.

التشبيك الإلكتروني
يعيد الدفء إلى المهاجرين العرب في المجتمعات الباردة

 
فيينا - قدس برس في 12 أبريل
حملت ثورة الاتصالات بشائر واعدة للمهاجرين العرب والمسلمين في الغرب، بعد أن أتاحت لهم تقنيات الإعلام الباهرة فرصاً كبرى لم يحلموا بها، على الأقل في بلد صغير يتوسط القارة الأوروبية كالنمسا. ففي خضم ثورة الاتصالات تم مؤخراً تدشين أول موقع إلكتروني شامل للعرب المقيمين في جمهورية الألب.
إذ انطلق مع بداية شهر أبريل الموقع العربي النمساوي الجديد "الرسالة" بعد إنهاء فترة الخدمة التجريبية التي قطعها في الأشهر الماضية. ويشمل الموقع الذي يعكف عليه فريق مختص معلومات أساسية عن الوجود العربي في النمسا بالإضافة إلى متابعة لأحداث الساحة النمساوية.
ويمثل اللجوء إلى شبكة العنكبوت الدولية "إنترنت" في الاتصال الإعلامي بين المهاجرين العرب في النمسا حلاً مثالياً، يقفز على الصعوبات البليغة التي تعترض التجارب الإعلامية المطبوعة بالعربية في هذا البلد الواقع في قلب أوروبا.
ويرى القائمون على موقع "الرسالة" جملة من التحديات التي ينبغي عليهم القيام بها، مثل "تقديم كم كبير من المعلومات الهامة والضرورية لأبناء الجالية العربية في النمسا عن البلد الذي يعيشون فيه، بما في ذلك ترجمة ونشر لأهم القوانين النمساوية ذات الصلة بحياة واهتمامات المغترب والمقيم، إضافة إلى تأمين خدمة إخبارية يومية ومتجددة تضمن الاطلاع على أهم التطورات النمساوية"، كما يؤكد الإعلامي الذي يدير المشروع محمد البهتيمي لوكالة "قدس برس".
ويأتي من بين التحديات مطلب "فتح قناة حوار واتصال بين الجالية والمجتمع النمساوي عبر نشر وتقديم موضوعات ذات اهتمام مشترك وإجراء نقاش متبادل حول بعضها".
ويشدِّد الموقع الجديد على شبكة الإنترنت على سعيه "لتمتين الصلة بين أفراد وفئات الجالية العربية في النمسا عبر إبراز مختلف نشاطات وفعاليات الجالية والتعريف بكل منظماتها وجمعياتها المختلفة و إتاحة الفرصة أمام أبناء الجالية للتعارف وتبادل التجارب والخبرات".
وتتزايد أعداد المواقع الإلكترونية على الإنترنت التي تدشنها مؤسسات أو يقوم بها أفراد في نطاق العرب والمسلمين في النمسا، مثل رابطة الأطباء السوريين النمساويين، أو جمعية "الطلبة العرب المتحدون"، أو حتى المركز الإسلامي بفيينا.
ويتماشى هذا الاتجاه مع تنامي الاعتماد على خدمات البريد الإلكتروني في الاتصال بين المواطنين النمساويين من أصل عربي. ويتولى عدد من الناشطين القيام بحملات يومية بالبريد الإلكتروني، تتناول قضايا الساعة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، بالإضافة إلى تعويض حالة الاغتراب التي يشكو منها العرب والمسلمون في مجتمع يعاني من الفتور في التواصل الاجتماعي. ومن المألوف أن يجري حشد الجمهور للمشاركة في الأفراح والأتراح عبر دعوات البريد الإلكتروني، وهو ما يفعله مثلاً خريج الدراسات الأثرية أيمن وهدان، وهو نمساوي من أصل مصري.
إذ لا يملّ الناشط أيمن وهدان من دعوة الجمهور العربي والمسلم في النمسا لحضور المناسبات الاجتماعية وعيادة المرضى والمشاركة في الجنائز، من خلال خدمة البريد الإلكتروني المتصلة بمئات الأفراد الذين يقابلون هذه الجهود بالاستحسان.
كما تتولى مؤسسات مثل المجمع الثقافي، ورابطة فلسطين بالنمسا، ومبادرة المسلمين النمساويين للتفاهم المتبادل والتسامح، بالإضافة إلى بعض المساجد، القيام بجهود موازية، ما يجعل المراقبين يرون في التشبيك الإلكتروني فرصة حقيقية لتعزيز أواصر التواصل بين العرب والمسلمين في النمسا، بل وتفعيل حضورهم في المجتمع النمساوي ذاته من خلال ركوب الموجة التقني


 

فيينا - قدس برس في 12 أبريل

 

<< الصفحة الرئيسة - من فضلك .. اضغط هنا >>
<< الصفحة الرئيسة - من فضلك .. اضغط هنا >>

 

<<نسخة سهلة للطبع .. اضغط هنا>>لوحة مفاتيح عربية .. لأجهزة الكومبيوتر التي لا تدعم اللغة العربيةبريد إلكترونى - ayman.wahdan@chello.at<<مشكلة عدم إستطاعة قراءة الحروف العربية>>