بيان
المجلس التنسيقي حول تطورات الأزمة
السورية
بسم الله الرحمن
الرحيم
"واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب"
(الأنفال 25)
ينأى المجلس التنسيقي
للجمعيات والهيئات الإسلامية في
النمسا بنفسه عن الخوض في غمار
السياسة ودروبها، غير أن الانتكاسة
التي تعيشها الأمة الإسلامية اليوم
وما نشهده من انقسام حاد بين أطياف
المسلمين، يجعل تسمية الأمور
بمسمياتها أمرا لا بد منه، لعل الله
يهدي من ضل ويرد من حاد عن الصراط
القويم.
لقد عمّ البشر والأمل
أرجاء الأمة الإسلامية مع سقوط
الطواغيت العرب بداية من تونس ومرورا
بمصر ووصولا إلى ليبيا واليمن،
واستبشر الشعب السوري ومن ورائه عموم
احرار العالم والمسلمين والعرب خيرا
بأن حكما دام 40 سنة في طريقه إلى
زوال بإرادة السوريين الباحثين عن
الحرية والمتطلعين إلى طاقة نور ينجون
منها من بيت حكم لم يعرف إلا التدمير
والتنكيل والإبادة.
ثار الشعب السوري
سلميا محفوفا بآمال عريضة أن تنتصر
ثورته على الطغيان، ومع كل بصيص أمل
نحو الخلاص يكتم المسلمون أنفاسهم
ويرفعون أكف الضراعة بأن تكون هذه
نهاية الظالمين. ولكن أعوان الشر لا
يكلون ويمدون الطاغوت بحبال تطيل في
بقائه الى حين، الأمر الذي أطال عمر
الثورة وسقط معها عشرات الآلاف من
الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى
والمصابين، والملايين من اللاجئين
والمشردين.
إن إيران وأحد أذرعها
العسكرية في المنطقة المسمى "حزب
الله" دخلت بكل قوتها في سوريا، ولكن
من أجل نصرة الظالم على المظلوم، بغية
الحفاظ على مشروعها الطائفي البغيض
وحماية نظام واه سائر إلى زوال بمشيئة
الله.
لقد كانت معركة
"القصير" وما شهدته المدينة الباسلة
من إبادة وتنكيل بأهلها على يد
ميليشيات طائفية حُشدت من كل مكان،
أكبر دليل على حرص إيران وحزب الله
على الوقوف إلى جانب الظالمين، ليس
لهدف سوى لنعرة طائفية بغيضة ستأتي
على الأخضر واليابس إذا لم يتدخل
العقلاء وأهل الحل والعقد من حكام
العرب والمسلمين.
إن لإيران أطماع
توسعية معلومة، والصبغة المذهبية التي
تغلف بها أهدافها تكشفت أمام كل ذي
بصيرة ومن له قلب يعي، ولا تستخدم
أبناء الشيعة من العرب إلا كأداة
لتحقيق غاياتها العرقية.
لقد أرادتها إيران ومن
والاها فتنة، وعلينا أن نعمل جميعا
على إخمادها. ويناشد المجلس التنسيقي
بهذا الصدد الشيعة في جميع أنحاء
العالم الوقوف إلى جانب الحق، وإدراك
أن ثورة الشعب السوري ليست حربا
طائفية، بل هي ثورة سلمية منذ بدايتها
أدخلها النظام السوري بمعاونة صريحة
من إيران وحزب الله في أتون طائفي
يكتوي به أبناء أمة الإسلام جميعا ولا
يستفيد في النهاية إلا أعداءها، الذين
يهنئون الآن بما آل إليه الحال بأمة
محمد.
ويؤكد المجلس التنسيقي
على أن الوقت الراهن لم يعد يستقيم
معه إلهاب الحناجر أو اعتلاء المنابر
للحض على التقارب السني الشيعي، بل هو
وقت الوقوف كالجسد الواحد لنصرة
المظلومين وإعلاء كلمة الحق.
ويدعو المجلس التنسيقي
جميع دول العالم الحر وخاصة الدول
العربية والإسلامية قيادات وشعوبا إلى
مساندة الشعب السوري في محنته ودعمه
في ثورته الماضية بإذن الله إلى نصر
من الله وفتح قريب.
إن الشعب السوري يفتقد
إلى جميع أنواع المواد الإغاثية
وبكميات لا تقوى عليها مؤسسات إنسانية
وحدها، بل دول مجتمعة لصد هذا التغول
في الدماء وانتهاك الأعراض.
إن سوريا العظيمة
باقية وشعبها الأبي الصابر باق بحول
الله وقوته ، والنظام البائس زائل
حتما و يقيننا أن الثورة السورية
منتصرة بإذن الله، وسيكون دورنا الذي
نحن منوطون به منذ الآن هو لملمة جراح
الضحايا ومواساة الثكالى ورعاية
الأيتام، حتى نلقى قبولا عند الله
تعالى عند الوقوف بين يديه ويُسأل كل
منّا عما فعل لنصرة المظلومين في
سوريا.
الأمانة العامة للمجلس التنسيقي
للمؤسسات والجمعيات الإسلامية في
النمسا
فيينا في 09.06.2013
|