{
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ
حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ
اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ
اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ
الْعَالَمِينَ
}

الحج موسم
إسلامي فريد، يخرج الإنسان
فيه عن رتابة الحياة .
والدراسات العلمية الحديثة
تدعو الإنسان أن يخرج عن
نظامه اليومي ولو مرة واحدة
في العام ، يغير فيها ظروفه
التي اعتاد عليها . وليس
كالسفر للحج وسيلة تحقق ذلك
للإنسان .
ورغم أن
المسئولين في الحجاز يقومون
ببذل أقصى جهد لتوفير الرعاية
الصحية للحجاج ، وتوفير
الأدوية اللازمة ومراكز
الإسعاف والمستشفيات ، إلا أن
الزحام الشديد أثناء الحج قد
يؤخر المساعدة الطبية بعض
الوقت ، ولهذا ينصح كل حاج أن
تكون معه حقيبة طبية صغيرة
يضع فيها الأدوية اللازمة له
، بناء على نصيحة الطبيب
المعالج قبل سفره .
وقبل أن يبدأ
الحاج في رحلة الحج المباركة
عليه أن يطمئن على صحته ،
فيقوم بزيارة الطبيب الأخصائي
إذا كانت لديه أمراض قديمة أو
حديثة يعاني فيها ، كما يجب
على كل حاج أن يعرف فصيلة
الدم عنده وتسجيل ذلك في جواز
السفر . و ينبغي التأكد من
الحصول على اللقاحات اللازمة
للوقاية من الأمراض المعدية
مثل الحمى الشوكية وغيرها .
كما يجب على المرضى الذين
يتناولون علاجات لأمراضهم
الاستمرار في تناول الدواء
بانتظام ، وعدم التقصير في
ذلك بأي حال من الأحوال ،
والإكثار من تناول السوائل –
ما لم يكونوا مصابين بمرض
يمنع ذلك .
و ينبغي عليهم إعلام الطبيب
بذلك .
إن اجتماع
الملايين من الناس في مكان
واحد لأداء مناسك الحج لا بد
إلا أن يؤدي إلى ظروف بيئية
صعبة عند بعض الحجيج للأسباب
التالية :
-
الزحام
الشديد سواء كان في الحرم
المكي أو في الحرم النبوي
أو في منى أو عرفات .
-
الجهد
المتواصل في تأدية مناسك الحج .
-
الحر الشديد في الأماكن
المكشوفة .
ولا بد للحاج
المسلم من أن يراعي كبر سنه
ووضعه الصحي من مرض أو عجز أو
عاهة ، فلا يغالي في التواجد
في الأماكن المزدحمة بشدة ،
ولا يحمل نفسه ما لا تطيق .
فالازدحام الشديد يعرض الحجاج
للإصابة بالأمراض المعدية ،
كما قد يسبب سقوط بعض الحجاج،
وخاصة المسنين منهم ، مما
يعرضهم للكسور و الرضوض .
ولما كان
الإسلام دين يسر لا دين عسر ،
فلا داعي للزحام ورمي الجمرات
بعد الزوال مباشرة ، كما أفتى
بذلك سماحة الشيخ المرحوم عبد
العزيز بن باز وغيره من
العلماء الأفاضل ، إذ يمكن
رمي الجمرات في أوقات أقل
ازدحاما للحجيج .
ضربة الشمس:
وعلى الحاج
الإكثار من شرب المياه
والسوائل في كل الأوقات حتى
يعوض ما فقده الجسم من العرق
الشديد ، نتيجة الجهد المبذول
والتعرض للشمس مباشرة ، وخاصة
في الجو الحار ، فإذا تعرض
الحاج إلى ضربة شمس ، ينبغي
وضعه بعيدا عن حرارة الشمس
المباشرة ، وتغطية رأسه
بالثلج ، وتعويضه بالكثير من
السوائل ريثما يتم نقله إلى
أقرب مركز إسعاف .
وتعتبر ضربة
الشمس من أخطر ما يتعرض له
الحجاج ، وخصوصا المسنين منهم
.وتنجم عن خلل في وظيفة منظم
حرارة الجسم في المخ ، مما
يؤدي إلى ارتفاع شديد في
الحرارة لما يزيد عن 40 درجة
مئوية ، مع صداع شديد ، وجفاف
الفم والجلد . وقد يفقد الحاج
وعيه ، ويعاني من سرعة التنفس
والخفقان ، وقد يصاب بالإسهال
أو القيء
الشمس و العين
وينبغي على
الحاج تجنب الوقوف مدة طويلة
تحت أشعة الشمس المباشرة ،
وخاصة عند المرضى الذين يشكون
من التهابات تحسسية أو رمد
ربيعي ، مع ضرورة ارتداء
نظارة شمسية سوداء من نوع جيد
.
وفي حال دخول
جسم غريب داخل العين ينبغي
غسل العينين بغزارة بالماء ،
وعدم حك العين مباشرة حتى لا
ينفذ الجسم الغريب إلى داخل
العين ، ومراجعة أقرب مركز
صحي . كما ينبغي تذكير الحجاج
الذين أجريت له جراحات داخل
العين منذ قصير ( أقل من
ثلاثة شهور ) قبل الحج بأن
عليهم تجنب الإجهاد الشديد ،
أو السجود الطويل أثناء
الصلاة ، أو حمل أغراض ثقيلة
.
الحاج المصاب بارتفاع ضغط
الدم
يوصى المصاب
بارتفاع ضغط الدم بالإقلال من
تناول الملح بشكل عام ،
والإقلال من تناول الدهون .
وتناول الأدوية بانتظام ،
والتأكد من أن ضغط الدم مسيطر
عليه .
الحاج المصاب بأمراض الكلى
لا بد للحاج
المصاب بالتهاب الكلى المزمن
من مراعاة النظام الغذائي
الموصوف له من قبل الطبيب
المعالج . أما بالنسبة للحجاج
الذين يعانون من حصيات الكلى
، فعليهم الإكثار من تناول
السوائل بكمية تصل إلى 3
ليترات يومـيا .
إذا كان مريض
الفشل الكلوي المزمن يشكو من
أية أعراض الفشل الكلوي مثل
فقدان الشهية والغثيان والقيء
، ولديه مضاعفات مثل ارتفاع
ضغط الدم أو هبوط القلب ، فلا
ينصح بالسفر للحج في هذه
الحالات .
أما إذا كانت
حالته مستقرة ويجرى له غسيل
كلوي ، فينبغي عليه حجز مكان
في أقرب مركز لغسيل الكلى
بواقع جلستين أو ثلاث أسبوعا
أثناء فترة الحج .
أما إذا كان
المريض مصابا بقصور بسيط في
وظائف الكلى ولا يشكو من
أعراض الفشل الكلوي فيمكنه
السفر .
الحاج المصاب بمرض السكر
لا شك أن نظام
التغذية هام جدا بالنسبة
لمريض السكر . وتزداد هذه
الأهمية للحاج المصاب بمرض
السكر لأنه يقوم بمجهود ذهني
وعضلي أثناء مناسك الحج .
والغاية
الأساسية في النظام الغذائي
عند مرضى السكر هو تقليل
المواد السكرية والدهون بشكل
عام ، وخاصة السكر والمربيات
والحلويات وأشباهها .
والإكثار من تناول الخضراوات
والفواكه التي لا تحتوي على
كمية عالية من السكريات ،
وتناول الخبز بكميات محدودة .
وينصح مريض
السكر المصاب بسكر غير مستقر
بعدم السفر للحج حتى تتحسن
حالته . ويجب على مريض السكر
حمل بطاقة ( كرت ) مكتوب
باللغتين العربية والإنجليزية
، وفيه تشخيص المرض وعلاجه
الذي يستعمله والجرعات
المحدودة . ويجب أن يتأكد
مريض السكر من وضعه الصحي قبل
السفر للحج
وينبغي على
مريض السكر بأن يبتعد عن
الأماكن المكشوفة وتجنب ضربة
الشمس ، وأن يكثر من شرب
الماء . وإذا حدث نقص السكر
فعليه تناول قطعتين من السكر
أو ملعقتين صغيرتين من السكر
، وينقل إلى أقرب مركز صحي
مريض الجهاز الهضمي في الحج
ينصح هؤلاء
المرضى طوال فترة الحج بتناول
الوجبات الخفيفة وخاصة
الأطعمة المسلوقة . والامتناع
عن المواد المحرقة كالشطة
والفلفل وغيرها . وعلى الحاج
التأكد من نظافة الأطعمة وعدم
فسادها ، وغسل الطعام وطهيه
جيدا ، كما ينصح بإضافة
الليمون والخل . ويستحسن
للحاج قبل السفر أن يجرى له
فحص براز قبل السفر ، للتأكد
من عدم وجود طفيليات في
البراز .
الأمراض المعدية في الحج
لا شك أن
المسافرين بشكل عام والحجاج
على وجه الخصوص معرضون
للإصابة بمختلف الأمراض
المعدية ، وخاصة عند المسنين
. وهذا الأمر يعزى لعدة أسباب
:
الازدحام
الشديد يزيد من احتمال
انتقال العدوى وخاصة
الأمراض الفيروسية
والجرثومية .
المشقة
الجسمانية والنفسية التي
تؤدي إلى إجهاد الحاج ،
مما يزيد من احتمال تعرضه
للأمراض المعدية المختلفة
.
تغير المناخ بين البلد
الأصلي وطبيعة الجو في
المناطق المقدسة في مكة
والمديـنة .
دوار السـفر
وهو دوار يحدث
نتيجة اهتزاز القنوات
الهلالية في الأذن الداخلية
التي تتحكم في توازن الإنسان
. وهو أربعة أنواع : دوار
البحر ، ودوار الطائرة ،
ودوار القطار ، ودوار السيارة
أما أعراضه
فهي الإحساس بالدوخة والغثيان
والقيء .
وعلاجه يكون
بالراحة ، وأخذ أحد الأدوية
المضادة للهستامين مثل : "
درامامين " قبل ركون الطائرة
أو الباخرة بنصف ساعة .
وفي حالة
السفر بالطائرة ، فينصح بمضغ
قطعة من اللبان ( العلكة )
أثناء الطيران ، حيث يسبب
المضغ فتح قناة " استاكيوس "
التي تصل بين الأذن والأنف .
وهذا ما يسمح بتساوي الضغط
الهوائي على جانبي غشاء طبلة
الأذن .
مريض القلب في الحج
ينبغي أن
نتذكر دوما أن في الحج مجهود
بدني وعقلي شديد ، لذلك ينبغي
على الحاج – وخاصة المسنين
منهم – التأكد من سلامة قلبه
، فلا بد له من الكشف الطبي
العام للتأكد من عدم وجود
ارتفاع في ضغط الدم ، أو
إصابة بمرض في القلب .
فإذا ما كان
المريض مصابا بذبحة صدرية
مستقرة ولا يشكو من أية أعراض
، فعليه أن يتجنب الإجهاد
الجسدي ما استطاع إلى ذلك
سبيلا ، ويتجنب الانفعالات
النفسية ويتناول أدويته
بانتظام ، وعليه أن يحمل معه
دوما أقراص النيتروغلسرين
يضعها تحت اللسان إن حدث لدية
ألم صدري . أما إذا لم يستجب
الألم الصدري أو تكرر حدوثه ،
فعليه مراجعة أقرب مركز صحي .
أما المرضى
المصابون بجلطة حديثة في
القلب فلا ينصحون بأداء مناسك
الحج ، حيث يحتاج المريض إلى
فترة لا تقل عادة عن ستة
أسابيع قبل العودة إلى الحياة
الطبيعية تماما ، شريطة ألا
تكون هناك أية آلام ذبحة
صدرية بعد جلطة القلب .
ولا يمنع
ارتفاع ضغط الدم المسيطر عليه
من أداء فريضة الحج بصورة
طبيعية ، مع الالتزام بتناول
الدواء والتقليل من الملح
والدهون والانفعالات النفسية
.
وصـايا غذائية
ينصح دوما
بالاعتدال في الطعام ،
وعدم إملاء المعدة
وتحميلها ما لا طاقة لها
به ، ويجب تجنب الأطعمة
التي تسبب عسر الهضم مثل
المواد الدسمة والأطعمة
التي تسبب غازات البطن
كالملفوف والزهرة (
القرنبيط ) وغيـرها .
غسل
الخضراوات الطازجة جيدا
وإضافة الليمون أو الخل
إليها ، وغسل الفواكه
بشكل جيد .
طهي
اللحوم جيدا .
استخدام
الوجبات الجافة ،
والفواكه الطازجة ،
والمعلبات ذات الصلاحيات
السليمة .
تناول
المياه المعدنية ، أو
المياه الجوفية العميقة .
ينصح
بتناول سوائل تحتوي على
نسبة معقولة من الأملاح
لتفادي ضربة الشمس .
الاعتدال
بتناول المياه الغازية .
أخذ
الملابس الملائمة للجو
لاستعمالها بعد انتهاء
الإحرام .
اصطحاب
مظلة شمسية للوقاية من
الشمس .
تجنب
التعرض لأشعة الشمس
مباشرة .
مراعاة
النظافة الشخصية من غسل
اليدين قبل الطعام ،
واستخدام الصابون غير
المعطر .
د.
حسان شمسي باشا