سعادة المكرم / الأستــاذ أيمــن وهدان  أكــرمـــه اللـــه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسر الأسرة الدندراوية بالنمسا( مركز دندرة الثقافي ) بفيينا أن تتقدم لسعادتكم بأرق التهاني وأطيب الأماني.. وأصدق الأمنيات بمناسبة عيد الفطر المبارك..أعاده الله عليكم وعلينا وعلى ديارنا وأوطاننــا وأمتينا العربيـة والإسلامية ..وعــلى دعاة الخيــر ومحبـــي الســـلام .. بالأمن والأمان ..والسلم والسلام ..سائلين الله العلي القدير بفضـــــــله ورحمته.. أن يـــدخلنا بــرحمتــه فــي رحمتـــه وأن يمتعنا وإياكـــــــــم بالصحــــة وموفــــور العافية..اللهم آمين.
وكل عام وسعادتكم بكل خير،،،

الأسرة الدندراوية
مركز دندرة الثقافي
النمســا ـ فيينا

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رحمة الله للعالمين سيدنا محمد وعلى والديه الطاهرين وآله المطهرين وصحاته المكرمين

سعادة المكرم الأخ المفاضل الأستاذ / أيمن وهدان أعـــــزكم الله

تحيــة طيبة وبعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد

باسمى وأجل آيات الشكر والعرفان..والتقدير والإمتنان نكتب لكم شاكرين اهتمامكم البالغ وحرصكم الأبلغ على نشـــر رسالة الأسرة الدندراوية ( مركز دندرة الثقافي ) المرسلة لسعادتكم بالمعراج الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم


أخانا المفضال/ الأستاذ أيمن ..أبا سارة جزيتـــم من الله خيرا دوما وأبـــدا

لقد طوقتم أعناقنا كما هو الحال دوما وأبــدا بحسن صنيعكم وبجميلكم المــُســـدى لنا وذلك باهتمامكم الصادق بنشر رسائل الأسرة الدندراوية في كل وقت وحين..وهذا إن دل فإنما يدل..على نبل أخلاقكم ورفيع أصلكم وطيب معشركم..وتجاه ذلك كله لا نملك لسعادتكم إلا الدعاء بأن يحفظكم ويرعاكم..ويحفظ لكم الغالية سارة وأن يجعلها قرة عينا لكم..وأن يسلمها وإياكم ونحن معكم من كل ســـوء وسيئة..اللهم آمين

أخانا العزيز/ الأستاذ أيمن جعلكم للخير دائما مفاتيحا

لنا أمنية مضطرون لأن نسوقها لسعادتكم..لأننا نتحدث مع أخ في الله ورسوله من القلب والله أحببناه..لا على تجارة بيننا..ولا على أموال نتقاسمها..وإنما محبة في الله ورسوله..ألا وأنعم بها من محبة ..وأكرم بــه في الله ورسوله من حب..ونسأل الله تعالى أن يديم ذلك علينا..لأن ما كـــــــــان للــــه دام واتصل..وما كان لغير الله انقطع وانفصل

أمنيتنا يا أستاذ أيمن هــــي.. أن بعض إخواننا أبناء الأسرة الدندراوية في جـــُـــل مراكز دندرة الثقافية المنشرة في ربوع العالم وأرجاء المعمورة..دخل بالأمس على صفحتكم العامرة والزاخرة..وعلى موقعكم الصافـــي والــراقـــي..فقــرأ رسالة الأسرة الدندراوية المرسلة لسعاتكم بمناسبة الإسراء والمعراج الشريف على صاحبة أفضل الصلاة وأزكى التسليم..فطرح بعض التعديلات والتصويبات عليها..ونحن نسير بمبــدأ وأمر الله تعالى ( وأمــرهم شورى بينهــم ) لذلك..نرفق لسعادتكم رسالة الأسرة الدندراوية المرسلة لسعادتكم قبل أمس وتفضلتم جزاكم الله خير الجزاء وأجمله..وتكرمتم بوضعها في صفحة الأسرة الدندراوية والتي خصصتموها لرسائلها..محبــة منكم صادقة خالصة صافية..ولا نمكن حيال ذلك إلا الداء الدائم والدؤوب لسعادتكم بأن يحفظكم اللـــــه ويرعاكم..ويرفع قدركم ويضع محبتــــه جـــلا وعـــــــلا ..لكـــم ولنـــا في قلوب خلقه بجاه حبيبه ومصطفاه سيد البشر محمد صلى الله على سيدنا محمد..اللهم آمين

نرفق لسعادتكم الرسالة مرة أخــرى وبها بعض التصويبات والإضافات والتــي وردت لـنا من إخوانا في مراكز دندرة الثقافية العالمية والذين يدعون لسعادتكم بكــل الصدق..بكل خير..ونتمنى على سعادتكم نشر هذه الرسالة المرفقة بدلا من التي نشرتموها بصفحة الأسرة الدندراوية بخصوص الإسراء والمعراج الشريف على صاحبة أفضل الصلاة والسلام

وهـــذه رسالة الأسرة الدندراوية المصوبـــــة والمعـــدلة..ونتمنى على سعادتكم تركها ضمن موقعكم الموقر لبضعة أيام لأن هناك..كما جاءنا من إخوانا مراكز دندرة الثقافية..هناك من قرأها من غيرهم..ويريد أن يعيد قراءتها بعد التصويب والتعديل..فهل نطمـــع في ذلك..أم أننــا نثقل على سعاتكم فيما نطلب..ولكن أملنا معلق في سعادتكم..لأن القائل يقول
على قدر أهل الكرم تأتـــي المكارم وعلى قــدر أهـــل العـــزم تأتــــي العـــزائــــم
وسعادتكم يا أستاذ أيمــــــــن أهــــل للخــــُـــلقين معـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ولا نزكــي على الله أحــــــــــدا

الرسالة المـــعدلة والمصــوبــة والمضاف إليها بعض التعديلات وتم وضع المضاف باللون الـــوردي هـــذا..حتى لا نرهق سعادتكم في قراءة الرسالة مرة بعــد المــرة..وهـــذه هي آخر النسخ المعدلة ومنقحــة إن شاء الله تماما

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رحمة الله للعالمين سيدنا محمد وعلى والديه الطاهرين وآله المطهرين وصحابته المكرمين

يقول الحق جل وعلا في كتابه الكريم ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) الإسراء 1

ويقول تبارك وتعالى( والنجم إذا هوى 0 ما ضل صاحبكم وما غــوى 0 وما ينطق عن الهوى 0 إن هو إلا وحـــي يــوحى 0 ) النجم من الآية 1 ـ 4

ويقول جل شأنه ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) يونس 58

سعادة المكرم الأخ المفضال/ الأستاذ أيـمن وهــــــدان أكــــرمكــــم اللــــه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعـــــــــــــــــــــــد :
تتقدم الأسرة الدندراوية ( مركز دندرة الثقافي) بالنمسا بتهنئة سعادتكم بإسراء رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى بيت المقدس وبمعراجه الشريف صلوات ربي وسلامه عليه من المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى..إذ يغشى السدرة ما يغشى..فكان قاب قوسين أو أدنـــــــى.. وإذ نهنئ سعادتكم بهذا الحدث القدسي العظيم ..لنسأل الله العلي القدير بفضله وبرحمته أن يعيد عليكم وعلينا الإحتفال والإحتفاء بإسرائه ومعراجه الشريف صلى الله عليه وسلم بالصحــــة وموفــــــــور العافية..وأن يعيـــــــده على الأمـــــــة بالأمـــن والأمــــان ..والسلم والسلام..اللهم آمين.

أخانا المفضال/ الأستاذ أيمن بارك الله لكم وفيكم

أسرى الله تبارك وتعالى برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى..وهناك في أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.. اصطف الأنبياء من لدن آدم حتى عيسى عليهم جميعا السلام..اصطفوا خلف سيد البشرمحمــــد صلى الله على سيدنا محمد.. ليصلوا خلفه أول صلاة على وجه الأرض فرضها الله تبارك وتعالى على أمة حبيبه صلوات ربي وسلامه عليه..وهنا نسأل انفسنا..من الذي علم الأنبياء الصلاة بالكيفية التي نؤديها نحن اليوم..في حين أن الصلاة لم تفرض على أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في السموات العلا وبالتحديد في سدرة المنتهى..وباليقين في رحلة المعراج الشريف؟!

الإجابة هــي : أن الله تبارك وتعالى علم الأنبياء هذه الصلاة ليصلوها فقط خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم..ويؤكد ذلك لنــا قول الله تعالى في الآية رقم 81 من سورة آل عمران(وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قل أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصـــري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين)

أسرى الله بنبيه صلى الله عليه وسلم ليبين للعالمين أن حبيبه صلوات ربي وسلامه عليه هو سيد الأنبياء وتاج المرسلين..ولذلك من ورائـــه صلى الله عليه وسلم يصطف آدم وإبراهيم..ونوح وإسحاق..وموسى وهارون..وعيسى وأيوب ويوسف وإدريس..ليكونوا خلف إمامته وطوعا لقيادته وانضواءً تحت زعامته صلى الله عليه وسلم وليعطوه البيعة على ذلك..وليوضح الحق جل وعلا لكل الخلق والمخلوقات..أن الأنبياء جميعهم عند رتبتهم ومراتبهم في السموات العلا..وأن الملائكة عند مقاماتهم لا يتعدوها أو يجتازوها..أما سيد البشر صلى الله عليه وسلم..فيرقى ويرقى..إلى مكان يــُسمع فيه صريف الأقلام..ليرى من آيات ربه الكبـــــــــــــــــــرى..مازاغ بصره وما طغـــى..وهو يرى من ربــــــــه مايــــــرى..ألم يقل في حديثه الصحيح صلى الله عليه وسلم ( إنني لست كهيئتكم إنما أبيت عند ربــــــــــــــــــــــــــــــي يطعمنـــي ويســقين ).

نعم رأى عليه الصلاة والسلام..ما لم يـــــره إبراهيم أو آدم..أو نوح أو موسى .أو عيس أو سليمان..أو يوسف ويونس..وأعطاه ربـــه لم يعط أحــدا من قبله من الأنبياء والمرسلين..وصدق ربنا جل وعلا في حديثه مع حبيبه صلى الله عليه وسلم ( ولسوف يعطيك ربك فترضى).

ألم يتمنى سيدنا موسى عليه السلام أن تكون الصلاة لأمته والصيام لأمته والحج لأمته ؟! ألم يقل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو كان موسى أو عيسي حيا ما وسعهما إلا اتباعي) ؟!

ألم يعطه ربه جل وعلا الصلاة هدية لأمته صلى الله عليه وسلام..وجعلها في السموات العلا..ليعلم القاصي والداني..أن هذه الصلاة ما جاءتنا إلا لحب الله تعالى لحبيبه صلى الله عليه وسلم ..وليعلم العالم والمتعالم..أن الصلاة هذه لا تقبل إلا بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهـــــــــا..لا بل.. ولا تقبل إلا بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها.. لا بل ..ولا تقبل إلا بذكره صلى الله عليه وسلم في تشهدها وتحياتهـــــــــــــا بجــــوار إسم ربه جل ربنا في عـــلاه.

ألم يقل سيدنا موسى لربه ( رب اشرح لي صدري) وقال ربنا لرسوله صلى الله عليه وسلم ( ألم نشرح لك صدرك) ؟

ألم يقل سيدنا موسى( وعجلت إليك رب لترضى ) وربنــا تبارك وتعالى يقول لرســــــوله صلى الله عليه وسلم ( ولسوف يعطيك ربك فترضى) ؟ فسيدنا موسى يعجل ليرضي ربنا..وربنا جل وعلا يعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتــــى يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ألم يقل سيدنا سليمان( رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي) ولم يقل لا ينبغي لأحد من قبلي ومن وبعدي ؟ لأنه يعلم أن عطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عطاء الله لسيدنا سليمان عليه السلام..وكيف لا..والله جل في علاه..أخذ العهد والميثاق من الأنبياء في علم الذر..بأن يكونوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم طائعين..وله ناصرين ..وبــه صلى الله عليه وسلم مؤمنين ..وشهد الله جل وعلا..على هذا العهد والميثاق من الأنبياء.. وهكذا جاء في الآية 81 من سورة آل عمــران..إذا هل هناك عطاء قبل هذا العطاء لأحــد من الأنبياء ؟!

وهل هناك عطـــاء أكبر من أن يجعل الحق حل وعلا إسم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اسم ذاته العليه خمس مرات في اليوم والليلة في الآذان والإقامة والتشهد؟!

وهل هناك عطـــاء قبل عطاء الله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بأنه مكتوب علــى قوائم عرش الله جل وعــــــــــلا ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ؟!

وهل هناك عطــــاء أجل أو أعظم من أن أول ركن من أركان الإسلام هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؟!

وهل هناك عطاء أسمى من أن يكون ختام حياة العبد في الدنيا بالخــــروج منها على قول لا إلـــــــــــــه إلا الله محمد رسول الله.. ؟! ولو قال لا إله إلا الله فقط ..ما قــُبـــل منه ذلك..لأن الدخول في الإسلام وللإســـــــــــلام لابــد وأن يكون بركنـــــــــــــــــــــــــي الشهادتين لا إله إلا الله محمد رسول الله..والخروج من الدنيا بصحة هذا الإسلام لابد وأن يكون بقول الشهادتين كاملا..أليس الأمــر كذلك يا أستاذ أيمـــن ؟!

وهل هناك عطاء قبل هذا العطاء الإلهي السرمدي..ألا وهو أن الملكين في القبر..يسألان الميت من ربك..ومن نبيك..وما كتابك..ثم يسألانه بالقول الواضح والصريح عن قوله في رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وماذا تقول في الرجل الذي بعث فيك)؟!

أليست هذه كلهـــــــا عطاءات لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عطاء الله لسيدنا سليمان عليه السلام أو لغيره من الأنبياء والمرسلين ؟! أوليس سيدنا سليمان عليه السلام يعلم أن هناك حسابا وعقابا..وجنــــــــة ونارا..وأن هناك حشرا ونشرا..وأن هناك صراطا وميزانا؟!

ألم يعلم سيدنا سليمان بما علم الله الأنبياء من علم..ألم يعلم بأن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صاحب اللواء المحمود والحوض المورود والشفاعة العظمـــى يوم القيامة..في يوم يقول فيــــه كل نبي ورسول نفسي نفسي..والنبي الأغلى صلى الله عليه وسلم عند الجليل الأعـــلى سبحانه وتعالــى .. يقول أنا لها أنا لها ؟!

أليس هذا عطاء من الله تعالـــى لرسول الله صلى الله عليه يضاف إلى جــل وكل هذه العطاءات..ومن أجل ذلك قال سيدنا سليمان ( وهب لي ملكا لا ينبغي لأحــد من بعـــدي) لأنه يعلم أن عطاءات الله تعالــى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر وأعظم..بل وقبل عطاء الله لسيدنا سليمان عليه السلام.. لذلك التزم الأدب النبوي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ( لأحد من بعدي ) ولم يقل لأحد من قبلي ومن بعدي.

أخانا المفضال / الأستاذ أيمن
بعد كل هذا..نـــرى من هنا أو من هناك.. أن البعض نســـي أو تناسى متعمدا وعامدا..الحديث عن الإسراء والمعراج..ناهيك يا أستاذ أيمن..عن تعمده وعمده في عدم الإحتفال برسول الله صلى الله عليه وسلم..بـــــــل ويخاف أن يتحدث عن وجوب الإحتفال بالإسراء والمعراج الشريف ..وذلك خشية على منصب زائل..وزخرف زائف..ينتهي بمجــرد خروج هذا منا أو ذاك..من منصبه..أو بانقضاء أجــله..فماذا بالله عليك يا أستاذ أيمن هو قائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم..؟!

وبأي إجابة يجيب الحق جل وعلا..إذا سأله عن ظاهره وباطنه؟ وهل كان الفرد منا يقول عن الإحتفال بعيد هذا الوطن أو بعيد هذا القطر..أو عندما يهنئ بالعام الجديد..هل كان يقول الفــــــــــــرد منـــــــــــــا أن هذه بـــــــــــــــــــــــــــــــــــدع ما فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم..وبالتالي فلا نفعلها؟!

أم أنه كــان وما زال يقول عندما يحتفل مع المحتفلين بعيد هذا القطر أو ذاك..أو مهنئـــــا بالعام الجديد..يقول:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أمرت بجبر الخواطر) ولذلك هو يجامل من أجل جبر الخواطر؟أليست هذه الحقيقة يا أستاذ أيمــــــــــــــن ؟!

إذا فرسول الله صلى الله عليه وسلم بأمـــر الله تعالى أولى بالإحتفال والإحتفاء به صلى الله عليه وسلم..لأنه هو أصل الإسلام ومحور هذا الدين..والحق جل وعلا يقول ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون).

وللـــــــــه در القـــــائــــــــــل :

أسرى بك الله ليلا إذ ملائكه والرسل في المسجد الأقصى على قـــدم

وقدمت جميع الأنبياء بها والرســـل تقديم مخدوم على خــــدم

وأنت تخترق السبع الطباق بهـم في موكب أنت فيه صاحب العلم

وبت ترقى إلى أن نلت منزلة من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم

فـهــــذا هــــو سيدنا جبريل عليه السلام..ملك خلقه الله من النور..فوقف عند حدود لا يجتازها..وعند موقف لا يتعداه..وعند خط لا يعبره..وقال تقدم يارسول الله..فوالذي نفسي بيده..لــــو اجتزت أنا لاحترقت بأنوار الجلال..ولو جزت أنت لاخترقت لأنوار الجمال.

سيدنا إبراهيم عليه السلام في السماء السابعة..وسيدنا موسى في السماء السادسة..وسيدنا هارون في السماء الخامسة..وسيدنا إدريس في الرابعة..وسيدنا يوسف في الثالثة..وسيدنا عيسى وسيدنا يحي في الثانية..وسيدنا آدم في الأولى..وسيد الكون صلى الله عليه وسلم..في مقام عـــــــــلا فوق العــــــــــلا..فكان قاب قوسين أو أدنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى.. ولقــــد رأى من آيات ربــــــــــــــــــه الكبـــــرى.

ثم بعد ذلك كلــــــه.. يتحدث البعض منا عن الإسلام..دون أن يذكر من جاءنا بالإسلام..ويتحدث عن الإسلام وكأن الله تعالى اصطفاه هو وغيره ممن يتحدثون عن الإسلام ليكون هــــذا أو ذاك هـــو رسول الإسلام..أي قصــر نظـــــر هـــذا والعياذ بالله من ذلك؟!

والعجب العجيب والأعجب..أن كلا منا يعلم أن كل دولة( مع فارق التشبيه) ونرجو رسول الله صلى الله عليه وسلم العذر والسماح في ذلك..ولكن للتقريب فقط..نقول أن كلا منا يعلم أن كل دولة لها رئيس أو ملك..ولا يستطيع أحد منا أن ينسب لنفسه أنه هو رئيس هذه الدولة أو ملك هــذا القطـــر أو ذلكم البلد..لأن كل فــرد منــا يعرف حجــمه ويلـــزم حـــدوده ..أما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله تعالى في حقه ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما)..

وقال الله جل وعلا في قرآنه الكريم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بأنـــه هـــو أول المسلمين( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين0 لا شريك له وبذلك أمــرت وأنا أول المسلمين) الأنعام 162 ، 163 .. نقول مع رسول الله ونبي الإسلام..والإسلام بغيره ما كـــان ولن يكــــون..نقول مع رسول الإسلام..يتحدث كل منا عن الإسلام كدين حديث عائم هائم..مبهم غير معلوم ولا معلن.

نعم والله لا يريد المتحدث منا ..عندما يتحدث عن الإسلام أن يتحدث عن زعيمه سيد البشر صلى الله عليه وسلم..وأنه هو صاحب القرآن..ولولاه صلى الله عليه وسلم ما جاءنا القـــرآن..لأنه هــو عليه الصلاة والسلام القـــرآن( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكـــر وقـــرآن مبين) الآيــة 69 من سورة يــــس .. وقالت السيدة عائشة عنه صلى الله عليه وسلم ( كان قرآنا يمشي على الأرض) وفي رواية أخرى ( كان قرآنا يمشي بين الناس) وأننا ما تلقينا القرآن من سيدنا جبريل مباشرة.. ومن ادعــى ذلك ..فقد أنكر شيئا معلوما من الدين بالضرورة.. والحق جل وعـــــــلا ما أمرنـــا أن نتحدث عن الإسلام..ولا عن أخـــلاق الإسلام..وعلى عن قيـــم الإسلام..دون أن نذكر فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهـــا.. لأنه إذا كان الإسلام خاتم الأديان ..فرسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين..وبهــذا الدين أرسل..ومعــــه هذا الكتاب أنـــزل( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنـــزل معه أولئك هم المفلحون) الآية 157 من سورة الأعــراف.. وعليــــه فمحــال الفصل بين خاتم الأديان وهو الإسلام وبين خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم.. لأنه صلوات ربي وسلامه عليه ..هو الأمين على رسالة الله لخلقه..( إنه لقول رسول كريم 0 ذي قوة عند ذي العرش مكين 0 مطاع ثم أمين ) الآيات 19 ، 20 ، 21 من سورة التكويــر.

بالحجارة في الطائف أمروا سفهاءهم وصبيانهم أن يستقبلوه..فأ ُدميت قدماه الشريفتان صلى الله عليه وسلم..فجاء جبريل الأمين عليه السلام ليطبق بأمر الله عليهم الأخشبين( جبلان عظيمان في مكة) فقال صلى الله عليه وسلم( لا يا أخي يا جبريل..لم أبعث هكذا..فعسى الله أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله..فقال له سيدنا جبريل صدق من سماك بالرؤوف الرحيم).

جاءنا عليه الصلاة والسلام بالإسلام.. وتحمل فيه التعب والنصب..ما لا يتحمله أحـــد.. هاجر تاركا للأهل والديار..ثبت على المبادئ وتحدى المشركين والمساومين.. وحافظ لنا على ثوابت وقيـــم هـــذا الدين..وبعد ذلك كلـــــه .. نأتي اليوم لنتحدث عن الإسلام حديثا غير واضح المعالم.. ولا محـــدد الإتجــاه ..ولا متضـــح المعنـــى والمبنـــى..لا عن رسوله صلى الله عليه وسلم نتحدث..ولا عن دوره نتحدث..ولا حتى لأوامره صلى الله عليه وسلم نطبق..ثم بعد ذلك نتحدث عن الإسلام..عن أي إسلام إذا نتحدث..وعن إي إسلام باللـــه عليك يا أستاذ أيمـــن نتكــلــم؟!

لقد ســـرنا واللـــه.. قــــُــــدُما على عكس ما رسمــــــه لنا حبيبنــــــا صلى الله عليه وسلم ..ثم نتحـــــــــــدث بعد ذلك عن الإســــــــلام ؟! فعجبــــــــا والله عجبا..!!!!!!!!!!!

الإسلام الذي جاءنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم..كما تعلمناه في الفكر الدندراوي..هو إسلام المحبة والإخاء..والمودة والصفاء..العالم شقيق للأمي بعلمه ..والأمي شقيق للعالم بتعلمه..والراعي شقيق للرعية بعدله..والرعية شقيقة للراعي بطاعته..والقوي شقيق للضعيف بقوته..والضعيف شقيق للقوي بحنكته ودرايته..والغني شقيق للفقير بماله..والفقيــر شقيق للــغــني بجهــده..عطاء ً بعطاء..فلا فضل لطبقة على طبقة لأن الجميع في بنـــاء أمـــة الجسد الواحـــد شركـــاء..هذا هو الإسلام الذي جاءنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم..وعلم أمتـــــــــــه أن تكون عليه سائــرة..وله محافظة..وبه دوما وأبــدا فخــورة ومفتخـــــرة.

أما اليوم فالحسد مارسناه.. والحقد لازمناه..والتجبر والتكبر والتعالي على بعضنا البعض رافقناه..والمكر لبعضنا البعض طبقناه..لا احترام لكبير ولا عطفا على صغير..لا رحمة بالآباء..ولا تواصل مع الأبناء..لا مراعاة لحرمة الدين..ولا مراقبة لرب العالمين..القوي يستحل دم الضعيف..والغني يستحل مال الفقير..فنسينا الله فأنسانا أنفسنا..كنا سادة العالم في الطب والفلك والهندسة وغيرها من علوم..عندما أرسل هارون الرشيد ساعة إلى شارلمان في فرنسا..ظن أن بها شيطان وفزع..والآن نستجدي التبرعات وننتظر الحسنات..في حين أن أموال المسلمين السائلة في بنوك العالم تكفي لبناء العالم أربــــــــــــــــــــــع مرات.

والمنصف منا هنا يسأل لماذا إذا هذا الـــــذل وتلك المهانة..ولماذا هذه المــذلة وتلكم الإستكانــة ؟!

والإجابة لذلكم الحائر : هــــــــي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) ونحن عندما نتحدث عن الإسلام.. لا نعـــرف عن أي إسلام نتحدث..فهل يجوز الحديث عن الإسلام دون أن نتحدث عن الرسول الخاتم للإسلام والزعيم الجامع للمسلمين..ولا نذكر كيف بنــــى صلى الله عليه وسلم إنسان أمته بذاتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه الشريفــــــــــــــــــة صلى الله عليه وسلم حتى أوصلها إلى مليار وستمائة مليون مسلم ؟!

وعندما نتحدث عن الإسلام.. لا تــرانا يا أستاذ أيمن نتحدث....عن قول الله تعالى الذي جاء في قرآنه الكريم ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) وأكــــــــده قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أفضل الصدقة أن تتصدق وأنت شحيح تخشى الفقر وتأمل الغني).

إذا..عن أي إسلام نتحدث..عندما لا نتحدث عن قول الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) 103 آل عمــران.

ويؤكده قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحاسدوا لا تباغضوا لا تناجشوا وكونا عباد الله إخوانا)

( لا يبع أحدكم على بيع أخيه ولا يخطب أحدكم على خطبة أحيه..كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).

عن أي إسلام إذا نتحدث يا أستاذ أيمن..عندما نتحدث ؟! وهـــل طبق منا من يتحدث عن الإسلام ما يتحدث بـــه عن الإسلام ؟! واللــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه لو كان الأمر كذلك..ما كان حالنا كهذا الحــال..ضيم وفقــر..وحاجــة وفاقـــة..وذل ومهانة..وضعف واستكانة..لأن من لم يعرف قدر الحبيب صلى الله عليه وسلم عند رب الكون جل وعــلا..ويعرف من الذي اختاره الله حقــــــــا لهــذا الدين..وأرسله سيدا للأنبياء والمرسلين ..فالله جل وعلا ..لا يعتنــي بأمــره ولا يلتفت لشأنه..لأنه جــــل وعلا قال ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) 80 النســــاء.

وقال تبارك وتعالى ( وإن تطيعوه تهتدوا) 54 النــــــــــــــــــــــــور.

وقال جل شأنه( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنــه فانتهوا ) 7 الحشـــــر .

فهـــل فعل المتحــدث منا عن الإســــلام ذلك.. ؟! فلو فعلناه..والله ما كان الحال كذلك.

فملك الدنيا الفاني عليه نتصارع..ومن أجل الوصول إليه ننافق ونمالـــئ..الحق طمرناه..والباطل أيدناه..الظالم أعناه..والمظلوم تركناه..ثم نتحدث عن الإسلام..أي إسلام هذا يا أهل الإسلام؟! الإسلام الذي جاءنا به سيد الإسلام عليه الصلاة والسلام..هــو نصرة المظلوم حتى يأخذ حقه..هو إقامة العدل ليكون في قمتــــــــه وأوجــه..هو مراقبة العبـــد منا لــربـــه تبارك وتعالى فــي ســــره وعلا نيتــــــه..لأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفــي الصدور..الإسلام الذي يجب أن نتحدث عنه هو الذي جاءنا به سيد الإسلام عليه الصلاة والسلام وقال فيه ( البـــر ما اطمأن له القلب والإثم ما حاك بصدرك وخشيت أن يطلع عليه الناس).

حورب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين صفوف إنسان أمته..بحجة الخوف على الناس من الشرك والإشراك..أما شراء الذمم..ومعاونة الظالم على المظلوم..ورؤية ميزان العدل يتأرجح ولا يجد من يقيم تأرجحه..فهذا ليس بشرك ولا إشراك..وهـــــــذا ما أغضب الحق جل وعلا منا..وجعلنا نميل إلى اليمين المتحرر تارة والذي يرفض التقدم والتطور في حياة المسلمين..وننحاز لليسار تارة أخرى والذي يرفض ربط التطور والتقدم.. بجذور حضارة الإسلام..في حين أن الحق جل وعلا يرسم لنا المسار الصحيح والطريق القويم..ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبين لنا ذلك في كتاب رب العالمين ( وكذلك جعلناكم أمــة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) الآية 143 سورة البقـرة.

وصلنا إلى مليار وستمائة مليون.. بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم بــــدأ هذا الدين ووصل إلى هـــذا العـــدد والتعــــــــداد.. واليوم عندما حاربناه عليه الصلاة والسلام وخالفناه..وتركنا قوله المأثور وفعله الميسور.. ترانا كما تـــرى يا أستاذ أيمن..تحسبنا جميعا وقلوبنا شتى..ننظم الشعر والزجل..والمدح والنثــر في بشــــــــــــــــــر أمثالنا..وعند الحديث عن سيد البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والإحتفال والإحتفاء بــــــــه..يخرج منـــــا أصحاب الآف الأقنعة على الوجـــــوه..وأصحاب المداهنة والممالأة..ليقــــولوا قولهم الذي إن قــــالوه قبضوا أثمان قولهم وأقوالهــــم..يخرجون علينا بالترهيب من الشرك والإشراك تارة..والتخويف من البدع والإبتداع تارة أخــرى..غير عابئين بقول الله تعالى في أفعالهم وتصرفاتهم( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــد لهـــــــــــــــم نصيـــــــــرا ) الآية 145 سورة النســـــــــاء.

فمن يتحدث عن الشرك والإشراك..والبدعــة والإبتداع..عليه أن ينظر إلى القصائد والزجل ..والشعر والمــدح الذي يقال في البشـــــــــــــــــر..ولا يستطيع أحد من هؤلاء أن ينبس ببنت شفه..لأنه أول المدعوين في حفل المـــــدح والشعر..والممالأة والمداهنة ..فطالما الأمــــر يتعلق بحصوله في نهاية الجلسة على الدينار والدولار..فلا غـــُرم في ذلك ولا ضــرار..ألا فسحقا لكل أفاك أثيم..يرى الحق فينقلب عنده باطلا..ويرى الباطل فيكون في عينه حقا..وصدق ربنا في قـــرآنه عمن يفعل هــذا

( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم) 206 البقــــــرة

وصدق جل وعلا في قوله لرسوله صلى الله عليه وسلم عنهم ( فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون) 76 سورة يس.

وقوله تعالى عنــهم في نهاية مطافهــم ( يوم تبلــــى السرائـــــر فماله من قــوة ولا ناصــــر ) 9 ، 10 سورة الطارق.

أخانا المفضال/ الأستاذ أيمن أعزكم الله

لكم منا أطيب المنى ولنا وطيــــد أمــــل في سعادتكم فــي نشر رسالة الأسرة الدندراوية هذه وجزاكم الله خير الجزاء..وجمعنا الله وإياكم جمعا لا فرق بعده على طريق المعية المحمدية المانعة تحت ظل راية الزعامة المحمدية الجامعة في الدنيا والآخــرة.. اللهم آمين.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رحمة الله للعالمين سيدنا محمد وعلى والديه الطاهرين وآله المطهرين وصحابته المكرمين

يقول الحق جل وعلا في كتابه الكريم ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) الإسراء  1

ويقول تبارك وتعالى( والنجم إذا هوى 0 ما ضل صاحبكم وما غــوى 0 وما ينطق عن الهوى 0 إن هو إلا وحـــي يــوحى 0 ) النجم من الآية 1 ـ 4

ويقول جل شأنه ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) يونس 58

سعادة المكرم الأخ المفضال/ الأستاذ أيـمن وهــــــدان              أكــــرمكــــم اللــــه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته                     وبعـــــــــــــــــــــــد :

تتقدم الأسرة الدندراوية ( مركز دندرة الثقافي) بالنمسا بتهنئة سعادتكم بإسراء رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى بيت المقدس وبمعراجه الشريف صلوات ربي وسلامه عليه من المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى..إذ يغشى السدرة ما يغشى..فكان قاب قوسين أو أدنـــــــى.. وإذ نهنئ سعادتكم بهذا الحدث القدسي العظيم ..لنسأل الله العلي القدير بفضله وبرحمته أن يعيد عليكم وعلينا الإحتفال والإحتفاء بإسرائه ومعراجه الشريف صلى الله عليه وسلم بالصحــــة وموفــــــــور العافية..وأن يعيـــــــده على الأمـــــــة بالأمـــن والأمــــان ..والسلم والسلام..اللهم آمين.

أخانا المفضال/ الأستاذ أيمن                      بارك الله لكم وفيكم

أسرى الله تبارك وتعالى برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى..وهناك في أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.. اصطف الأنبياء من لدن آدم حتى عيسى عليهم جميعا السلام..اصطفوا خلف سيد البشرمحمــــد صلى الله على سيدنا محمد.. ليصلوا خلفه أول صلاة على وجه الأرض فرضها الله تبارك وتعالى على أمة حبيبه صلوات ربي وسلامه عليه..وهنا نسأل انفسنا..من الذي علم الأنبياء الصلاة بالكيفية التي نؤديها نحن اليوم..في حين أن الصلاة لم تفرض على أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في السموات العلا وبالتحديد في سدرة المنتهى..وباليقين في رحلة المعراج الشريف؟!

الإجابة هــي : أن الله تبارك وتعالى علم الأنبياء هذه الصلاة ليصلوها فقط خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم..ويؤكد ذلك لنــا قول الله تعالى في الآية رقم 81 من سورة آل عمران(وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قل أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصـــري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين)

أسرى الله بنبيه صلى الله عليه وسلم ليبين للعالمين أن حبيبه صلوات ربي وسلامه عليه هو سيد الأنبياء وتاج المرسلين..ولذلك يصطف خلفه آدم وإبراهيم..ونوح وإسحاق..وموسى وهارون..وعيسى وأيوب ويوسف وإدريس..ليكونوا خلف إمامته وطوعا لقيادته وانضواءً تحت زعامته صلى الله عليه وسلم وليعطوه البيعة على ذلك..وليوضح الحق جل وعلا لكل الخلق والمخلوقات..أن الأنبياء جميعهم عند رتبتهم ومراتبهم في السموات العلا..وأن الملائكة عند مقاماتهم لا يتعدوها أو يجتازوها..أما سيد البشر صلى الله عليه وسلم..فيرقى ويرقى..إلى مكان يــُسمع فيه صريف الأقلام..ليرى من آيات ربه الكبـــــــــــــــــــرى..مازاغ بصره وما طغـــى..وهو يرى من ربــــــــه مايــــــرى..ألم يقل في حديثه الصحيح صلى الله عليه وسلم ( إنني لست كهيئتكم إنما أبيت عند ربــــــــــــــــــــــــــــــي يطعمنـــي ويســقين ).

نعم رأى عليه الصلاة والسلام..ما لم يراه إبراهيم أو آدم..أو نوح أو موسى .أو عيس أو سليمان..أو يوسف ويونس..وأعطاه ربـــه لم يعط أحــدا من قبله من الأنبياء والمرسلين..وصدق ربنا جل وعلا في حديثه مع حبيبه صلى الله عليه وسلم ( ولسوف يعطيك ربك فترضى).

ألم يتمنى سيدنا موسى عليه السلام أن تكون الصلاة لأمته والصيام لأمته والحج لأمته ؟! ألم يقل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو كان موسى أو عيسي حيا ما وسعهما إلا اتباعي) ؟!

ألم يعطه ربه جل وعلا الصلاة هدية لأمته صلى الله عليه وسلام..وجعلها في السموات العلا..ليعلم القاصي والداني..أن هذه الصلاة ما جاءتنا إلا لحب الله تعالى لحبيبه صلى الله عليه وسلم ..وليعلم العالم والمتعالم..أن الصلاة هذه لا تقبل إلا بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهـــــــــا..لا بل ولا تقبل إلا بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها.. لا بل ..ولا تقبل إلا بذكره صلى الله عليه وسلم في التشهد في التحيات  فيهــاإلى جوار إسم ربه جل ربنا في عـــلاه.

ألم يقل سيدنا موسى لربه ( رب اشرح لي صدري)  وقال ربنا لرسوله صلى الله عليه وسلم ( ألم نشرح لك صدرك) ؟

ألم يقل سيدنا موسى( وعجلت إليك رب لترضى ) وربنــا تبارك وتعالى يقول لرســــــوله صلى الله عليه وسلم ( ولسوف يعطيك ربك فترضى) ؟ فسيدنا موسى يعجل ليرضي ربنا..وربنا جل وعلا يعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتــــى يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ألم يقل سيدنا سليمان( رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لحد من بعدي) ولم يقل لا ينبغي لأحد من قبلي ومن وبعدي ؟ لأنه يعلم أن عطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عطاء الله لسيدنا سليمان عليه السلام..وكيف لا..والله جل في علاه..أخذ العهد والميثاق من الأنبياء في علم الذر..بأن يكونوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم طائعين..وله ناصرين ..وبــه صلى الله عليه وسلم مؤمنين به..وشهد الله جل وعلا..على هذا العهد والوعد من الأنبياء.. وهكذا جاء في الآية 81 من سورة آل عمــران..إذا هل هناك عطاء قبل هذا العطاء لأحــد من الأنبياء ؟!

 وهل هناك أعطاء أكبر من أن يجعل الحق حل وعلا إسم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اسم ذاته العليه خمس مرات في اليوم والليلة في الآذان والإقامة والتشهد؟!

 وهل هناك عطاء قبل عطاء الله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بأنه مكتوب علــى قوائم عرش الله جل وعــلا ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ؟!

 وهل هناك عطاء أجل أو أعظم من أن أول ركن من أركان الإسلام هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؟!

 وهل هناك أعطاء أسمى من أن يكون ختام حياة العبد في الدنيا بالخــــروج منها على قول لا إلـــــــــــــــه إلا الله محمد رسول الله.. ؟! ولو قال لا إله إلا الله فقط ..ما قــُبـــل منه ذلك..لأن الدخول في الإسلام وللإســـــــــــلام لابــد وأن يكون بركنـــــــــــــــــــــــــي الشهادتين لا إله إلا الله محمد رسول الله..والخروج من الدنيا بصحة هذا الإسلام لابد وأن يكون بقول الشهادتين كاملا..أليس الأمــر كذلك يا أستاذ أيمـــن ؟!

 وهل هناك عطاء قبل هذا العطاء الإلهي السرمدي..ألا وهو أن الملكين في القبر..يسألان الميت من ربك..ومن نبيك..وما كتابك..ثم يسألانه بالقول الواضح والصريح عن قوله في رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وماذا تقول في الرجل الذي بعث فيك)؟!

أليست هذه كلهـــــــا عطاءات لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عطاء الله لسيدنا سليمان عليه السلام أو لغيره من الأنبياء والمرسلين ؟!  أوليس سيدنا سليمان عليه السلام يعلم أن هناك حسابا وعقابا..وجنــــــــة ونارا..وأن هناك حشرا ونشرا..وأن هناك صراطا وميزانا؟!

 ألم يعلم سيدنا سليمان بما علم الله الأنبياء من علم..ألم يعلم أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صاحب اللواء المحمود والحوض المورود والشفاعة العظمـــى يوم القيامة..في يوم كل نبي ورسول يقول نفسي نفسي..والنبي الأغلى صلى الله عليه وسلم عند الجليل الأعـــلى .. يقول أنا لها أنا لها ؟!

 أليس هذا عطاء من الله تعالـــى لرسول الله صلى الله عليه يضاف إلى جــل وكل هذه العطاءات..ومن أجل ذلك قال سيدنا سليمان ( وهب لي ملكا لأحــد لا ينبغي لأحــد من بعـــدي) لأنه يعلم أن عطاءات الله تعالــى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر وأعظم..بل وقبل عطاء الله لسيدنا سليمان عليه السلام.. لذلك التزم الأدب النبوي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ( لأحد من بعدي ) ولم يقل لأحد من قبلي ومن بعدي.

أخانا المفضال / الأستاذ أيمن  

بعد كل هذا..نـــرى من هنا أو من هناك.. أن البعض نســـي أو تناسى متعمدا وعامدا..الحديث عن الإسراء والمعراج..ناهيك يا أستاذ أيمن..عن تعمده وعمده في عدم الإحتفال برسول الله صلى الله عليه وسلم..بـــــــل ويخاف أن يتحدث عن وجوب الإحتفال بالإسراء والمعراج الشريف ..وذلك خشية على منصب زائل..وزخرف زائف..ينتهي بمجرد خروج هذا منا أو ذاك..من منصبه..أو بانقضاء أجــله..فماذا بالله عليك يا أستاذ أيمن هو قائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم..؟!

 وبأي إجابة يجيب الحق جل وعلا..إذا سأله عن ظاهره وباطنه؟ وهل كان الفرد منا يقول عن الإحتفال بعيد هذا الوطن أو بعيد هذا القطر..أو عندما يهنئ بالعام الجديد..هل كان يقول الفــــــــــــرد منـــــــــــــا أن هذه بـــــــــــــــــــــــــــــــــــدع ما فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم..وبالتالي فلا نفعلها؟!

 أم أنه يقول عندما يحتفل مع المحتفلين بعيد هذا القطر أو ذاك..أو مهنئين بالعام الجديد..يقول:

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أمرت بجبر الخواطر) ولذلك هو يجامل من أجل جبر الخواطر؟أليست هذه الحقيقة يا أستاذ أيمــــــــــــــن ؟!

 إذا فرسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر الله تعالى أولى بالإحتفال والإحتفاء به صلى الله عليه وسلم..لأنه هو أصل الإسلام ومحور هذا الدين..والحق جل وعلا يقول ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون).

وللـــــــــه در القـــــائــــــــــل :

أسرى بك الله ليلا إذ ملائكه                      والرسل في المسجد الأقصى على قـــدم

وقدمت جميع الأنبياء بها                         والرســـل تقديم مخدوم على خــــدم

وأنت تخترق السبع الطباق بهـم                  في موكب أنت فيه صاحب العلم

وبت ترقى إلى أن نلت منزلة                    من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم

سيدنا جبريل عليه السلام..ملك خلقه الله من النور..فوقف عند حدود لا يجتازها..وعند موقف لا يتعداه..وعند خط لا يعبره..وقال تقدم يارسول الله..فوالذي نفسي بيده..لــــو اجتزت أنا لاحترقت بأنوار الجلال..ولو جزت أنت لاخترقت لأنوار الجمال.

سيدنا إبراهيم عليه السلام في السماء السابعة..وسيدنا موسى في السماء السادسة..وسيدنا هارون في السماء الخامسة..وسيدنا إدريس في الرابعة..وسيدنا يوسف في الثالثة..وسيدنا عيسى وسيدنا يحي في الثانية..وسيدنا آدم في الأولى..وسيد الكون صلى الله عليه وسلم..في مقام عـــــــــلا فوق العــــــــــلا..فكان قاب قوسين أو أدنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى.. ولقــــد رأى من آيات ربــــــــــــــــــه الكبـــــرى.

 ثم بعد ذلك كلــــــه.. يتحدث البعض منا عن الإسلام..دون أن يذكر من جاءنا بالإسلام..ويتحدث عن الإسلام وكأن الله تعالى اصطفاه هو وغيره ممن يتحدثون عن الإسلام ليكون رسول الإسلام..أي قصــر نظــر هـــذا والعياذ بالله من ذلك؟!

 والعجيب الأعجب..أن كلا منا يعلم أن كل دولة( مع فارق التشبيه) ونرجو رسول الله صلى الله عليه وسلم العذر والسماح في ذلك..ولكن للتقريب فقط..نقول أن كلا منا يعلم أن كل دولة لها رئيس أو ملك..ولا يستطيع أحد منا أن ينسب لنفسه أنه هو رئيس هذه الدولة أو ملك هــذا القطـــر أو ذلكم البلد..لأنه يعرف حدوده..أما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله تعالى في حقه ( ما كان محمد أبا أحد من رجالك ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما)..نقول مع رسول الله ونبي الإسلام..والإسلام بغيره ما كـــان ولن يكــــون..نقول مع رسول الإسلام..يتحدث كل منا عن الإسلام كدين حديث عائم هائم..مبهم غير معلوم ولا معلن.

نعم والله لا يريد المتحدث منا عندما يتحدث عن الإسلام أن يتحدث عن زعيمه سيد البشر صلى الله عليه وسلم..وأنه هو صاحب القرآن الذي بين الله تعالــى فيه أحكام الإسلام وأنزله على قلبه عليه الصلاة والسلام..وأننا ما تلقينا القرآن من سيدنا جبريل مباشرة..ولا أمرنا ربنا أن نتحدث عن الإسلام..دون أن نذكر فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا في هذا الدين.

بالحجارة في الطائف أمروا سفهاءهم وصبيانهم أن يستقبلوه..فأ ُدميت قدماه الشريفتان صلى الله عليه وسلم..فجاء جبريل الأمين عليه السلام ليطبق بأمر الله عليهم الأخشبين( جبلان عظيمان في مكة) فقال صلى الله عليه وسلم( لا يا أخي يا جبريل..لم أبعث هكذا..فعسى الله أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله..فقال له سيدنا جبريل صدق من سماك بالرؤوف الرحيم).

جاءنا عليه الصلاة والسلام بالإسلام.. وتحمل فيه التعب والنصب..ما لا يتحمله أحـــد.. هاجر تارك الأهل والديار..ثبت على المبادئ وتحدى المشركين والمساومين.. وحافظ لنا على ثوابت وقيـــم هـــذا الدين..وبعد ذلك كلـــــه .. نأتي اليوم لنتحدث عن الإسلام حديثا غير واضح المعالم..لا عن رسوله صلى الله عليه وسلم نتحدث..ولا عن دوره نتحدث..ولا حتى لأوامره صلى الله عليه وسلم نطبق..لنظهر في أعين غير المسلمين من أهل الأديان الأخـــرى..كيف نحن نحب زعيمنا ونبينا ؟!

بل ســـرنا  قــــُــــدما  على عكس ما رسمه لنا صلى الله عليه وسلم ..ثم نتحدث بعد ذلك عن الإسلام ؟! أي إسلام هـــذا الذي نتحـــدث عنــــــه ؟!

الإسلام الذي جاءنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم..كما تعلمناه في الفكر الدندراوي..هو إسلام المحبة والإخاء..والمودة والصفاء..العالم شقيق للأمي بعلمه ..والأمي شقيق للعالم بتعلمه..والراعي شقيق للرعية بعدله..والرعية شقيقة للراعي بطاعته..والقوي شقيق للضعيف بقوته..والضعيف شقيق للقوي بحنكته ودرايته..والغني شقيق للفقير بماله..والفقيــر شقيق للــغــني بجهــده..عطاء ً بعطاء..فلا فضل لطبقة على طبقة لأن الجميع في بنـــاء أمـــة الجسد الواحـــد شركـــاء..هذا هو الإسلام الذي جاءنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم..وعلم أمتـــــــــــه أن تكون عليه سائــرة..وله محافظة..وبه دوما وأبــدا فخــورة ومفتخـــــرة. 

أما اليوم فالحسد مارسناه.. والحقد لازمناه..والتجبر والتكبر والتعالي على بعضنا البعض رافقناه..والمكر لبعضنا البعض طبقناه..لا احترام لكبير ولا عطفا على صغير..لا رحمة بالآباء..ولا تواصل مع الأبناء..لا مراعاة لحرمة الدين..ولا مراقبة لرب العالمين..القوي يستحل دم الضعيف..والغني يستحل مال الفقير..فنسينا الله فأنسانا أنفسنا..كنا سادة العالم في الطب والفلك والهندسة وغيرها من علوم..عندما أرسل هارون الرشيد ساعة إلى شارلمان في فرنسا..ظن أن بها شيطان وفزع..والآن نستجدي التبرعات وننتظر الحسنات..في حين أن أموال المسلمين السائلة في بنوك العالم تكفي لبناء العالم أربــــــــــــــــــــــع مرات.

والمنصف منا هنا يسأل لماذا إذا هذا الـــــذل وتلكم المهانة..ولماذا هذه المــذلة وتلك الإستكانــة ؟!

 والإجابة لذلكم الحائر : هــــــــي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) ونحن عندما نتحدث عن الإسلام.. لا نعـــرف عن أي إسلام نتحدث..فهل يجوز الحديث عن الإسلام دون أن نتحدث عن الرسول الخاتم للإسلام والزعيم الجامع للمسلمين..ولا نذكر كيف بنــــى صلى الله عليه وسلم إنسان أمته بذاتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه الشريفــــــــــــــــــة صلى الله عليه وسلم حتى أوصلها إلى مليار ستمائة مليون مسلم ؟!

 ولا تــرانا نتحدث..عندما نتحدث عن الإسلام..عن قول الله تعالى الذي جاء في قرآنه الكريم ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) وأكــــــــده قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أفضل الصدقة أن تتصدق وأنت شحيح تخشى الفقر وتأمل الغني).

عن أي إسلام نتحدث..عندما لا نتحدث عن قول الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )

 ويؤكده قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحاسدوا لا تباغضوا لا تناجشوا وكونا عباد الله إخوانا)

( لا يبع أحدكم على بيع أخيه ولا يخطب أحدكم على خطبة أحيه..كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).

عن أي إسلام إذا نتحدث يا أستاذ أيمن..عندما نتحدث ؟! وهـــل طبق منا من يتحدث عن الإسلام ما يتحث بـــه عن الإسلام ؟! واللــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه لو كان الأمر كذلك..ما كان حالنا كهذا الحــال..ضيم وفقــر..وحاجــة وفاقـــة..وذل ومهانة..وضعف واستكانة..لأن من لم يعرف قدر الحبيب صلى الله عليه وسلم عند رب الكون جل وعــلا..ويعرف من الذي اختاره الله لهــذا الدين..وأرسله سيدا للأنبياء والمرسلين ..فالله جل وعلا ..لا يعتنــي بأمــره ولا يلتفت لشأنه..لأنه جل وعلا قال ( من يطع الرسول فقد أطاع الله )

وقال تبارك وتعالى ( وإن تطيعوه تهتدوا)

وقال جل شأنه( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنــه فانتهوا )

 فهـــل فعل المتحــدث منا عن الإســــلام ذلك.. ؟! فلو فعلناه..والله ما كان الحال كذلك.

فملك الدنيا الفاني عليه نتصارع..ومن أجل الوصول إليه ننافق ونمالـــئ..الحق طمرناه..والباطل أيدناه..الظالم أعناه..والمظلوم تركناه..ثم نتحدث عن الإسلام..أي إسلام هذا يا أهل الإسلام؟! الإسلام الذي جاءنا به سيد الإسلام عليه الصلاة والسلام..هــو نصرة المظلوم حتى يأخذ حقه..هو إقامة العدل ليكون في أوجــه..هو مراقبة الله تعالى في السر والعلن..لأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفــي الصدور..الإسلام الذي يجب أن نتحدث عنه هو الذي جاءنا به سيد الإسلام عليه الصلاة والسلام وقال فيه ( البـــر ما اطمأن له القلب  والإثم ما حاك بصدرك وخشية أن يطلع عليه الناس).

حورب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين صفوف إنسان أمته..بحجة الخوف على الناس من الشرك والإشراك..أما شراء الذمم..ومعاونة الظالم على المظلوم..ورؤية ميزان العدل يتأرجح ولا يجد من يقيم تأرجحه..فهذا ليس بشرك ولا إشراك..وهـــــــذا ما أغضب الحق جل وعلا منا.

وصلنا إلى مليار وستمائة مليون.. بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم بــــدا هذا الدين ووصل إلى هـــذا العـــدد.. واليوم عندما حاربناه عليه الصلاة والسلام وخالفناه..وتركنا قوله المأثور وفعله الميسور.. ترانا كما تـــرى يا أستاذ أيمن..تحسبنا جميعا وقلوبنا شتى..ننظم الشعر والزجل..والمدح والمديح في بشر أمثالنا..وعند الحديث عن سيد البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والإحتفال والإحتفاء بــــــــه..يخرج منا أصحاب الآف الأقنعة على الوجوه..وأصحاب المداهنة والممالأة..ليقال قولهم الذي إن قالوه قبضوا أثمان قولهم..يخرجون علينا بالترهيب من الشرك والإشراك تارة..والتخويف من البدع والإبتداع تارة أخــرى..غير عابئين بقول الله تعالى في أفعالهم وتصرفاتهم( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار).

فمن يتحدث عن الشرك والإشراك..والبدعــة والإبتداع..عليه أن ينظر إلى القصائد والزجل ..والشعر والمــدح الذي يقال في البشر..ولا يستطيع أحد من هؤلاء أن ينبس ببنت شفه..لأنه أول المدعوين في حفل المـــــدح والشعر..والممالأة والمداهنة ..فطالما الأمــــر يتعلق بحصول في نهاية الجلسة على الدينار والدولار..فلا غـــُرم في ذلك ولا ضــرار..ألا فسحقا لكل أفاك أثيم..يرى الحق فينقلب عنده باطلا..ويرى الباطل فيكون في عينه حقا..وصدق ربنا في قـــرآنه عمن يفعل هــذا( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم).

وصدق جل وعلا في قوله لرسوله صلى الله عليه وسلم عنهم ( فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون) 76 سورة يس.

وقوله تعالى عنــهم في نهاية مطافهــم ( يوم تبلــــى السرائـــــر فماله من قــوة ولا ناصــــر ) 9 ، 10 سورة الطارق.

أخانا المفضال/ الأستاذ أيمن                                       أعزكم الله

لكم منا أطيب المنى ولنا وطيــــد أمــــل في سعادتكم فــي نشر رسالة الأسرة الدندراوية هذه وجزاكم الله خير الجزاء..وجمعنا الله وإياكم جمعا لا فرق بعده على طريق المعية المحمدية المانعة تحت ظل راية الزعامة المحمدية الجامعة في الدنيا والآخــرة.. اللهم آمين.

إخوانكم/ الأســرة الدندراوية
مــركــز دنــدرة الثقافـــــــي
النمســـــــا ـ فيينــــــــــــــا