السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 
النمسـا اليـوممفكـــــرةخدمات & طوارئ النمسـا الوطـنإخترنـا لكإعلانــــــاتحـوار صـريحمجتمــــــعهيئة التحـريرمواقع إلكترونيةتواصـــل
 
 

عبد الرحمن الطويل
فيينا

دار الإفتاء المصريه
تجيز مشروعية الإحتفال بالموالد

القرآن الكريم أمرنا بتذكر الأنبياء والصالحين وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أول من سن لنا الإحتفال بمولده الشريف

" فإسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " " النحل 43 "
إطلعنا على الطلب المقدم من / مشيخة عموم الطرق الصوفيه المقيد برقم 1186 لسنة 2007 بتاريخ 30/7/2007 المتضمن :
·       ما حكم الإحتفال بالمولد النبوى وموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين ؟
-  المولد النبوى الشريف إطلاله للرحمه الالهيه بالنسبه للتاريخ البشرى جميعه, فلقد عبر القرآن الكريم عن وجود النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بأنه " رحمه للعالمين " , وهذه الرحمه لم تكن محدوده , فهى تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم على صعيد حياتهم الماديه والمعنويه , كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان , بل تمتد على أمتداد التاريخ بأسره (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ) ( الجمعه : 3 ) .
والإحتفال بذكرى مولد سيد الكونين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبى الرحمه وغوث الأمه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم , ومحبة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أصل من أصول الإيمان , وقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلّم قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) رواه البخارى
قال ابن رجب : " محبة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من أصول الإيمان , وهى مقارنه لمحبة الله عز وجل , وقد قرنها الله بها , وتوعد من قدّم عليهما محبة شىء من الأمور المحببه طبعا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك , فقال تعالى : ( قل إن كان آبائكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال إقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره ) ( التوبه : 24 ) , ولما قال سيدنا عمر للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم : يا رسول الله , لأنت أحب إلى من كل شىء إلا نفسى , قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم : ( لا والذى نفسى بيده , حتى أكون أحب إليك من نفسك ) فقال له سيدنا عمر : فإنه الآن والله لأنت أحب إلى من نفسى , فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " الآن يا عمر " رواه البخارى .
والإحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وسلّم هو الإحتفاء به , والإحتفاء به صلى الله عليه وآله وسلّم أمر مقطوع بمشروعيته , لأنه أصل الأصول ودعامته الأولى , فقد علم الله سبحانه وتعالى قدر نبيه , فعرف الوجود بأسره بإسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته , فالكون كله فى سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحجته .
وقد درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الإحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح فى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم , كما نص على ذلك غير واحد من المؤرخين  مثل الحافظين ابن الجوزى وابن كثير , والحافظ بن دحيه الأندلسى , والحافظ بن حجر , وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطى رحمهم الله تعالى .
ونص جماهير العلماء سلفاً وخلفاً على مشروعية الإحتفال بالمولد النبوى الشريف , بل ألف فى إستحباب ذلك جماعه من العلماء والفقهاء , بينوا بالأدله الصحيحه إستحباب هذا العمل , بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الإحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف , وقد أطال ابن الحاج فى
( المدخل ) فى ذكرى المزايا المتعلقه بهذ الإحتفال , وذكر فى ذلك كلاماً مفيداً يشرح صدور المؤمنين , مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه ( المدخل ) فى ذم البدع المحدثه التى لا يتناولها دليل شرعى , وللإمام السيوطى فى ذلك رساله مستقله سماها " حسن المقصد فى عمل المولد " .
والإحتفال فى لغة العرب : من حفل اللبن فى الضرع يحفل حفلاً وحفلاً وتحفلّل وإحتفل : إجتمع , وحفل القوم من باب ضرب وإحتفلوا : إجتمعوا وإحتشدوا . وعنده حفل من الناس : أى جمع , وهو فى الأصل مصدر , ومحفل القوم ومحتفلهم : مجتمعهم , وحفله : جلاه ,فتحفل واحتفل , وحفل كذا : بالى به , ويقال : لا تحفل به .
وأما الإحتفال بالمعنى المقصود فى هذا المقام , فهو لا يختلف كثيراً عن معناه فى اللغه , إذا المراد من الإحتفال بذكرى المولد النبوى هو تجمع الناس على الذكر , والإنشاد فى مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلّم , وإطعام الطعام صدقه لله , إعلاناً لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم , وإعلاناً لفرحنا بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلّم .
ويدخل فى ذلك ما إعتاده الناس من شراء الحلوى والتهادى بها فى المولد الشريف , فإن التهادى أمر مطلوب فى ذاته , لم يقم دليل على المنع منه أوإباحته فى وقت دون وقت , فإذا إنضمت إلى ذلك المقاصد الصالحه الأخرى كإدخال السرور على أهل البيت وصلة الأرحام فإنه يصبح مستحباً مندوباً إليه , فإذا كان ذلك تعبيراً عن الفرح بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم كان ذلك أشد مشروعيه وندباً وإستحباباً , لأن للوسائل أحكام المقاصد , والقول بتحريمه أوالمنع منه حينئذ ضرب من التنطع المذموم .
ومما يلتبس على بعضهم دعوى خلو القرون الأولى الفاضله من أمثال هذه الإحتفالات , ولو سلم هذا – لعمر الحق – فإنه لا يكون مسوغاً لمنعها , لأنه لا يشك عاقل فى فرحهم – رضى الله عنهم به صلى الله عليه وآله وسلّم , ولكن للفرح آساليب شتى فى التعبير عنه وفى إظهاره , ولا حرج فى الأساليب والمسالك , لأنها ليست عباده فى ذاتها , فالفرح به صلى الله عليه وآله وسلّم عباده وأى عباده , والتعبير عن هذا الفرح إنما هو وسيله مباحه , ولكل فيها وجهة هو موليها .
على أنه قد ورد فى السنه النبويه ما يدل على إحتفال الصحابه الكرام بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم مع إقراره لذلك وإذنه فيه , فعن بريده الأسلمى رضى الله عنه قال : خرج رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلّم فى بعض مغازيه , فلما إنصرف جاءت جاريه سوداء فقال : يا رسول الله , إنى كنت قد نذرت إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى , فقال لها رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلّم : " إن كنت نذرت فإضربى , وإلا فلا " رواه الإمام أحمد والترمزى وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب .فإذا كان الضرب بالدف إعلاناً للفرح بقدوم النبى  صلى الله عليه وآله وسلّم من الغزو أمراً مشروعاً أقره سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأمر بالوفاء بنذره , فإن إعلان الفرح بقدومه صلى الله عليه وآله وسلّم  إلى الدنيا – بالدف أوغيره من مظاهر الفرح المباحه فى نفسها - أكثر مشروعيه وأعظم إستحباباً
وإذا كان الله تعالى يخفف عن أبى لهب – وهو من هو كفراً وعناداً ومحاربه لله ورسوله – بفرحه بمولد خير البشر بأن يجعله يشرب من نقره من كفه كل يوم إثنين فى النار , لأنه أعتق مولاته ثويبه لما بشرته بميلاده الشريف صلى الله عليه وآله وسلّم كما جاء فى صحيح البخارى , فما بالكم بجزاء الرب لفرح المؤمنين لميلاده وسطوع نوره على الكون ! .
وقد سن لنا رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلّم بنفسه الشريفه جنس الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف , فقد صح عنه أنه كان يصوم يوم الإثنين ويقول : " ذلك يوم ولدت فيه " رواه مسلم من حديث أبى قتاده رضى الله عنه , فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام على منة الله تعالى عليه وعلى الأمه بذاته الشريفه , فالأولى بالأمه الإحتفاء به صلى الله عليه وآله وسلّم بشكر الله على منته ومنحته المصطفويه بكل أنواع الشكر , ومنها الإطعام والمديح والإجتماع للذكر والصيام والقيام وغير ذلك , - وكل ماعون ينضح بمافيه . وقد نقل الصالحى فى ديوانه الحافل فى السيره النبويه " سبل الهدى والرشاد فى هدى خير العباد " عن بعض صالحى زمانه : أنه رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى منامه , فشكى إليه أن بعض من ينتسب إلى العلم يقول ببدعية الإحتفال بالمولد الشريف , فقال له النبى  صلى الله عليه وآله وسلّم " من فرح بنا فرحنا به " .
وكذلك الحكم فى الإحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين وإحياء ذكراهم بأنواع القرب المختلفه , فإن ذلك أمر مرغب فيه شرعاً , لما فى ذلك من التأسى بهم والسير على طريقتهم , وقد ورد الأمر الشرعى بتذكر الأنبياء والصالحين فقال تعالى : ( وأذكر فى الكتاب إبراهيم ) " مريم : 41 " ( وإذكر فى الكتاب موسى ) " مريم : 51 " وهذا الأمر لا يختص بالأنبياء , بل يدخل فيه الصالحون أيضاً , حيث يقول تعالى : ( وإذكر فى الكتاب مريم ) " مريم : 16 " إذ من المقرر عند المحققين أن مريم عليها السلام صديقه لا نبيه , كما ورد الأمر الشرعى أيضاً بالتذكير بأيام الله تعالى فى قوله سبحانه وتعالى : ( وذكرهم بأيام الله ) " إبراهيم : 5 " ومن أيام الله تعالى أيام الميلاد وأيام النصر , ولذلك كان النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يصوم يوم الأثنين من كل أسبوع شكراً لله تعالى على نعمه إيجاده وإحتفالاً بيوم ميلاده كما سبق فى حديث أبى قتاده الأنصارى فى صحيح مسلم , كما كان يصوم يوم عاشوراء ويأمر أصحابه بصيامه شكراً لله تعالى وفرحاً وإحتفالاً بنجاة سيدنا موسى عليه السلام , وقد كرم الله تعالى يوم الولاده فى كتابه وعلى لسان أنبياؤه فقال سبحانه :( وسلام عليه يوم ولد ) " مريم : 15 " وقال جل شأنه على لسان السيد المسيح عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم : ( والسلام على يوم ولدت ) " مريم : 33 " , وذلك أن يوم الميلاد حصلت فيه نعمة الإيجاد , وهى سبب لحصول كل نعمه تنال الإنسان بعد ذلك , فكان تذكره والتذكير به باباً لشكر نعم الله تعالى على الناس : فلا بأس من تحديد أيام معينه يحتفل فيها بذكرى أولياء الله الصالحين , ولا يقدح فى هذه المشروعيه ما قد يحدث فى بعض هذه المواسم من أمور محرمه , بل تقام هذه المناسبات مع إنكار ما قد يكتنفها من منكرات , وينبه أصحابها إلى مخالفة هذه المنكرات للمقصد الأساسى الذى أقيمت من أجله هذه المناسبات الشريفه .
والله سبحانه وتعالى أعلم
أمانة الفتوى
دار الإفتاء المصريه

ثمار شجرة العلم النبوى
 
ليس من السهل أن يكون الإنسان فيلسوفاً فى غابه من الشياطين . . ولا من السهل أن يكون قديساً فى مستوطنه من الشياطين . . ولا متفتحاً فى مجتمع من المنغلقين . . ولكن . . ذلك ليس معناه أن نضع أصابعنا العشره فى الشق ونيأس . . أوأن ندفن رؤسنا فى الرمل وننسى . . أن علينا أن نقيم التوازن بين الإنفجارات التى تحدث حولنا وبين جداول المياه الصافيه التى ترقرق فى أعماقنا .
لا يجوز أن نغضب رغم أن كل ما حولنا يدفع إلى الغضب . . لايجوز أن نصرخ رغم أن كل ما حولنا يدفعنا للصراخ . . إن الصراخ حق إنسانى يلجأ إليه الإنسان لتعبير عن إحتجاجه . . أوعن عذابه . . فنحن نصرخ إذا إحترق إصبع واحد من أصابعنا . . وكيف لا نصرخ ونحن نرى من يشعلون النار فى دينهم وهم يبتسمون وكأنهم ملكوا ناصيته وفهموا خباياه وكشفوا أسراره . . على أنه رغم ذلك لن نغضب . . ولن نصرخ . . بل سنناقش . . ونجادل بالعقل . . بالتى هى أحسن .
إن أخطر ما فى هؤلاء المطمئنين إلى أنفسهم هو أنهم يأخذون الدين كماده خام لا يضيفون إليها ما يتفاعل معها لتنتج ما هو أفضل . . وأحسن . . وأبقى . . إن خام الحديد يحتاج لكثره من الخبره حتى يصبح سلعه حضاريه ضروريه . . سيارات . . ثلاجات . . ماكينات . . أساس عمارات . . والذهب لا يبرق إلا إذا أجرينا عليه عمليات إستخلاص متتاليه . . وكذلك البترول . . والفوسفات . . وكل ما نعرفه من خام .
وبهذا المنطق علينا أن نستخلص من الدين ما ينفع الناس مباشرة . . إن الله لم يشرح لنا آيه آيه . . وإنما تركنا نستخلص منها ما ينفعنا ويفيدنا . . ولكن . . هذا الإستخلاص له أصول ووسائل علمها لنا الرسول عليه الصلاة والسلام . . أن نجتهد فى التفكير والتفسير . . وألا نتقيد بالتقييد . . إن بعض الناس توقف عند ما وصل إليه الصحابه ولا ينظرون إلى إبعد من ذلك . . وحتى نناقش هؤلاء نتصور أن النبى عليه الصلاة والسلام زرع شجرة برتقال . . وتركها للصحابه على حالها . . قبل أن تثمر . . سيكون وصف الصحابه لها أنها شجرة خضراء . . وفى زمن التابعين للصحابه فوجئوا أن الشجره أخرجت زهوراً بيضاء . . لو قالوا إن الزهر لم يكن فى زمن الرسول والصحابه ولا نتعامل معه لما كسبوا من تحول هذه الزهور إلى ثمار . . لو إعتبروا الزهور البيضاء بدعه يجب الوقوف فى وجهها لخسروا مالم يتركوه ينمو أمامهم . . ولو أن رجلاً منصفاً منهم أمسك الزهره البيضاء ووجدها جزءاً أصيلاً من الشجره لاعتبرها تطوراً طبيعياً للشجره . . ولاعتبر الثمره تطوراً طبيعياً للزهره . . ولاعتبر عصير البرتقال تطوراً طبيعياً للثمره . . وكذلك المربى وفيتامين سى وغيرها من فوائد ثمرة البرتقال . . لو تجمدنا عند حدود الشجره التى تركها الرسول لما عرفنا البرتقال . . ولو أعتبرنا هذه الشجره هى شجرة العلم النبوى وتوقفنا عند مرحلنها فى زمن الصحابه لما كانت ثمار الإجتهاد التى جنيناها فيما بعد . . لقد أظهر الله فى زمن الرسول من شجرة العلم النبوى الفروع والأوراق . . ثم أظهر فى زمن التابعين الزهر الأبيض . . ثم فى زمن تال الثمره . . والعصير . . والمربى . . والدواء الذى نعالج به البرد . . ولو سمعنا كلام من يقولون إنهم يتمسكون بما كان فى عصر الصحابه لضاعت علينا كل هذه الفائده .
يقول النبى – صلى الله عليه وسلم : - " خير القرون قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " . . وفى قرن الرسول كانت الشجره . . وفى القرن الذى يليه كانت الزهره . . وفى القرن الذى يليه كانت الثمره . . بهذا التفتح علينا أن نفهم ونفسر كل ما يخرج من ثمار من شجرة العلم النبوى . وأن نفهم ما نسمعه من أحاديثها بعمق ورويه .
وللحديث بقيه إن شاء الله تعالى

الله أكبر

الحمد لله الذى لا يستطيع حمده غيره والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله الذى لا يعرف غير الله قدره وآله وأصحابه وبعد :

فإذا قال أحدنا أن فلاناً أعلم من فلان دل ذلك على تفاوت فى نسبة العلم وإذا قال أحدنا أن فلاناً أقوى من فلان دل ذلك على أن كلاهما قوى وكذلك إذا استعملت " أفعل التفضيل " يكون المفهوم أن الفاضل والمفضول يشتركان فى الصفة ويتفوق أحدهما على الآخر والمقصود بهذه المقدمة هو الولوج فى عالم وعلم " الله أكبر " فيا ترى الله أكبر مِنْ مَنْ ؟! أو الله أكبر من ماذا ؟! فمن الكبير الذى يشترك مع الله فى هذه الصفة ويتفوق عليه الله فيها ؟! الأمر يختلف فلا مجال هنا لأفعل التفضيل عندما يتعلق الأمر بجناب الله فلا يصح أن يُقَال أن الله أغنى من كل غنى ولا أقوى من كل قوى ولا أكبر من كل كبير ولا أعلى من كل علي فلا غِنىَ مع غِنىَ الله بل الله الغني المطلق ولا يقاس على قوة الله فلله القوة المطلقة ولا يقاس على علمه ولا على كبريائه وكل ما يوصف به الله له الإطلاق ولا قيد عليه .. نعود إلى  قولنا " الله أكبر "
عزيرى القارئ .. أرى والله أعلم أن الله أكبر من أن يُعرَف أو يُحاَط به علماً وقدرةً وقدماً وغنىً إلى غير ذلك .
فهل تتفق معى فى هذا المعنى خاصةً إذا قرأنا معاً الحكمة البالغة التى نتفق عليها جميعاً وهى القول الفصل وليس فيها شئ من الهزل وأكثر خلق الله علماً بها هم المرسلون ألا وهى " سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين ".
فالله أكبر من أن يُعرَف بضم الياء وفتح الراء فلا يعرفه إلا هو .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم


"وإن أحد من المشركين استجارك فأجره ... ثم أبلغه مأمنه"

رغم التفجيرات التي تحدث في أماكن مختلفة من خريطة الدنيا وتنسب إلى مسلمين متطرفين فإننا نصر على أن الإسلام لا يحرض على الإرهاب ولا يدعو إليه .. الإسلام يحرص على أرواح المسلمين وأرواح غير المسلمين .. فغير المسلمين هم مشروع مسلمين فيما بعد .. لا يجوز خسارتهم في أي وقت . ولو كان في الإسلام إرهاب فهو إرهاب لمنع الحرب والموت والخراب وليس إرهابا للقتل وسفك الدماء .. إن التهديد بالقوة في الإسلام أفضل من استخدامها .. وعلى الذين يفهمون غير ذلك أن يعيدوا حساباتهم .. وعلى الذين يفعلون خلاف ذلك أن يراجعوا تصرفاتهم وتفسيراتهم .. فالخطأ فيهم وليس في الإسلام .. والضعف في عقولهم وليس في الإسلام . لقد رفض المشركون أن يدخل المسلمون مكة ونقضوا العهد معهم .. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمون بأن يشعلوا نارا كثيفة ينبعث منها دخان ليرهب المشركين .. وكان من ضمن قواعد الاستطلاع أيامها أن كل عمود دخان يجلس حوله 10 أفراد .. فإذا أحصى الطرف الآخر عدد أعمدة الدخان عرف عدد المقاتلين .. استفاد الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه الحقيقة .. وأمر كل واحد من صحابته بإشعال من عشرة إلى عشرين عمود نار .. فنظر أهل مكة فقدروا أعداد المسلمين بأكثر من حقيقتهم .. قدروها بحساباتهم المعتادة .. وقالوا : إن محمدا صلى الله عليه وسلم أتي بجيوش لا قبل لنا بها . فألقى الرعب في قلوبهم .. وقرروا أن يرسلوا من يتفاوض معه سلميا. هذا هو الإرهاب في الإسلام .. أن يشعر الطرف الآخر بالقوة الرهيبة حتى لا يضطر إلى التورط في القتال ..أرسل المشركون من يتفاوض مع المسلمين .. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن تمكن منهم : ما تظنون أني فاعل بكم ؟ .. قالوا : خيرا .. أخ كريم وابن أخ كريم . قال لهم ا لرسول صلى الله عليه وسلم : اذهبوا فأنتم الطلقاء . لم يثأر لنفسه ولا لطرده من بلده ولم يتذكر استيلاءهم على أموال المسلمين ولم يقتص منهم لقتل المسلمين في الغزوات السابقة .. بل قال لهم : من د خل البيت الحرام فهو آمن ومن دخل داره فهو آمن .. وقال العباس : يا رسول الله اجعل لأبي سفيان شيئا فإنه رجل يحب الفخر .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن .. فأين الإرهاب هنا ؟ ! لقد حدث إرهاب ولكنه إرهاب وقائي يمنع بدء المعركة . ويحقن الدماء ويظهر عفو رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قدرته على القصاص .. فإذا كان هذا الإرهاب يؤدي إلى الأمن فلتسمه إرهابا .. لكن .. الرسول عليه الصلاة والسلام لم يدخل مكة منتهكا لأعراض أهلها مستبيحا أموالهم .. وبعدها دخل الصحابة المسجد الحرام آمنين. يقول سبحانه وتعالى : " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا " .. وكان أن أسلم عدد كبير من أهل مكة بعد الفتح .. لقد كان يمكن أن يقتل هؤلاء لو جرت معركة قبل الفتح بين المشركين والمسلمين .. ماذا لو كان هؤلاء الذين دخلوا الاسلام قد قتلوا ؟ .. كانوا سيكونون خصما من رصيد المسلمين وخسارة من منظور النبي صلى الله عليه وسلم .. قتل المشركين من منظور النبي صلى الله عليه وسلم خسارة .. فهم مشروع مسلمين ولو كانوا مشركين . إن النبي عليه الصلاة والسلام لم يرسل لاستعباد البشر ولا أي نبي أرسل كي يستعبد الخلق .. قال تعالى : " وما كان لبشر أن يؤتيه ا لله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي " .. ولا يختلف نبي عن نبي ولا رسول عن رسول لأن كل الأنبياء أرسلوا من عند الله إلى خلق الله بمراد الله .. ولو كان مراد الله إفناء الخلق لما خلقهم أساسا .. ولكن ديمقراطية التشريع هي التي جعلت الرسل يعلمون الخلق الخطأ والصواب ويتركون لهم حرية الاختيار .. ثم ينبه ا لله إلى الثواب والعقاب .. وكذلك يفتح باب الشفاعة والاستغفار والتوبة .. يقول سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : " وإن أحد من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه " .. إذن لا اعتداء على السياح ولا الأجانب حتى لو كانوا مشركين .. هذا مخالف للدعوة الإسلامية وسلوك النبي صلى الله عليه وسلم وللأوامر الإلهية .. فهو إذا دخل بيتنا فهو آمن .. وواجبنا حمايته .. نحميه حتى نبلغه مأمنه .. يقول سبحانه وتعالى : " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين " .. ويقول سبحانه وتعالى عن البيت الحرام : " ومن دخله كان آمنا " .. ومن ثم فإن التفجيرات التي تروع المسلمين في مكة .. وغير المسلمين في أماكن إسلامية أخرى حرام ..ولا أحد يقدر على أن يفتى بغير ذلك إلا إذا كان متعسفا قاسيا في تفسير كلام الله وسنة رسوله .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .

الرزق والدعاء والمشيئة
( وقال ربكم ادعونى أستجب لكم )
 
بفرحة الشمول بالعطية من صاحب المنائح السخية التقيت بسماحة الإمام .. السلام عليكم يا مولانا قال السيد وعليكم من الله السلام .
قلت : هل يمكن اليوم إجراء الحوار مع سماحتكم كالمعتاد :
قال السيد : العادة تثبت ولو من مرة واحدة فماذا لديك ؟
قلت : عندي تساؤل مشمول بالعجب محاط بالاستغراب .
قال : أى عجب وأى استغراب ؟
قلت : أما السؤال فإنه بخصوص الدعاء والسعى على الرزق فمع أن الله أمرنا بالدعاء ووعدنا بالاستجابة ولكن غالباً ما ندعو ربنا فلا يجيب ولا يستجيب وهو لا يخلف الميعاد وأيضاً أمرنا بالسعى على الأرزاق وغالباً ما نسعى ولا نحصل الرزق ألا ترى سماحتكم أن في هذا الأمر ما يدعو للعجب والاستغراب .
قال السيد : نعم ولكن عند من يجهل الحكمة الإلهية .
قلت : إن الحكمة يؤتيها الله لمن يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتى خيراً كثيراً .
قال السيد : يا ولدى إن الله عندما يعطى الحكمة لمن يشاء يأخذ عليه الميثاق ألا يعطيها لغير أهلها وألا يمنعها عن أهلها .
قلت : إن لم أكن شخصياً أهلاً لها فالقراء الأفاضل لاشك أن معظمهم أهل لها بإذن الله .
قال الشيخ : نعود إلى سؤالك .. يا بنى إن الله عندما يأمرنا بشئ فإنه يكون فريضة علينا وعندما يعدنا بشئ فليس ذلك بفريضة عليه سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً وإياك أن تظن أن السعى على الرزق هو الذي يجلب الرزق ولكن الرزق من لدن الرزاق سبحانه وتعالى والسعى على الرزق إنما هو سبب والله بقدرته يستطيع ربط الرزق بالسبب ويستطيع أيضاً أن يهب الرزق بغير سبب ( إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) .
والخلاصة أن السعى على الرزق فريضة يؤديها المؤمن لأنه أمر بها فإذا حدث أن رزق العبد فإن الرزق ساعتها يكون منحة .. منة .. هبة و إلا فمن الذي رزق العبد وهو جنين في بطن أمه أسعيه . أم ربه ومن الذى رزقه وهـو رضيع أسعيه أم ربه ومن الذى رزق العبد الحياة سعيه أم ربه .. إلخ .
وكذلك الحال بالنسبة للدعاء فإذا دعونا الله فكما أمر ونحن ملزمون بذلك وإن استجاب لدعائنا فكما وعد غير ملزم بذلك وعلى أية حال فإن الدعاء فريضة على العبد ( وقال ربكم ادعونى ) فإذا أجيبت الدعوة فذلك محض كرم وفضل وهبة من الوهاب سبحانه وتعالى والخلاصة أن الأمور التي نجهلها أكثر من الأمور التي نعلمها فكيف ندعو بما نجهل مما يلزمنا في حياتنا وكيف نسعى إلى رزق نجهله وهو لازم لحياتنا الدنيوية والأخروية ( والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) .
وقد يطلب أحدنا من الله شيئاً يظن أن فيه كل الخير له والله بعلمه وقدرته يمنع ذلك عن العبد الطالب لأن ذلك الأمر فيه من الشر الكثير وقد يعرض أحدنا عن أمر معين ظاناً أن فيه كل الشر فيعطيه الله له فيكتشف العبد أن الخير في ما يظنه الشر وأن الشر في ما يظنه الخير ( عسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم ) .. ( عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ) .
أقول حتى لو أطلعك الله على شئ مكتوب في اللوح المحفوظ فاعلم أن قدرة الله تعالى على المحو هى قدرته على الإثبات (  يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) .
يا ولدى أن كل الخلق تحت هيمنة (  لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) واعلم أن الحيلة هي في ترك الحيلة أما سمعت مقالة الإمام الشاذلى رضى الله عنه وهى مشهورة بل دعوة مأثورة عنه ... كان رضى الله عنه يقول : " اللهم إنا قد عجزنا عن جلب الخير لأنفسنا من حيث نعلم فيما نعلم بما نعلم فكيف لا نعجز عن دفع الضر عن أنفسنا من حيث لا نعلم فيما لا نعلم بما لا نعلم .. اللهم فدبرنا فإنا لا نحسن التدبير فما علينا إلا أن ندعوه مطيعين لأمره ثم ننتظر ما يجود به كرمه سبحانه وتعالى لأنه يعطى بالأسباب وبغير الأسباب وما علينا إلا أن نسعى على أرزاقنا مطيعين لأمره ثم ننتظر ما يجود به سبحانه وتعالى لأنه يرزق بالأسباب ويرزق من يشاء بغير حساب .
فأين العجب والاستغراب ؟
قلت يا سيدي : إذا عرف السبب بطل العجب وأما الاستغراب فإنه يزول بزوال العجب .
قال السيد : اسمع إلى قول الله تعالى : (  أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) .
قلت : ومع ذلك فإنى أسأل الله لك وأدعوه أن يتفضل على سماحتكم بالصحة والعافية والعلم الذي يبدد الظلمة ويكشف الغمة إن شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله .
والسلام عليكم ... وعليكم السلام                                            مريد

البدعة والخدعة !

عندما تحسست طريق مشاعري ناحية الكتابة إعتبرت اللغة نوعا من العزف على بيانوا نستمتع به لذاته .. فمارست رقابة موسيقية شديدة على تشابك الحروف والكلمات لتحافظ على الوزن والرنين .. لكن .. فيما بعد تخلصت من هذه الأفكار .. وكسرت حواجز الحدود بين ما أكتب وما يقوله الناس ..  فالجمال لا يطلب لذاته وإنما يطلب لنفعه وإلا صرنا عبدة أوثان منحوتة من الكلمات . أما الكلمة التي توقفت عندها طويلا وشعرت بأنها مثل فرس جامح تصعب السيطرة عليه فهي كلمة "بدعة " إنها الكلمة التي تفتح أبواب الجدل والشجار بين المسلمين وتجعلهم في حالة نفور دائم وكأنهم في حالة مزمنة من حالات الحرب الأهلية .. فكل من أراد أن يحرم علينا شيئا وصفه بالبدعة .. وكل من أراد أن يجعلنا نمشي على الأشواك والمسامير والزجاج المكسور وصف ما نفعل بأنه بدعة .. ولأن الناس يحرصون بشدة علي دينهم  ويتفانون فيه فإنهم يخشون على أنفسهم من البدعة .. كل ما لم يكن معروفا في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم إعتبرناه بدعة .. وخشينا على أنفسنا منه .. فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول : " إياكم ومحدثات الأمور فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " . وقوله صلى الله عليه وسلم  : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه  فهو رد" .. أي مردود عليه .. لقد إستخدم هذا الحديث الشريف في إخراج المسلمين من العصر الذي نعيش فيه .. فبدا بعضنا ونحن في عصر الفضاء والإنترنت والكمبيوتر وكأنه ينتمي إلى عصر الكهف .. وقد راح كل منا يناقش كل مظهر من مظاهر هذا العصر على أنه بدعة .. وتورطنا في تفاصيل كل شيء على حدة .. فتاه الناس وتهنا معهم .. وضاع الناس ولحقنا بهم .. فقد خلت المناقشة من تعريف للبدعة نقيس عليه كل ما يصادفنا من مظاهر .. خلت من القانون .. والقاعدة .. والميزان .. لقد فتح الله علينا بتعريف للبدعة يمكن أن نقيس عليه ونزن به .. البدعة هي إطلاق ما قيده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم  .. أو تقييد ما أطلقه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم  .. كل ما لا ينطبق على هذا التعريف نعتبره بدعة نتجنبه ونرفضه .. فنريح ونستريح ..إن العبادات مقيدة .. لا يجوز إطلاقها .. إطلاقها هنا بدعة .. العبادات مقيدة إما بمكان  وزمان كالحج ( الزمان 9 من ذي الحجة والمكان جبل عرفات) أو بزمان وجهة وهيئة مثل الصلاة ( الزمان : مواقيتها المعروفة. والجهة: القبلة  شطر المسجد الحرام. والهيئة : السجود والركوع والجلوس) .. أو بزمان مثل الصوم ( شهر رمضان) أو بزمان وقيمة مثل الزكاة بمختلف أنواعها  ( زكاة الفطر وزكاة المال وزكاة الزروع كل منها له وقته وقيمته ) .. أما شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله ( وهي أهم العبادات ) فليست مقيدة بزمان أو جهة أو قيمة أو هيئة أو مكان. هذا ما قيده الله ورسوله في العبادات فمن أطلقه يكون قد إبتدع .. فالحج لا يمكن أن يكون في شهر رمضان .. والصوم لا يمكن أن يكون في شهر شوال .. والزكاة لا يمكن أن تكون على هوى الإنسان ووقفة عرفات لا يمكن أن تكون فوق جبل المقطم .. وصلاة العشاء لا يمكن أن تكون ثلاث ركعات .. إن تجاوز هذه الحدود الواضحة هو البدعة بعينها والتي تنتهي بصاحبها في النار .. أما ما هو مطلق .. مثل الصدقة فلا يجوز لأحد تقييدها .. أو تحديدها ولو فعل ذلك يكون قد إبتدع . إذن هناك أشياء قيدها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من أطلقها فهو مبتدع لأنه يكون قد أحدث في الدين ما ليس منه .. هذه هي القاعدة .. وقد يكون من المريح القياس عليها .. فننجو من تهمة البدعة التي أضلتنا وأوصلتنا جميعا إلى جهنم ونحن لا نزال على قيد الحياة .. إن النبي صلى الله عليه وسلم   يقول : " من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء " هذا الاجتهاد لفهم النص " ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وذرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيء " هذا الاجتهاد لمخالفة النص .. إطلاق المقيد .. أو تقييد المطلق .. هذا هو القانون .. الميزان .. القياس .. وسيلة  الحساب .. وقد صيغت لحماية العبادات .. فتفتح الباب لقبول كل ما هو جديد بعد ذلك في مجالات العادات .. يقولون " التورتة " بدعة .. دون أن ينتبهوا إلى أنها في أصل مكوناتها دقيق ولبن وسكر وسمن .. فهل في هذه المكونات ما هو حرام ؟ .. ويقولون عروس المولد وحصان المولد بدعة .. ليس في مكونات هذه الحلوى ما هو حرام .. أما الخوف من أن تكون العروس الحلاوة أو الحصان الحلاوة وثنا فهذا كلام يسهل تفنيده. .. إن التمثال  إذا لم يعبد لذاته أو إ بتغاء شيء أو ليقربنا إلى الله فهو مجرد تمثال فلو عبدناه ليقربنا إلى الله فهو صنم فإن عبدناه لذاته فهو وثن .. وهذه التماثيل المصنوعة من الحلوى . والتي كان يسجد لها عظماء الناس قبل الإسلام أصبحت لعب للأطفال بعد الإسلام .. ولم نسمع عن أحد عبدها .. ولو كنا خفنا على إيماننا من تمثال لحصان فما بالنا لو وجدنا أمامنا حصانا حقيقيا . لقد دخل الصحابة في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مصر وكانوا حكاما ولم يكونوا مستضعفين وتجولوا في عرض البلاد وطولها وشمالها وجنوبها ورأوا معابد الفراعنة وتماثيلهم من مختلف الأشكال والأحجام ولكن ما سمعنا أن صحابيا من الصحابة الأجلاء كسر تمثالا .. لأنهم كانوا يعرفون أنه ترجمة لحضارة لا يجوز تحطيمها .. وتمثال رمسيس شاهد على ذلك من عشرات القرون .. فلم نجد أحدا يلقي إليه بقربان .. أو يتقرب إليه بشيء .. هل نحن أدرى من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم  الذين تعلموا منه ؟ . كان الرسول صلى الله عليه وسلم  قبل الهجرة إلى المدينة يطوف بالبيت الحرام والأصنام من حول الكعبة .. كانت بالنسبة إلى غيره معبودة لكن لم تكن بالنسبة إليه ذات قيمة .. ولم يمنع من ذلك    رسول الله صلى الله عليه وسلم  .. وعندما هاجر إلى المدينة وبعد تغيير القبلة كان يصلي في اتجاه البيت الحرام والأصنام لا تزال حول الكعبة .. لماذا لم يكسرها الرسول صلى الله عليه وسلم  كما كسرها أبوه إبراهيم عليه السلام .. لقد كسر إبراهيم عليه السلام بعضها وترك بعضها فنتج عن ذلك أن عبدة الأصنام والأوثان قد استدركوا واستوعبوا أنها كانت هشة .. تصنع من طين .. فكان أن جددوها ونحتوها من حجارة صلبة .. يصعب كسرها لقد حسنوها  وزينوها وراجت تجارتها .. لقد جاء الرسول عليه الصلاة والسلام لينزع العلاقة الداخلية بين قلب المؤمن وهذه التماثيل فعلم المسلمين أنه لا اله إلا الله فأدركوا أنها ليست آلهة فانتزعت هيبتها من قلوب المسلمين فماتت واقفة دون أن يمد الرسول يده الكريمة ليكسرها .. وعندما فتح الله عليه مكة دخل البيت الحرام وليس في يده فأس أو بلطة .. بل قضيب صغير .. دخل البيت الحرام ليتلوا قول الحق سبحانه وتعالى : "وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً " وكان كلما أشار إلى تمثال إ نكفأ على وجهه أو إنقلب على قفاه فلا يجد مسعفا ولا منقذا من أولئك الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم  .. فكانوا يدحرجونه بأرجلهم حتى يخرجوه .. كل هذا لأن الإسلام نزع العلاقة القلبية بين الإنسان والحجر.

عاشوراء .. يوم فرح وسرور لا حزن وبكاء

كل أمه لها نصيب من يوم عاشوراء . . سيدنا نوح عليه السلام نجاه الله من الغرق ورست مركبه على جبل ( الجودى ) يوم عاشوراء . . سيدنا إبراهيم عليه السلام نجاه الله من النار يوم عاشوراء . . سيدنا موسى عليه السلام نجاه الله من الغرق يوم ضرب البحر بعصاه " فانفلق كل فلق كالطود العظيم " يوم عاشوراء. . سيدنا عيسى عليه السلام رُفع يوم عاشوراء. . سيدنا يونس نجاه الله من بطن الحوت يوم عاشوراء. . سيدنا أيوب شفاه الله وعوضه عن أولاده وأمواله يوم عاشوراء .

كل أمه تتبع نبياً من هؤلاء الأنبياء أوكل من يحبهم يجب أن يحب يوم عاشوراء ويحتفل به لكن أين نصيب الأمة المحمدية من يوم عاشوراء ؟
لا النبي ولد يوم عاشوراء ولا الإسراء والمعراج كان يوم عاشوراء ولا فتح مكه فى ذلك اليوم ولا انتصار المسلمين فى غزوه من غزواتهم كان فيه . فهل تفرح كل الأمم بيوم عاشوراء ماعدا الأمة المحمدية ؟
لقد أستشهد سيدنا الحسين فى كربـلاء يوم عاشـوراء لكن هل يوم الحادث يدعو إلى الفرح ؟ ! إن كل المظاهر السابقة فيها فرح , نجاة من الغرق , نجاة من النار , نجاة من بطن الحوت , نجاة من مرض سقيم . فهل استشهاد سيدنا الحسين مظهر يستحق الفرح ؟! يستحق الاحتفال به ؟! .
إن نجاة معظم الأنبياء يوم عاشوراء مناسبة تستحق الفرح . . فقد نجوا من الشرور لكن نجاتهم تبعها بقاؤهم فى الدنيا بكل متاعبها وهمومها وعيوبها أما ما جرى لسيدنا الحسين فهو النجاة من الدنيا نفسها , هي النجاة التي ليس بعدها ألم , هي النجاة التي لا يخشى بعدها شيئاً هي الغنى الزى ليس بعده فقر والشفاء الذي ليس بعده مرض , والشبع الذى ليس بعده جوع . هو الحل الذى ليس بعده مشكله , كل ذلك تجمع فى استشهاد سيدنا الحسين وهى مناسبة تستحق الفرحة . فلماذا حولها البعض إلى مأتم وسرادق عزاء وألم وحزن وأوجاع ودماء ودموع ؟ ! .
لقد أستلم سيدنا الحسين  راية الرياده عندما بُشر بأنه سيد شباب أهل ألجنه .
ولحظة إستشهاده ها اللحظة التحى إلتقى فيها مع سيدنا على بن أبى طالب والسيدة فاطمة الزهراء وسيدنا رسول الله – عليه الصلاة والسلام – هذا هو ما قلنا : المكسب الذي ليس بعده خساره والفرج الزى ليس بعده ضيق والعطاء الزى ليس بعده سلب والفرح الذى ليس بعده كرب .
لقد ترك سيدنا الحسين الأرض المليئة بالظلم والغدر وذهب إلى جنات الله حيث لا ظلم ولا قهر .
لقد تعود الصوفية أن يحتفلوا بمولد الأولياء والصالحين فى ذكرى وفاة هؤلاء الأولياء . إن يوم الميلاد يشبه يوم دخول الامتحان , ويوم الاستشهاد يشبه يوم النجاح بتفوق وامتياز  يوم الميلاد هو يوم بداية الاختبار , وهناك احتمال للمكسب واحتمال للخسارة واحتمال للنجاح واحتمال للسقوط لكن يوم الاستشهاد هو يوم التصنيف الذي ليس بعده تصنيف , يوم القبول الزى ليس بعده رفض يقول سبحانه وتعالى : " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " .
طبعاً كل واحد حر يضرب نفسه بخنجر أوسكين أوجنزير , لا أحد يعاتبه على ما يفعله بنفسه لكن يجب إلا يؤخذ ذلك على أنه عقاب على ما جرى لسيدنا الحسين أوتعبير عن ذنب التقصير فى إنقاذه إن سيدنا الحسين ليس خالداً فى الدنيا ولا كان قادراً على تغيير مصيره , لقى ربه وهو راض .
إن كل الأنبياء الذين نجاهم الله يوم عاشوراء عادوا وامتحنوا فى الدنيا أما سيدنا الحسين فقد لقى ربه شهيداً دون اختبارات أخرى إذا كان الذين يبكون عليه يبكون على فقد أو خساره فهو لم يخسر شيئاً بل كسب كل شيء . هم لا يبكون لأنهم لم يناصروه إذاً هم يبكون على أنفسهم لا عليه .
إن البكاء على سيدنا الحسين وإظهاره فى صورة البائس الضعيف المهزوم المهدود الذى لا ناصر له ولا معين هو انتقاص من قدره الشريف ومكانته الرفيعة .
إن البكاء لا ينصر من نبكى عليه بل يضعفه والذي يحب سيدنا الحسين يحب شمائله وخصاله وهى ذاتها الشمائل والخصال النبوية . . الصدق , المودة , الرحمة , التسامح , المغفرة , العطاء بلا حدود .

لو أعطيت الحكمه لغير أهلها فقد ظلمتها ولو لم تعطها لإهلها فقد ظلمتهم !

سيدنا رسول الله ليس شخصاً عادياً . . وعندما نتكلم عن خصائصه الجسمانيه فلا يجوز أن نطبق عليه علوم التحاليل الطبيه . . البشريه . . فليس كمثله شىء . . وعندما يكون ما يخرج منه طاهراً فذلك دليل قدرة الله سبحانه وتعالى لا قدرته هو صلى الله عليه وسلّم . . والفيصل هو العين التى تراه . . فعين أبى لهب ليست كعين أبى بكر . . وعين المحب له ليست كعين أطباء الأشعه والليزر وتحاليل الدم والعرق والبول .

لكن ليس كل ما يعرف يقال . . وليس كل ما يقال جاء أوانه . . وليس كل ما جاء أوانه حضر أهله . . قرأ سيدنا عمر بن الخطاب الفاتحه على عين فشفيت , لكن لما جاء غيره وقرأ الفاتحه على عين أخرى لم تشف فالسبب هو أن عمر بن الخطاب هو الذى قرأ الفاتحه . . والفاتحه متاحه لكن عمر بن الخطاب غير متاح .
كل شىء له أهله . . والحكيم هو الذى لا يعطى الحكمه إلا لأهلها فإن أعطاها لغير أهلها ظلمها وإن حجبها عن أهلها ظلمهم .
من هنا قيل " كفا بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع " . .
إن سيدنا على بن أبى طالب قال عن نفسه : " لو حدثتكم بحديث سمعته عن أبى القاسم لقلتم أن علياً أكذب الكاذبين " . . لو سمعوا ذلك الحديث من النبى سيصدقونه ولو سمعوه من أقرب الناس إليه لكذبوه ولقالوا أن النبى لا يقول ذلك الحديث أبداً .
سيدنا أبو الحسن الشاذلى أرسل إثنين من مريديه فى مهمه فوجد أحدهما أناساً تتكلم كلاماً فارغاً وراح يستمع إليهم ويحاول منحهم ما فتح الله عليه من علم وعاد الآخر إلى سيده الذى سأله عن زميله فأجاب : " لقد تركتُه يُقلّدْ الدُرْ أعنَاق الخَنازير " .
والخطأ هنا هو خطأ تلميذ أبى الحسن الشاذلى أن يتطوع بعلمه لمن لا يهضمه . . فالعالم يجب أن يتأكد من أن علمه سيصل كما هو ودون فهم خاطىء . . عليه أن يقول قولاً لمن يتذكر ويخشى . . ومن ثم فلابد من طهو العلم حتى يسهل هضمه . . فلا يجوز أن نعلم الطفل الجبر قبل القراءة . . إن العالم يجب أن يكون عالماً بالمعلومه وعالماً بمن سيتلقاها .
يقول سبحانه وتعالى " لو كنتم تحبون الله فإتبعونى يحببكم الله " . . لكن الحب هنا غير مفهوم الحب بين الرجل والمرأه وهو المفهوم الوحيد الذى أصبح يقفز إلى عقولنا كلما جائت سيرة الحب . . وتغير مفهوم القوه . . فأصبحت القوه هى قوة العضلات . . لا قوة الإيمان . . ولا إمتلاك النفس عند الغضب . . وتغير مفهوم الرزق فأصبح ينصب فقط على المال فى حين أن الهواء والعلم والهضم والستر أنواع من الرزق .
ولعل سوء الفهم حول معانى الكلمات هو الذى يسبب سوء التفسير لما يقوله العلماء . . ومن ثم فإن على العَالِم أن يتأكد من أن رسالته ستصل صحيحه قبل أن ينطق بها . . وربما كان هذا هو خطأ المفتى عندما تحدث فى تلك الأمور الأخيره التى أهاجت الدنيا عليه . . يقول صلى الله عليه وسلّم ما معناه : ما حدّثْ أحد قوماً بحديث لا تدركه عقولهم إلا كان فتنه عليهم . . وكأن العُلماء الذين يقصون الناس عن الفتن يمكن أن يكونوا سبباً لها لو كان حديثهم بعيداً عن إدراك الناس بغض النظر عن صحة ما يقولونه .
إن المعلومه قد تكون صحيحه لكن توقيت عرضها قد يكون خطأ . . هنا تشتعل الفتنه . . وقد يكون عرضها على العامه دون تفرقه فتنه . . فليس كل الناس تفهم فى الجواهر . . والكلام عن حضرة النبى هو أثمن الجواهر . . وهناك من يعتبر السجاجيد العجميه القديمه والغالية الثمن "خرقه" أفضل منها "حصيره" من البلاستيك .
ولو كانت هناك شروط فى تقديم العلم فإن هناك أدباً يجب أن يتحلى به المتلقون له ولو لم يعجبهم ما يسمعون . . لو كان هناك أدب للإلقاء فإنه يقابله أدب للتلقى . . أو لابد من أن يقابل أدب الكلام أدب الإستماع . . ولوكان المفتى بما قال عن الرسول تكلم فى وقت غير مناسب لبشر غير محبين لسيدنا رسول الله فإنه كان عليهم أن يعاملوه بأدب التلقى أوأدب الإستماع . . لو كان هناك من سخر من الكلام عن بول النبى صلى الله عليه وسلّم دون مناقشه فلماذا لم يسخر ممن طالبوا بشرب بول الإبل بنفس القدر ؟ ؟ . . هل الإبل أكرم عند الله من حضرة النبى صلى الله عليه وسلّم ؟
إن لكل شىء أهله . . فعند إختراع الراديو قالوا يسكنه الجن . . ثم تقبلوه . . وعندما ظهر التليفزيون قالوا بل هو الجن بعينه . . ثم تقبلوه . . إن الجهل بالشىء ليس عيباً ولكن العيب كل العيب هو السخريه من كل ما لا نعرف وما لا ندرك وما لا نستوعب .
يقول الشاعر : قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد . . وينكر الفم طعم الماء من سقم . . وينكر الأذن صوت الرعد من صمم . . فالمشكله ليست فى وجود الرعد وإنما فى الأذن الصماء . . والمشكله ليست فى ضوء الشمس وإنما فى الرمد الذى يحجبه عنها .
إن الجهل ليس حُجهْ . . العلم هو الحُجهْ . . " وقل رب زدنى علماً " . . ويقول سبحانه وتعالى للنبى صلى الله عليه وسلّم : " وكان فضل الله عليك عظيماً " . . وصور ذلك الفضل لا حصر لها . . كان الطعام يكثر فى يده الشريفه . . ورحلة الإسراء والمعراج . . وغيرهما . . وهذا ليس إلا دليلاً على عظمة الصانع الذى صنعه . . والخالق الذى أحسن ما فعل . . ولا يقصد به الألوهيه للنبى صلى الله عليه وسلّم .
لم يخطىء المفتى فيما قال إلا فى إختيار الوقت والناس الذين تحدث إليهم . .
ولا حول ولا قوة إلا بالله .

تعالوا نفهم معنى السلفيه

لو أمسكت بخريطة الدنيا وفردتها على طول ذراعيك . . ستكتشف أن غالبية الدول الإسلاميه متخلفه . . وفقيره . . أميه . . ترفض الحضاره العصريه . . وتصر على أنها تعيش فى حاله سلفيه .

هم بإسم السلفيه يتمسكون بما كان يجرى أيام الرسول وصحابته . . يدسون المخدر الدينى فى قالب سكر مغرى بتناوله . . فيتسلل ذلك المخدر إلى العروق والعقول . . يسيطر عليها . . يصيبها بالغيبوبه . نرفض التكنولوجيا الحديثه فى القتال ونتمسك بالسيف والدرع والطوب والمقلاع بينما أعداؤنا يستخدمون الطائرات المقاتله النفاثه الأسرع من الصوت . . وفى الغيبوبه نحرم وسائل المواصلات المتطوره . . الفاكس . . الإنترنت . ونصر على الجمل والناقه والبغال والحمير . . إن الحقنه السلفيه السائده . . مثل الحقنه الشرجيه العتيقه فى زمن الطب بالليزر .
لقد وجدنا جموعاً غفيره من شبابنا تمزق الشهاده الجامعيه فى تخصصات الطب والهندسه والصيدله والإقتصاد والبورصه وترفض العمل فى مؤسسات الحكومه الكافره وراحوا يبيعون العسليه والسواك والبخور متصورين إنهم بذلك ينقون أموالهم من أموال الحكومه الحرام . . رغم أنهم يعيشون على طريق مهدته الحكومه . . ويستخدمون شبكات الكهرباء التى أمدتها الحكومه . . ويشربون من مياه طهرتها الحكومه . . ويقضون حاجاتهم فى نظام صرف صحى مولته الحكومه . . إنهم فى الحقيقه عاله على الحكومه . . وعاله على المجتمع الذى يعمل بالنيابه عنهم . . ويدفع الضرائب نيابه عنهم . . ويمول الخدمات التى يستخدمونها نيابه عنهم .
وفى أفضل الأحوال يفسرون الحديث النبوى الشريف " يسروا ولا تعسروا " على إن الأمر بالتيسير يقتصر على الفتوى والأمور الدينيه فقط .
إن الأمر بالتيسير يجب أن يمتد إلى كآفة نواحى الحياة العملية والشخصية.. لو كانت هناك عملية حسابية تستغرق ساعة بالعقل البشرى المجرد ودقيقة بالكمبيوتر فإن الأمر النبوى بالتيسير يفرض علينا استخدام الكمبيوتر.. لو كان الحج بالمشى يستغرق شهورا فإن التيسير الذى أمرنا به أن نحج بالطائرات التى لا تستغرق سوى ساعات.
  إن معنى يسروا هنا.. اخترعوا.. تقدموا.. تطوروا.. سهلوا الحياة.. ولا يعتد بتقليد الحياة فى عصر النبوة والصحابة.. وفى زمن السلف الصالح.. لو كانت الطائرة فى زمن رسول الله لأمرنا بالقتال بها.. لو كانت البورصة فى عصره صلى الله عليه وسلم لترك التجارة وتفرغ  لها.. ولو كان فى زمن الصحابة فنادق خمس نجوم لزوجوا أبناءهم فيها.. ولو كان التلفزيون معروفا فى زمن الرعيل الأول من المسلمين لاستخدموه فى الدعوة.
  لكن.. الذين يقولون إنهم سلفيون يرفضون كل ما لم يكن فى عصر السلف.. يأخذون الأمور الشكلية.. ليبقوا فى زمن غير زمانهم.. فالجبن حرام لأن الصحابة كانوا يشربون اللبن.. ولا يعرفون الجبن.. والجلباب هو الزى الإسلامى لأن البدلة بدعة غربية.. والسيارة حرام.. فالجمل هو وسيلة النقل الشرعية.. وهكذا خرج المسلمون من العصر الحديث.. وأعطوا ظهورهم له وولوا وجوههم شطر الماضى البعيد ليظلوا فيه.. وهو ما أسعد الغرب ونال استحسانه.. فالحضارة الغربية هى حضارة قامت على أعمدة العلماء والمفكرين المسلمين فى كافة نواحى المعرفة والتطور.. ومن مصلحة الغرب بقاؤنا فى زمن الماضى حتى نكون أداة طيعة فى يده.. وسوقا لمنتجاته.. من مصلحة الغرب أن نبقى فى مساجدنا وبيوتنا لا نغادرها حتى يصدر لنا كل ما نحتاجه ونعيش عليه.. فيزدهر اقتصاده.. وتدور مصانعه.. ويرتقى يوما بعد يوم.
  إن التقدم لا بد له حتى يستمر أن يحافظ على أكبر مساحة ممكنة من التخلف على ظهر الكرة الأرضية: يقول سبحانه وتعالى: " وأما بنعمة ربك فحدث ".. والمقصود بكلمة حدث " تكلم "  أومقصود بها " التحديث " أى التطوير.. والاكتشاف.. ليس هناك ما يمنع أن نفهم كلمة حدث على هذا النحو.. ويقول النبى صلى الله عليه وسلم " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ثم طوبى للغرباء".. ويمكن فهم كلمة غريب على أنها من الغرابة وليس من الغربة.. فمن الغرابة أن النبى الذى كان لا يعرف القراءة والكتابة أتى من عند الله بقرآن يعجز فلاسفة العرب وشعراؤهم أن يأتوا بمثله.. ولم يكن النبى من عظماء قريش وإنما يتيما كان فى قريش والغرابة انه دخل مكة ( التى أخرج منها) فاتحاً مسيطرا ناشرا دعوته.. والغرابة أن المسلمين.. رعاة الأغنام الذين جاءوا من قلب الصحراء هم الذين فتحوا العالم ودخلوا بلاد الفرس والروم ووصلوا إلى قلب  أروبا دون تكنولوجيا.. وبرسالة سامية.. وكلمة طيبة.. فقط.. ولو كان الحكام فى كافة بقاع الأرض يبنون مجدهم على سياسة "فرق تسد" فإن الغرابة فى الإسلام أن نبيه فعل العكس.. " وحد تسد".. إن تجميع الناس فتح البلاد الظالم حكامها.. ليسود العدل والمحبة والسلام وحقوق الإنسان والطمأنينة.
  إن الغريب هو العجيب.. الذى لا يعتمد على معطيات المنطق العقلى السائد.. بدوى يفتح دولا متحضرة.. أمى يأتى بمعجزة لغوية سماوية.. بيئة متخلفة تفرض الحضارة السامية على أصحاب المادية الصارمة.. هذه هى الغرابة التى ولدت مع الإسلام.. أما انه سيعود غريبا.. فربما كان المقصود هنا.. أن المكان الذى خرجت منه الدعوة الإسلامية لنشر السلام والعدل فى العالم ستخرج منه الفتاوى المتأخرة المنومة المخدرة التى ستكرس التخلف.. وهنا الغرابة.. أن يسعد المسلمون بذلك.. ويصروا عليه ويتمسكوا به.
  إنها فتاوى تطالب المسلمين بأن يأكلوا ما كان يأكله الصحابة.. وأن يناموا كما كانوا ينامون.. ولا يستعملوا ما لم يكن معروفا أيامهم.. الدش.. الكمبيوتر.. الليزر.. التشريح.. التشخيص.. ليأكل المسلمون بأيديهم كما كان الصحابة يأكلون.. ألا يعملوا فى الحكومة لأنه أيامهم لم تكن هنالك حكومة.. كل ما يميز المسلم السلفى هو أن يطلق لحيته رغم أنه لا فضل له فى ذلك.
  ولعلنا نفهم الغرابة فى قول رسول الله وسيعود (الإسلام غريبا) بأنها نبوءة أن يعود الإسلام بفهمه الصحيح (من العلماء والفقهاء وأهل الرأى) لما كان عليه، قادرا على فرض العدل والحق والسلام.. والغرابة أن يحدث ذلك رغم ما نحن فيه من تخلف وأمية وإصرار على الجهل.
  إن سر تخلف المسلمين... أنفسهم.. إن الطب موجود لكنك تجد من يفتى بتحريم العلاج ليموت المريض شهيدا.. أو بدعوى أن العلاج تغيير فى مشيئة الله.. إن النبى صلى الله عليه وسلم يقول: " المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف".. والقوة هنا ليست قوة العضلات.. إنما قوة العقل.. والعلم.. والمال.. والاختراع.. ليست قوة التصورات الخاطئة التى يعيش أصحابها على بيع البخور أمام المساجد.. بل قوة من يزرع وينتج ويبنى ويعمر ويطور.. ليست قوة العاطلين والكسالى وأصحاب الفتاوى المحبطة الذين لم يقرأوا الحديث النبوى الشريف: " إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة (شتلة النخلة) فليغرسها".. ولم يقرأوا قوله سبحانه وتعالى: " وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" .. ولم يقل خربوا.. دمروا.. وفجروا.. وأحرقوا.. وأقتلوا.. إن مثل هذه الأفعال هى تعبير عن عقد نفسية يعانى منها الذين نبذوا العمل وعاشوا عالة على الناس وشعروا بغل نحو كل ما يملكه الآخرون.. ومن ثم سعوا لتخريب سياراتهم وحرق بيوتهم.. ليبيع كل الناس العسلية والبخور مثلهم.
  الغرب يريدنا أن نبقى على هذه الصورة.. وقد شجع أصحابها.. واستخدمهم فى صراعاته السياسية والعسكرية فى أفغانستان.. ضد الاتحاد السوفيتى.. ولم يعترض على التفجيرات والاغتيالات التى يرتكبونها فى بلادهم.. لكن.. ما إن وصلت التفجيرات للغرب نفسه حتى قام وانتفض ورفض وغضب.. وبعد أن كان يسميهم بالمجاهدين أطلق عليهم صفات الإرهابيين والمجرمين والمتطرفين.. والغرب سعيد بأن نبقى على هذه الصورة حتى نتحمل نيابة عنه المصانع القذرة الملوثة للبيئة على أن يعيش هو فى بيئة نظيفة.. وحتى يستغل كل ما نملك من موارد مادمنا نحن نصر على أن العمل حرام.. وأن بيع العسلية هو التجارة الشرعية المناسبة لنا.
  يقول صلى الله عليه وسلم:"ما من مسلم يزرع زرعاً أو يغرس غرساً ويأكل منه طير أوإنسان أوحيوان إلا له به صدقة وما سرق منه صدقة ".. لكن.. لا أحد من الكسالى العاطلين يقدر على استيعاب ذلك.. كل ما عليه أن يحرم المياه المثلجة لأنه لم يكن هناك ثلاجات أيام الرسول.. ويحرم الصلاة فى مساجد الأوقاف لأن الحكومة "الكافرة " تنفق عليها.. رغم أنه يتوضأ بمياه كافرة من الحكومة ويقرأ على كهرباء كافرة من الحكومة.. إن الغرب ليس وحده الذى يكيل بمكيالين.. نحن نكيل بألف مكيال.. وكلها غريبة غير معايرة مبتدعة تماما.. كلها مكاييل تعتبر التطور بدعة.. وكل بدعة ضلالة .. وكل ضلالة فى النار.. ولأن لا أحد يريد أن يشوى فى النار نجد الناس تجلس على رصيف الحياة متسولة ملتحية فى انتظار الجنة.
  ويمكن القول إن هؤلاء هم عملاء الغرب الذين يسيرون أعماله ويحققون أهدافه دون مقابل.. يلوثون الأفكار بلا مقابل.. يقبلون كل شئ سيئ بلا مقابل.. رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " اليد العليا خير من اليد السفلى" ورغم أنه يقول أيضا: " لئن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم فقراء يسألون الناس أعطوهم أو منعوهم".
  لقد خدعوك فقالوا إنهم سلفيون ملتزمون بكل ما كان فى زمن الرسول والصحابة.. إن الالتزام يكون بالأخلاق.. لا بالشكليات الجامدة.. التى تسكن الإنسان فى الماضى وتبقيه فى الكهف لا يخرج منه.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

العلم. . العولمة . . العلمانية
( قل أتعلمون الله بدينكم )

بفرحة المريد إذا التقى بمن يريد التقيت بسماحة الإمام أما وقد تفضل سماحته برد السلام . . فقد وجب على مثلى أن يبادر بالسؤال وإن يقصد في الكلام .

قلت : يا مولانا لقد أختلط علينا في هذه الأيام كثير من الفتاوى في الأحكام حتى وصلنا إلى وضع التيه بين كل متحدث والذي يليه والكل يجزم أن الحق كل الحق في أي كلام يخرج من فيه وما أريد أن أطرحه على سماحتكم هو السؤال عن العولمة والعلمانية .
قال السيد : يا ولدى العولمة هي سلوك أونمط إقتصادى مؤداه إتاحة الفرصة للسلعة المتميزة أن تسود على غيرها من السلع الرديئة دونما تدخل من قريب أوبعيد لدعم السلعة الرديئة بحجة أنها محليه وهو أسلوب لو صح ظني يجعل البقاء والنماء للأصلح ويجعل البوار والفناء للأقل صلاحية أو السىء من السلع وكل من أحسن صنعاً أولى بأن يجنى نتيجة إحسانه وإتقانه وتميزه أما من أساء فعليه تبعة أساءته وتكافؤ الفرص أمر يحبه الإسلام ويحض عليه ( وفى ذلك فليتنافس المتنافسون ) وقوله تعالى : ( وقل أعملوا  فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) وخير الناس أنفعهم للناس هذا عن العولمة التي تجعل المقياس عالمياً .
أما ما يقولون عنه أنه العلمانية فهذا شيء آخر إنها كلمات حق أريد بها باطل ذلك لأن العلمانية تعنى أن العلم الإنساني هو الذي يسود بغض النظر عن النصوص الإلهية أو النبوية والحاكم هو العقل والمنطق وهذان الميزتان يختلفان حسب البيئة والظروف والمستويات المتفاوتة والطوائف والقبائل بعاداتها وتقاليدها التي تتوازى حيناً وتتقاطع أحياناً والعكس صحيح .
قلت : يا مولاي لقد أصبحت أنا في التيه وضاع منى التركيز في خضم العبارات الكبيرة
قال الشيخ : إن العلمانية ببساطه هي مخالفة النص وإتباع الهوى مع أن الله يقول : ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا وأتبع هواه وكان أمره فرطاً ) .
قلت : بمعنى ؟
قال الإمام : بمعنى أن العلماني يقول مثلاً إن توزيع التركات غير منطقي فلماذا يقسم الميراث على أساس ( للذكر مثل حظ الأنثيين ) ولماذا لا يكون بالتساوي وأين العدالة الإجتماعيه ؟ .
وقد يقول : لماذا يتزوج الرجل المسلم بأكثر من إمرأه واحده عند الضرورة ولماذا تحرم المرأة من هذا الحق ولا يكون من حقها الزواج بأكثر من رجل عند الضرورة أيضاً ومن وجهة نظره أن هذا الأمر يتنافى مع العدالة الإجتماعيه وحقوق الإنسان على اعتبار أن المرأة فقط هى الإنسان ؟ ! !
وقد يقول قائلهم لماذا تكون العصمة فى يد الرجل وعلى نيته وقوله هو يتوقف أمر الطلاق ؟
وعلى حد قوله يقول أن الشراكة الزوجية من طرفين والطرف الأكثر تحملاً في هذه الشراكة هو جانب المرأة من آلام فى الحمل والإرضاع والتربية لكل هذا هو يرى أن حق الطلاق لابد أن يكون للمرأة دون الرجل ثم يسأل سائلهم يقول لماذا يتسمى الولد باسم أبيه وليس باسم أمه فنقول له هذا هو الشأن الإلهي فكل الأنبياء ذكروا بآبائهم فيقول فيقول : إن عيسى عليه السلام ذكر بأمه . فإذا قيل له أن الله تعالى يقول : ( أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ) يقول ما علينا من النص أوغيره فكل الأمور قابله للمناقشة والأخذ منها والرد عليها وهذه حياتنا ولنا أن نعيش فيها ونحن أعلم بأمور ديننا وهكذا يا بني نجد أن العلمانية هي إتباع للهوى وقد ضرب لنا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه المثل الأعلى عندما وقف أمام الحجر الأسود عند الكعبة المشرفة وقال : " أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أنى رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك "  . . . هل فهمت ؟
قلت : قطعاً لا .
قال السيد : عندما قال سيدنا عمر " أعلم أنك حجر " كان يشير إلى قول العلمانيين الذين لا يهتمون كثيراً باحترام النصوص المقدسة ثم إنه عندما قال : " ولولا أنى رأيت رسول الله يقبلك " كأنه يقصد الرد على أهل الهوى وأهل الزيغ وعدم الالتزام بالنص فقال بعد ذلك " ما قبلتك " ومعناها أنه رضي الله عنه تخلى عن علمه بأن الحجر لايضر ولا ينفع ولجأ إلى تغليب النص على العلم لأنه إن كان ذاعلم فإن فوق كل ذى علم عليم وإنى أقصد أن سيدنا عمر كان يقول للناس : أيها الناس إن بلغكم عن رسول الله ما صح نسبه إليه عليه السلام فلا يمنعكم جهلكم بالحكمة عن أداء الأمر لأن الله لم يعط علمه كاملاً لأحد فكل الخلق فوق بعضهم البعض فى العلم والله تعالى أعلى وأعلم .
وبعبارة أخرى لعل أمير المؤمنين كان يريد أن يقول أنى رأيت رسول الله يقبل هذا الحجر وهذا مبلغ علمي ولذلك فقد قبلته مكتفياً بالامتثال للأمر الأدائي لرسول الله .
أما من ناحية علمي فليس عندي من العلم ما يوجب أويحبب إلى تقبيله . ولو أتبعنا أهوائهم عما جاءنا من الحق فلن نفلح أبداً .
قلت : من هم يا مولانا فضحك الشيخ هذه المرة لأنه علم إنى أمزح وقال : العلمانيين طبعاً وإني أقول لهم ( أأنتم أعلم أم الله ) .
قلت : الآن فهمتهم ويصح لى بناء على ذلك أن أقول ( كبرت كلمه تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً ) .
عزيزي : أما وقد إستجليت من مولانا الحقيقة ووقفت منها على الرقيقة والدقيقة فادع الله معي لسيدنا بالصحة والعافية وطول العمر .

والسلام عليكم

وعليكم السلام

شروط نشر الأعمال الفنية و الأدبية (المؤلفة أو المنقولة) فى أوسترو عرب نيوز :

عدم التعرض إلى (الذات الإلهية) .. الأديان السماوية .. المذاهب الدينية .. القوميات .

عدم التعرض بالسب أو الانتقاص من شخصية خاصة أو اعتبارية  .. بشكل مباشر أو بالتورية حال النقد .

أن لا ينشر فى أي وسيلة إعلامية صادرة بالعربية من النمسا .. خلال فترة النشر بـ أوسترو عرب نيوز .

أن يضمن المؤلف أو المراسل نشره فى النمسا مذيلا بعبارة : منقول عن أوسترو عرب نيوز (كلمة شرف)

ما ينشر في أوسترو عرب نيوز .. يعبر عن رأي كاتبه أو ناقله أو راسله ..
أوسترو عرب نيوز .. لا تتحمل المسئولية الأدبية أو القانونية .

أوسترو عرب نيوز .. تهيب بحضراتكم الإبلاغ عن أي تجاوز .. لعمل الإجراء المناسب على الفور .. بالحذف مع الاعتذار .

أعلى الصفحة


الموقع غير مسئول عن تصحيح الأخطاء الإملائية و النحوية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رئيس التحرير : أيمن وهدان




أخبار عرب النمسا