كابتن محمد محمد حسين عطية كنت طالب في مدرسة إمبابة الإعدادية الحديثة .. عندما أعلن عن بطولة الجمهورية في اختراق الضاحية للمدارس ..  من مبنى محافظة القاهرة حتى نهاية شارع الهرم .
قام مدرس التربية الرياضية فى المدرسة بإجراء اختبارات لتلاميذ المدرسة لاختيار العشر تلاميذ الذين سيمثلوا مدرستنا في البطولة . كنت مريضا أثناء الإختبار و الإختيار فاستبعدت من الفريق الممثل لمدرستى فى بطولة الجمهورية للمدارس رغم إلحاحي على المدرس .

ذهبت مع فريق مدرستي العشر  .. للتشجيع و كنت قد شفيت بإذن الله .. و كنت أتحدث إلى زملائي التسع .. المشتركون في البطولة .. وكان مدرس التربية الرياضية ينهرني صارخا لا تضيع وقت زملائك .

بدأ العد التنازلي .. و التلميذ العاشر لم يحضر .. ندانى المدرس بعصبية و قال لي أتصرف في شورت رياضي و فنلة و حذاء .. لتسد العجز .

عاد إلى المدرس و أنا أتفاوض مع زميل لي في أن يعيرني حذاؤه الرياضي .. و قال لقد انطلق السباق .. ارتديت الحذاء .. و انطلقت بعد السباق بخمس دقائق .. كالصاروخ .

كان الكونوستبل (حارس الشرطة على دراجة نارية (موتوسيكل) .. الذي يفسح الطريق للمتسابقين) .. يسير بمحازاتى .

انتهى السباق بفوزي بالمركز الأول .. و ضربة شمس و حالة إغماء .. كان فوزى غير متوقع .. فقد كان معنا لعيبة على مستوى عالي من كبرى الأندية المصرية .        

في اليوم التالي احتفلت بي إدارة المدرسة و منحتني درعا و درعا آخر من محافظة القاهرة .

بعد خمس أيام تماثلت للشفاء .. على خطاب من نادى الزمالك .. للانضمام لصفوفه للعب تحت 18 سنة .

تمرنت لمدة شهر و نصف الشهر .. استعدادا لبطولة مصر (الجمهورية) لمسافة 1500 م .. موسم 83/1984 .. و فوزت بالمركز الثالث على مستوى مصر .

12 سنة قضيتها .. رافعا .. أسم مصر و علمها الحبيب .. مغنيا و مسمعا العالم .. مصر يا أم البلاد .. في المحافل الرياضية العربية و الدولية .. حصلت خلالها على أكثر من 100 شهادة مصرية و دولية .   

حققت لـ مصر 5 أرقام دولية .. تحت 18 سنة .. بأسمى .. مسافات 1500 م & 800 م  .

ثم .. حققت لـ مصر 3 أرقام دولية .. تحت 20 سنة .. بأسمى .. مسافات 1500 م & 800 م  .

• بطولة شرق وسط أفريقيا بالقاهرة موسم 85 / 1986 .. (اشترك فيها 30 دولة) .. المركز السادس .

• بطولة أفريقيا بالإسكندرية .. موسم86 / 1987 .. المركز السابع .

• بطولة الجائزة الكبرى العالمية .. بزامانسكى بروسيا عام 1990 .. المركز الثاني عشر .

• بطولة العالم العسكرية فى موسكو عام 1990 .. فزت بالمركز الخامس على العالم .

• بطولة العالم بفنلندا عام 1990 .. المركز التاسع على مستوى العالم .

• حامل الشعلة الأولمبية .. بأولمبياد برشلونة عام 1992 م .. بأسم مصر .. تكريما للتاريخ الرياضي الحافل .

من برشلونة اتصلت بصديقي محسن سالم .. كابتن نادى الزمالك للوثب الطويل .. المقيم في النمسا .. فإمتدح لى الظروف .. فاستأذنت رئيس البعثة الأولمبية .. لأحول وجهتي بعد انتهاء الدورة ببرشلونة .. إلى فيينا .

قررت أن أترك نادى الزمالك .. لأحساسى بالظلم عندما تخطاني و أختار مدرب .. كان مازال لاعبا صغيرا عندما .. كان أسمى يملأ سماء الرياضة المحلية و الدولية .

تمرنت بمفردي في فيينا و تعرفت على مدرب نمساوى كان يراقبنى أثناء التدريب .. و تقابلنا و أطلعته على تاريخي الرياضي .. فقال أن رقمي يجعلنى الأول على النمسا .

قلت له أننى مصاب و أحتاج لفترة 4 شهور تدريب .

إشتركت فى بطولة فيينا التجريبية .. بإستاد البرتر (بالحي الثاني الفيناوى) .. محققا المركز الأول بجدارة و ضاربا رقمى السابق بـ 3 ثوانى .. فكان رقمي  في :

·          سباق 800 متر .. 1 دقيقة & 50 ثانية (بفارق 5 ثواني عن بطل العالم) .

·         سباق 1500 متر .. 3 دقائق & 50 ثانية .

حصلت على كأس و شهادة من الإتحاد النمساوي .

كان لابد أن أتدرب لأشترك في بطولة فيينا .. لأحقق رقما قياسيا يحقق لي عيشة طيبة و لتحقيق أمنية غالية على نفسي و هي رفع علم مصر في بطولة عالمية .

كنت أمتلك كل أسباب النجومية بفضل الله .. الشباب و الخبرة و التاريخ و لكن كان ينقصني حفنة من مال أستطيع بها أن أعيش و أتدرب لمدة 3 شهور .

ذهبت إلى أحد النواد المصرية بفيينا .. للحصول على المساعدة و لكن دون جدوى .

اضطررت للعمل في مجال الإعلانات بعد أن نفذ آخر مال قدمت به من برشلونة .

كنت أعمل من الساعة 8:00 – 20:00 في عمل شاق ثم أقوم بالتدريب بعد الساعة 20:00 في مناخ قاسى .. لمدة ساعتين يوميا لمدة 6 أيام أسبوعيا .

كنت لا أشعر بأطرافي و أن أتدرب .. كدت أتجمد من قسوة الجو .. و كنت أصاب بحالات إغماء .. كادت أن تقضى على .. فقررت و أنا فى عز مجدي الرياضي أن أعتزل قبل أن أبلغ السادسة و العشرين .

الكابتن : محمد محمد حسين عطية .. (الشهير بـ محمد برشلونة) .

بكالوريوس المعهد العالي للدراسات التعاونية .

متزوج من مصرية و لهما : هاجر & سارة & كريم .

تحريرا في فيينا : يناير 2005 م