مشروع رابطة المرأة العربية في النمسا
يورو واحد في اليوم لأطفال سوريا
مقدمة
كنت من المحظوظات عندما قمت من خلال عملي بالاضطلاع على أرشيف صور اللاجئين الفلسطينيين بعد النكبة (1948) حيث رأيت صور لأساتذة يقومون بتعليم الأطفال القراءة والكتابة على الرمال..
وتذكرت قصة أم صديقتي نادية الفلسطينية عندما قدم مسؤولون من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين للاضطلاع على أحوالهم ومعرفة احتياجاتهم فكان رد أم نادية
" لا بدنا خبز ... ولا بدنا لبس ... بدنا تعلموا ولادنا، حتى ما يكونوا مثلنا جاهلين وينضحك عليهم مثل ما انضحك علينا "
أردت القول مما سبق أن الفلسطينيين وعوا منذ اليوم الأول للنكبة أن العلم هو الطريق الأساسي في الكفاح ...
ونحن أهملنا الجانب التعليمي وذلك لاقتناعنا أن الأمور ستنتهي بسرعة وهذا مع الأسف ما لم يحصل .. ومضى ما يقارب العامين ولم يدخل أطفالنا في المخيمات المدارس.
تقاعسنا في هذا المجال سمح لجهات متعددة بالتدخل، وكان أن أنشأت بعض المدارس بتمويل غير سوري (تركي أو خليجي). وخطورة هذا التمويل أنه يفرض الالتزام بأجندات تفرض خارجياً، وتقوم أحياناً على استغلال حاجة الفقراء عبر دفع الأموال لذوي الأطفال لكي يسمحوا لأطفالهم بدخول هذه المدارس.
ونحن على اقتناع أن بعض هؤلاء الممولين يريدون لسوريا الملونة أن تأخذ لون واحد، ولكن ما أعطانا الأمل هو أن الأهالي بغالبيتهم يرفضون ذلك ولا يريدون لأطفالهم الانحدار وأخذ منحى التطرف، ولكن هذا يتطلب دعم مالي. ويتساءل الأهالي أين المنظمات والهيئات السورية والعالمية كاليونيسيف من كل هذا وما يجري؟
مدة المشروع
من 10 إلى 20 آب/أغسطس 2012
مكان المشروع
مخيم يالالاداغي للاجئين السوريين – تركيا
أهداف المشروع
1) إقامة دورة إعداد المدرسين/المدرسات لمتابعة المشروع وأخذ زمام الأمور بأيديهم،
2) تدريس 100 طفل/طفلة (50 طفل/طفلة في المستوى التحضيري و 50 طفل/طفلة في المستوى المتقدم)،
3) ورشة رسم للأطفال،
|
 |
4) ورشة رياضة (المصارعة البرازيلية للدفاع عن النفس) مع إعادة تأهيل ضد العنف.
القائمون على المشروع
1) السيدة ماري تيريز كرياكي رئيسة رابطة المرأة العربية في النمسا ومديرة المشروع ومدرسة للغة العربية فيه
2) السيدة لينا غريبة مساعدة في إدارة المشروع ومدرسة للغة العربية
3) الآنسة سيسيليا الموصلي رئيسة ورشة الرسم
4) السيد سيروس رفائيل خياط رئيس ورشة الرياضة ودورة إعادة تأهيل الفتية ضد العنف.
تقييم المشروع
ورشة إعداد المعلمين/المعلمات
انضم إلى هذه الورشة 15 معلم/معلمات وتمكنوا خلالها من الاضطلاع على طريقة مونتيسوري للتدريس وهي طريقة جديدة على البعض منهم ، إضافة إلى شرح واف عن طرق تدريس الكتب التي أعطيناها للطلبة وللأساتذة.
ورشة تدريس اللغة العربية للأطفال
نظمت الدورة مبدئياً لمائة طفل، ولكن ومنذ اليوم الأول تدفق عدد كبير من أطفال المخيم ممن أرادوا الانضمام للصفوف التي نظمت ، ووصل العدد في النهاية إلى ما يقارب 250 طفل. وهنا لا بد من الإشارة أن الكتب سترسل لبقية الأطفال الذين لم يحصل عليها. كان لدى الأطفال تعطش كبير للعلم وهذا ما سهل المهمة علينا وشجعنا لمتابعة ما بدأنا به. ركزنا خلال الورشة على مناهج مبسطة ومحفزة للأطفال لتعلم اللغة العربية، ومما زاد أن الكتب التي استخدمت تستخدم منهج البحث العلمي، ملونة ومزينة برسوم جميلة.
ورشة الرسم
تمكن الأطفال من خلال هذه الورشة ورشة الرسم من التعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم الدفينة. وذلك مكننا من تحليل سلوك الأطفال ومشاعرهم المكبوتة وفهم معاناتهم وبالتالي مساعدتهم عن التحرر من بعض الضغوطات التي مروا ومازالو يمروا بها، وبدأنا نعيد لهم الثقة في الأشخاص المحيطون بهم وإعادة التواصل مع مجتمعهم.
ورشة الرياضة
(الجوجتسو البرازيلية) مع إعادة التأهيل ضد العنف
تعلم المتدرب من خلال ممارسته لهذه المصارعة البرازيلية الجوجتسو (اليابانية المنشأ) الدفاع عن النفس وهزيمة الخصم دون صدمات. إضافة إلى ذلك تشجع هذه الرياضة النشء على الانضباط مما يساعد على التسامي بالمشاعر، والإحساس بالانتماء للمجتمع، كما أنها تزيد من القوة البدنية لممارسيها. وقد تمكن المدرب من مساعدة الفتية على تفريغ مشاعر الكره والغضب التي يعانون منها ، وكذلك إعادة بناء الثقة بينهم وبين المجتمع الذين يعيشون به.

|