.

أزمة ثقة و شرخ في الشخصية
Mangel an Selbstvertrauen und Persönlichkeitsspaltung

الأخوة و الأخوات  !

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

كان في ذهني دائما منذ أن قدمت إلى هذا الوطن الكريم (النمسا) .. هم كيفية اندماج أبناء الأمة العربية و الإسلامية .. الذين نزحوا من أوطانهم .. بإرادتهم أو بغير إرادتهم .. لمساحة زمنية ما (معلومة أو غير معلومة أو حتى آخر الخط الزمني) .. في مجتمع المهجر .. النمسا .. دون انصهار لأركان و محددات الهوية في المجتمع الجديد .. ودون نشاز يعكر من صفو نسيج المجتمع النمساوي بكل خصوصياته .

كان واضحا أن الأمر سيؤثر بوضوح في الأجيال التي تلي جيل المهاجرين الذين تشكلت و ترسخت هويتهم الثقافية .. و التي استمدت بشكل رئيس من الدين و الإرث الحضاري .

لذلك كنت دائم التطلع عبر نافذة المستقبل .. عن شكل و ملامح الأبناء .. فكنت أرى الصورة ضبابية غير معلومة الملامح 

كنت أقرأ و أفكر .. أطرح و أستمع .. أحاور و أناقش .. أطياف من الناس من كل الألوان الثقافية و العرقية و الدينية .. لدراسة الأمر و استنباط خطة مبنية على مبدأ و نظرية و عمل .

كانت و مازلت .. مؤمنا أننا ننتمي لأمة عليها واجبات حتمية تجاة الإنسانية أسندها لها : العليم الحكيم (عز و جل) .. و هيأ لها عناصر التمكين من أداء واجبها و لعل أهمها :

  • الجغرافيا : مسرح ميلاد الحضارات و دواعيها من موارد المائية و مناخ فضلا عن : مواد التصنيع الأولية و موارد الطاقة .

  • التاريخ : الذي يشكل العمق الموروث الحضاري و الخبرات التراكمية المكتسبة عبر آلاف السنين .

  • هدى الله : عبر الرسالات السماوية التي علمت و ربت وجهت إنسان هذه الأمة (في مرحلة ولادتها) .. ليحمل الأمانة .

لما سبق و لأسباب أخرى لم يتسع له المجال .. أجد أن أبناء أمتنا العربية و الإسلامية عليهم واجبات تجاه كل إنسان يعيش على الأرض .. يجب القيام بها .. لأن ذلك معنى حياتها .. و إلا فهي (لا قدر الله) .. غير حية على مستوى الأمة ككل و كل عضو منها بعينه .. يعنى أنت شخصيا إما : حيا تقوم بواجبك المنوط بك .. أو ميت (بصرف النظر عن أنه : قد تخلق حياة من ميت) .

و برغم الأحداث التي أحاطت دنيا العالم الإسلامي .. و العربي منه بشكل خاص .. مابين مد و جزر خلال الإثنى عشر قرنا الأخيرة و بشكل مركز خلال قرنين مضت من الزمان و حتى الآن محدثا .. أزمة ثقة و شرخ في الشخصية بشكل عام .. و خاصة في الأحداث التاريخية الآتية :

  • اقتحام الفرنسيون الجامع الأزهر عام 1897 م .

  • نكسة 67 التي استهدفت الإنسان العربي .

  • حادثة 911 الملفق .

 و الأخير إستمهد الإنسان العربي و المسلم لغزو ثقافي و مفاهيم مستحدثة مفروضة على اللغة و المنطق .. و لا أريد الخوض في هذا الأمر أكثر من الإشارة إليه .

و النتيجة أن البعض منا غير راض عن  أبعاد هويته .. بدرجات متفاوتة تطرد مع درجة إيمانه بربه .. ثم .. بوحدة الجنس البشرى الذي ينتمي كله إلى آدم عليه السلام .. بشكل رئيس .

إذن الأزمة من وجهة نظري هى أزمة ثقة .. في النفس .. و الثقافة و حتى الشكل (لون العين و الشعر و .. .. ) و .. .. يكفينا هنا أن هناك أزمة ثقة .

الحل يجب أن يتجه إلى كيفية إستردات الثقة بشكل شامل و منها الثقة في النفس .. و لعلنا نناقش هذا الأمر في موضع آخر .

و مما أستعرض .. أرى أن على مصلحي الأمه و علمائها و فنانيها .. و بخاصة علماء الاجتماع و النفس .. دورا بالغ الأهمية لإعادة الذاكرة إلى الأمة و عليهم أيضا أن يصوبوا المفاهيم و العادات و التقاليد الخاطئة التي اكتسبتها الأمة أئناء مرحلة فقدان الذاكرة .

للحديث بقية .. 

 

<< الصفحة الرئيسة - من فضلك .. اضغط هنا >>
<< الصفحة الرئيسة - من فضلك .. اضغط هنا >>

 

 

<<نسخة سهلة للطبع .. اضغط هنا>>لوحة مفاتيح عربية .. لأجهزة الكومبيوتر التي لا تدعم اللغة العربيةبريد إلكترونى - ayman.wahdan@chello.at<<مشكلة عدم إستطاعة قراءة الحروف العربية>>