عزيزي
أيمن وهدان،
أسعد الله أوقاتك في شهر رمضان الفضيل، وبعد
بمناسبة المقال الذي كتب في نشرتكم عن ثورة 23 يوليو
1952 في مصر، أرجو أن تقبلوا منى ومن السيد
صبحي غندور
سماع الرأي الآخر، والذي يمثل وجهة النظر العربية-الأسلامية،
لأن العروبة والإسلام صنوان يجب أن لا يختلفان، فأي خلاف
بينهما سيؤدي الى صراعات وأزمات لا تنتهي وستؤثر عاجلا وآجلا
على مستقبل ديار العرب والمسلمين، وتيقي الإنسان العربي
والمسلم في الصفوف الخلفية للعالم المتقدم. وهذا فعليا ما
يريده أعداء العروبة والإسلام الذين أستغلوا في الماضي
الخلافات بالرأي بين الفكر العروبي والإسلامي في مصر وغيرها من
ديار العرب، وهم مرة ثانية حاليا، يستغلون هذا الخلاف ليتابعوا
تقسيم وتدمير كل من سوريا ومصر والعراق وتونس وليبيا كما تدا
الأحداث على أرض الواقع. ويكفي أن أشير هنا، بأن ثورة 23 يوليو
المصرية، كانت منذ البداية تدرك أن تاريخ العرب مشترك، وأن
أعداء العرب مشتركين بالمشروع الصهيوني في فلسطين، وأنه بدون
الوحدة والتضامن العربي -الإسلامي لن يستطيع العرب مواجهة
الغزاة الصهاينة، ولكن مع الأسف أنخرطت المنظمات والأحزاب
العربية والإسلامية وبدعم خارجي خبيث بصراعات مستمرة، وأنتهت
بخسارة معظم المعارك مع الأعداء. وها نحن اليوم، نشهد بداية
نار خفية تريد حرق وتدمير مصر العظيمة بعد أن دمروا وقسموا
العراق وسوريا. ويبقى الأمل والعزاء، أن يعرف العرب
والمسلمين أنه لا يوجد مستقبل لهم بدون أحكام العقل وقبول
الآخر والبداء بالعمل المشترك يدا بيد، والله الموفق.
د.
عاصم الشهابي
عمان - الأردن