السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 
النمسـا اليـوممفكـــــرةخدمات & طوارئ النمسـا الوطـنإخترنـا لكإعلانــــــاتحـوار صـريحمجتمــــــعهيئة التحـريرمواقع إلكترونيةتواصـــل
 
 

سعيد الخضراء
المنتدى الفلسطينى -  مهندس / فيينا

ما نوعية المواطن المناسب للمستقبل؟

د. جاسر عبد الله الحربش
 أعتقد أن أكثر الحيوانات إخلاصا لصاحبه هو الحمار. علاوة على حمل الأثقال والخدمة في كل الأوقات، لا يكلف هذا الحيوان الغبي صاحبه شيئا يذكر. كل المطلوب مجرد كمية متواضعة من العلف أو التبن وبردعة خيش وعصا تنتزع من أي شجرة في الطريق. في حالة العجز يمكن الاستغناء عنه وتركه لمصيره يهيم في الطرقات أو الصحراء لتأكله الكلاب والذئاب، أو يموت بالجفاف من ضربة شمس. مشكلة الحمار الوحيدة هي قلة فائدته لصاحبه في الدفاع والهجوم عند الأزمات، لأنه عندها على الأرجح سوف يقفز على رجليه الأماميتين مرتين أو ثلاثا ويرفس بالخلفيتين وينظر من حوله بعينين مرعوبتين ثم يولي الأدبار.

الكلب، وهو المثل الأول والمفضل على غيره عند البشر في الإخلاص وفي مهمات الحراسة لا يمتلك بقية المواصفات الحمارية الإيجابية. الكلب مهما بلغ وفاؤه وتضحيته يحتاج إلى اللحم والعظم بشكل منتظم؛ لكي يبقى قويا ومستعدا للدفاع عن صاحبه وبيته وقطعان الماشية. إذا جوَّعه صاحبه أكثر من اللازم يستطيع الكلب أن يعقر رأسا من الماشية التي في عهدته ليأكل هو وأنثاه وجراؤهما. إذا ضرب الكلب أو أهين فلن يؤمن جانبه من الهجوم والعض وربما القتل. يمكن أن يصاب الكلب أيضا بداء الكَلَب (السعار) فيصبح قاتلا من الدرجة الأولى لكل ما حوله من القطعان والدواجن والبشر.

المثل الذي يتداوله الناس فيقولون (جوع كلبك يتبعك) ليس صحيحا على علاته. إذا رأى الكلب صاحبه يتناول اللحوم يوميا ويحرمه منها فلن يصبر على ذلك. الحمار بالمقابل لا يهمه ما يأكل صاحبه ويكتفي بالعلف أو التبن، فإن لم يجدهما ينصرف إلى أقرب شجيرة أو أعشاب فيأكل حتى يشبع ويكرع من المستنقع حتى يرتوي ثم يبرطع معبرا عن الانبساط.

ثمة حيوان آخر يختلف عن الحمار والكلب في كل الصفات هو الصقر. الصقر الحر لا يبقى مع صاحبه إلا إذا أشبعه مما يصطاد وحافظ على نظافة منقاره وريشه ومخالبه وضمن له المكان الهادئ الدافئ المريح لينام فيه، ودبر له شيهانة تؤنس وحدته وتضمن له استمرار النسل. لو أمعنا التفكير سوف نجد أن عالم البشر كلهم يتعايش فيه القوي والضعيف وفق إحدى هذه المواصفات، إما معيشة حمير أو كلاب أو صقور.

في مراحل الحياة البشرية الأولى بدأ كل الناس من مرحلة الحمير في التعامل اليومي بين القوي والضعيف، ثم انتقل في فترة حرجة ما (وهي غالبا فترات الحروب مع أعداء خارجيين) إلى مرحلة الكلاب بسبب الحاجة إلى الدفاع والهجوم والعض والقتل ضد العدو المهاجم. الحضارات الغربية انتقلت مضطرة بسبب حروبها الطاحنة وتكاليفها البشرية العالية وتنافسها على الصدارة إلى مرحلة التعامل مع مواطنيها بما تستحقه الصقور الأحرار.

لا تستطيع الحكومات في الأنظمة الغربية أن تستأثر لكوادرها بمعظم اللحم والدسم وتترك الفتات والبواقي للناس. مثل هذا التصرف سوف يجعل ولاء الناس لحكوماتهم وأوطانهم يتآكل والمعنويات الدفاعية تضعف (وهذه هي القابلية للاستعمار كما يصفها مالك ابن نبي)، علاوة على الرسوب في الانتخابات التالية.

الأوضاع في الحضارات الشرقية لم تبدأ في هذا الانتقال المرحلي إلا متأخرة كالعادة، ولكنها حاليا أصبحت مضطرة في حالة سباق مع الزمن. اليابان وكوريا الجنوبية وتركيا وماليزيا سبقت الآخرين، لكن المتأخرين فهموا المعادلة أيضا وبدأوا يستعدون لمرحلة الانتقال. العالم الإسلامي ومن ضمنه العالم العربي دخل حديثا في مرحلة التململ، لكنه بدأ يتحرك. مرحلة إدارة وتكامل المجتمع مع بعضه بطريقة التعامل مع الصقور الأحرار لم يبلغها العالم العربي بعد، لكن الذي بدأ يتضح هو أن مرحلة العيش على العلف والبردعة والعصا أوشكت على الأفول.

مرحلة التعايش بطريقة الصقور الأحرار (مثلما حدث في الغرب) قد تحتاج إلى شعور المجتمعات حكومات وشعوبا بخطر خارجي داهم.

الخطر الخارجي الداهم موجود، ولنا في العراق والبحرين وليبيا ما يكفي من الأمثال، ولكن المؤكد أن نوعية المواطن الحمار الذي بداخله نفسية عبد لا يمكن الاعتماد عليه للدفاع عن وطن أو دين أو دولة. أخطار المستقبل التي بدأت تكشر عن أنيابها تحتم بناء المواطن العربي الصقر الحر وإحالة هذا المواطن الحمار على التقاعد مشكورا بعد أن أوشك زمنه على الانتهاء. الغرابة تتمثل في المفارقة التاريخية في عبور هذه المراحل؛ في الشرق انبثقت كل الديانات السماوية التي أسست للعدل والحريات، لكن الغرب كان هو السابق في تطبيقها. لماذا؟.. هذا سؤال كبير.

القبلية والطائفية قبل الثورات وبعدها

خالد الحروب *

في سياق ما اطلقته الثورات العربية من سجالات ونقاش، ثمة جدل يدور حول «دور» هذه الثورات في بروز الانقسامات القبلية والطائفية التي تشهدها بعض المجتمعات العربية التي ثارت فيها شعوبها. بعض هذا الجدل ينطلق من حرص وقلق حقيقيين على حاضر ومستقبل البلدان وكيفية بنائه على أسس جديدة صحية وفعالة، وبعضه الآخر ينطلق من مساندة مبطنة او صريحة للاستبداد. يقول كثيرون ان هذه الانقسامات كانت غائبة، بل شبه زائلة، ولم تستيقظ وتنبعث فيها الروح إلا على ضجيج الانتفاضات التي نفضت كل ما كان ساكناً و «مستقراً». وثمة مقارنة تسطيحية يُصار إلى رسمها ربما في كل حالة تُناظر بين اوضاع البلدان المنتفضة، وتشير إلى خفوت الانقسامات قبل الانتفاضات وبروزها بعدها. من ناحية ظاهرية مباشرة ليست هناك حاجة إلى عبقرية زائدة لملاحظة اندفاع كثير من العفن الراكد طويلاً في عمق المجتمعات إلى سطحها فور سقوط الديكتاتوريات وأنظمة الاستبداد، ومن السذاجة عدم توقع هذا في طبيعة الحال. ومن السذاجة ايضاً محاولة نسب التوترات الاجتماعية وعفن الانقسامات مباشرة إلى الثورات وكأنها سبب بروزها. وهي السذاجة ذاتها أو التساذج الذي شهدناه في نسبة العفن والتوتر الطائفي الذي اندلع في العراق بعد سقوط صدام حسين ونسبة ذلك الى التدخل الخارجي. الانقسامات والتشظيات القبلية والطائفية والمجتمعية موجودة منذ أزمان طويلة, وما تفعله الثورات او التغيرات الكبيرة هو مجرد الكشف عنها وتعريتها فقط.

الثورات والتغيرات الاجتماعية والسياسية الحادة والعارمة تماثل العواصف في قوتها وفي عمق الاهتزازات التي تحدثها في «الوضع القائم». ومن البداهة ان تحتاج المجتمعات بعد تلك العواصف إلى فترات زمنية ليست بالقصيرة كي تعيد بناء استقرارها من جديد، لكن هذه المرة في مناخ مختلف ميزته الاساسية الحرية. وفي مناخات الحرية تنتعش كل التعبيرات والطموحات والتطلعات التي كانت قد قُمعت خلال حقبة الاستبداد المديدة. كما تنتعش في الوقت ذاته الامراض والاختلالات والتشظيات التي بقيت على حالها طيلة عقود من دون ان تتم معالجتها بالتدريج، ومن ذلك الانقسامات القبلية والطائفية. لم يكن لهذه الانقسامات أن تذوي او تندثر وحدها في حال غياب الشروط الموضوعية التي تنهيها تدريجاً. ما توافر هو الشروط المعاكسة تماماً، اي ما كان يغذي تلك الانقسامات ويحافظ عليها ويطيل من عمرها.

من ناحية اولية ومعرفية، من المهم تقرير حقيقة بشرية وتاريخية عابرة للعمران البشري والبلدان والثقافات وهي ان الانقسامات الاجتماعية المختلفة العناوين، الإثنية والدينية والعشائرية والولائية، هي سمة عامة تتصف بها كل مجتمعات العالم في كل العصور. أهمية هذا الإقرار تكمن في نفيه الابستمولوجي لأية «خصوصية عربية» يمكن ان يتم استدعاؤها لتزعم أن هذه الانقسامات حصرية بالعرب وبنياتهم المجتمعية دون الآخرين. كل بلدان العالم من شرقه إلى غربه قامت وتقوم على تجمعات بشرية غير متجانسة كلياً، وكثير منها متعدد الأعراق والثقافات والديانات والطوائف واللغات في شكل مدهش. وهذا التعدد والاختلاف لا يعيب اياً من تلك المجتمعات بأي حال، بل قد تطورت النظرة إلى التعدد وطرائق مقاربته لتعمل على ترقيته إلى مصاف التنوع الايجابي الذي يثري المجتمعات ويجعل احدها متفوقاً على الثاني. بمعنى آخر، لقد تمكنت المجتمعات التي استوعبت تعدد أو اختلاف الشرائح والمجموعات التي تشكل مكونات شعبها من تحويل هذا الاختلاف (أو الانقسام وعدم التجانس) إلى مصدر قوة لا ضعف. لم يتحقق ذلك بين عشية وضحاها بطبيعة الحال، بل عبر سيرورة اجتماعية وسياسية واقتصادية طويلة الامد وعميقة التأثير، وخلال سنوات مديدة. لكن ذلك النجاح في انجاز مهمة الصهر الوطني الطوعي وتحويل الاختلاف إلى تنوع قام في الاساس على ركنين: الاول هو الوعي بالهدف النهائي والشكل الصحي والفعال الذي يجب ان يكون عليه المجتمع، والثاني هو الوعي بآليات الوصول إلى ذلك المجتمع وكيفية تحقيقه.

الركن الاول، اي المآل او الشكل الذي اصرت تلك المجتمعات على الوصول إليه، هو دولة القانون والمواطنة القائمة على أركان الحرية والديموقراطية والمساواة التامة امام الدستور بين الافراد، نصاً وتطبيقاً، بغض النظر عن اصولهم وطوائفهم وإثنياتهم ودياناتهم. أما الركن الثاني، أي آليات تجسيد ذلك الشكل المُبتغى للمجتمع على الارض، فقد تعددت وتنوعت لكنها ابتدأت بمواجهة واقعة الاختلاف نفسها. لم يتم كنس تلك الحقيقة البشرية تحت السطح والادعاء بعدم وجودها، والتباهي بطفولية رثة تؤكد أن الشعب كله منسجم ومتحاب ولا فروقات بين مكوناته. المهم هو ان آليات الاجتماع التي اشتغلت على الإنهاء التدريجي للانقسامات الطائفية والقبلية وغيرها وبناء دولة القانون والمواطنة تمثلت في الحرية أولاً والاقتصاد الحر والفرص المتكافئة وحماية القانون للأفراد من تغول الدولة او اي تغول آخر. كل ذلك عمل على تعزيز فكرة مركزية في وعي الافراد، المواطنين، وهي ان الحامي لحقوق المواطن وكرامته هو القانون وليس الطائفة او القبيلة. ولهذا فإن الدولة، دولة ذلك القانون، هي الإطار الذي يستحق تمحيضه الولاء الاول، على حساب كل الولاءات الفرعية الاخرى. عبر عقود طويلة تفككت الولاءات الغريزية والعصبوية أياً كانت طبيعتها، وتحول الانتماء إلى طائفة معينة او إثنية مختلفة أو لغة مغايرة، إلى فولكلور يُحتفى به وبأبعاده الجمالية التي يضيفها على المشهد المجتمعي. لقد تم تقليم أظافر الطائفيات والإثنيات بآليات طوعية، وليس قسرية، ومن طريق افرادها هم وليس السلطة من فوقهم، وبالتالي لم تعد لتلك الطائفيات والإثنيات اسنان تستطيع ان تنشبها في اي طرف من جسم المجتمع.

لم تشتغل هذه السيرورات والآليات في بلداننا العربية مع الاسف، ولم تهتم النخب الحاكمة المُستبدة بأية مآلات أو آليات تقود الشكل السياسي في مجتمعاتنا إلى دول قانون ودستور قائمة على المواطنة والمساواة التامة. الآلية الوحيدة التي نجح الاستبداد في تطبيقها كانت القمع الشديد لكل أشكال الاختلاف الإثني والطائفي غير الموالي للنظام وطمره تحت السطح، في الوقت نفسه الذي قام فيه بتعزيز كل ما هو موالٍ للنظام. ولأن ذلك حدث في موازاة غياب فادح لأية آليات تبني مجتمعات صحية على قاعدة المساواة والتنافس المتكافئ، فقد تولدت عنه نتيجتان طبيعيتان تنافسان بعضهما بعضاً في مقدار التشويه والتدمير الذي يحدثه كل منهما في المجتمع، من ضمن نتائج كثيرة اخرى: النتيجة الاولى هي أن ثروات الدولة ومنافعها والفرص المُتاحة آلت جميعاً في قبضة العائلة الحاكمة والبطانة الفاسدة التي تحيط بها. وبسبب غياب القانون والقمع الامني بطبيعة الحال، فإن استغلال تلك الثروات لم يكن يواجه بمعارضة حقيقية توقفه عند حده، فتدهورت اقتصادات البلدان وإمكانات احداث التقدم والتنمية فيها.

النتيجة الثانية هي أن كل الولاءات القبلية والطائفية والإثنية والجهوية التي كانت سائدة ما قبل قيام دولة الاستقلال الوطني بقيت على حالها، ولم يتم صهرها في بوتقة دولة القانون والمواطنة. أجبرت تلك الولاءات على التنحي والاختباء تحت السطح، لكنها ظلت حادة ومشتعلة بل وخطيرة. مكمن خطرها جاء من الواقع القمعي الذي عاشه الافراد على يد الدولة الباطشة والتي دفعتهم بسبب بطشها إلى اللجوء إلى القبيلة او الطائفة او غير ذلك من اجل الاحتماء والشعور بالكينونة الفردية او الجماعية. كان من المُفترض ان تندرج تلك الولاءات الفرعية في حقبة دولة الاستقلال في منحنى تنازلي يفككها ويقلل من اهميتها، ويضعف من انتماء الفرد (المواطن) اليها على حساب انتمائه الى الدولة وثقته بالقانون كأهم إطار للحماية وتوفير الرعاية. لكن عوضاً عن ذلك، فقد اندرجت في منحى تصاعدي عزز من مكانتها وقوتها ومتانة الروابط بينها وبين الافراد التابعين لها. أصبحت الطائفة والقبيلة والمنطقة الجغرافية دولة داخل الدولة معنية برعاية التابعين لها بعيداً من الدولة الام اللاهية عن كل شيء سوى المحافظة على سيطرة النخبة الحاكمة.

ما قامت به الثورات العربية هو إنهاء هذا الوضع المريض وغير الصحي، وكشف كل العفن الطائفي والقبلي تحت الشمس، وهي الخطوة الاولى التي لا بد منها، من اجل إضعافها وبناء دولة القانون والمواطنة. الإبقاء على الامور كما كانت عليه لا يعني سوى الاستمرار في خداع انفسنا إلى آماد طويلة مقبلة.

* محاضر وأكاديمي - جامعة كامبردج، بريطانيا

النهر ضد المستنقع : جريان الثورة و تعفّن الاستبداد

خالد الحروب  .. محاضر وأكاديمي - جامعة كامبردج، بريطانيا

لا تقع الثورة في مكان ما إلا وتكون شروطها الموضوعية قد تراكمت ودفعت الناس دفعاً إلى تبنِّيها والانخراط فيها. الثورة -وبالتعريف- مُكلفة، وهي اقرب إلى المغامرة والمقامرة منها إلى اي شيء محسوب بدقة. والميل الإنساني التاريخي نحو التغيير والتخلص من الامر الواقع الفاسد يفضِّل الإصلاح التدريجي إن كان قيد المستطاع، على الثورة العارمة. الاصلاح التدريجي يوفر على المجتمعات أكلافاً كبيرة تضطر لدفعها في خضم اندلاع الثورة، ذلك أن الثورة عندما تنفجر مدفوعةً بأسباب حقيقية، تطال شظاياها كل جوانب حياة المجتمعات، وتزلزل ما استقر من زمن طويل. لكن عندما تنسد كل منافذ الاصلاح التدريجي، او حتى البطيء جداً، تجد الشعوب نفسها امام خيار الثورة بكل اكلافه. بهذا المعنى، تغدو الثورة -بكونها الحل الاخير- علاجاً بالكيِّ بعد فشل كل انواع العلاج الاخرى.
الثورة تندفع إلى الوضع القائم الفاسد المُستبد كما يندفع النهر إلى المُستنقع. ويعرَّف المستنقع بأنه مستودع التكلس والجمود، تتراكم في اعماقه كل انواع التعفنات وامراضها. كلما مر وقت اطول على المستنقع من دون أن يطاله جريان الماء، يزداد تكلساً وتعفناً (القبلية، والطائفية، والفساد، والمحسوبية... وكل ما صار معروفاً). الشكل الخارجي للمستنقع يوحي بالاستقرار والأمان: حدود واضحة، أفق معروف، ولا حركة فيه مجهولة المسار والمصير. المجتمعات التي تعاني وطأة الاستبداد الطافح تتحول مع الزمن مستنقعاتٍ منطويةً على نفسها وعلى أغوارها السوداء. الحرية هي الآلية الوحيدة التي تمنع تحول المجتمعات المستقرة إلى مستنقعات، لأن الحرية تلعب دور النهر الدائم الجريان، يدور في جنبات المجتمع طولاً وعرضاً، ويندلق على كل بقعةِ تعفنٍ قد تطاوله فيطهرها.
المستنقعات العربية طوال العقود الماضية حطمت المجتمعات، ودمرت ثروات البلاد واستنزفتها، وتراكمت طيات العفن فيها إلى درجة الاختناق، ولم تسمح سيطرة حكم الفرد الواحد، والحزب الواحد، والعائلة الواحدة بأي منافذ حقيقية للإصلاح، تدريجياً كان او بطيئاً، إلا في حالات قليلة كان يتم فيها تنفيس الاحتقانات، ويُترك لجريان الماء -او بعض منه- أن يعيد الحياة إلى بعض الجوانب الميتة. لكنها حالات نادرة، ففي المقابل، دافع الاستبداد في معظم الحالات، عن وضع المستنقع كما هو، مبقياً على آليات تراكم التعفن تأكل ما تبقى من الجسم الحي في المجتمع، وتؤبِّد الإحباط وتبذر بذور الغضب القادم والثورة الشاملة لتستدعي تدفق النهر وفيضانه الكبير.
وصلْنا في المنطقة العربية إلى مفترق طرق عسير: إما التمسك بالمستنقع واستقراره الخادع وتعفنه العميق، وإما الانحياز الى النهر المتدفق الذي وإن كان سيجرف المستنقع ويقضي على العفن، لكنه -كنهر جارف- يندفع غير عارف في أي اتجاه سوف يسير بعد جرفه المستنقع... وهنا المقامرة الكبرى، وهنا سبب إعطاء المنطق والأفضلية لطروحات الإصلاح التدريجي، الحقيقي وليس التجميلي والنفاقي. الاصلاح التدريجي يتفادى المقامرات الكبرى، او ما يمكن ان يَنتُج بعد انجراف المستنقع، يمنح للمشاركين إمكانية الانتقاء والتجريب والتحسين، وبطبيعة الحال الإبقاء على أيِّ إنجازاتٍ من حقبة المُستنقع مهما كانت. إنه لا يبدأ من الصفر، لا يكرِّس الدمار والانجراف ليبدأ المسيرة الجديدة، كما يفعل النهر.
في غالب الدول العربية، إن لم نقل في كلِّها، لم تُعلن النخبُ الحاكمة مشروعات إصلاح حقيقي تحافظ على ما تم انجازه، وتُطلِق بها طاقات مجتمعاتها في مناخ من الحرية والمشاركة السياسية. الاصلاح كان تجميلياً، وقشرته هشة، وفي جوهره كانت سياسات المستنقع تُحمى وتُعزَّز. الكل ساهم في الانقياد إلى المأزق والانسداد الكلاني الذي ما عادت تكسره إلا ضربة نهر موجعة، ثورة شاملة، تقلب عالي المستنقع اسفلَه، وتحرره من تعفنه.
إلى أين ستقودنا الثورات العربية؟ أليس من الممكن ان تودي بالمجتمعات إلى اوضاع اكثر سوءاً من تلك التي ثارت عليها؟ أليس ثمة احتمال او حتى احتمالات ان يقودنا فوران هذا النهر غير المنضبط إلى اتجاهات مدمرة او مجهولة، بعيداً من طموحات الحرية والكرامة والعدالة التي أسست لكل الثورات وكانت منطلقَها؟ ألا يتربص أصوليون يتنافسون في التطرف بعضهم على بعض، للسيطرة على مجتمعات ما بعد الثورة وإقحامها في عصور مظلمة؟ ألا يعيد الخارج ترتيب اوراقه إزاء بلدان ما بعد الثورات معزِّزاً سيطرته عليها وعلى المنطقة، ومواصلاً هيمنته وربما استغلاله لثرواتها ولكن بطرق جديدة؟ هذه كلها، وغيرها كثير، جوانب لسؤال او تخوف مركزي يردده كثيرون إزاء الثورات، إزاء النهر المندفع، ويتجرأ كثير من اولئك للقول إن الحفاظ على ما نعرفه رغم شروره، المستنقع رغم تعفنه، أفضل من المقامرة على ما نجهله. بعض من هؤلاء يردد تلك التخوفات بحسن نية وخوف على المستقبل، لكن البعض الآخر بسوء نية وحرصاً على من تبقى في سدة الاستبداد ودفاعاً عنه.
التخوفات تلك، وربما غيرها كثير، مشروعةٌ. ليست ثمة ضمانات مسبقة على المستقبل، لكن في المفاضلة بين النهر والمستنقع الآسن يجب ان ننحاز إلى النهر. مستقبل المستنقع المتعفن معروف: المزيد من التعفن بانتظار النهر والقادم المحتوم. مسألة اندفاع النهر في ومن بطن المستنقع ذاته مسألة وقت: إنها تحوم حول متى سيندفع النهر وليس في ما إذا كان سيندفع ام لا. مستقبل النهر وجرفه للمستنقع مفتوح على كل الاحتمالات. صحيح ان حس المقامرة عال فيها جميعاً، لكن لا مناص من تلك المقامرة. إنها المرحلة التي لا بد لمجتمعاتنا من ان تمر فيها حتى تنتقل إلى مرحلة النضج والتسيس والاجتماع الصحي. إذا بقينا نخاف من القيام بهذه النقلة بسبب أكلافها التي لا مناص منها، معنى ذلك اننا سوف نبقى نغوص في مستنقعاتنا الى الأبد.
وإن كان لا بد من ترميز إضافي لرسم الصورة، فإن ما يعيننا فيها هو التأمل في المثال المباشر للطفل الذي يبدأ المشي للتو: كم عثرة وسقطة يواجه وهو في طريقه لتعلم المشي والانطلاق إلى ما بعده؟ كم مرة يبكي؟ وربما كم مرة يَدمى أنفُه؟ لكن لا بد له من المرور بتلك المرحلة رغم صعوبتها، فبقاؤه في مرحلة الحبو مسألة ضد طبيعة الاشياء.
لذلك، فإن الانحياز الى الثورات العربية، برغم كل ما فيها من اختلالات، ومغامرات، ومخاطرات، هو انحياز الى إرادة المستقبل على الماضي المحنط، وعلى الحاضر المستنقعي ايضاً. انحياز الى الحرية والكرامة ضد الاستبداد والذل المستديم، وهو ايضاً، وبوعي كامل، انحياز مقامِر في الوقت ذاته، إذ ليس هنا اي قدر من السذاجة او التساذج يتغافل عن الصعوبات الهائلة التي تواجه مجتمعات ما بعد الثورات في المنطقة العربية، فإسقاط انظمة الاستبداد هو الشوط الأسهل، رغم صعوبته، واحيانا دمويته وأكلافه الهائلة، في مسيرة بناء مجتمعات ديموقراطية وصحية وفاعلة. الشوط الاكثر صعوبة هو عملية التأسيس والبناء بعد عقود الخراب الطويل. الانحياز هنا يعني الاصطفاف مع التغيير ضد رتابة التكلس وجمود الاوضاع الآسنة. الثورة هي النهر الذي يجرف البرك الراكدة التي عشّش العفن في قلبها، لكن ركوب النهر نفسه مخاطرة ومقامرة ايضاً، فأين يذهب النهر؟ وكيف؟ وفي أي اتجاه سيشق مسيرته؟... كلها اسئلة معلقة برسم المستقبل.
عندما كتب عبد الرحمن الكواكبي سفره الشهير «طبائع الاستبداد»، متأملاً مصائره الحتمية وراصداً انهياراته القادمة في وجه الثورة والتغير – والنهر الجارف، قامر على المستقبل ورأى ان صيحة الحرية، وهي أمُّ البشر كما رآها، قادمةٌ لا محالة، وسوف تخلع جذور الاستبداد. في صدر «طبائع الاستبداد» وصف نداءه للحرية قائلا: «إنها صيحة في واد... او نفخة في رماد... إن ذهبت اليوم مع الريح، فستذهب غداً بالأوتاد».

متى نحترم أنفسنا

قبل عدة أيام حدث شيء مفاجئ مس الديانة الإسلامية تسبب بحدوث فوضى عارمةً في وزارة الإعلام الكورية ، والتي لم تقف مكتوفة الأيدي حيال ذلك بل قامت بوضع عقوبات صارمة لمن يسيء الى أي ديانة ومسها بشكل مباشر أو غير مباشر .
هذا الموقف أثار الكثير من العلماء والباحثين في علوم سلوك الجماهير وأخلاقيات الشعوب حيث كتب البريطاني من قناة البي بي سي الدكتور ريتشارد بيرنارد في مقاله المشهور "لماذا أعشق كوريا بينما لا أحب إنجلترا التي تسري في دمي..؟"
حيث حدث في الثالث عشر من أغسطس الفان واحد عشر بث حلقة من البرنامج المشهور "ستار كينغ" والذي هو عبارة عن برنامج مواهب يستضاف فيه جميع الموهوبين من جميع أنحاء العالم وبعد الاستضافة يوزعون على الوكالات والشركات لتتبنى مواهبهم .
المشكلة ليست في البرنامج المشكلة أنهم استضافوا ضيفاً من هونج كونج الصينيه وقد اتضح أنه موهوب بالغناء والتمثيل وبعد أن قام بغناء أغنيةً قام بخلع ملابسه ليفاجئ الجمهور بإرتدائه الثوب والشماغ ويمسك ببندقية بلاستيكية ووجهها مباشرةً إلى مذيع البرنامج ليهاجهمه ممثلاً بذلك رجلاً مسلماً يحاول القتل .. مستخفا" دمه الصيني الثقيل متطاولا" على المسلمين والعرب
لقطة من البرنامج توضح ذلك

-هل بقي البرنامج يبث حتى انتهائه وهو لايزال في بدايته ..؟
- هل ضحك الجميع وصفق لمهارات الرجل ..؟
بالتأكيد هذه الأشياء ستحدث في بلادي (كاتب المقال بريطاني) وبعض البلدان المجاورة ولا أخفيكم أنني رأيتها في بلاد المسلمين ..ولكن ماحدث بعد ظهور الرجل بالبرنامج هو قطع بث القناة بأكملها من الأقمار الصناعية!!
وبعد 7 دقائق ظهر رجل أنيق جالساً على كرسي من الجلد الفاخر وطاولة عليها مفرش أبيض منمق..يعتذر بلهجة رسمية صارمة عما حدث وانهم مخطئون وسوف يصلحون هذا الخطأ.. إتضح فيما بعد أنه وزير الإعلام الكوري يعتذر للمسلمين كافة عن هذا الخطأ وألقى باللوم على ثقافة الضيف القليلة تجاه الديانة الإسلامية أما اعتذاره الثاني فقد وجهه للمملكة العربية السعودية لإستخدامهم زيهم بشكل غير لائق ..
في سبع دقائق إستطاع الوزير أن يعقد إجتماعاً طارئاً و يسن القوانين ويضع العقوبات اللازمة لحل هذه المشكلة الكبيرة في رأيه .. فقد وجه الاتهامات التالية :
1- أنه تصرف بشع ..
2-إتهام لشرف المسلمين..
3-أن الجهال سيصدقون ذلك..
4- إستخدام الزي السعودي في موقف سيء
5- مظهر من مظاهر العنف حيث أن البرنامج عائلي ويشاهده الأطفال من السابعه ومافوق.

أما عن العقوبات الموجهه ، فقد اتخذت بحذر شديد وهي :

1- إيقاف البرنامج من البث لمدة شهرين متواصلين .
2- إيقاف القناة لمدة 3 أيام متواصله .
3- تسفير الضيف بعد حبس48 ساعه.

القناة بثت رسالة اعتذار طوال الثلاثة ايام ( مدة إيقافها ) ووضعت نسخه على موقعها الالكتروني ونسخه في موقع البرنامج..

الغريب هنا ليس تصرف القناة الكورية بل كاتب المقال فهو بريطاني الجنسية غير مسلم فهو يرى ويتعجب أنهم فعلوا كل هذه الأشياء لمجرد لقطة عفوية من الضيف وليست متقصدة من البرنامج بينما هنالك الكثير من المسلسلات العربية والإسلاميةالتي تسخر من المسلمين أنفسهم ، والمسلمون يضحكون على أنفسهم ويسخرون من أنفسهم وإن أنتقدوا ذلك فلن يفعلوا شيئا.
شكرا" وزير الأعلام الكوري لاحترامك لنا

الـمُغـفلة
من روائع: أنطون بافلوفتش تشيكوف

منذ أيام دعوتُ الى غرفة مكتبي مربّية اولادي يوليا فاسيليفنا لكي أدفع لها حسابها


قلت لها: اجلسي يايوليا..
هيّا نتحاسب..
أنتِ في الغالب بحاجة إلى النقود،
ولكنك خجولة إلى درجة انك لن تطلبينها بنفسك..
حسنا..
لقد اتفقنا على ان ادفع لك ثلاثين روبلا في الشهر

قالت: أربعين
قلت: كلا،
ثلاثين..
هذا مسجل عندي..
كنت دائما ادفع للمربيات ثلاثين روبلا..
حسناً،
لقد عملت لدينا شهرين

قالت: شهرين وخمسة أيام
قلت: شهرين بالضبط..
هكذا مسجل عندي..
اذن تستحقين ستين روبلا..
نخصم منها تسعة ايام آحاد..
فأنت لم تعملّي كوليا في أيام الآحاد بل كنت تتنزهين معهم فقط..
ثم ثلاثة أيام أعياد

تضرج وجه يوليا فاسيليفنا،
وعبثت اصابعها باهداب الفستان ولكن..
لم تنبس بكلمة
*******
واصلتُ:
نخصم ثلاثة أعياد،
اذن المجموع اثنا عشر روبلا..
وكانت كوليا مريضاً اربعة ايام ولم تكن تدروس..
كنت تدرسين لفاريا فقط..
وثلاثة أيام كانت أسنانك تؤلمك فسمحتْ لك زوجتي بعدم التدريس بعد الغداء..
اذن اثنا عشر زائد سبعة.. تسعة عشر.. نخصم، الباقي ..هم.. واحد واربعون روبلا.. مضبوط؟

احمرّت عين يوليا فاسيليفنا اليسرى وامتلئت بالدمع، وارتعش ذقنها..
وسعلت بعصبية وتمخطت، ولكن..
لم تنبس بكلمة
*******
قلت: قبيل رأس السنة كسرتِ فنجانا وطبقا..
نخصم روبلين..
الفنجان أغلى من ذلك،
فهو موروث، ولكن فليسامحك الله!
علينا العوض..
وبسبب تقصيرك تسلق كوليا الشجرة ومزق سترته..
نخصم عشرة..
وبسبب تقصيرك ايضا سرقتْ الخادمة من فاريا حذاء..
ومن واجبك ان ترعي كل شئ،
فأنتِ تتقاضين مرتباً..
وهكذا نخصم ايضا خمسة..
وفي 10 يناير اخذت مني عشرة روبلات

همست يوليا فاسيليفنا: لم آخذ

قلت: ولكن ذلك مسجل عندي

قالت: حسناً، ليكن

واصلتُ: من واحد واربعين نخصم سبعة وعشرين..
الباقي اربعة عشر
امتلأت عيناها الاثنتان بالدموع..
وظهرت حبات العرق على انفها الطويل الجميل..
ياللفتاة المسكينة

قالت بصوت متهدج: أخذتُ مرة واحدة.. أخذت من حرمكم ثلاثة روبلات.. لم آخذ غيرها
قلت: حقا؟ انظري،
وانا لم اسجل ذلك!
نخصم من الاربعة عشر ثلاثة،
الباقي احد عشر..
ها هي نقودك يا عزيزتي!
ثلاثة.. ثلاثة.. ثلاثة.. واحد، واحد.. تفضلي
ومددت لها احد عشر روبلا..
فتناولتها ووضعتها في جيبها بأصابع مرتعشة..

وهمست: شكراً
*******
انتفضتُ واقفا واخذتُ أروح واجئ في الغرفة واستولى عليّ الغضب
سألتها: شكراً على ماذا؟

قالت: على النقود
قلت: ياللشيطان،
ولكني نهبتك،
سلبتك!
لقد سرقت منك!
فعلام تقولين شكراً؟

قالت: في أماكن أخرى لم يعطوني شيئا
قلت: لم يعطوكِ؟!
ليس هذا غريبا!
لقد مزحتُ معك،
لقنتك درسا قاسيا..
سأعطيك نقودك،
الثمانين روبلا كلها!
هاهي في المظروف جهزتها لكِ!

ولكن هل يمكن ان تكوني عاجزة الى هذه الدرجة؟
لماذا لا تحتجين؟
لماذا تسكتين؟
هل يمكن في هذه الدنيا ألاّ تكوني حادة الانياب؟
هل يمكن ان تكوني مغفلة الى هذه الدرجة؟

ابتسمتْ بعجز فقرأت على وجهها: يمكن

سألتُها الصفح عن هذا الدرس القاسي وسلمتها، بدهشتها البالغة، الثمانين روبلا كلها..
فشكرتني بخجل وخرجت

عفوا سيادة

عفوا سيادة الرئيس لست اسف عليك ولكن اسف على اجيال شربت من فسادك

سيادة الرئيس
...
لم أنس 1400 مصرى شهداء العبارة السلام 98
لم أنس شهداء العبارة سالم اكسبريس
لم أنس 400 مصرى شهداء قطار الصعيد
لم أنس شهداء حوادث قطارات العياط
لم أنس كارثة الدويقة
لم أنس تفجير هيلتون طابا
لم أنس طائرة البطوطى والغدر بقيادات الجيش عليها
لم أنس حوادث الطرق اليومية والاف الضحايا بلا تعويض
لم أنس فساد اغلب وزارات وقطاعات الحكومة من شرطة واعلام وثقافة واسكان ونقل
لم أنس الرشاوي والفساد الاداري لاجهزة الدولة نتيجة لضعف المرتبات
لم أنس عدم محاسبة اي فاسد تفوح رائحته والاكتفاء بتغيير منصبه
لم أنس خصخصة شركات القطاع العام وسرقة اموالها
لم أنس الضرايب العمال على بطال تحت عدة مسميات
لم أنس الضريبة العقاريةواموال التأمينات التي ضاعت في بورصات امريكا
لم أنس تدمير التعليم وتعين طبيب اطفال بدرجة وزير تعليم
لم أنس واردات قناة السوي التى تذهب اليكم مباشرا"
لم أنس ضرب المدرسين و اغتصابهم للطلاب فى المدارس
لم أنس تردي الخدمة الصحية
لم أنس العلاج على نفقة الدولة لغير مستحقية
لم أنس سرقة اراضي الدولة ونهبها
لم أنس تقسيم اراضي سيناء لعدد من رجال الاعمال وتهميش الشعب الذي هو السبب في رجوعها الي مصر
لم أنس اهمال اهل الصعيد
لم أنس ضياع الطبقة الوسطي التي هي عماد اي بلد محترم
لم أنس مشروع توشكي وضياع المليارات فى الهواء
لم أنس اهمال العلااقات مع دول حوض النيل مما ادي الي قيامهم بتهديد مصر بمنع مياه النيل
لم أنس تقسيم السودان وتدخل اسرائيل الواضح في القضية وغياب دو المخابرات المصرية والتي يبدو انها كانت نائمة
لم أنس حصار غزة
لم أنس دعم الامريكان لضرب العراق
لم أنس بيع الغازالمصرى لإسرائيل اجمالا" و تفصيلا"
لم أنس هجرة الشباب وغرقهم في البحر المتوسط وامتهان كرامة المصريين في الدول العربية
لم أنس شهداء التعذيب
لم أنس المعتقلات السياسية
لم أنس خالد سعيد
لم أنس سيد بلال
لم أنس مروة الشربينى
لم أنس انتشار المخدرات و الدعارة
لم أنس حجب القنوات الدينية وطرد قنا ازهرى من مصر والدعم والترويج للقنوات التافة
لم أنس قانون المرور الذي يهدف الي سرقة وليس حماية المواطنين
لم أنس مافيا سرقة الاعضاء البشرية
لم أنس تزور الانتخابات ودعم التزوير من الشرطة
لم أنس تشويه الدستور
لم أنس ازمات والمياة و طوابير الخبز وانابيب البوتاجاز
لم أنس وصول اللحمة ب 100 جنيه فى عهدكم المبارك
لم أنس كم الخضروات و الاطعمة الى اصبحت مسرطنة واستيراد البذور من اسرائيل
لم أنس خراب زراعة القطن المصري الشهير
لم أنس انقطاع الكهرباء والماء المتكرر في بلد توصف بانها هبة النيل
لم أنس المنتجات الصيني المضروبة التي اغرقت الاسواق دون رقيب عن جودتها
لم أنس وغلو مواد البناء و احتكار الحديد
لم أنس العنوسة وظاهرة التحرش في الشارع المصري
لم أنس الفقر و الجوع و الذل و المهانة و الواسطة و البطالة

سيادة الرئيس

لم أنس ما فعله بنا الغاز المسيل للدموع
لم أنس تجاهلك ل 30 ألف شاب مصري يوم 25-1-2011
لم أنس يوم قطعت عنا الاتصالات كأننا قطيع من الغنم
لم أنس يوم قطعت الانترنت
لم أنس مشاهد المصابين يوم جمعة الغضب
لم أنس خطابك المستف بعد جمعة الغضب
لم لنسى مشهد ضرب الشرطة للمصلين الساجدين امام المولى عزوجل بمدافع المياه
لم أنس يوم انسحبت الشرطة من مواقعها و إخلاء السجون
لم أنس دهس سيارات الشرطة و السيارات الدبلوماسية للمتظاهرين
لم أنس وصفك لنا بالقلة المندسة بعد خروج الملايين مطالبينك بالرحيل
لم أنس مئات المصابين يوم هاجمنا البلطجية
لم أنس شهداء الثورة
لم أنس من قتل بالرصاص الحي والمحرم دوليا
لم لنسى نزل خيول وجمال فى ميدان التحريرلدهس وقتل المتظاهرين بالسنج والسكاكين
لم أنس القناصة اعلى ميدان التحرير لحصد اروحنا
لم أنس 160 جثة للثوار بمشرحة زينهم لم يتعرف عليهم زويهم

سيادة الرئيس الدكتاتور

لست أبي
أبي رجل محترم
أبي لا يهين كرامتي .... لا يقتلني ....... لا يطلق علي الرصاص
سيادة الدكتاتور ......... لست رمزا لنا
كرامتك لا تهمنا ..... تهمنا كرامة الشعب
حياتك لا تهمنا ..... تهمنا حياة الشعب
ليس معنى انك شاركت بالمخطط الموضوع منذ ايام الراحل عبد الناصر لحرب 73 انها تكتب بأسمك وتكون انت البطل الاوحد للحرب .......انت لم تخترع الضربة الجوية الاف غيرك شاركو بهذة الحرب المجيدة وماتوا من اجل وطن حر ليس من اجل ان تكتب بأسمائهم ضربات جوية او عمليات حربية

سيادة الرئيس

وجودك لم يكن مهم لاستقرار البلد لانك فقد شرعيتك
قيادة شعـب مصر العظيم شـرف لم تكن تسـتحقه

سيادة الرئيس

كما تدين تدان هذا هو منطق الحياة و طبيعتها

سيادة الرئيس

لست اسف عليك مهما حدث لك

سيادة الرئيس

كل اسفى سيكون على اجيال شربت من فسادك ادعو الله ان يمحوا من عقولها 30 عام من الفساد وتعود مصر الحبيبة الى ما كانت عليه قبل عهدكم من عزة و كرامة ومجد

سقوط إمبراطورية ميردوخ المعادية للعرب

تعيش الأوساط الصحافية قبل السياسية في بريطانيا حالة من الارتياح غير المسبوق بعد انفضاح، وربما قرب انهيار، امبراطورية روبرت ميردوخ الاعلامية، بفعل ممارسات غير اخلاقية، وغير قانونية، بالتجسس على اكثر من 1500 شخص في بريطانيا وخارجها من كبار الشخصيات السياسية والفنية، بمن في ذلك غوردون براون رئيس وزراء بريطانيا السابق.
ميردوخ كان صانعا للملوك، وهو الشخص الذي كان يقرر هوية رئيس وزراء بريطانيا القادم، فاذا دعم حزب المحافظين اليميني فانه سيصل الى السلطة، وعلى حساب حزب العمال غريمه، والعكس دائما صحيح، فالرجل يتمتع بقدرات خارقة في التأثير سلبا او ايجابا على الخارطة السياسية البريطانية.
امبراطورية ميردوخ العالمية تمتد من الولايات المتحدة الامريكية في اقصى الغرب الى استراليا في اقصى الشرق، وتسيطر على محطات تلفزة عالمية مؤثرة مثل 'فوكس نيوز' و'سكاي'، وتصدر صحفا مثل 'صنداي تايمز' و'الصن' و'وول ستريت جورنال' و'نيوز. اوف ذا وورلد' التي تعرضت للاغلاق مؤخرا بفعل فضيحة التنصت.
هذا الاخطبوط الاعلامي بات يسيطر على نصف توزيع الصحف في بريطانيا، بينما تعتبر محطته 'فوكس نيوز' التلفزيونية الاكبر من حيث المشاهدة في الولايات المتحدة الامريكية، بحيث باتت تشكل الرأي العام الامريكي وفق رؤية وبرنامج صاحبها، الامر الذي جعل من ميردوخ اكثر الشخصيات مهابة ونفوذا في العالم الغربي باسره، والاكثر تأثيرا في العالم.
واذا وضعنا في اعتبارنا ان المستر ميردوخ حليف اساسي لاسرائيل والصهيونية العالمية، ومن اكثر الداعمين للسياسات العدوانية الاسرائيلية ضد العرب والمسلمين، فاننا يمكن ان نتحسس حجم الضرر الذي لحق بنا كافة من جراء تحالفه هذا، وتكفي الاشارة الى انه كان من ابرز المؤيدين لغزو العراق واحتلاله، والداعمين لحروب اسرائيل ضد العرب في لبنان وقطاع غزة.
بريطانيا تعيش حالة صدمة غير مسبوقة، فلم تتوقع اوساطها السياسية والاعلامية ان تفيق يوما لتشاهد مسلسل فضائح التنصت هذه تتوالى الواحدة تلو الاخرى، مؤسسة اعلامية كبرى تستأجر مخبرين وفنيين تتجسس على هواتف 3000 انسان وتسجل مكالمات ورسائل نصية، وتقدم رشاوى مالية لكبار الضباط في اجهزة الامن، وتوظف بعضهم لتسهيل هذه الممارسات غير الاخلاقية وغير القانونية.
شعار مؤسسة ميردوخ كان دائما مكافحة الفساد وفضح الخارجين على القانون، وضبط السلوك العام، ليكتشف المواطن البريطاني انها اكثر مؤسسة تخترق القانون، ومتورطة في الفساد، ومنخرطة في اعمال تتنافى كليا مع قيم العالم الحر ومبادئه الاساسية.
روبرت ميردوخ الذي سيقف امام لجنة تحقيق بريطانية للاجابة على الكثير من اسئلة محققيها، نشر اعتذارا على صدر الصحف البريطانية جميعا، يعترف فيه صراحة بانه اخطأ، واقدم على ممارسات غير قانونية وانه يتحمل المسؤولية كاملة عن كل ما حدث.
الاعتذار لا يكفي بالمقارنة مع حجم الضرر الذي الحقه هذا الامبراطور المزيف بمهنة الصحافة، والضربة القاتلة التي وجهها الى نزاهة الاعلام ومصداقيته، وقد اعترف نفسه باعلانه المنشور بان الاعتذار لا يكفي، فكيف نقبله منه بعد كل هذا الضرر؟
من حقنا كعرب ومسلمين، ان نكون الاكثر احتفالا بسقوط امبراطورية الفساد والتضليل هذه، لان هذه الامبراطورية، وبفضل انحياز صاحبها لاسرائيل وعدوانها وممارساتها الارهابية، الحقت بقضايانا العادلة اضرارا اضعاف مثيلاتها في بريطانيا والعالم باسره.
هذا الرجل، اي ميردوخ، كان قوة مهابة يخشى الكثيرون الاقتراب منها بسبب قدراتها التدميرية غير العادية، وها هو يسقط بطريقة مخجلة ومهينة، ونأمل ان تسقط امبراطورية وسلطة اللوبي الصهيوني التي كانت هذه الامبراطورية اقوى اعمدة قوته وارتكازه بالطريقة نفسها، وهو الذي ساند دائما العدوان على امتنا وشوه قضايانا العادلة

أروع محاكمة على مر التاريخ

من كتاب ( قصص من التاريخ ) للشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله ،
وأصلها التاريخي في الصفحة 411 من ( فتوح البلدان ) للبلاذري ، طبعة مصر سنة 1932 م .

في عهد الخليفة الصالح "عمر بن عبد العزيز" ، أرسل أهل سمرقند رسولهم إليه بعد دخول الجيش الإسلامي لأراضيهم دون إنذار أو دعوة ، فكتب مع رسولهم للقاضي أن احكم بينهم ، فكانت هذه القصة التي تعتبر من الأساطير.
وعند حضور اطراف الدعوى لدى القاضى ، كانت هذه الصورة للمحكمة:
صاح الغلام : يا قتيبة ( بلا لقب )
فجاء قتيبة ، وجلس هو وكبير الكهنة السمرقندي أمام القاضي جميعا
ثم قال القاضي : ما دعواك يا سمرقندي ؟
قال السمرقندي: اجتاحنا قتيبة بجيشه ، ولم يدعُـنا إلى الإسلام ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا ..
التفت القاضي إلى قتيبة وقال : وما تقول في هذا يا قتيبة ؟
قال قتيبة : الحرب خدعة ، وهذا بلد عظيم ، وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ، ولم يقبلوا بالجزية ..
قال القاضي : يا قتيبة ، هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟
قال قتيبة : لا ، إنما باغتناهم لما ذكرت لك ..
قال القاضي : أراك قد أقررت ، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة ؛
يا قتيبة ما نـَصَرَ الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل.
ثم قال القاضي : قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء ، وأن تترك الدكاكين والدور ، وأنْ لا يبقى في سمرقند أحد ، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك !!
لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه ، فلا شهود ولا أدلة ، ولم تدم المحاكمة إلا دقائقَ معدودة ،
ولم يشعروا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون أمامهم.
وبعد ساعات قليلة ، سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو ، وأصوات ترتفع ، وغبار يعم الجنبات ، ورايات تلوح خلال الغبار ، فسألوا ، فقيل لهم : إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب ، في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به.
وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم ، إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية ، وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم ، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر ، حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله.
فيا الله ما أعظمها من قصة ، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق ،
أرأيتم جيشاً يفتح مدينة ، ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة ، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج ؟
والله لا نعلم شبها لهذا الموقف لأمة من الأمم

جمع النبى صلى الله عليه وسلم بين تقوي الله وحسن الخلق
لان تقوى الله يصلح ما بين العبد وبين ربه
وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه
فتقوى الله توجب له محبة الله
وحسن الخلق يدعو الي محبته
صلوا على الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه

لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا
حقيقة علمية عن الخيال

قام الدكتور " بورهيف" بتوظيف بعض المجرمين في تجاربه و أبحاثه العلمية المثيرة مقابل تعويضات مالية لأهلهم ، و أن تُكتَب أسماؤهم في تاريخ البحث العلمي ، و مجموعة من المغريات الأخرى ، و بالتنسيق مع المحكمة العليا و في حضور مجموعة من العلماء المهتمين بتجاربه ، أجلس ( بورهيف ) أحد المجرمين المحكوم عليهم بالإعدام ، و اتفق معه على أن يتمَّ إعدامه بتصفية دمه بحجة دراسة التغيرات التي يمر بها الجسم أثناء تلك الحالة .

عصب ( بورهيف ) عيني الرجل ، ثم ركّب خرطومين رفيعين على جسده بدءًا من قلبه انتهاء عند مرفقيه ، و ضخَّ فيهما ماءً دافئًا بدرجة حرارة الجسم يقطر عند مرفقيه ، و وضع دلوين أسفل يديه و على بُعد مناسب ، حتى تسقط فيهما قطرات الماء من الخرطومين و تُصدر صوتًا يُشبه سقوط الدم المسال ، و كأنَّه خرج من قلبه مارًّا بشرايينه في يديه ساقطًا منهما في الدلوين .

و بدأ تجربته متظاهرًا بقطع شرايين يد المجرم ليصفِّي دمه و ينفذ حكم الإعدام كما هو الاتفاق .
بعد عدة دقائق لاحظ الباحثون شحوبًا و اصفرارًا يعتري كلَّ جسم المحكوم بالإعدام ، فقاموا ليتفحصوه عن قرب ، و عندما كشفوا وجهه فوجئوا جميعًا بأنَّه قد مات !!!

مات بسبب خياله المتقن صوتًا و صورة دون أن يفقد قطرة دم واحدة !!! و الأدهى أنَّه مات في الوقت نفسه الذي يستغرقه الدم ليتساقط من الجسم و يسبِّب الموت ، مما يعني أنَّ العقل يعطي أوامر لكل أعضاء الجسم بالتوقف عن العمل استجابةً للخيال المتقن كما يستجيب للحقيقة تمامًا !!!

انتبه جيدًا لخيالك فأعضاؤك و ملكاتك كلها
ستستجيب للصورة التي ترسمها بإتقان.

وذلك مصداقا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم (لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا) الرسائل الدماغية سواء الإيجابية أو السلبية تحدد نهج حياتنا التي نعيشها

فـ لاتعطون رسايل لمخكم انكم حتى (في مزاج سيء)
فيقوم يتبرمج المخ على المزاج السيء دائما!!

في ذكرى عبد الوهاب المسيري

أحسب أن العلاّمة عبد الوهاب المسيري من 'العشرة المصريين الأوائل' الذين ألحّت ذكراهم علينا، ما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، لأنهم كانوا ـ وما زالوا ـ من أعظم الدعاة إلى حرية مصر واستعادة كرامتها.
وأعلم أن إنسانا بقامة المسيري يحتاج إلى مؤتمر تكريمي تشارك فيه نخبة من العلماء والمفكرين العرب، في ذكرى رحيله في الثالث من تموز/يوليو عام 2008، إلا أنني رأيت من واجبي كمواطنة عربية، أن أحاول تسطير كلمات من العرفان والامتنان لمصري حمل قضية الإنسانية بشكل عام، وقضية فلسطين بوجه خاص، على مدى أكثر من أربعين عاما من عمره، أنجز خلالها موسوعته الشهيرة (اليهود واليهودية والصهيونية) في ثمانية مجلدات، إلى جانب أكثر من أربعين مؤلفا تناولت في غالبيتها الصهيونية العالمية، ومنها على سبيل المثال فقط: في الخطاب والمصطلح الصهيوني ـ الصهيونية والحضارة الغربية الحديثة ـ مقدمة لدراسة الصراع العربي الإسرائيلي ـ الصهيونية والعنف من بداية الاستيطان إلى انتفاضة الأقصى ـ اليد الخفية/دراسة في الحركات اليهودية الهدامة والسرية...
ويعود ارتباط المسيري بدراسة الصهيونية إلى وجوده في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1964 أثناء إعداده لرسالة الدكتوراه في الأدب الإنكليزي، حين عاين بأم عينيه دعم الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية الهائل لإسرائيل، ورؤيته للطريقة التي طرحت فيها الصهيونية نفسها على أنها حركة إنسانية هدفت إلى إيجاد وطن للاجئين اليهود، مع تحقيق تطوير اقتصادي للعرب المقيمين على أرض فلسطين، وأنها اشترت أراضي دولة إسرائيل بأموالها، وأن الفلسطينيين تركوا أرضهم بإيعاز من القادة العرب لحين تطهير فلسطين. ويذكر المسيري أنه أحسّ وقتها بزيف هذه الادعاءات ليس من الكتب، وإنما من تجربته الخاصة في بلدته دمنهور 'فقد كنت أعرف أن الفلاح لا يبيع أرضه ولا يتركها إلا تحت ظروف غير إنسانية'. وزاد من اهتمامه بالبحث في الصهيونية واليهودية عندما شاهد الفرحة التي غمرت الولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب هزيمة مصر عام 1967، إلى الحد الذي وصل بأحد مطاعم مانهاتن في نيويورك، الى أن يضع في واجهة محلّه بطاقة شخصية لصورة أحد الجنود المصريين الذين قتلوا في سيناء، وإلى جوارها ملابسه المضرجة بالدماء، وذلك في تعبير صارخ على الاحتفاء بنصر إسرائيل، وكوسيلة لجذب الزبائن إلى المطعم!
وبالعودة إلى الموسوعة الشهيرة، فقد بدأها المسيري في بداية السبعينات كمشروع لإصدار كتيّب، ثم قام بتطوير الفكرة الى اصدار معجم صغير ثم كبير، وصولا إلى إصدار (موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية) عام 1975. إلا أنه وجد أن الموسوعة لم تكن كافية، وأن الموضوع يحتاج إلى مزيد من الغوص في كنه الصهيونية واليهودية، فتقدم بمشروعه الأوسع إلى مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، الذي اعتذر عن تقديم الميزانية المطلوبة لتطــــوير الموسوعة، فما كان من المسيري إلا أن قرّر أن ينــــفق عليـــها من جيــــبه الخاص، ويذكر المسيري أن زوجـــته الفاضلة لم تتردد في دعم قراره بأن ينفق على الموسوعة كلّ ما كان يملك من مال وجهد، وأن يقضي في تطويرها ربع قرن إضافي من الزمن، لأنه وجد أنه كلّما تعمق في البحث زاد إحساسه بالقصور والجهل، والحاجة لمزيد من البحث.
وقد توصل المسيري في موسوعته الشاملة إلى إثبات حقائق أساسية من أهمها، أن الصهيونية ذات جذور غربية، وأنها إفراز عضوي للحضارة الغربية الحديثة التي ترمي إلى تحويل العالم إلى مادة يتم توظيفها واستغلالها لصالح استعمال الأقوى، وعليه فإن إسرائيل ما هي الاّ جيب استيطاني ممول من الخارج، ولا يخضع لمعايير الدول في وجوب مراعاة الجدوى الاقتصادية ضمن كيانها. أما البعد اليهودي فيها فهو بعد زخرفي تبريري تعبوي، خاصة أن الإله بالنسبة لليهود هو إله إسرائيل على وجه الخصوص، بحيث يصبح المقدس هو القومي، والقومي هو المقدس، وعلى ذلك يصبح العنف لصالح القومي مبررا لكونه مقدسا، ويغدو وسيلة مشروعة بل ومنطقية وحتمية، وتصبح العنصرية نمطا أساسيا ومقبـــولا في الحـــــياة داخلها.
ومن الغريب أن المسيري لم يكتف بكل هذا الإنجاز، إذ قام بترجمة عدة مؤلفات من الشعر والقصص الفلسطيني إلى اللغة الإنكليزية دعما لعزيمة الفلسطينيين وتمسكهم بعروبتهم، رغم كل الجهود المبذولة لخلعهم من جذورهم. كما أنه أصدر أكثر من عشرة قصص خصصها للأطفال، حين قام بتطوير الحكايا القديمة إلى أساطير حديثة لجذب الطفل إلى عالم الخيال الإبداعي، ولأنه وجد في أدب الأطفال ـ حسب تعبيره ـ ملجأ لاستعادة البراءة والجمال والدهشة. ومن عناوين هذه القصص: ذات الرداء الأحمر، أطفال الأميرة والشاعر، معركة كبيرة صغيرة... وقد رافق اهتمامه بالطفل اهتمامه بالشباب، فكان يحرص على عقد ندوة شهرية معهم في بحث متواصل عن مواهب الشباب لتشجيعها على الإبداع والعطاء الإنساني.
وإلى جانب هذا كله، أثبت المسيري أنه كان إنسانا حضاريا بامتياز عندما شارك في تأسيس الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) عام 2004، وكان المنسق العام لها. فكان بذلك معبرا حقيقيا وفاعلا عن مقولته 'إن إنسانية الإنسان إنما تعبر عن نفسها من خلال نشاطه الحضاري المجتمعي'.
ولعل من أطرف وأبلغ ما قام به المسيري قبل عام من وفاته، ورغم معاناته الشديدة في مرضه، الدعوى التي أقامها على الرئيس السابق حسني مبارك لتقصيره في حماية اللغة العربية، فقد طالبه بتطبيق المادة الدستورية التي تنص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة، بينما تتعرض هذه اللغة إلى هوس تغريبي بإهمال، بل بدعم، من الحكومة في مصر.
لقد كان المسيري بحقّ ودونما مبالغة، العالم الفيلسوف الباحث السياسي الشاعر القاص الفنان الداعية المناضل... وخفيف الظل، بحيث يصدق معه وفيه قول الجواهري: يموت الخالدون بكل أرض/ ويستعصي على الموت الخلود... رحمه الله.

ريما كمال
كاتبة من فلسطين

ثورة شباب بلدى الابطال

بلدى يابلدى بسم الله بسم الله                     بدت ثورة شبابنا بسم الله بسم الله

ثورة شباب بلادنا بسم الله بسم الله           ربنا يحميهم لبلادنا بسم الله بسم الله

دول هما ولادنا بسم الله بسم الله              ثمرة كفاحنا فبلادنا بسم الله بسم الله

الله اكبر اذن وكبر وقول يارب الثورة تكمل      بسم الله الله اكبر بسم الله بسم الله

ثورة شبابنا الشجعان بسم الله بسم الله      دول زهرة شبابنا بسم الله بسم الله

عملوها ولادنا بسم الله بسم الله                   رفعوا راية الحق بسم الله بسم الله

نادوا على الظالم بسم الله بسم الله               يرحل وحكومته بسم الله بسم الله

الله اكبر اذن وكبر وقول يارب الثورة تكمل      بسم الله الله اكبر بسم الله بسم الله

نادوا بالحريه فبلدنا بسم الله بسم الله       غيروا النظام فبلدنا بسم الله بسم الله

بدأوا بحسنى مبارك بسم الله بسم الله         ومن بعده نظيف بسم الله بسم الله

وحكومته الظلمة بسم الله بسم الله                واعوانه الخونه بسم الله بسم الله

الله اكبر اذن وكبر وقول يارب الثورة تكمل     بسم الله الله اكبر بسم الله بسم الله

 شلنا عز الخاين بسم الله بسم الله                من بعدوا الظلمه بسم الله بسم الله

والعادلى القاتل بسم الله بسم الله           وراه الحرامى جرانا بسم الله بسم الله

و جمال مبارك بسم الله بسم الله                ومن بعدوا شريف بسم الله بسم الله

الله اكبر اذن وكبر وقول يارب الثورة تكمل     بسم الله الله اكبر بسم الله بسم الله

مفيش توريث ببلدنا بسم الله بسم الله          كفايه ذل واهانه بسم الله بسم الله

استعبدونا كفايه بسم الله بسم الله                  اهانوننا كفايه بسم الله بسم الله

قهرونا سنين ياما بسم الله بسم الله           ذلونا سنين كفايه بسم الله بسم الله

الله اكبر اذن وكبر وقول يارب الثورة تكمل     بسم الله الله اكبر بسم الله بسم الله

ضربونا كتير بالنار بسم الله بسم الله         بقى ده اسموا كلام بسم الله بسم الله

فشرع مين بسم الله بسم الله                  دم المصرى رخيص بسم الله بسم الله

بكرة هنحاكمهم بسم الله بسم الله            ونخلص تارنا منهم بسم الله بسم الله

الله اكبر اذن وكبر وقول يارب الثورة تكمل     بسم الله الله اكبر بسم الله بسم الله

ونحاكم امن الدوله بسم الله بسم الله        والسجانه اعوانهم بسم الله بسم الله

ظلمونا كتير قوى بسم الله بسم الله              خانونا كتير قوى بسم الله بسم الله

كلهم عملاء لمين بسم الله بسم الله              وشلنا المغربى بسم الله بسم الله

الله اكبر اذن وكبر وقول يارب الثورة تكمل     بسم الله الله اكبر بسم الله بسم الله

ارحمنى ياربى منهم بسم الله بسم الله         كلهم جواسيس بسم الله بسم الله

ودم اولادنا الشهداء بسم الله بسم الله      هنادى بمحاكمتهم بسم الله بسم الله

اولاد بلادناالشهداء بسم الله بسم الله       مسيحى ومسلم يوحدوا الله بسم الله

الله اكبر اذن وكبر وقول يارب الثورة تكمل      بسم الله الله اكبر بسم الله بسم الله

دم شهداء فرقبة حسنى بسم الله بسم الله      دم شهداءفرقبة عادلى بسم الله بسم الله

دم شهداءفرقبة شريف بسم الله بسم الله         دم شهداءفرقبة نظيف بسم الله بسم الله

فينوا شباب العرب بسم الله بسم الله           كونوا رجاله واينا بسم الله بسم الله

الله اكبر اذن وكبر وقول يارب الثورة تكمل      بسم الله الله اكبر بسم الله بسم الله

كلنا اخوة فى مصر بسم الله بسم الله       دمنا واحد فى بلادنا بسم الله بسم الله

مش هتفرقوا بينا بسم الله بسم الله              مهما عملتوا فينا بسم الله بسم الله

ارفع راسك يامصرى بسم الله بسم الله       قول معاياانامصرى بسم الله بسم الله

الله اكبر اذن وكبر وقول يارب الثورة تكمل       بسم الله الله اكبر بسم الله بسم الله

 

شروط نشر الأعمال الفنية و الأدبية (المؤلفة أو المنقولة) فى أوسترو عرب نيوز :

عدم التعرض إلى (الذات الإلهية) .. الأديان السماوية .. المذاهب الدينية .. القوميات .

عدم التعرض بالسب أو الانتقاص من شخصية خاصة أو اعتبارية  .. بشكل مباشر أو بالتورية حال النقد .

أن لا ينشر فى أي وسيلة إعلامية صادرة بالعربية من النمسا .. خلال فترة النشر بـ أوسترو عرب نيوز .

أن يضمن المؤلف أو المراسل نشره فى النمسا مذيلا بعبارة : منقول عن أوسترو عرب نيوز (كلمة شرف)

ما ينشر في أوسترو عرب نيوز .. يعبر عن رأي كاتبه أو ناقله أو راسله ..
أوسترو عرب نيوز .. لا تتحمل المسئولية الأدبية أو القانونية .

أوسترو عرب نيوز .. تهيب بحضراتكم الإبلاغ عن أي تجاوز .. لعمل الإجراء المناسب على الفور .. بالحذف مع الاعتذار .

أعلى الصفحة


الموقع غير مسئول عن تصحيح الأخطاء الإملائية و النحوية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رئيس التحرير : أيمن وهدان




أخبار عرب النمسا