشط عمليات التهريب والتنقيب الجائر فى ظل حكومات لم تدرك قيمتها أواعتبرتها ملكية خاصة للملك أو الرئيس أو المنقبين الذين يحصلون على جانب منها بالتصرف والاهداء والبيع والمقايضات اضافة إلى استغلال جهل الكثير من المصريين بقيمتها وضرورة الحفاظ عليها
- وإلى متى سيكون هذا هو الحال؟!
طالما وجدت النفوس الضعيفة والقيادات الجاهلة بتلك القيمة وغاب الوازع الوطنى والقومى وفى وجود عدم التشديد على منع هذه التجارة غير المشروعة والانفلات الامنى وشراء الذمم وعدم الشفافية والصراعات السياسية والمصالح التى تفت فى عضد الدولة. كما أن عدم عقد الاتفاقيات الثنائية والبروتوكولات الدولية الملزمة الموثقة دوليا واستصدار قوانين الملكية للتراث وحق شعوبها يعقد الأمر. فلابد من عودة هيبة الدولة والحفاظ على مكانتها عربيا ودوليا وعالميا.
- ولكن هذا يحدث بعد الثورة وبعد تغيير الوجوه وهناك رغبة فى استعادة الهيبة المفقودة أو المتآكلة؟
بعد الثورة ومع احتياج الشعب المصرى إلى الاستقرار والعمل والانتاج لابد من العودة إلى لملمة تاريخه المبعثر هنا وهناك، والحفاظ على تراثه وادراك أنه لا نظير له فى العالم وهو سبب طمع الجميع فيه.
- وما المطلوب الآن فى القريب المتاح؟
المطلوب عقد اتفاقيات ثقافية للباحثين والمبعوثين وطلاب الدراسات العليا بالجامعات المصرية ووزارة التعليم العالى مستعدة لعمل هذا وأبدوا لى استعدادهم فعلا ورحبوا بالفكرة.
- وكيف يستغل الجانب النمساوى البرديات والاثار الآن؟
حدث فعلا تحقيق لبعضها ونشرت فى دورياتهم ومطبوعاتهم لأنهم يعتبرونها جزءا من ممتلكاتهم وليس للمصريين أو العرب حق فيها.
اضافة إلى أنه مازال هناك تخوف من التعامل مع الجانب العربى بعد ثورات الربيع العربى نتيجة للانفلات وعدم الاستقرار والصور السلبية التى يبعثها الاعلام والمغرضون عبر وسائل الاعلام والمال السياسى وغيره.
- هل هذا التخوف من دول الربيع العربى التى خاضت ثورات وحركات تحرر ضد حكامها من الفاسدين والدكتاتوريين خاصة أم من الجنس العربى عامة؟
لا أستطيع تفسير هذا بالضبط أو تحليله سياسيا لكن سطوة المال والمصالح الخاصة ووجود التبعية ومجموعة متشعبة من العوامل تتحكم فى أشياء كثيرة.
- وما الذى يفتقده المصريون ليحققوا تلك السيطرة على تراثهم وآثارهم؟
المسألة ليست مالا أو متاجرة فقط، فالجانب النمساوى يتفاخر بأنه يمتلك أكبر كنز أثرى من المخطوطات والبرديات على مستوى العالم، وهذا يحقق لها الزعامة الثقافية والاقتناء، هو كنز عثروا عليه ويحاولون الحفاظ عليه وصيانته والزود عنه.
- أليس من الغريب أن الاحتلال الأجنبى لمصر كان تركيا و فرنسيا وانجليزيا وليس نمساويا، فبم تفسر هذا الخلل؟!
المسألة ليست هكذا، أنا منذ عدة أشهر سابقة كنت مدعوا إلى افتتاح أحد المعارض بالنمسا عن التاريخ القبطى المسيحى المصرى، وافتتحه وزير البحث العلمى النمساوى، وكان من ضمن المعروضات قطع متعددة لأقمشة ونسيج أثرى وبرديات ومخطوطات نادرة مختلفة العصور، وحكى بفخر أنه تم اقتناؤها عن طريق أحد أعضاء الأسرة المالكة الذى اشتراها من بيت أثرى قديم كان يهدم وعثروا عليها فى ثنايا أنقاضه، وبالبحث عن مدى أثريتها، وجدوا أنها ترجع إلى العصور القبطية أوائل القرن الماضى وما قبله، فعرضوها بهذا المعرض الذى جذب جمهورا كبيرا.
- ولكن هذا التراث المصرى وفى ظل وجود جالية مصرية وعربية كبيرة ومؤثرة وقادرة. هل يمكن أن يكون ورقة ضغط لرجوع هذه الآثار إلى بيتها؟
المسألة ليست مستحيلة ولكنها تحتاج جهودا متصلة ومستمرة عن طريق كل القوى الفاعلة والمؤثرة وبخطوات محسوبة ممنهجة. أما الجهود الفردية المقطوعة وغير المؤثرة ولا الضاغطة فى كل المؤسسات الدولية فهى الثغرة التى يستغلها من امتلك جزءا من تراثنا وتاريخنا وقوميتنا للاحتفاظ بما استولى عليه.
 

خايف يوم أصحى وأفتح الشباك
الأقيكي طفشتى يا مصر
ألاقيها لمت هدومها ومشيت
لمت هدومها على نيلها على هرمها
وطفشت
وحلفت ميت يمين ماهي قاعدة لنا
ما هي زهقت
تعبت
اتخنقت
أصلنا زودناها
أكننا استعمرناها
ورثناها
مصر البنوتة الحلوة
اللي زي القمر
بقت عجوزة وشايبة
وبان عليها الكبر
ومحدش عاد رحمها
ياعينى عليكى يابلدى
بس لسه عندى امل

«توربين صعيدى» يولد الكهرباء بدون طاقة

برغم أنه تعرض لسرقة عدة اختراعات قبل ذلك بعضها تم من مكتب رئيس الوزراء الأسبق د. أحمد نظيف، إلا أن ذلك لم يصبه باليأس، ولا يجعله يقبل دعوات الإقامة والاحتضان واستثمار اختراعاته العبقرية من كل من أمريكا وإيطاليا وبريطانيا وغيرها، لكنه بعناد صعيدى يعشق هذه الأرض، ويحمل جينات التفوق والإبداع على مدار عشرة آلاف عام قرر مواصلة الاجتهاد داخل وطنه مصر، خصوصا بعد الأمل المشرق فى مستقبل أفضل ومناخ أكثر عدالة فى مصر يناير، وها هو المخترع الشاب الصعيدى رفعت همام، ينجح فى اختراع جهاز ربما يمثل حدثا هائلا فى تاريخ الإنسانية، تماما مثل اكتشاف النار، وتوليد الكهرباء والفيمتوثانية، بل من الممكن أن يسهم فى تغيير وجه الحياة فى مصر كلها.
الجهاز ـ كما يشرحه مخترعه رفعت همام ابن فرشوط بمحافظة قنا ـ عبارة عن آلة إلكترونية لتوليد الطاقة الكهربائية بدون استخدام أية مواد بترولية أو رياح أو مياه، وتعتبر فكرة عمل الجهاز هى الأولى على مستوى العالم، حيث يعتمد على مكونات من المعادن والكروت الإلكترونية ومحركات الـ DC ولوحات التحكم والروافع الكهربائية التى تتميز بالقدرة الهائلة على زيادة القدرة الكهربائية ورفع الأمبير، والتوربينات ذات اللوحات النحاسية والمجال المغناطيسى.
والجهاز على عكس التوربينات الأخرى التى تعتمد على زيادة قوة المجال المغناطيسى باستخدام الكهرباء المتولدة منها، بينما فى هذا الجهاز تنعدم قوة المجال المغناطيسى فى حالة استخدام الكهرباء المتولدة، ويزيد عزم المحركات وقطع الغيار.
ويمكن استخدام الجهاز فى العديد من المجالات، مثل تسيير السيارات بسرعة هائلة تصل إلى 700 كيلو متر فى الساعة، والاعتماد عليه فى المزارع والمنازل، وتشغيل المصانع التى تحتاج إلى طاقة كهربائية عالية، وهو ما جعل خبراء الهندسة والمختصين يشيدون بالجهاز وإمكاناته العالية، وقدراته غير المسبوقة.
ورفعت حفيد شيخ العرب همام متخصص فى الهندسة الكهروميكانيكية يوضح أنه فى حالة تطوير جهازه يمكن الاستغناء عن المحطات الكهربائية بتكاليفها الباهظة، وعدم استخدام المواد البترولية تماما، وتوليد طاقة كهربائية نظيفة صديقه للبيئة، والأكثر إثارة أنه يمكن أن يسهم ـ إلى حد كبير ـ فى الاستغناء عن محطات الطاقة النووية بما لها من مخاطر كبيرة.
ويؤكد أن جهازه الفريد يكتب كلمة النهاية النظرية "الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم"، لأنه الجهاز الوحيد فى العالم الذى لا يعمل بالطاقة، ويشير إلى أنه سهل الاستخدام وقطع غياره متوافرة فى السوق المحلية، ويعتبر آلة ميكانيكية هندسية لا تتكلف فى تصنيعها ما تحتاجه الأجهزة الأخرى وفى حالة تعميم إنتاجه فى مصر سيوفر75 من استهلاك البترول.
ويدعو رفعت المسئولين والمختصين والمستثمرين والأجهزة المعنية إلى تبنى اختراعه، وتصنيعه على مستوى مصر، معربا عن استعداده لخوض جميع الاختبارات لإثبات قدرات الجهاز، مشيرا إلى أنه قام ـ بإمكانياته الذاتية ـ بتصنيع عدة وحدات وتشغيلها فى مزارع وقرى سياحية وتعمل بكفاءة تامة وقدرة عالية.
فهل يرى اختراع رفعت النور، ليكون خطوة حقيقية فى بناء مصر ما بعد ثورة يناير أم سيظل ملفا جديدا فى أدراج الإهمال والتجاهل التى تراكم عليها غبار أكثر من ثلاثة عقود من إهدار مقدرات مصر وفى مقدمتها ثروتها البشرية.