السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
   
النمسـا اليـوممفكـــــرةخدمات & طوارئ النمسـا الوطـنإخترنـا لكإعلانــــــاتحـوار صـريحمجتمــــــعهيئة التحـريرمواقع إلكترونيةتواصـــل
 
 

محمد الرمادى
فيينا - 2011

صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ ؛
مَا حُكْمُهُ؟ .

خرَّج الإمامُ البخاريُّ ؛ رحمه الله تعالى حديثين في هذه المسألة ؛ الأول منهما :
عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى عَبْدِاللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ [١] أَنَّ نَاسًا تَمَارَوْا [٢] عِنْدَهَا يَوْمَ عَرَفَةَ فِي صَوْمِ [٣] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ بَعْضُهُمْ :[١] " هُوَ صَائِمٌ " ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ :" لَيْسَ بِصَائِمٍ " ؛ فَـ أَرْسَلَتْ [٤] إِلَيْهِ بِـ قَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ [٥] فَـ شَرِبَهُ [٦] . [٧]
ــــــــــ
المراجع والهوامش:
[١]. هِيَ وَالِدَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ ؛ أم الفضل ؛ بنت الحارث بن حزن بن بجير ، الهلالية ، الحرة الجليلة زوجة العباس ؛ عم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، وأم أولاده الرجال الستة النجباء .
اسمها : لبابة . وهي أخت أم المؤمنين ميمونة ، وخالة خالد بن الوليد ، وأخت أسماء بنت عميس لأمها .
قديمة الإسلام ؛ فكان ابنها عبدالله يقول : كنت أنا وأمي من المستضعفين من النساء والولدان . أخرجه البخاري . فهذا يؤذن بأنهما أسلما قبل العباس ، وعجزا عن الهجرة .
وكانت أم الفضل من عِلْيّة النساءِ ، تحول بها العباس بعد الفتح إلى المدينة .
خرَّجوا لها في الكتب الستة .
أحسبها توفيت في خلافة عثمان .
ولها في مسند بقي بن مخلد : ثلاثون حديثا . أعني بالمكرر . واتفق البخاري ومسلم لها على حديث واحد ، وآخر عند البخاري ، وثالث عند مسلم .
وقيل : لم يسلم - من النساء - أحد قبلها . يعني : بعد خديجة .
[٢]. أَيِ : اخْتَلَفُوا ؛ وَوَقَعَ عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيِّ فِي ( الْمُوَطَّآتِ ) مِنْ طَرِيقِ أَبِي نُوحٍ عَنْ مَالِكٍ :" اخْتَلَفَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ " .
[٣]. هَذَا يُشْعِرُ بِأَنَّ صَوْمَ يَوْمِ عَرَفَةَ كَانَ مَعْرُوفًا عِنْدَهُمْ مُعْتَادًا لَهُمْ فِي الْحَضَرِ ، وَكَأَنَّ مَنْ جَزَمَ بِأَنَّهُ صَائِمٌ اسْتَنَدَ إِلَى مَا أَلِفَهُ مِنَ الْعِبَادَةِ ، وَمَنْ جَزَمَ بِأَنَّهُ غَيْرُ صَائِمٍ قَامَتْ عِنْدَهُ قَرِينَةُ كَوْنِهِ مُسَافِرًا ، وَقَدْ عُرِفَ نَهْيُهُ عَنْ صَوْمِ الْفَرْضِ فِي السَّفَرِ فَضْلًا عَنِ النَّفْلِ .
[٤]. فَـ " أَرْسَلَتْ " ؛ سَيَأْتِي فِي الْحَدِيثِ الَّذِي يَلِيهِ أَنَّ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ هِيَ الَّتِي أَرْسَلَتْ ، فَيَحْتَمِلُ التَّعَدُّدَ ، وَيَحْتَمِلُ أَنَّهُمَا مَعًا أَرْسَلَتَا ، فَنُسِبَ ذَلِكَ إِلَى كُلٍّ مِنْهُمَا ؛ لِأَنَّهُمَا كَانَتَا أُخْتَيْنِ ، فَتَكُونُ مَيْمُونَةُ أَرْسَلَتْ بِسُؤَالِ أُمِّ الْفَضْلِ لَهَا فِي ذَلِكَ لِكَشْفِ الْحَالِ فِي ذَلِكَ ، وَيَحْتَمِلُ الْعَكْسَ ، وَسَيَأْتِي الْإِشَارَةُ إِلَى تَعْيِينِ كَوْنِ مَيْمُونَةَ هِيَ الَّتِي بَاشَرَتِ الْإِرْسَالَ .
وَلَمْ يُسَمِّ الرَّسُولَ فِي طُرُقِ حَدِيثِ أُمِّ الْفَضْلِ ، لَكِنْ رَوَى النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ الرَّسُولُ بِذَلِكَ ، وَيُقَوِّي ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ مِمَّنْ جَاءَ عَنْهُ أَنَّهُ أَرْسَلَ إِمَّا أُمَّهُ وَإِمَّا خَالَتَهُ .
[٥]. وَ " هُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ" زَادَ أَبُونُعَيْمٍ فِي " الْمُسْتَخْرَجِ " مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ :" وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ بِعَرَفَةَ " ؛ وَمِنْ طَرِيقِ عَبْدِالْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي النَّضْرِ :" وَهُوَ وَاقِفٌ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ " ؛ وَلِأَحْمَدَ وَالنَّسَائِيِّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ الْفَضْلِ :" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ".
قلتُ؛ الرماديُّ : وهذه الروايات بتتبعها تشرح وتكشف معاني الحديث ؛ الذي خرَّجه البخاري .
[٦]. فَـ " شَرِبَهُ " زَادَ فِي حَدِيثِ مَيْمُونَةَ :" وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ ".
[٧]. قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: الحديث َأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ ؛ وذكر الإمام مسلم رحمه الله تعالى هذه الرواية في صحيحه ؛ عن أم الفضل والرواية توضح المسألة :" أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ عُمَيْرًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ الْفَضْلِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ :" شَكَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَنَحْنُ بِهَا [أي بـ عرفات] مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ بِقَعْبٍ فِيهِ لَبَنٌ وَهُوَ بِعَرَفَةَ فَشَرِبَهُ " ؛ وجاء أيضاً عند أبي داوود في سننه .

ابحاث التصفية والتربية تحت عنوان :
« سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء »

اسم البحث « صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ ؛ حديث أم الفضل »

رسائل مسجد الفتح ؛ الرسالة الثالثة ؛ الجزء الأول

أعد هذا الملف :
مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِمِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ
حُرِّرَ سَنَةَ ١٤٣٤ الْهِجْرِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ الإثنين : الثاني من ذي الحجة ـ ~ السابع من أكتوبر 2013 م


نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عَقُولًا وَلِسَانًا صَادِقًا وَيُوَفِّقَنَا لِلسَّدَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ‏

المَرْأةُ العَاشقة التي يريدُها الرجل!

الرجل المشرقي [8]

الكائن الوحيد في الدنيا الذي يستحق العناء؛ والمكافحة للحصول عليه كاملاً؛ والمعاناة والمصابرة للفوز به؛ كي يتمكن المرء من الراحة بين يديه والنعيم بالسكنى بين عينيه.. ينبغي أن يكون :"المرأة"..

فمن طبيعة الرجل أنه صائد مقاتل عنيد حتى يحصل على ما يريد ..

بعض الذكور بضربة حظ يكسب الصفقة التجارية؛ وفي مقامرة قد يكسب المليون وبآحدى الزيجات قد يحصل على أرملة ثرية.. وبصوت جميل يكسب معجبات بصوته وليس بشخصيته؛ وبفيلم إنتاج هليودي يصبح فتى الشاشة الفضية الأول دون منازع لحين من الوقت دون أدنى مجهود فقط بدور أتقنه تمثيلاً  وكذاباً فالتمثيل نوع من أنواع الكذب يستحسنه الكثير..

لكن المرأة ذات القلب الدافئ والصدر الحنون؛ صاحبة  الجدائل قلما تجدها؛ لذا يرتقي الرجل ويتمدن بل يبدع ويتفوق حين يعيش جزءا من حياته في حياة غرامية مع امرأة تستحق العشق.

قد لا يتخير الرجل تلك المرأة التي تستحق أن تُعشق والتي تسعده، وهو الوحيد القادر على إسعادها، لكنه لا يسعى أن يحصل عليها ولا يبحث عنها بل يتخيلها؛ فإن قابلها في فسحة من الوقت كافية وتمكن من الحديث معها؛ دون مراقبة عزول أو تجسس من عين حسود.. كجالس بمفرده على طرف بحيرة يحوطها التلال والجبال فلا تسمع صوت غريب سوى عندليب ساهر بهدوء فهذا الرجل لا يريد أن تفوت عليه الفرصة. 

هناك.. في العالم امرأة واحدة.. لكنها في مقام الف امرأة أو تزيد، الرجل قد يتحاور ويتناقش مع مئات بل آلاف الرجال؛ إلا تلك المرأة يخاف منها حين تسأل؛ يرتبك حين تتكلم؛ يضطرب حين تبدء شفة عليا تغادر شفة علوية آخرى .. فشفتاها علويتان .. تتدحرج الكلمات من بين ثناياها .. يحاول الرجل فقط أن يجمعها حروف كلماتها كي يلقي على مسمعها قصيدة من وحيها لها .. أو حين تفتح فمها لتبدء الكلام معه تنساب كـ عزف منفرد على الكمان .. حين ينتهي يبدء عزف آخر للآلة البيانو ..

تحليق في سماء حين تبدء تتحدث او تتكلم....

سبب هذا الإضطراب ما يحدث ويعتمل داخل نفسه البشرية وداخل قلب وعقل الرجل..

رجال السياسة اعتادوا على المناورات السياسية والمواقف المحرجة والأسئلة المعقدة إلا أن المرأة مثل تلك... شئ آخر لم يعتاده الرجل في الحوارات والمناقشات فهي تفاجأه من حيث لا يدري أو يعتقد فطريقة تفكيرها ليست معتادة عند الرجل فهي تفكر على غير طريقته وتنظر إلى الأمور على غير ما ينظر إليه .

المسألة؛ التي ذات بال عند المرأة كـ إنسان؛ أنها مكونة من روح علوية وجسد لم يخلق من الطين مثل آدم .. جسد فاتن.. وعينان كـ بحيرتان .. تسبح فيهما بمفردك ترتوي من نبعهما الصافي بمفردك .. ولسان ذاب في عسل الجبال فتسمع أحلى الكلمات وأصابع حريرية تطعمك أشهى ما تريد ... وقدم يدلك على الطريق المستقيم  

أما المسألة مع الرجل والآخر سواء أكان صديق أو عدو إنه إما عقل يفكر معه أو عضلات وقوة تريد أن تقهرك وتسعى أنتَ ان تكون المنتصر

المسالة ذات بال عند المرأة أنها القادرة دون غيرها على راحتك بكلمة قد تكون مثلها من صديق رجل مدعاة لفتح حوار وموضوع نقاش، المرأة بمفردها تملك كل التناقضات والمتعاكسات والمتوافقات والمتقابلات ثم تفرغك من شحنة الهموم وتعيد شحنك بـ طاقة نقية لا يتسرب منها عوادم تفسد الهواء أو تضر بالبيئة..

المرأة كيان كامل متكامل من مشاعر أحاسيس رغبات أمنيات .. ذات جوانب عدة لا تنتهي موجة عشق حتى تتلوها موجات وموجات ..

حديثي عن المرأة العاشقة ... فالمرأة تقوم بدورها بجدارة فائقة سواء أكانت أماً أو أختاً .. عمة .. خالة أو زوجة .. لكن المرأة العاشقة  يضاف إليها أنا أنثى كاملة ذات حرارة بركان وعقل فيلسوف يفكر لك ومعك ... هذه هي المرأة العاشقة التي يريدها الرجل ... ومثل هذه المرأة هي التي تصنع مستقبل الرجل على عين بصيرة .. لأنها تعرف ماذا يريد وتعرف قدراته وهي لديها بوصلة صحيحة الإتجاة قل ما تخطئ .. لذا فهي .. تلك المرأة تستحق العناء لبحث عنها ..

**

ورقةٌ مِنْ كُراسة إِسْكَنْدَرِيَّات

العام الدراسي « 2013/14 »

« ١ » مرحلة التحاق الطفل بالروضة أو بالمدرسة؛ خصوصا حديثى الالتحاق؛ يعتبر بمثابة التحدي الأول بين أولياء الأمور وبين الطفل .

فـ السنة الأولى للطفل الذاهب إلى المدرسة سنة صعبة بالنسبة لكل أم تعاني من تعويد طفلها على الذهاب للمدرسة، بعض الصغار فى تلك المرحلة العمرية لا يستوعبون فكرة البعد عن آبائهم لالتصاقهم الدائم بهم، لذلك يجب تعلمهم تدريجيا فترة ما قبل المدرسة، حتى يتأقلموا على طبيعتها، ويتقبلوا فكرة البعد المؤقت عن الأب والأم.

وكثير من الأمهات تعاني مع أطفالهن عند بداية دخول الطفل إلى مرحلة المدرسة بسبب عنادهم؛ وصراخهم؛ وتشبثهم الشديد بالأم، لذا ينبغي إقناعهم أن المدرسة مكان جميل ليقضي التلميذ وقتا ممتعا ومفيدا؛ وسيتعلم أشياءً جديدة، كما وسيتعرف على أصدقاء جدد؛ والإتيان بأمثلة كـ عمه فلان : الطبيب ؛ وخاله علان: المدرس ؛ وخالته فلانه : المحامية ؛ وجاره : لاعب كرة القدم المشهور .

« ٢ » الأساليب التى يتبعها بعض الأطفال الذين يرفضون الذهاب إلى المدرسة، وخصوصا حديثى الالتحاق بالمدرسة:

الصراخ والبكاء ومروراً بادعاء المرض، وانتهاء بخلق الأكاذيب عن اضطهاد المدرسة لهم.

وهذه السلوكيات تعتبر طبيعية عندما تصدر من أطفال حديثى الالتحاق بالمدرسة أو الروضة، وذلك يعود إلى مدى تعلق الطفل الشديد بوالديه وتدليله تدليلا مفرطا، خصوصا إذا كان الطفل الأول للأب وللأم.

وأهم الأسباب التى تؤدى إلى ذلك :

عدم تعويد الطفل على الفهم والوعى والإدراك أنه من الضرورى التحاقه بالمدرسة، بالإضافة إلى عدم تعلمه الاعتماد على نفسه فى مراحل مبكرة.

فينبغي على الآباء تأهيل أبنائهم قبل مرحلة دخول المدرسة جيدا بتدريبهم وفتح حوار معهم وترغيبهم فى المدرسة،

ومن الضرورى التوضيح بأن المجتمع المدرسى ليس مخيفا، وأنهم سيقابلون العديد من الأصدقاء الجدد الجيدين، كما أنهم سيمتعون بنشاطات جديدة ورحلات ممتعة.

كما يحب على الآباء أن يوضحوا لأطفالهم أن المعلم والمعلمة فى نفس مكانة الأب والأم، وأيضا نتبع معهم نظرية الثواب والعقاب.

« ٣ » والتربيون يحذرون من استخدام العنف والقسوة والتعنيف والتوبيخ والإيذاء مع الطفل حتى يجبر على الذهاب للمدرسة، فيجب اتباع سياسة الإقناع لا الإجبار حتى لا نصنع حاجزا نفسيا بين الطفل والمدرسة.

« ٤ » كما لا ينبغي أن ينزعج ولي الأمر حين يلتحق طفله بــ الصف الدراسي الذي يطلق عليه „Vorschulklasse“ ؛ فهو بمثابة سنة تمهيدية تحضيرية للمستوى الإبتدائي وفق نظام التعليم في جمهورية النمسا.

« ٥ » فاجأ تلاميذُ المستوى الإبتدائي «مجتمعَ الإندماج» مقدرتهم البالغة في تعلم لغة جمهورية الألب وإحسان النطق بها والكتابة؛ وكثير منهم يكملون في المعاهد العليا ويتخرجون من كليات الطب والهندسة والحقوق.

« ٦ » ينبغي أن تفتح أماكن التجمعات؛ كـ المصليات؛ النوادي والإتحادات قاعاتها لمدرسي الحي الذي يقع فيه التجمع لفتح حوار بناء للمشاكل التي تعاني منها تلاميذ ما قبل الإبتدائي والصف الأول في التعليم الإلزامي؛ وأفاق المستقبل للجيل الثاني والثالث من أبناء النمسا الجدد.

« ٧ » مدارس السبت والأحد؛ مدرسة تعلم اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم.

يرى الكاتب إعادة النظر فيما يُقدم لرجل الغد وامرأة المستقبل؛ كما وينبغي تقييم السادة والسيدات الذين يقومون بعملية « تربوية » و « تثقيفية » و « تعليمية » لطلبةٍ يقضون إسبوعاً كاملاً في مدرسة مجهزة بأحدث الوسائل ويتلقون تعليماً على أيدي متخصص مؤهل علمياً وتربوياً في كافة التخصصات.

الجهة المنوط بها؛ والمسؤولة عن رعاية شؤون المصليات وبقية التجمعات هي : « الهيئة الدينية الرسمية الإسلامية في النمسا ».

« ٨ » الخبراء التربيون يؤكدون على أن الطفل الذي يتقن لغته الأم؛ يتفوق على أقرانه في تعلم لغة "أجنبية" جديدة، وينبهون إذا ما ضعفت اللغة الأم عند الطفل فإنه يتكلم اللغة الجديدة على حساب اللغة التي يتكلمها أهله في البيت.

في مسح إجتماعي بسيط؛ قمتُ به تبين أن :" نسبة عالية من أولادنا يحسنون لغة الدولة التي يعيشون فيها وضعفت بل تلاشت لغة ماتسمى بلغته الأم".

« ٩ » غداً الخميس : 29 أغسطس ، وبعد غد الجمعة : 30 أغسطس ، جميع إدارات المدارس مفتوحة من الثامنة صباحاً ولغاية الثانية عشر ظهراً ، فمن يرغب في قضاء مصلحة معينة يحتاجها فمكتب المدير مفتوح .

الدراسة في مقاطعة فيينا ستبدء يوم الإثنين القادم الموافق 02 سبتمبر 2013م.

وموقع عرب نيوز والكاتب يتمنى عاما سعيدا وبنجاحٍ وتوفيقٍ لجميع الطلبة والطالبات؛ وهدوء أعصاب وراحة بال لأولياء الأمور.

ـــــــــــــــــــ

(1) لا يتفق الكاتب على مسمى « الأقلية العربية » أو « الأقليات الإسلامية؛ يقصد: الأقلية التركية المسلمة أو الأقلية البوسنية المسلمة أو الأقلية الألبانية المسلمة .. إلخ »، وهي محاولة بائسة لمن ينادي بها للتفريق ، فإذا كانوا يحملون الجنسية النمساوية فهم يتساوون في الحقوق وملتزمون بنفس الواجبات مع بقية أفراد المجتمع والدولة؛ ويعلم الجميع بوجود العديد من أصول مجرية؛ مثلاً ولا يتحدث أحد عن الأقلية المجرية في جمهورية ديموقراطية تخدم مواطنيها وتحترمهم؛ وهم يحملون التبعية والولاء لها. أما الأجانب بغض النظر عن جنسيتهم فيظلوا أجانب تسري عليهم القوانين المعمول بها داخل الدولة .

الأربعاء 28 سبتمبر 2013

توصيات مؤتمر المصريين بالخارج السابع

أرسل المؤتمر العام للمصريين بالخارج «مصر في القلب» والذي انعقد على مدار يومين بفندق هيلتون رمسيس بحضور 11 وزيرًا وممثلين عن الأزهر الشريف والكنيسة، والمصريين في الخارج برئاسة كمال أبوعيطة وزير القوي العاملة والهجرة؛ أرسل تقريراً للدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء،  هذا وقد خرج المؤتمر في جلسته الختامية الليلة الماضية – الجمعة - بعدد من التوصيات؛ تلاها د. حسن موسي المنسق العام للمؤتمر جاء في مقدمتها :

[١.] ضرورة تأسيس المفوضية العليا للمصريين فى الخارج؛ والتى تتبع رئاسة الوزراء مباشرة، لمتابعة ما تم تنفيذه من هذه التوصيات خلال المؤتمر القادم المقرر انعقاده خلال ثلاثة أشهر من الآن .

[٢.] العمل على تنمية أواصر المواطنة بين المصريين فى الداخل والخارج؛ من خلال التمثيل البرلمانى، مع ضرورة المطالبة

[٢. ١. ] بتخصيص نسبة في البرلمان الجديد للمصريين في الخارج وتشجيعا للممارسة السياسية والديمقراطية؛

[٣] المشاركة في عضوية لجنة الـ 50 المنوط بها صياغة الدستور الجديد بعدد 4 مشاركين من أبناء مصر في الخارج ، وذلك في اطار وضع تصورات لمصر المستقبل من خلال هذه المشاركة وتقديم الرؤى حول المصالحة المجتمعية، كما أشار إسماعيل أحمد علي الأمين العام لاتحاد المصريين بالخارج إلى أن المؤتمر طالب في جلسته الختامية

[٤.] إلغاء التصويت في الانتخابات القادمة سواء البرلمانية أو الرئاسية عن طريق البريد لما يشوبها من حالات تزوير ولا تعبر عن ارادة المصريين بالخارج واختيارهم؛ على أن يكون حق التصويت من خلال الرقم القومى المدون على جوزات السفر، واقترح المؤتمر عمل

[٥.] صندوق كمبادرةٍ لمساعدة الحالات الاستثنائية مثل : المرض؛ والوفاة؛ والتقاضي؛ والترحيل؛ وما شابه ذلك، يغذي هذا الصندوق تحصيل عشرة جنيهات عند استخراج جواز السفر، والعمل على وضع

[٦.] حوافز أكثر جاذبية للاستثمار الأجنبي، وإعادة

[٧.] توزيع القنصليات وفقا لعدد المصريين فى الخارج فى كل منطقة من العالم، وطالب المؤتمر بضرورة عمل برنامج إعادة

[٨.] تشغيل المصانع من خلال "حضانات صناعية"، على أن يقوم المصريين فى الخارج بانشاء

[٩. ] شركة مساهمة لدعم المشروعات القومية الملحة، وتشكيل

[١٠. ] مجموعات فنية متخصصة لتقديم خدمات استشارية تساعد في رفع الطاقة الإنتاجية للمؤسسات والمصانع المصرية التي تعمل الآن بطاقة لا تتجاوز 40% وذلك بالتنسيق مع الوزارات واتحاد الصناعات المصرية وجمعيات رجال الأعمال ، وأكد المؤتمر أهمية إقامة

[١١. ] معسكر سنوي لأطفالنا وشبابنا وشاباتنا فى الخارج لتنمية روح الانتماء لهم مع وطنهم الأم مصر، مشددا على ضرورة الدعوة لعقد مؤتمر دولي لإزالة

[١٢. ] الألغام؛ للاستفادة من الأماكن التي تنتشر فيها، وركزت توصيات المؤتمر على أهمية إنشاء

[١٣. ] مدارس للجاليات المصرية في الخارج، وعلى

[١٤. ] شركة مصر للطيران القيام بدورها في تغطية رحلاتها لكافة الدول التي يوجد بها مصريين، أضف لهذا

[١٥.] كل الحقوق لمزدوجي الجنسية؛ فقد أكد محمد ريان نائب رئيس الاتحاد العام للمصريين بالخارج ان التوصيات تضمنت مطالبة الحكومة المصرية بـ منح مزدوجي الجنسية الحقوق الدستورية. وأيضاً

[١٦. ] وزارة جديدة للهجرة لذا نطالب بـ :

[١٧. ] انشاء وزارة خاصة بالهجرة، حيث ان المهاجرين المصريين بالاضافة إلى المغتربين

[١٧. ١. ] يتعدون 12 (١) مليون فرداً ، مما يتطلب وزارة خاصة

[١٧. ٢. ] ترعى مصالحهم ، و

[١٧. ٣. ] تجذب استثماراتهم لمصر ، ومطالبة الحكومة بمنح المهاجرين المصريين

[١٨. ] قطع أراض بالمدن الجديدة مدعمة كمواطنين مصريين أسوة بمشروع "ابني بيتك"،

وقد عبر المؤتمر في جلسته الختامية على تقديره للشعب المصري في ثورته في 30 يونيو وتأييده للقوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسي والانحياز لشرعية الشعب والوقوف إلى جانبه حيث أفشل الشعب بوعيه المخطط الغربي الذي استخدم جماعة الإخوان المسلمين لانشاء الدولة الدينية وتفتيت المنطقة وانشاء دويلات على أساس عرقي وطائفي.

[١٩. ] واختتم المؤتمر باتفاق الاتحاد العام للمصريين بالنمسا ووزارة التربية التعليم على دعم عدد من المدارس الحكومية في المناطق الأقل نمو "العشوائيات" ماديا .

**

[*] "المصريون بأوروبا"

 

عَقد مجلس إدارة اتحاد المصريين فى أوروبا، اجتماعاً ظهر اليوم؛ الأحد، 25 أغسطس 2013 فى العاصمة البريطانية لندن، برئاسة الدكتور عصام عبدالصمد رئيس الإتحاد، وذلك لمناقشة اخر المستجدات المتعلقة بالمشهد السياسى العام ورؤية الاتحاد لخارطة الطريق والتعديلات الدستورية ومعايير اختيار الجمعية التأسيسية الجديدة.

وناشد رئيس إتحاد المصريين بأوروبا جميع المصريين ضرورة عدم إضاعة الوقت والجهد فى التباكي على الماضى، والتركيز على الحوار المجتمعي حول الخطوات المستقبلية وأهمها الانتخابات المقبلة والدستور الجديد اللذين يمثلان مرحلة شديدة الأهمية في خارطة الطريق لمصر وشعبها.

وأكد عبدالصمد، أن لدينا اقتراحات بزيادة عدد أعضاء لجنة إعادة صياغة الدستور إلـى 100 بدلاً من 50، وذلك لإتاحة الفرصة لتمثيل أفضل لمختلف طوائف المجتمع المصري، بما في ذلك مختلف المحافظات، وتمثيل للمصريين في الخارج بين أعضاء اللجنة، خاصة وأن الأعداد تشير إلى وجود ما يقرب من 8(١) ملايين مصري بالخارج.

ودعا عبدالصمد وزارة الداخلية للانتهاء من إصدار البطاقة الرقمية للمصريين بالخارج مؤكدا أن أغلبهم لازالوا لايحملون هذه البطاقة، على أن يتحمل المجتمع المدنى المصرى فى الخارج تكاليف إقامة هذه البعثات في الدول المتواجدين فيها.

وطالب اتحاد المصريين بالخارج إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في يوم واحد، لتخفيف العب على جميع المشاركون في العملية الانتخابية والإسراع في عملية التحول الديمقراطى واستتباب الأمور في مصر.

المطالبة بوزارة مستقلة للعاملين بالخارج للدفاع عن حقوقنا

تشكيل لجنة تأسيسية وعدد 5 الى 7 أعضاء حسب المناطق الجغرافية.

 تأتي تلك المطالب لتنمية أواصر المواطنة بين المصريين في الخارج وذلك بالمشاركة في الحياة السياسية من خلال التمثيل البرلماني و بعدد يتناسب مع عددهم في الدوائر الانتخابية الخاصة بهم في بلاد المهجر.

والعمل على حل مشاكل التجنيد للجيل الثاني والثالث من خلال الاتصال الالكتروني بوزارة الدفاع .

كما اقترح المؤتمر حل

مشاكل الهجرة غير الشرعية عن طريق الدعوة إلى برنامج إعادة توطين المهاجرين غير الشرعيين بالتعاون مع وزارة القوي العاملة والهجرة والتضامن الاجتماعي ووزارة الخارجية والصندوق الاجتماعي والمنظمة الدولية للهجرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) لم نستطع حتى الأن تحديد عدد المصريين خارج الوطن الأم ؛ مصر. أقول :" هذا دور القنصليات وأماكن تجمعات المصريين: من نوادي وإتحادات ومصليات وقهاوي ، من خلال حملة توعية يتبناها :" إتحاد المصريين في الخارج " . بدلاً من مسألة التخمين وتضارب الأقوال.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأحد : 18 شوال 1434 ~ 25 أغسطس 2013

المؤتمر العام السابع للمصريين بالخارج

لمنعقد في يومي: الخميس 22 والجمعة 23 أغسطس 2013م.
[١.] عُقد تحت رعاية المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت؛ وبرئاسة رئيس الوزراء د. حازم الببلاوى، وبمشاركة العديد من الوزارات المعنية ذات الصلة بقضايا المصريين بالخارج؛ 14 وزيرًا من الحكومة؛ تواجد في المؤتمر اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية؛ ومحمد صابر عرب وزير الثقافة، وكمال أبوعيطة وزير القوى العاملة؛ وعبدالعزيز فاضل وزير الطيران المدني، وأيمن فريد أبوحديد وزير الزراعة؛ ومنير فخري عبدالنور وزير الصناعة؛ ووزير الإسكان إبراهيم محلب؛ وهاني محمود وزير التنمية الإدارية، ومحمد إبراهيم وزير التموين، وعاطف حلمى وزير اﻻتصاﻻت، وممثل الكنيسة المصرية وممثل شيخ الأزهر، بحضور هؤلاء السادة عُقد المؤتمر العام السابع للمصريين بالخارج تحت شعار "مصر في قلوبنا" بفندق هيلتون رمسيس، والذي تنظمه وزارة القوي العاملة والهجرة بالتعاون مع اتحاد المصريين في الخارج، كما وتواجد ممثلو الجاليات المصرية فى العديد من الدول العربية والأجنبية.
من جانبه؛ أكد كمال أبوعيطة، وزير القوى العاملة والهجرة، أن المصريين بالخارج هم مَن طالبوا بعقد المؤتمر فى أقرب وقت، مؤكداً أنهم طرحوا مبادرة حول "ما يمكن أن يقدمه المصريون بالخارج لمصر".
[٢.] يهدف المؤتمر الي : توضيح حقائق المشهد الراهن في مصر أمام المصريين بالخارج حتي يتمكنوا لاحقا من شرح تلك الحقائق ونقل وجهة النظر المصرية للعالم الخارجي، مستخدمين في ذلك مختلف الآليات المتاحة لديهم بما فيها وسائل الإعلام المختلفة في تلك الدول فضلا عن بحث عدة ملفات خاصة بالمصريين بالخارج وذلك للتعرف على مطالب العاملين بالخارج من الحكومة الانتقالية بعد ثورة 30 يونيو.
[٢. ١.] وأكد وزير القوى العاملة والهجرة أبوعيطة أن المؤتمر وهو الأول من نوعه بعد ثورة يناير يهدف أساسا إلى توصيل رسالة إلى الجاليات المصرية فى الخارج ولوسائل الإعلام العالمية والمحلية والأجنبية بحقيقة الأحداث فى مصر بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا المرتبطة بالجاليات المصرية بالخارج وإمكانية المساهمة فى جهود التنمية فى بلدهم وتكوين جماعات ضغط مصرية تتبنى قضايا مصر فى الخارج ولتصحيح الصورة الذهنية المغلوطة فى الغرب عن الأحداث الأخيرة التى شهدتها البلاد.
 [٣.]‏ يناقش المؤتمر بحث كيفية التغلب علي الأزمة الاقتصادية الحالية وكيفية الخروج منها من خلال دور المصريين بالخارج في عرض جهود الحكومة المصرية والمؤسسات المعنية في تحسين بيئة ممارسة الأعمال وتوفير مناخ جالب للاستثمار في مصر .
[٤.] بدأت فعاليات المؤتمر العام السابع للمصريين بالخارج بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الأحداث الأخيرة في مصر من مسلمين ومسيحيين وتوجيه التحية لهم والدعاء بالشفاء للمصابين .
[٥.] تضمنت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمة لرئيس الجمهورية للمصرين فى الخارج.
[٥. ١.] ثم كلمة رئيس مجلس الوزراء؛ د. حازم الببلاوي جاء فيها "إن مصر تمر بظروف استثنائية‏،‏ وإن الحكومة حرصت أكثر من مرة علي أن الوطن ملك للجميع وان العملية السياسية وخارطة المستقبل التى وضعتها قوى الشعب تتسع للجميع دون اقصاء لأى فصيل طالما التزم بقواعد الممارسة الديمقراطية السلمية. وجاء ذلك في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير القوي العاملة والهجرة في افتتاح أعمال مؤتمر المصريين بالخارج "مصر في القلب"؛ ودعا إلي ايجاد شراكة وطنية حقيقية؛ ومشروع قومى للتنمية الاقتصادية يعتمد على مبدأ كفاية الانتاج القومى وعدالة التوزيع بين جموع المواطنين والقطاعات والمناطق الجغرافية. ويكون قادر علي الاعتماد الذاتي، وأشار إلى أن الحكومة الحالية تسعى لتوفير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، خاصة الحق فى الصحة والتعليم والسكن فى إطار خطة التنمية الاقتصادية الشاملة لصالح الطبقات الشعبية التى تمثل الغالبية العظمى من الشعب المصرى مضيفا أننا نسعى لدولة عصرية علمية. وقال: إنه فى سياق إعادة بناء الاقتصاد المصرى فعلى الرغم من تدنى بعض المؤشرات الكلية إلا ان هناك طمأنة كبيرة على وضع الاقتصاد المصرى الآن بسبب القدرات الكامنة فيه رغم تهديدات البعض بقطع المعونات الاقتصادية، مشيراً إلى ان هذه المعونات لا تصنع تنمية اقتصادية، وأن الاقتصاد يمتلك من الامكانيات ما يؤهله للنهوض والصمود فى وجه التحديات حيث قفزت تحويلات المصريين في الخارج إلي 19 مليار دولار وتبلغ مدخرات المصريين في البنوك تريليون و200 مليار جنية يوظف منها فقط نحو 45%، وذلك إلي جانب مدخرات المصريين في أوعية غير رسمية والمدخرات غير المباشرة لدي الشركات والمؤسسات، منوها إلي أن الشركات والمصانع في مصر تعمل حاليا بما يتراوح بين 20% و 40% فقط، وأن أكثر من 50% من قدرات مصر الاقتصادية معطلة. وعجز الموازنة وصل على 14%، و وجود خطة لاستثمار 70 مليار جنيه فى مشروعات حول مطار القاهرة .
[٥. ٢.] وفي كلمة لشيخ الأزهر د. أحمد الطيب وجهها للمؤتمر ـ ألقاها بالنيابة عنه محمود عزب مستشار شيخ الأزهر ـ أكد فيها أننا في لحظة حاسمة ولابد من شرح الحقائق للخارج. مقدراً ما ينفذ حالياً للدفاع عنها ضد الإرهاب المنظم مشيراً أن مصر واعية برسالتها التي رسمها الأزهر الشريف وطالب الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف المصريين في الخارج بإنشاء فروع لبيت العائلة في الدول التي يتواجدون بها، مؤكدا استعداد الأزهر لمدهم بكافة العلماء والكتب والدراسات لتوضيح الفكر الصحيح للإسلام. وأشاد بالتعاون الوثيق بين الأزهر والكنيسة في مصر باعتبارهما صمام الآمان.
[٥. ٤.] بينما أكد البابا تواضروس ـ في كلمته التي ألقاها القس بولس حنا ـ أن مصر تمر بحالة فارقة تحتاج إلى تكاتف وترابط أبناء الوطن الواحد بالداخل والخارج مطالباً بضرورة وحدة كافة طوائف الشعب.
[٥. ٥.] ثم توالت كلمات لوزير القوى العاملة والهجرة؛ ولرئيس الاتحاد العام للمصرين فى النمسا ومنسق المؤتمر د. حسن إسماعيل.
[٥. ٦. ] عرض فيلم وثائقى عن الأحداث الأخيرة فى مصر بعنوان "مصر تنتفض"،
[٥. ٧. ] من جانبه، كشف د. حسن إسماعيل منسق عام المؤتمر، عن نية المؤتمر إطلاق شبكة معلومات حديثة للجاليات المصرية فى الخارج بالتعاون مع قطاع الهجرة فى القوى العاملة واتحاد الجاليات المصرية لتوفير المعلومات الصحيحة عما يحدث فى مصر، وفرص الاستثمار الحقيقية بها وسبل مشاركة الجاليات بها وتقديم رسالة طمأنة من الدولة لكل أبنائها بالخارج أنهم جزء من الوطن؛ وأن الدولة حريصة على التواصل معهم بكل السبل. وأشار إلى أن المؤتمر يحضره جاليات مصرية من فرنسا وألمانيا وايطاليا وروسيا والنمسا واليونان والولايات المتحدة الأمريكية ومن السعودية والكويت والأردن ولبنان وليبيا والبحرين لإعلان تلك الجاليات تضامنها مع قضايا بلدها ودعمها لخريطة الطريق لاستعادة مصر مكانتها باعتبار الجاليات قوة ناعمة لشرح تطورات الوضع فى مصر.
 
الخطوط العريضة للسادة الوزراء :
وزير الإسكان والمرافق:
تحدث الوزير إبراهيم محلب إن ''الوزارة لها 3 محاور للتنمية تمثل دعم ومساندة واتاحة السكن، فالسكن مثل الخبز ومن حق كل مواطن أن يحصل عليه وهناك شريحة عريضة من المجتمع لا يمكنها الحصول علي وحدة سكنية رغم زيادة عدد الوحدات المتاحة بسبب الظروف الإقتصادية''.
وأوضح أن ''دور الدولة يأتي في استكمال مشروع المليون وحدة سكنية الذي يعد مشروعًا قوميًا، وتكلفته 100 مليار جنيه'' مشددًا على أن أزمة السكن في مصر متراكمة، وندعم الاستثمار للمساهمة في العبور من هذا النفق الذي نتواجد فيه''.
بالنسبة للمياه والصرف الصحي، قال محلب إن '' 97% من مصر مغطاة بالمياه النقية ولكن الذي حدث هو وجود سكن غير مخطط فبعد أن كانت هذه المناطق تنعم بمستوى خدمة عالي أصبحت المناطق تدخل في مشكلات توزيع المياه، وندرس ذلك بكل أحياء مصر''.
وإن الوزارة ستلبي كل الاحتياجات السكنية, وستقدم مشروعات لغير القادرين دون ربح علي أن يتم طرح مشروعات للقادرين سنكسب منها لتمويل إسكان غير القادرين.
مضيفاً أن الوزارة تعمل علي عدة محاور في مقدمتها طرح 6000 وحدة سكنية بمدينة 6 أكتوبر علي مساحة 42 متر للحالات العاجلة والأسر الأكثر إحتياجاً للسكن بنظام الإيجار وبسبب توقع زيادة الطلب سيتم المفاضلة بنظام القرعة بكل شفافية. منوها أن الوزارة لديها مساحات كبيرة من الأراضي ولكن المشكلة تكمن في توصيل المرافق إليها.
وزير الصناعة والتجارة :
منير فخري عبدالنور أكد أن "مصر بها موارد لا حصر لها وأن تحويلات المصريين بالخارج خلال العاميين الماضيين كانت هي المورد الأهم في ميزان المدفوعات في مصر وكانت تمثل 18 مليار دولار ونتوقع إرتفاعها إلي 20 مليار خلال العام الحالي حيث ساعدت هذه التحويلات في الحفاظ علي قيمة الجنية وإنقاذه من الإنهيار.
وأضاف أنه يجب علينا تحقيق آمال الشعب في دولة ديمقراطية مدنية حديثة يساهم فيها كل أبناء مصر موضحاً أن الوزارة مصممة علي أن تعيد للمجتمع العدالة الإجتماعية ونحن عازمون علي صياغة خريطة صناعية حديثة لمصر وتوفير الأراضي الصناعية بمرافقها لجذب المستثمرين بالمشاركة مع وزيرتي الإسكان والمالية حيث سيتم طرح 600 قطعة للإستثمار الصناعي بمدينة العاشر من رمضان و1200 في مدن أخري وبدأنا في تجهيز مناطق صناعية لجذب الإستثمارات الصغيرة والمتوسطة لتكون جاهزة للشباب وإقامة مشروعات إستثمارية نطالب المصريين بالخارج الاستثمار فيها.
وزير الاستثمار:
قال أسامة صالح "إن تحسن الحالة الأمنية سينعكس علي الاستقرار والاستثمار في مصر. وأن هناك برنامج واضح للحكومة لتنفيذ خارطة الطريق وتسليم الوطن في وضع أكثر إستعداداً للإنطلاق بعد إنتهاء المرحلة الانتقالية مشيراً إلي أن الحكومة تواجه تحديا كبيراً يتمثل في وصول عجز الموازنة إلي 14 % وهو من أعلي المعدلات في العالم لذا لابد من الموائم بين المدفوعات والإيرادات لتجاوز هذا الأمر.
وأضاف أننا نخطط خلال العام القادم لخفض عجز الموازنة إلي 9% مؤكداً أن معدل النمو حالياً يتراوح بين 2.2 % وهو نفس معدل النمو السكاني.
 
وزير الطيران المدني:
أكد عبدالعزيز فاضل "أن الشركة الوطنية تأثرت بشكل ملحوظ نتيجة انخفاض الحركة السياحية، وأمامنا العديد من التحديات بتحديث أسطول مصر للطيران مشيرًا إلى أن أسطول وزارة الطيران المدني يبلغ 81 طيارة، حيث نستهدف بحلول عام 2025 الوصول بالاسطول الى 150 طائرة؛ وفي 2050 الى 200 طائرة، كما نسعى لرفع الطاقه الاستيعابيه للمطارات لتصل الى 35 مليون راكب، وجاري إنشاء مبنى ركاب 2 بمطار القاهرة. وأضاف أن الوزارة تنفذ مشروعات لتنمية القطاع من خلال إنشاء مدينة متكاملة باسم "إير بورت سيتي" من خلال استغلال الأراضي المجاورة لأرض المطار والبالغ مساحتها 10 ملايين متر وتشمل فنادق ومنطقة تجارة ويتم تنفيذها علي مدار 10 سنوات بإستثمارات 70 مليار جنية. وخلق فرص عمل لخمسين ألف موظف،
وزير الثقافة:
وفي سياق متصل أكد محمد صابر عرب "أن المصريين في الخارج يتحرقون شوقًا في هذه الظروف للمجيء إلى مصر؛ كي يروا مصر على طبيعتها، في ظل هذه الظروف، مضيفًا ''أشعر أننا تخلصنا من طريق كان يودي بالثقافة المصرية إلى طريق لم نكن إطلاقا نثق أنه سيؤدى إلى الأمان والسلامة الحالية''.
وتابع ''علينا جميعًا أن نفخر بانتمائنا لهذا الوطن والتاريخ المصري، ليس تعصبًا ولكنها دروس غالية في تاريخ الجيش المصري الذي دائمًا ما يصنع المعجزات''، مؤكدًا "أن مصر لم تكن دولة مركزية وكان الصعيد بأطرافه عبارة عن ولايات وإمارات، وأصبحنا الآن في وطن مركزي له جيش عظيم''.
وأوضح عرب أن جهات التحقيق عليها أن تقول كلمتها فيمن تسبب في مقتل المصريين في 28 يناير، ومن قام بإحراق أقسام الشرطة ومؤسسات الدولة، لافتًا إلى أن العدالة الانتقالية يجب أن تتحقق الآن.
وانتقل وزير الثقافة للحديث عن فترة ولايته لحقبة الثقافة طوال عشر أشهر من العام الماضي قائلًا ''أفخر أنني حافظت على مؤسسات وزارة الثقافة طوال عام من الألم المصري، حيث كان الشباب يخرجون على خشبة المسرح ويقولون بصوت هادر ''يسقط يسقط حكم المرشد''، وظلت وزارة الثقافة تحافظ على أداء مهامها''.
وزير التنمية المحلية :
ومن جانبه؛ قال عادل لبيب "إن مصر ستعود لوضعها الطبيعي، وأن الفترة المقبلة ستشهد انطلاقة حقيقية لجذب الاستثمارات من أجل تنفيذ مشروعات تخدم الوطن وتساعد في توفير فرص عمل مؤكداً أنه لابد من التضامن من جانب المصريين بالخارج مع الوطن لدعمه"، مشيراً "أن مصر تمرض ولا تموت وأننا نعمل في مرحلة هدفنا فيها إنقاذ الوطن".
وزير التموين :
بينما قال اللواء محمد إبراهيم أبوشادي "إن المصريون الأن يعيدون بناء مصر الحديثة، والحكومة الحالية عقدت العزم على أن تضع خارطة طريق نصب عينيها تحتاج لكل جهد وتعاون من أبناء مصر المقيمين بالخارج. وتعمل على الانتهاء منها في أسرع وقت. "  وهدفنا أن "يجد المواطن السلع والخدمات وكل إحتياجاته في متناول يده وأنه سيتم تطوير الأسواق ومنظومة السلع بشكل متكامل لتقليل الفاقد".
وأضاف أنه سيتم تطوير منظومة طرق العرض مطالباً المصريين بالخارج في مساعدتنا في تطوير التموين والتجارة الخارجية في مصر. وأضاف أبوشادي على هامش مشاركته في المؤتمر العام للمصريين بالخارج ''مصر في القلب''، أننا ''نحتاج كل فكر ورؤية لكل مصري من أبناء مصر وبالنسبة لوزارة التموين، نسعى في الخطط التنفيذية التي تجنب المواطن كافة المشاكل التي كان يواجهها، ولابد أن يجد السلع والخدمات في متناول يده، بجانب تطوير البنية الداخلية بما يضمن تخفيض الأسعار وتشغيل الأيدي العاملة''، داعيًا كل من لديه فكر بتقديم مقترحاته والتواصل مع الوزارة.
وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات:
أكد المهندس عاطف حلمي "أن قطاع الاتصالات يمثل مستقبل مصر المشرق، ونملك خطط واستراتيجيات التي تجعلنا متأكدين من الوصول لهدفنا في أن نرتفع بمعدل النمو من 6% إلى 10 %، وأضاف الوزير على هامش مشاركته في المؤتمر: ''يجب أن نتحرك بشكل عملي سنقوم بانشاء موقعين إليكترونيين للتواصل مع المصريين في امريكا، بما يضمن التواصل مع الكفاءات التي تعمل خارج مصر، وبالاتفاق مع وزير البحث العلمي والتواصل مع المصريين ممن لديهم خبرات بحثية وإختراعات للمساهمة في تطوير مصر بالاتفاق مع وزير البحث العلمي.، ورؤيتنا تتمثل في أن التنمية الاقتصادية الرقمية هيّ السبيل لتحقيق مبادئ الثورة من رخاء وعدالة اجتماعية وكرامة''.
وزير التنمية الإدارية :
بينما قال هاني محمود "إن هناك ملفين مهمين بالوزارة هما الاستعداد للانتخابات والاستفتاء علي الدستور. وتطوير منظومة الدعم للوصول لأفضل وسيلة لوصول الدعم لمستحقيه ومكافحة الفساد وتطوير المنظومة الإدارية في مصر.
 
قطاع الشئون الاقتصادية بوزارة الزراعة:
سامي عبدالحميد رئيس القطاع قال "إن الوزارة تنتهج سياسة التنمية التحتية، مشيرا إلي أن هناك مجالات عديدة للاستثمار في هذا المجال، منها مشروع الانتاج الداجني بالفيوم، وأن هذا المشروع يحتاج لاستثمارات كثيرة. وأكد - في أثناء الجلسة الأولي للمؤتمر العام للمصريين بالخارج أننا نريد إقامة مجمع زراعي صناعي علي مساحة 20 ألف متر مربع في المنطقة الصناعية بالاسماعيلية.
 
[ ٦.] ومن المقرر أن يعقد المؤتمر في اليوم الأول؛ الخميس 22. أغسطس أربع جلسات عمل :
[٦ . ١.] الأولي تحت عنوان ” جهود الحكومة والمؤسسات المعنية في تحسين بيئة وممارسة الأعمال في مصر وتوفير مناخ جاذب للاستثمار”، و
[٦. ٢.] الثانية ” دور المصريين في الخارج وجهود الحكومة في مجال التنمية” ، و
[٦. ٣.] الثالثة ” دور المصريين في الخارج في مجال البحث العلمي وكيفية الاستفادة من كفاءات وخبرات العلماء المصريين في الخارج”، و
[٦. ٤.] الرابعة ” اهتمامات المصريين في الخارج ودور الدولة في رعايتهم ”.
[٦. ٥.] اليوم الثاني؛ الجمعة 22. أغسطس فيعقد به جلسة واحدة تحت عنوان ” المصريون بالخارج والمشاركة السياسية ” تليها
[٧.] الجلسة الختامية المخصصة لاعلان التوصيات .
***

الجمعة  :23 . أغسطس 2013 م

على هامش مؤتمر المجلس القومي للمرأة
الأربعاء 21 أغسطس 2013

إلى أين!؟؛  ليس في مصر وحدها، وإنما حيثما وعد العرب بربيع لم يزهر كما تخيل عشرات الملايين منهم، أو تمنوا، وربما الأصح أنهم توهموا، فتاهوا... فلا يصح أن ترتعش اليد لحظة إرتباك أمة .. فمصر بالقطع ولادة...
دور المرأة المصرية منذ ثورة 1919، حتى ثورة 2011 تغيير تماماً؛ فإثناء ثورة 1919 خرجت النساء من بيوتهن تلبية لنداء الوطن، وقدمت كل ما تملكه لدعم مصر، فقد ساهمت في بناء اقتصاد مصر وتبرعت بـ«المجوهرات» الخاصة بها، ثم تكرر هذا المشهد بعد نكسة 67 عندما تخلت السيدات عن «ذهبـ»ـها دعما للجيش المصري وإعادة بنائه، لكن الفارق كبير بين زمن الهوانم والفلاحات المصريات والعاملات وزمن اليوم؛ إذ أننا نتفق أو نتعارض على وجود تيارات سياسية أربعة رئيسية: الإسلامي والليبرالي واليساري والقومي داخل النسيج السياسي/الإجتماعي؛ وإستخدامه المشين للمرأة كـ يافطة والحال أن هذا تصنيف غير منضبط؛ ومن مآثر ثورة 30 يونيو 2013 أنها أثبتت زيف هذا التقسيم... لكن حال ووضع المرأة اليوم يحتاج إلى إعادة توصيف.
وقد اكدت مرفت تلاوى؛ رئيس المجلس القومى للمرأة أن مصر قوية وستظل قوية. كما اكدت في كلمتها خلال المؤتمر الصحفى الذي عقد أمس بنقابة الصحفيين لتوضيح موقف نساء مصر من الأحداث الجارية تحت عنوان "نساء مصر يجددن التفويض للجيش والشرطة لإجتثاث الإرهاب"، أن انعقاد هذا المؤتمر يأتى بناءً على طلب جموع النساء في مختلف انحاء الجمهورية، الآئي رأين ضرورة القيام بدورهن تجاه الوطن والوقوف الى جانب جيش مصر العظيم الذي لم يتوانى في الدفاع وحماية ارض مصر الخالدة، وتوضيح الصورة الحقيقية للوضع في مصر، ونشرها في وسائل الاعلام الدولية .
فبعد أكثر من أربعين عاما تجدد سكينة فؤاد؛ مستشارة الرئيس لشؤون المرأة، الدعوة من خلال مبادرة «صندوق الذهب» لتخصيص صندوق للسيدات المصريات للتبرع من أجل مصر بقطع الذهب. هذا وقد رحبت الناشطة إيناس مكاوي؛ عضو الجبهة الوطنية لنساء مصر، بهذه المبادرة باعتبارها فكرة جيدة؛ مؤكدة أن :" السيدة المصرية بصفة خاصة تعد الوطن هو أول أولوياتها، وفي الفترة الماضية قدمت من أجله الكثير من خلال دعوتها ومشاركتها في المظاهرات والاعتصامات والحركة الثورية في مصر". واقترحت مكاوي : أنه يمكن تفعيل هذه المبادرة من خلال التواصل مع الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخاصة بالمرأة، إلى جانب المستوى الشخصي، وعوائد الربح للشركات التي تملكها سيدات أعمال مصريات، ويجب مشاركة وسائل الإعلام المختلفة في توصيل الرسالة على نطاق واسع، فهذه المبادرة تحتاج إلى دراسة على أرض الواقع لتنفيذها بشكل مناسب.
ونتسأل من موقع اسنرو عرب نيوز : مع الوضع الإقتصادي السئ ومنذ سنوات تطالب سيدات الطبقة المخملية سيدات مصر بدلا من مخاطبة رجال/سيدات الأعمال أو مخاطبة الجهات التي تم تهريب أموال مصر إليها لردها إلى مصر؛ وقد سمعتُ مداخلة أمس؛ مِن أحد سكان منطقة رابعة العضوية وشارك في المؤتمر بـ «أن أموال الإخوان ترصد ويتم صرفها على المنشأت التي تم تخريبها». غاب عن سيدات المخمل الحريري المصري أنه :" عندما أطاح الجيش بمرسي من الحكم، كانت مصر على حافة مجاعة.. أغلبية الفقراء كانت تعيش فقط، ولأشهر، على رغيف الخبز المدعوم من الدولة، حتى الاستمرار بتوفير الخبز كان في خطر. " وفي نفس الوقت تقول كاثرين أشتون؛ منسقة السياسة الخارجية «نفهم أن المساعدات واجبة للفئات الأكثر ضعفا في المجتمع»، وتضيف و «أن جميع دول الاتحاد الأوروبي تشعر برغبةٍ في دعم الشعب المصري». وقال البيان؛ الصادر من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي  أن «الاتحاد يضع في الاعتبار احتياجات الشعب المصري، وكلف أشتون والمفوضية الأوروبية استعراض مسألة المساعدات التي يمكن تقديمها في إطار سياسة الجوار واتفاق الشراكة». وفي نفس الوقت، أعرب البيان عن قلق الاتحاد الأوروبي إزاء الوضع الاقتصادي والتأثيرات السلبية على الفئات الأكثر ضعفا. وطالب الوزراء في البيان الختامي؛ لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في ختام اجتماعهم ببروكسل أمس بضرورة احترام حرية التعبير والتجمع السلمي وإعلاء شأن حقوق الإنسان وضمان حقوق الأقليات».
ونقول من فوق منبر استروعرب نيوز : على المصريين جميعاً دون استثناء «التنبيه» و«التنبه» على مصطلح «حماية حقوق الأقليات».. بعد أن تم تهمّيش كل الأقليات في مصر؛ من الأقباط إلى الشباب المثقف الذي لا يمكن لأي دولة عصرية أن تزدهر من دونه.
وترى مكاوي؛ عضو الجبهة الوطنية لنساء مصر في هذه الفكرة :«جمع ذهب نساء مصر» تشجيعا لمبدأ المواطنة الذي طالما تنادي به الحركات الثورية، بجانب فكرة المسؤولية المجتمعية من خلال شعورها أنها جزء من صنع المستقبل، وهذه النوعية من المبادرات في دول العالم، أسفرت عن تكاتف حتى بين مجتعمات وأمم ليست من نسيج واحد كما هو موجود في مصر، لكنهم اجتمعوا على حب الوطن.
وبالرغم من مشاركتها في دعم الجيش المصري في الستينيات، ترى الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، أنه على الدولة والحكومة العمل أولا وتطبيق العدالة الاجتماعية التي نادت بها ثورة 25 يناير، والقضاء على الفساد الذي دمر الاقتصاد الوطني حتى تستطيع النساء المشاركة والتبرع بـ «أموالـ»ــها و«ذهبــ» ــها، وتسألت "كيف تتبرع بـ«الذهب» الذي لا تملك غيره ليأمن مستقبلها؟، وهي تعرف أن الفاسدين سوف يبددونه دون الاستفادة منه، وتابعت "لسه مستقرش في وجدان كثيرين أن هذه القيادات معبرة عن الثورة وأهدافها".
من جانبها انتقدت ميرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي لحقوق المرأة، غياب الصحفيين الأجانب عن المؤتمر العالمي الذي عقده المجلس بالهيئة العامة للاستعلامات، مطالبة الهيئة باتخاذ موقف ضد المراسلين الأجانب المتواجدين في مصر، مشيرة إلى أنهم مقصرون ومهملون في تغطية شؤون مصر، وأنهم يغطون الأحداث طبقا لأهوائهم الشخصية.
وقالت خلال المؤتمر العالمي، الذي عقده المجلس لإعلان انتهاكات جماعة الإخوان المسلمين ضد المرأة، "أن شرعية محمد مرسي، انتهت منذ 30 يونيو الماضي، وعلى الرغم من كل ما حدث في مصر من انتهاكات حقوق الإنسان والمرأة، إلا أن الغرب مازال يدعم نظام جماعة الإخوان ويتناسون حقوق المرأة والإنسان".
وأضافت التلاوي "أن أوباما يعترض على اعتقال محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين على الرغم من تحريضه على العنف على منصة رابعة العدوية، لافتة إلى أن المجلس، أعد ملفًا كاملاً يضم العديد من الدلائل والحقائق التي تدين جماعة الإخوان المسلمين".
وأعلنت التلاوي "دعم قوات الشرطة المسلحة في نبذ الإرهاب والعنف، رافضة التدخل الأجنبي في شؤون مصر، مستنكرة موقف الدول الغربية التي تتحالف مع الإرهاب، كما رفضت السفيرة أي مصالحة مع الإرهاب والأيادي التي تلوثت بالدماء، معارضة على استيائها من الموقف غير المتوازن مع وسائل الإعلام الغربية اتجاه المشهد المصري، والتي تنحاز في نقل مصور محرفة".
كما طالبت رئيس المجلس القومي للمرأة بوضع جماعة الإخوان، ضمن القائمة الدولية للمنظمات الإرهابية لارتكابهم جرائم بشعة واستخدامهم العنف مع الشعب.
من جانبها، قالت تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية السابق "إن الاعلام الغربي يعلم الحقائق ولديه وقائع والمعلومات ما يكفيهم أكثر من المصريين"، مشيرة إلى أن "الإعلام المغرض هو أحد آليات الحيل للحروب التي تشنها علينا أمريكا وتركيا الآن"، منبهة " أن مصر هي صناعة الرجال وتسدد الفاتورة الآن بالدم المراق على الطريق لإدارة الصراع الذي تمارسه الولايات المتحدة وحلفاؤها"، لافتة "أن نساء مصر يطالبون شعوب العالم الحر بالوقوف بجانب الشعب المصري لمحاربة الإرهاب وجماعة الإخوان التي تحرق الكنائس والمساجد".
وأعلنت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، مستشار رئيس الجمهورية لشعوب العالم والأنظمة غضب نساء مصر، ورفضهم للمواقف المنحازة من الإعلام الغربي ضد مصر، وثورة 30 يونيو، قائلة "إنه لأول مرة من ثورة 25 يناير تعين مستشارة لرئيس الجمهورية لشؤون المرأة"، لافتة "أن هذا يعني أنهم أدركوا أن نساء مصر شريكات في قلب الثورة المصرية، وهن الآن يقاومون الإرهاب كما كانوا في قلب الثورة المصرية".
كما أكدت السفيرة مرفت تلاوى رئيس المجلس القومى للمراة على ضرورة "اقرار دستور جديد له رؤية وهدف واضح، وينص على دولة مدنية ديمقراطية حديثة تقوم على المساواة واحترام الفرد وحريته"، مؤكدة ان "الدستور الموقوف لم يحقق اى شىء يخص المرأة بل على العكس استبعد الاشارة للإتفاقيات الدولية"، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده المجلس لاستعراض رؤيتة فى كافة الأحداث التى تشهدها المرحلة الإنتقالية.
وطالبت التلاوى بـ "حصة للمرأة فى الدستور بما يوازى ثلث المقاعد فى البرلمان، والمجالس المحلية"، مؤكدة ان "المرأة تمثل ركنا اساسيا فى دولاب الدولة، فتمثيل المرأة فى الوزارات وغيرها غير منعكس على وضعها فى الحياة السياسية فلايوجد اعتراف رسمى بدورها وتاريخها ووجودها"، وأوضحت أن "المجلس أرسل ترشيحاته للمستشار على عوض رئيس اللجنة القائمة على تعديل الدستور تتضمن 20 سيدة للإنضمام لعضوية اللجنة علاوة على رؤيتة فى التعديلات التى يجب أن يتضمنه الدستور الجديد". كما أكدت أهمية "النص على الاتفاقيات الدولية، والاتجار بالبشر، وحماية حقوق الأطفال مؤكدة ان استخدام الأطفال فى رابعة «عار على مصر»".
وأشارت التلاوى ان المجلس فى المرحلة القادمة سوف يشكل "لجنة مراقبة للاحداث فى الفترة الإنتقالية سواء كان مرصد او لجنة حكماء حتى لاتتكرر ممارسات الماضى فى ظل ثقافة مجتمعية غير مناصرة للمرأة وذلك حفاظاً على حق المرأة التى خرجت بقوة فى 30 يونيو"، كما يعد "المجلس وثيقة عن مطالب المرأة وحقوقها ومراجعة كل التشريعات المصرية منذ على 1929 وبحث مواطن الضعف وتعديلها"، وناشدت الاعلام "تغيير الثقافة المجتمعية بالدولة فالدراما لاتزال تعرض المرأة بصورة سيئة، كما أن معظم الدراما تتناول المخدرات والإتجار بالبشر وهى قضايا مذمومة وفى نهاية العمل لايخرج المشاهد بنتيجة ايجابية"، موجهة الشكر لصناع مسلسل "القاصرات" لتصديهم لقضية هامة شديدة الخطورة.
وألقت التلاوى الضوء على اجتماع المجلس أمس مع الكاتبة سكينة فؤاد مستشارة الرئيس لشئون المرأة حيث تم الاتفاق على اسلوب التنسيق لضمان سماع صوت المرأة فى الرئاسة، مشيرة إلى قيام المجلس بتقديم ترشيحات للمحافظين ونائب محافظ ورئيس مدينة ورئيس حى من النساء وتم تقديم تلك الترشيحات للمسئولين .
كما أثارت اللقاء مع مجموعة الدول الفرانكفونية، وكذلك الاجتماع بلجنة حكماء أفريقيا معلنة ان اللجنة تأثرت بالبيانات التى عرضها المجلس من صور وأفلام ترصد حجم ثورة 30 يونيو المجيدة، وكذلك أحداث العنف والفصيل المتسبب فيها، كما شرحت لهم تاريخ حركة تمرد التى بدأت الحراك الشعبى وأن الجيش استجاب فقط للإرادة الشعبية، وبالتالى لايمكن وصف ماجرى بمصر بإنقلاب عسكرى مطلقاً مما دعا الوفد للإعتذار عن القرار الذى اتخذه الاتحاد الافريقى بتجميد عضوية مصر معلنين أنهم طالبوا بزيارة مصر قبل الثورة للوقوف على حقيقة الأوضاع بمصر ولكن النظام السابق رفض، وقد طالب الوفد الاستعانة بالمواد الفيلمية التى عرضها المجلس للاستعانة بهم عند اعداد التقرير الخاص باللجنة الأفريقية .
وعن الأوضاع الحالية أكدت التلاوى ان ماحدث فى اعتصام "رابعة" شىء مخل بالسلام الاجتماعى حيث يتم اختطاف السيدات واجبارهم على البقاء هناك وهو امر مرفوض تماما، وطالبت المسئولين بالقضاء على الخلل الأمنى وفقاً للقانون.
كما اكدت على ضرورة حل الأحزاب على اساس دينى لعدم خلط الدين بالسياسة، اكدت ايضا على ضرورة عدم اعطاء أهمية كبرى للضغوط الخارجية فالوقت لايسمح باستقبال زيارات خارجية ولو زار وفد خارجى ينبغى وفقا للبروتوكول أن يلتقى من يقابل درجته وليس رئيس الجمهورية، معلقة على زيارات الرئيس المعزول واستقباله لوفود خارجية بما ينافى القانون الدولى، معربة عن سعادتها لطلب رفض وزير خارجية المانيا زيارة الدكتور مرسى، فتلك الوفود لم تطلب زيارة مبارك فى محبسة متساءلة عن سبب التفرقة .
ودعت التلاوى الى تفادى أخطاء الفترة الانتقالية السابقة مطالبة الوزارة الجديدة بتوفير فرص العمل وتشغيل المصانع وتسهيل أمور الحياة للإنسان المصرى ليشعر بفارق ايجابى فى حياته بعد تولى الوزارة الجديدة .
وبشأن المصالحة الوطنية، قالت "نحن نرفض الإقصاء؛ ونرحب بالمصالحة مع من لم تتلوث أيديهم بالدم، والتخابر مع أجانب أو توزيع أرض مصر، او اراقة الدماء، لكن من فعل تلك التصرفات المجرمةّ لايمكن أبدا التصالح معه .
ومن جانبه فقد استنكر مركز القاهرة للتنمية وحقوق الانسان استخدام البعض للنساء فى وضع مركزي في احداث العنف الطائفى التى تشهدها مصر، وتابع المركز بقلق بالغ كيف تتصارع الهويات الدينية في مصر على إبراز سيطرتها على أجساد النساء، وكيف أنها حين تخوض صراعاتها تتخذ النساء وسيلة، وتتعامل معهن كـ”موضوعات” يمكن أن تتفاوض عليها قد تخسرها أو تربحها لكن لا يمكن أن تسألها عن رأيها.
واوضح المركز فى بيان له قيام أنصار الإخوان ببنى سويف، بعرض ثلاث راهبات من مدرسة الفرنسيسكان فى الشوارع باعتبارهم "أسرى حرب"، قبل أن توفر لهم امرأة مسلمة ملجأ، كما قاموا بمهاجمة مدرسة الفرنسيسكان فى بنى سويف والاعتداء عليها وقيامهم بنهب محتوياتها وخلع الصليب ووضع علم القاعدة الأسود بدلا منه، كما تعرضت امرأتان بالمدرسة للتحرش الجنسى والإساءة بينما كانتا تواجهان الحشود المهاجمة، وبمرور الوقت أمرهم الإسلاميون بالخروج وأشعلوا النار فى كل أركان المبنى الذى يعود عمره الى 115 عاما مضت، مشيرا الى قيامهم بمهاجمة عشرات الكنائس والمنازل والمحلات المملوكة لأقباط.
واكد المركز فى بيانه على أهمية قيام الشرطة بدورها فى حماية المواطنات، والمواطنين، وحماية دور العبادة المسيحية من هجمات المتطرفين دينيا، كما طالب وزارة الداخلية والنيابة العامة بالتحرك بأقصى سرعة للقبض على الجناة وتقديمهم لمحاكمة عاجلة، واكد ايضا على أهمية دور الأزهر الشريف وعلماء الدين المستنيرين فى رفع الوعى المجتمعى حول تقبل الآخر مهما كانت ديانتة.
واختتم المركز بيانه بمناشدة أبناء الوطن بعدم الانصياع لمثل هذه الممارسات التى من شأنها النيل من استقرار الوطن وأمنه، محذرا من سقوط المجتمع المصرى فى مزيد من أحداث العنف الطائفى، والذى سيؤدى حتماً إلى اختفاء مبدأ المواطنة وتفتيت مصر.
هذا على المستوى المحلي أما سفير مصر في فرنسا فقد اكد؛ محمد مصطفى كمال ان "مصر لا يمكن ان تقبل ان يمارس شركاؤها الاوروبيون المجتمعون في بروكسل لمراجعة مساعدتهم للقاهرة ضغوطاً على ارادة الشعب المصري". واضاف ان "التعاون يكون في مصلحة وفائدة الجانبين في روح من الشراكة والمساواة. ولا يمكن فرض ضغوط على ارادة الشعب المصري". واعتبر ان "اي اجراءات عقابية ضد السلطات المصرية ستكون بمثابة اشارة مشجعة لمن يمارسون العنف". واضاف السفير ان "المصريين اكثر اتحادا من اي وقت مضى ولن يخضعوا ابدا لقوى الظلام"، وذلك في مؤتمر صحافي طويل استعرض خلاله الخطوط الرسمية "للمعركة ضد الارهاب" في مصر. واعرب السفير المصري عن الاسف "للصمت" و"التغطية المنحازة" لوسائل الاعلام الدولية لـ"الاعمال الارهابية" التي تقوم بها الجماعات المسلحة "التي تعمل على زعزعة استقرار البلاد".
اتسأل من خلال موقع :" استرو عرب نيوز " ما دورنا الإيجابي والحقيقي ونحن في الخارج!؟

الخميس : 13 . شوال 1434 هـ ~ 20 . أغسطس 2013 م

خسارة فادحة

١.] تم توقيع معاهدة لوزان في 24 يوليو 1923م؛ واعترفت دول الحلفاء باستقلال تركيا، وانسحب الانجليز من استانبول والمضايق، وغادر هارنجتون تركيا. وعلى أثر ذلك قام أحد النواب الأنجليز واحتج على كرزون؛ وزير الخارجية البريطاني آنذاك؛ في مجلس العموم لاعترافه باستقلال تركيا فأجابه كرزون قائلاً :" القضية أن تركيا قد قضي عليها، ولن تقوم لها قائمة، لأننا قد قضينا على القوة المعنوية فيها «الخلافة» و «الإسلام».

٢.] في بداية القرن الماضي؛ تم تدمير الإسلام كـ

٢. ١. ] دستور دولة؛ و

٢. ٢. ] تشريع أمة؛ و

٢. ٣. ] نظام حياة.

فقد ألغىٰ مصطفىٰ كمال أتاتورك[أصله من يهود الدونمة]؛ ألغىٰ الخلافة العثمانية في إسطنبول؛ ففى صبيحة الثالث من مارس 1923؛ أعلن أن «المجلس الوطني الكبير» قد وافق عى الغاء الخلافة وفصل الدين عن الدولة؛ فسقطت الخلافة الأسلامية ويعتبر سقوط الخلافة هو الحدث الأهم والأخطر في القرن العشرين، والمصاب الجلل الذي أصاب الأمة الإسلامية في العصر الحديث؛ فلقد كانت الخلافة بمثابة رمز وحدة الأمة، وعم الحزن والغضب العالم الإسلامي بأسره، وتحرك العلماء والدعاة والجماعات والمؤسسات لمواجهة هذا الحدث الكبير، فكتب «محمد رشيد رضا»؛ طرابلسي من لبنان؛ أحد تلاميد الإمام محمد عبده؛ كتابَ "الإمامة العظمى"، وأنشأ بعض الدعاة جمعية "الشبان المسلمين" عام 1927 في القاهرة، وأنشأ حسن البنا "الإخوان المسلمين" عام 1928، وصفها محمود عباس العقاد؛ المفكر والكاتب؛ الذي نعته البعض بالإسلامي؛ وصفها بــ «الخَوان»، كما؛ وأنشأ القاضي الأزهري المولود في القدس تقي الدين النبهاني حزب التحرير 1953؛ وغضب عليه الجميع، وكان استرجاع الخلافة وإعادة تطبيق الإسلام في أرجاء الأرض الإسلامية أحد الأهداف الرئيسية من أنشاء تلك الجماعة أو الحزب، وكان العائد الوحيد من عضوية تلك الجماعة أو ذاك الحزب إما «السجن»؛ أو اللجوء السياسي في دول الديموقراطية الحقيقية في الغرب، أو الإقامة في الدول الخليج؛ كما نظم أمير الشعراء أحمد شوقى قصيدته المشهورة .

٣.] في بداية الألفية الثالثة تكبدت الحركات الإسلامية؛ ذات المسوح السياسي خسارة فادحة؛ تضاف إلى الخسارة العظمى السابقة؛ لعدة أسباب رئيسية؛ منها:

٣. 1.] عدم تقبل قطاع عريض من أمة محمد عودة الإسلام إلى الحكم وشئون الدولة لظهور عوار الحكم العثماني؛ كمثال عند العامة. فلم تستطع الحركات الإسلامية كسب ود الشارع الإسلامي بل كسبت تعاطف شرائح عديدة منه ليس لها ثقل حقيقي في المجتمع والدولة؛ فغاب عن هذه الحركات رجال الوسط السياسي؛ ورجال الفكر والقلم الفاعلين والحقيقيين. في المقابل وهو الأهم:

٣. ٢. ] تعرض المجتمع المصري [ولا نبالغ إذا قلنا العربي] لعلمنة مبكرة بدأت منذ القرن التاسع عشر، فقد أعلن إسماعيل باشا؛ خديوي مصر في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي « أن مصر قطعة من أوروبا »؛ وهو يعني بذلك أن مصر يجب أن تسير حسب النهج الغربي آنذاك.

٣. ٢. ١. ] جاء د. طه حسين؛ عميد الأدب العربي؛ وصاحب كتاب "الأدب الجاهلي"؛ وزير المعارف الأسبق في مطلع القرن العشرين ليعلن أن على مصر أن « تأخذ الحضارة الغربية حلوها ومرها إذا أرادت أن تصبح دولة متحضرة متقدمة ».

٣. ٢. ٢. ] دعت إلى ذلك كل عناصر النخبة الثقافية المعروفة في مصر من أمثال "أحمد لطفي السيد" و "إسماعيل مظهر"، و "محمد حسين هيكل"، و "عباس محمود العقاد" الذي كان مفتونا بالنهج السياسي الإنجليزي. وإن أبرز الحقائق التي كان يدعو إليها أولئك المثقفون - متأثرين بالحضارة الغربية أو مضبوعين بها - فصل الدين عن الدولة، وحصر الدين في المسجد والكنيسة، ونقل التجربة الغربية التي تقوم على بناء الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية بعيدا عن الأحكام الدينية. ثم جاءت:

٣. ٢. ٣. ] حركة الضباط 1952، وفرض جمال عبدالناصر في الستينيات المبادئ الاشتراكية الشيوعية التي لا تحقق العلمنة التي تقوم على فصل الدين عن الدولة فحسب، بل تقوم على اقتلاع الدين من حياة الناس، والتشكيك في قيمه ودوره ومبادئه وحقائقه.

٤. ] إن محاولات العلمنة الطويلة -تلك- التي استعرضتُ ملامحها بشكل سريع، أدت في مصر إلى تكوين جزء من الشعب المصري يتراوح موقفه من الدين الإسلامي بين إبعاده عن الحكم وقصره على المسجد [حالة التدين العام]، وبين اقتلاعه من عقول الناس لأنه خرافات وأوهام لا حقيقة لها، لكن معظم الشعب بقي إلى جانب الدين، مؤمنا بدوره ورسالته وضرورة تفعيل تشريعاته وبسط مبادئه على مختلف أمور المجتمع المصري؛ لكن دون وعي حقيقي بالكيفية ودون إدراك عقائدي كامل بمبادئ الإسلام وأسسه؛ ومنهجيته وطريقته الخاصة في الحكم والدولة والمجتمع؛ وأنه؛ أي الإسلام طراز خاص من العيش لا يشبه أي نظام آخر وأن توافق معه ظاهرياً ولا يشبهه نظام .

٤. ١. ] أظهرت الانتخابات المتعددة التي قامت بعد ثورة 25 يناير 2011 للبرلمان ولمجلس الشورى وللرئاسة، والاستفتاءات المتعددة على الدستور المصري صحة الحقيقة السابقة، وهي: أن الشعب المصري مازال مع الإسلام جملةً لا تفصيلاً، وأن محاولات العلمنة كسبت أقلية من المجتمع المصري، وأن الأغلبية استعصت على محاولات العلمنة، وبقيت على اقتناعها بأن الدين الإسلامي يجب أن يسود مختلف مناحي الحياة؛ مع غياب الكيفية العملية [الطريقة الإسلامية المنبثقة عن وعي عام لكافة أحكام الإسلام] لتحقيقه، وهذا ما أكدته صناديق الاقتراع، وهي التي أوصلت مرسي إلى سدة الرئاسة؛ مع غياب أيديولوجية إسلامية لحظة التفكير وإثناء إنزال الأفكار على الوقائع؛ بل أخذ فقط بآليات الديموقراطية التي ترفضها التيارات الإسلامية السياسية مجتمعة. والمفاجأة الكبرى :

٥. ] هذه القلة العلمانية هي التي تصدرت المشهد السياسي خلال الشهرين الماضيين، وهي التي رفعت عقيرتها بضرورة إسقاط مرسي وإبعاده عن سدة الرئاسة؛ وحشد الملايين ضده مع الإعتراف بهزاله طريقة حكمه وخوار قدراته في حكم مصر.ثم يأتي عامل أساسي مهم ألا وهو سلخ مصر من هويتها فـ :

٦. ] قامت دعوة مبكرة لسلخ مصر من انتمائها العربي والإسلامي، واعتبارها أمة مصرية منفصلة، تعود في جذورها إلى الفرعونية المصرية القديمة[شعار شركة مصر للطيران؛ مع تفهمنا الكامل لـ مسألة السياحة؛ وفي مجال كرة القدم: فريق الفراعنة ثم يسجد على أرض الملعب حين يسجل نقطة لصالح فريقه]، وأن عليها أن تعي هذه الحقيقة وتتعامل معها، وقد جاءت هذه الدعوة بعد الحرب العالمية الأولى، ودعا إليها كبار رجالات مصر من أمثال « سعد زغلول » و « أحمد لطفي السيد » و « سلامة موسى » و « لويس عوض » غيرهم.

 ٦. ١.] ثم جاء عبدالناصر؛ صاحب الكريزما الطاغية [النعت يعود على الصفة وليس عليه] عام 1952، ونادىٰ بالقومية العربية، وأعاد مصر إلىٰ انتمائها العربي،

٦. ٢.] مقاطعة العرب للسادات بعد توقيعه اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 رفعت حدة الولاء إلىٰ مصر الفرعونية، ثم

 ٦. ٢. ] جاء حسني مبارك ليسير علىٰ نهج السادات، ولتنكفئ مصر إلىٰ شؤونها الداخلية؛ وما فعلتْ، ويصبح دورها محدودا في المجال العربي ودور التابع في فلك القوىٰ العالمية.

٦. ٣. ] كل تلك المحاولات جعلت قسما من الشعب المصري يعتقد أن مصر أمة فرعونية ولا علاقة لها بالعرب ولا بالإسلام، ولكن هذا الكلام غير حقيقي، لأن الإسلام متغلغل في كل مجالات الحياة المصرية من اجتماع وثقافة وفكر وتربية وفن وأخلاق وقيم، ولا يمكن فهم الظواهر الإنسانية التي تقوم عليها حياة الشعب المصري من عادات وتقاليد ولباس وطعام وأذواق وتطلعات وآمال وغيرها إلا من خلال مبادئ الإسلام وتعاليمه وقيمه وأفكاره. لذا فلم

٦. ٤ ] تنجح محاولات سلخ الشعب المصري من انتمائه العربي والإسلامي لأنها دعوة غير واقعية، لذلك حدث تراجع عن الفرعونية في خمسينيات القرن الماضي، فكتب محمد حسين هيكل عن «أبي بكر» و «عمر» وكتب عن منزل الوحي، وكتب طه حسين إسلامياته، وكتب العقاد عبقرياته، وأصبح صوت انتماء الشعب المصري إلى الإسلام أقوىٰ صوت. ومع ذلك فإن محاولة سلخ الشعب المصري من هويته العربية والإسلامية نجحت في اقتطاع جزء من الشعب المصري، وهو الذي وقف في وجه مرسي، وهو الذي لا يتقبل توجه مرسي الإسلامي، مع التسليم بضعف الأداء ولا يقبل صبغه لمصر بالصبغة الإسلامية؛ مع قبولنا على مضض عدم قدرة النظام والتنظيم على تهيئة الأمة لقبول الإسلام بكافة أحكامه وممارساته.

نفهم من السابق :

١.] عدم وضوح الرؤية الشرعية لدى بعض قادة الحركة الإسلامية؛ مما أوقعنا في حمام الدم منذ عقود دون طائل تحته؛ وعدم وضوح الهدف. وبالنسبة للثاني فهم فريق من المسلمين والعرب أن محاربة أمريكا يكون في عقر دارها بتفجير ناطحة سحاب هناك أو سفارة لها في جنوب أفريقيا؛ ونسوا عن عمد وقصد وضع إسرائيل الدولة الغاصبة للأرض !؟، أم هو إفلاس دعوي بمعنى غياب الرؤية الشرعية وعدم تبصر الهدف .

٢.] ضعف الخطاب الجماهيري بين الجماعة والأحزاب من جانب وبين الأمة أو بتعبير صريح غوغائية من أعتلىٰ المنابر؛ فقد صار الخطاب الدعوي مونولوج أكثر منه ديالوج؛ وهذا جانب آخر، وبالتالي صار البعض يعتمد على مايطلبه الجمهور من سماعه. يبنىٰ علىٰ النقطة السابقة والتي قبلها:

٣. ] غياب استراتيجية فاعلة، لم تفهم الجماعات والأحزاب السياسية ذات المسوح الإسلامي لغة العصر وكيفية الحوار مع الأخر؛ نأتي بمثالين الأول :

٣. ١. ] في مدينة ابردين في اسكتلندا تفتح كنيسة القديس يوحنا الأسقفية أبوابها كل جمعة للمسلمين ليصلوا فيها لأن مسجدهم القريب صغير ولا يتسع لهم. هذا على المستوى المحلي، أما العالمي/الدولي:

٣. ٢. ] الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس بالضرورة من أعداء الإسلام والمسلمين، إلا أن أحداث الشرق الأوسط جعلته يطلب في مؤتمر للطوائف الأرثوذكسية أن يتحرك العالم للدفاع عن المسيحيين في المشرق وتحدث تحديداً عن اضطهاد الأرثوذكس.

قد يحتاج البعض منا لوقت طويل ليفهم لغة كلٍ من : أ.] عاهل العربية السعودية وولي عهده ووزير خارجيته؛ وموقف المملكة الواضح منذ البداية. أيضاً وأحد أمراءها وموقفه من مدير قناة الرسالة؛ الكويتي بتوقيفه عن إداراتها؛ لاعتراف الأخير أنه أحد قادة التنظيم الإخواني؛ ب.] تخبط الإدارة الأمريكية بين تصريحات ساكن البيت الأبيض ووزير خارجيته ووزير الدفاع: ج.] تصريحات ومواقف مجموعة دول الإتحاد الأوروبي. د.] رئيس وزراء تركيا العلمانية ذي المسوح الكهنوتي. هـ.] البكاء على الحليب المسكوب وإعداد البعض ليكونوا مشروع "استشهادي"... ولهذا حديث قادم.

14 شوال 1434هـ ~ 21 أغسطس 2013م

بين الجدران

١. ] فاقت التطورات المصرية التوقعات. ولعلها فاجأت «الإخوان» وخصومهم معاً. وفاجأت الحكومات وأجهزة الاستخبارات والصحافيين وكل المتابعين. لم يتوقع أحد تدافع الأحداث بمثل هذه السرعة؛ ويمكن القول إن "الجماعة" ارتكبت سلسلة من الأخطاء: الأول خوض انتخابات الرئاسة من دون التبصر بأعباء إدارة بلد كمصر. الخطأ الثاني: المساهمة في قطع الخيط سريعاً مع المواطن غير الإخواني؛ ومن دون تحقيق أي إنجارات تجعل الرئيس عنواناً لمحاولة حل الأزمات بدلاً من أن يتحول وجوده في الحكم مصدراً للأزمات. وتواجه اليوم احتمال ارتكاب خطأ فادح بتفضيل المواجهة الدامية المفتوحة على التسليم بالخسارة مهما كانت قسوتها.

٢.] تحدث الفريق أحمد شفيق قاطعاً في إجاباته في منفاه الموقت في أبو ظبي في مايو الماضي بـ:" إن محمد مرسي لن يكمل ولايته؛ وإن حكم «الإخوان» سيسقط سريعاً: إما بانتخابات؛ وإما بثورة شعبية لأنه مناقض لروح مصر". فقد ساهم سلوك مرسي في إطلاق المخاوف من التفرد و «الأخونة» وتغيير روح مصر والتلاعب بهويتها.

فبعد أن تحققت نبوء الفريق أصبح المشهد في مصر مرتعاً خصباً، لكشف توجهات الكثيرين:

٣.] اسرائيل تقول في تصريح غير متوقع لها بـ :" أن الرئيس المعزول مرسي منتخب ديمقراطيا".

٤.] الولايات المتحدة الأمريكية على لسان مساعد المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست؛ دانت يوم الاثنين بـ "قوة اراقة الدماء واعمال العنف" التي جرت خصوصا في القاهرة والاسكندرية، مشيرا الى ان الحكومة المصرية "ملزمة اخلاقيا وقانونيا" باحترام حقوق المتظاهرين. والكونغرس بدوره ينبه الإدارة الأمريكية بأن :"عليها مراجعة مساعدتها التي تقدمها للجيش المصري، وتطالب في نفس الوقت بالاستفسار عن حالة مرسي".

الولايات المتحدة راهنت كما أصبح واضحاً على حكم «الإخوان» في مصر، ودعمته من خلال دعمها للأنظمة الديموقراطية، كما تشير إليه مؤتمراتهم الصحافية. لكن يضاف إلى ذلك بحسب رأي الكثيرين، أن هذا الدعم يتميز بنكهة خاصة، كونه ربما السبيل لاحتواء الإسلام «الجهادي العنيف» من وجهة النظر الأميركية.

٥.] وعلى نفس روتين الاتحاد الاوروبي الذي يقوده الالمان هذه المرة يقول وينبه بحتمية الافراج عن مرسي واخوانه المحتجزين، وكانت آشتون قد وصلت الأحد الماضي إلى القاهرة وأجرت عدة لقاءات مع السلطات الحالية وأطراف المعارضة والرئيس المعزول مرسي. فـ قالت الممثل الأعلى للسياسة الأمنية والخارجية بالاتحاد الأوروبي عقب لقاءها الرئيس المعزول محمد مرسي :" إنه بصحة جيدة ويلقى معاملة حسنة، ولكنها لا تعرف في أي مكان بالضبط تم اللقاء، فقد استقلت آشتون طائرة عسكرية من مطار عسكري إلى جهة "غير معلومة" محتجز فيها مرسي منذ أن أطاح به الجيش في الثالث من الشهر الجاري. وأضافت في لقاء لها مع مجموعة من الصحفيين إن اللقاء مع مرسي في مكان احتجازه كان "صريحا ومفتوحا ودافئا، وإنه تتوفر لديه وسائل الإطلاع على التليفزيون والجرائد المختلفة"، وذلك دون أن تشير لتفاصيل عن فحوى اللقاء. وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي في بيان مقتضب اليوم إن آشتون التقت مرسي لمدة ساعتين، وذلك بموافقة من السلطات المصرية بعد أن عرضت آشتون صيغة لحل الأزمة الراهنة. وتشمل هذه الصيغة، بحسب مصادر سياسية مصرية رفيعة المستوى لوكالة الأناضول، أن تضمن السلطات المصرية لمرسي "الخروج الآمن"، ووقف الملاحقات القضائية، والإفراج عن معتقلي جماعة الإخوان المسلمين، وبقية التيار الإسلامي، مقابل فض اعتصام مؤيدي الرئيس السابق في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر ووقف كافة الأنشطة الاحتجاجية لأنصاره.

وهذا يتعارض مع ما أشارت به المسؤولة الأوروبية إلى أن :" هدفها من زيارة القاهرة ولقاء مرسي ليس تقديم الحلول"، مضافة بـ "أن الحلول بيد الأطراف المعنية بالأزمة الجارية في مصر".

وردا على سؤال من مراسلة الاناضول حول مدى استشعارها أي نية للرئيس مرسي لتقبل الأمر الواقع، أجابت آشتون :" لا أستطيع أن أعرف أو أجيب على هذا السؤال، لأنني لم أسع لإخراج الكلام من فمه".

وقد التقت الرئيس المؤقت عدلي منصور ونائبه للعلاقات الخارجية محمد البرادعي، والنائب الاول لرئيس الوزراء الفريق اول عبدالفتاح السيسي، كما التقت ايضاً بـ ممثلين عن حركة تمرد التي دعت للمظاهرات في 30/6 ، ونقلت تقارير انهم اكدوا لها رفض الشعب المصري لـ "الارهاب" وانهم سألوها "ان كانت تقبل بوجود اعتصام مسلح يرفع رايات القاعدة امام منزلها".

من طرفه قال نائب الرئيس المصري المؤقت د. محمد البرادعي، إنه يرحب بأي جهد أو مساعدة دولية لمساعدة المصريين. وأضاف في مؤتمر صحفي عقده مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي؛ كاترين أشتون، إن هناك تحديات بالطبع تواجهها وحلها يجب أن يكون بأيدي المصريين، وأضاف منها "وقف كل أشكال العنف"، وأن "يشترك الجميع في تنفيذ خارطة الطريق"؛ التي أعلنها الجيش والرئيس المصري المؤقت عدلي منصور عقب عزل مرسي بداية الشهر الجاري، بما في ذلك "جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي". ومن ناحيتها أكدت أشتون على ضرورة مشاركة الجميع في أن يجدوا طريق المستقبل، قائلة إن "عملية تشمل الجميع هي الخريطة المثلى التي سوف تصلح"، رافضة استخدام العنف خارج إطار القانون.

وأضافت المسؤولة الأوروبية أنها ستأتي مرة أخرى لمصر لدعم الديموقراطية.

٦. ] ومن جهته قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في لقاء مع الصحافيين :" ندين اعمال العنف، وندعو الى الحوار والى الافراج عن الرئيس مرسي".

٧. ] وقوف أردوغان؛ الذي أمضى عشر سنوات في حكم دولة علمانية كبرى بوجه إسلامي، أوضح في شكل جلي «إخوانيته»، وأنه غير بعيد من موقف الشاطر وبديع وحجازي، اللهم إنه رئيس دولة محورية في المنطقة، وموضوع مصر حتى وإن أصر البعض على تسميته انقلاباً، هو شأن داخلي مصري، لا يجب على رئيس دولة بمكانة تركيا أن ينحاز في هذا الشكل إلى فكر «الجماعة»، ويضرب بمصالحه الإقليمية الأخرى عرض الحائط. أردوغان أيضاً أدرك في شكل واضح، لا غبار عليه، أن «الإخوان» في مصر لن يتمكنوا من العودة مجدداً إلى الحكم من طريق صناديق الاقتراع بعد أن فشلوا في محاولتهم الأولى لإدارة البلاد وبعد المواقف التي اتخذها قياديو الجماعة بعد عزل الرئيس مرسي. فتركيا العلمانية منذ أيام أتاتورك والتغيير الوحيد الذي حدث طوال حكم أردوغان هو السماح بفتح مكبرات الصوت في المآذن. ومصر بقيت كما هي عليه، بل إن حكومة «الإخوان» كانت أكثر كرماً في منح تراخيص بيع المشروبات الروحية. فـ في عهد مبارك، كان تجديد التراخيص يحدث كل عامين، أما مرسي فقد منح هذه الفئة من التجار ثلاثة أعوام.

هذا بينما نرى العكس من توالي

٨. ] الصمت المفاجئ الذي يخيم على الدول العربية خاصة بعض الخليجية التي تدعم السيسي. إذن ينبغي تدخل العقلاء، ويضغطوا على الطرفين، الاسلاميين والجيش لتغليب مصلحة البلاد على المصالح الشخصية والفئوية.

لم يعد مبررا الاكتفاء بمتابعة الاخبار بل اصبح اليوم واجبا على المسؤولين العرب وامين عام الجامعة العربية التدخل واطلاق عملية سياسية شاملة تضع حدا للعنف وتوقف الاستخفاف بحياة البشر وتؤكد على حماية المصريين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والحزبية والدينية.

وهناك بعض القضايا التي لا بد من الاشارة لها وتراجع الطرفين عنها من اجل الوصول لحل للازمة:

أ.] ضرورة اجراء تحقيق مستقل وسريع باحداث القتل التي راح ضحيتها حوالي 300 مصري.

ب.] ضرورة التعامل السلمي مع المظاهرات وضمان حماية جميع المصريين، فمن البديهي ان يكون لدى قوات الشرطة وسائل غير الرصاص.

ج.] على قيادة حركة الاخوان المسلمين التأكيد على سلمية التظاهر، ومنع اي من المتظاهرين من حمل اي سلاح.

د.] تراجع وزير الداخلية عن قرار اعادة ادارات رصد النشاط السياسي، والتي تم الغاؤها بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك، والتي تعتبر اعادتها انتكاسة لمكتسبات الثورة.

هـ.] اطلاق سراح الرئيس محمد مرسي، والتراجع عن محاكمته، خاصة ان التهم التي وجهت له حول التعامل مع حركة حماس والفرار من السجن، كانت متداولة عندما كان الفريق اول عبدالفتاح السيسي وزير دفاع لمدة عام لدى نظام مرسي.

و.] لا يمكن الوصول لحل سياسي في البلاد بدون الاخوان المسلمين، ومن الضروري اشراكهم بــ "خارطة المستقبل" مما قد يتطلب تعديلها.

ز.] وقف التحريض الاعلامي الذي يؤجج الخلافات ويزرع الفتنة والكراهية.

 

٩.] أما داخلياً : فقد اعتبر أول اعتراف من الاخوان بالنظام الجديد في مصر عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، إذ طالب التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي تتزعمه الجماعة، السلطة الحاكمة الحالية بأن ترسل رسائل تهدئة لتهيئة المناخ لبحث المبادرات المطروحة في مصر . فقد قال د. محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط في تصريح صحافي عقب انتهاء لقاء وفد التحالف الوطني لدعم الشرعية مع كاثرين أشتون مفوضة العلاقات الخارجية الاوروبية :" إننا ننتظر ممن بيدهم السلطة الآن أن يرسلوا رسائل للتهدئة، مشيرا إلى ضرورة البحث عن مخرج عادل ودستوري وشرعي.".

ومن جهتها دعت تسع منظمات مصرية غير حكومية الاثنين الى اقالة وزير الداخلية بعد مقتل 72 شخصا السبت في اعمال عنف بين انصار الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي والشرطة في القاهرة.

كما دعت هذه المنظمات جماعة الاخوان المسلمين، التي تنظم اعتصامات ومسيرات للمطالبة بعودة الرئيس المخلوع؛ الى التخلي عن العنف.

واكدت ان "اللجوء المتكرر للعنف المفرط والقاتل من قبل قوات الامن في مواجهة الاحتجاج السياسي لن يؤدي سوى الى تأجيج المشاكل السياسية التي دفعت المجتمع المصري الى الثورة".

الا ان هذه المنظمات ومن بينها "المبادرة المصرية لحقوق الانسان" دعت ايضا الاخوان المسلمين الى التخلي عن العنف. وكتبت "على اعضاء وقيادات الاخوان المسلمين الذين يرفضون العنف السياسي والتحريض على الكراهية الدينية والمجتمعية مع اقناع زملائهم وزعمائهم بالتخلي عن هذه الاساليب".

 

السلطة الجديدة عليها أن تتذكر أن أنصار «الإخوان» هم جزء من الشعب. وأن عليها التحدث إليهم ومحاولة تبديد مخاوفهم وفتح أبواب المشاركة أمامهم على رغم مناخات المواجهة الحالية.

 

وتبقى القاعدة الذهبية هي الأصل في كل نظام حاكم، رعاية شؤون كافة المواطنين والاهتمام بشؤون البلاد الداخلية ومكافحة الفساد ونشر العدل وتوسيع القاعدة الاقتصادية والرفع من مستويات دخل الفرد وإقامة علاقات جيدة مع دول العالم وحماية مصالح الدولة خارجياً.

 

قال الفنان سمير غانم خلال استضافته في برنامج "هو وهي والجريئة"، الذي يذاع على"روتانا مصرية" السبت، الذي تقدمه المخرجة إيناس الدغيدي :" إنه يتمنى تقديم شخصية الرئيس المعزول محمد مرسي في مسرحية كوميدية، لأن خطاباته كانت بها مساحة كبيرة من الكوميديا غير الطبيعية، مشيرًا إلى أنه كان يشعر بالشفقة على مرسي خلال فترة حكمه.

الرَّمَادِيُ

الثلاثاء :21 . رمضان 1434 هـ ~ 30 . يوليو 2013 م

خلايا مخي .. و .. أعصاب جسدي

صفحة من كراسة إِسْكَنْدَرِيَّات

الرجل المشرقي

[7]

عندما كتبت مقالي "الجمعة العظيمة" تعايش في داخلي عامان ونصف العام بأحداث ثوانيها؛ وخلايا مخي وأعصاب جسدي تراقصت على وقع المفاجآت والانتفاضات والمجازفات. فخلال ما يقترب من ثلاثين شهراً فرحتُ وحزنتُ؛ تملكتني النشوة وتالمتُ؛ استبشرت ويأست؛ تيقنتُ أو كدت أجزم بإقامة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة وعلى خطى الخلفاء الراشدين المهدين؛ كما درستها خلال حلقات الدرس؛ ومراجعات كتب السيرة والتاريخ؛ تحطم الأمل بين سندان التيار الإسلامي السياسي ومطرقة التمرد وجبهة الإنقاذ فـصرتُ كسيحاً؛ أنا وإمثالي؛ لا نملك إلا فضلات القنوات الفضائية تنقل الخبر أو الحدث وفقاً لسياسة القناة أو الدولة التي تبثها؛ قتلتني مئات المرات دقات الساعة حين تعلن عن بداية النشرة؛ وأُذبح آلاف المرات حين متابعة الحدث وملاحقته من قناة إلى آخرى أو مهاتفة تليفونية من صديق أو رسالة نصية من قريب؛ وأطعن في الرقبة والصدر ملايين المرات بعدد سكان مصر الأم، وتسقط مبادرات جاءت متأخرة فوق رأسي كأحجار الهرم حين تتقاذفه رياح الغضب والغدر.

مِن بين آلام المخاض والدم المسفوح يُولد أمل جديد ؛ ومن خلال بريق عينيه يضئ فجر مصر الغد...

أتكئُ على القدرة الجبارة لبناة الأهرامات و أتكئُ على سواعد مَن شيد المسلات و أتكئُ على عقول مَن بنى حضارة و أتكئُ على مَن قدر شق قناة السويس وعلا السد العالي؛ أتكئُ على شعب لم ولن يعرف طعم المستحيل ويملك إيمان خير جند الأرض.

***

الرَّمَادِيُ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ

الأحد : 19 . رمضان 1434 هـ ~ 28 . يوليو 2013 م

«شو»~«عسـ»~«قراطية»

الجمعة العظيمة 26. 07. 2013

ثلاثُ عقائد مختلفة ومبادئ متعارضة تريد أن تلعب دوراً جوهرياً بل ومصيرياً على تراب الوطن الغالي؛ الأرض المصرية؛ وتُثَبِت النظام الذي تريده فتستعين بمظاهرات الشارع وبحشود الميادين، فـ الشورى؛ تعني الحكم بالشرعية؛ متمثلة في أحزاب حديثة الولادة مع عراقة الإخوان ويمثل الجميع تيار «الإسلام» السياسي. والديموقراطية تمثلها الأحزاب الليبرالية. أما المؤسسة العسكرية فتريد حفظ الأمن وكيان الدولة والنظام معاً.

 بعد تراشق كلا الفريقين؛ الديني والليبرالي ليس بالإلفاظ والإتهامات فقط بل بالخرطوش وإسالة الدم المصري الزكي على ضفاف النيل؛ تدخل مصر معركة تكسير العظام والقضم على أطراف الأصابع؛ مع تنشيط ثقافة الضجيج بدلا من تفعيل ثقافة المراجعة والمحاسبة الذاتية والتأمل، فمجرد تحرك لسان أحد بألفاظ يبادر ويسارع الآخر إما بتأييده أو شجبه وتسفيهه؛ صقور الإخوان أعلنوا بأن دعوة السيسي بمثابة بدء إعلان الحرب الأهلية على أرض الكنانة؛ والبلتاجي منذ قليل يبكر بالمليونية اليوم الخميس عوضاً عن جمعة غد؛ غزوة بدر الكبرى، عدلي والبرادعي والببلاوي يعقدون أول جلسات المصالحة الوطنية؛ جبهة ضمير تقول لا معنى لحوار استهدف المعارضين؛ جبهة الإنقاذ الوطني توافق على مطلب وزير الدفاع؛ جبهة دعم شرعية مرسي ترفض مطلب السيسي؛ أحمد شفيق يدعم خطوات الجيش؛ أحزاب: مصر القوية والوطن والنور والعدالة يقفون ضد الطلب؛ أقباط بلا حدود تتحفظ؛ لَم الشمل تعتبره احتراب داخلي؛ د. محمد حبيب؛ من الإخوان يعتبره قرار حازم وحاسم؛ عمرو موسى يفضل أن تأتي هذه الإجراءات من مجلس الوزارة؛ التمرد والوفد والرئاسة المؤقتة والوزارة مع مطلب السيسي؛ الجبهة السلفية تعتبر مطلب السيسي دليل على فقدان الجيش الغطاء الشعبي...؛ نفى د. سليم العوا أنه حمل رسالة من الفريق أول عبدالفتاح السيسي ليوصلها إلى مرسي ويقول أن ليس دور الجيش الحشد والحشد المضاد؛ علماء الأزهر طالبت خروج الجيش من المعادلة السياسية؛ حزب البناء والتنمية يطالب بمحاكمة السيسي في المحكمة الدولية؛ الأزهر والكرازة المرقسية ليسا لديهما موقفا واضحا؛ حزب النور السلفي يدعو الجميع بعد النزول حقناً للدماء؛ حركة 6 إبريل تتأرجح بين النزول وعدمه؛ القضاء يدعو للدخول في حوار.

هذا هو المشهد السياسي في مصر؛ عبث سياسي من الدرجة الممتاز؛ من رجال الوسط السياسي : فلا تسمع صوت عقل يفكر في حل أزمة البطالة أو الفقر ولا تشعر بضمير حي يعيد حساباته مع نفسه قبل توجيه أصبع الإتهام إلى الآخر، ولا ترى حكماء يتحركون في دهاليز السياسة وأروقة الدولة يحملون ملفات ودراسات ومشاريع للتنمية وزيادة التشغيل في المصانع ورفع كفاءة التعليم وجلب السياح بالعملة الصعبة إلى متاحف وأثار مصر؛ مصر التي سميتها بالدولة اليافعة الواعدة لإرتفاع نسبة شبابها في العالم.

الوضع الراهن  معادلة سياسية لا يريد أطرافها أن تحل؛ المسألة المصرية تظهر بوضوح أن عيون العسكر تراقب المشهد السياسي وترصد كيفية تحرك الأحزاب كافة في الميادين؛ والشرطة تعسعس حين تريد وتغيب حين ترغب؛ ستنزل الخيالة المصرية إلى شوارع المظاهرات وستبحث الكلاب البوليسية في الميادين والتجمعات ومؤسسات الدولة عن عبوة متفجرات، ننسى أو نتغافل أنه منذ يونيو الماضي 2013 استشهد عند جماعة؛ وقُتل عند آخرين؛ بل نريد مزيدا من الحشد فأرتفعت حصيلة الضحايا إلى 218(*)؛ هذه الحصيلة من أبناء الشعب الواحد قابلة للزيادة اليوم الخميس بعد دعوة البتاجي أو غدا؛ مما استدعت؛ هذه الحصيلة وزير الدفاع المصري أن يطالب أمس؛ الأربعاء أن ينزل الشعب في الميادين لإعطاءه تفويضا وأمرا بـ«إتخاذ اللازم» ضد العنف والإرهاب «المحتمل» حدوثه على أرض مصر.

د. حسن نافعه يعتبر أن الجيش هو المسؤول الأول والشرطة عن أمن مصر؛ ويكمل بأن التفسير الحقيقي لمطلب السيسي ليس حرب أهلية بقدر أن أغلبية الشعب تفوض الجيش لحفظ الأمن.

إخوان مصر؛ تعيد أزمة عام 1954م حين حاصر أتباعها قصر عابدين وكان بداخله زعيم مصر عبدالناصر؛ واليوم تحاصر سكان رابعة العدوية وزعيمها في مكان أمن يريدون إخراجه منه بحشد الميادين؛ فبعد أكثر من ثمانين عاماً، حصلوا على فرصتهم الذهبية؛ وقد لا تعاد لإثبات قدرتهم على تفعيل نظريتهم في الحكم ورعاية كافة شؤون شعب وإدارة مصالح دولة في حجم مصر داخلياً وخارجياً؛ فما كان إلا ثلة من شباب مصر تمردوا بعد عام على حكم الجماعة؛ فوقف العسكر ضد الشرعية بجوار التحرك الشعبي، هذه واحدة، والثانية : مَن قام بمحاولة تطبيق نظرية الإخوان في الحكم؛ وإن وصفه القريب قبل الغريب بضعفه في إدارة دفة الحكم وهزاله في اتخاذ القرار لايعفيهم من المحاسبة أمام الشعب والتاريخ في إهدار هذه الفرصة التي أنتظرها الجميع. ثالثاً : عدم وقوف أحد بجوار المعزول من المعارضين وإبتعاد الموالين عنه لدليل على عدم قدرة الجماعة ومَن يمثلها في ضعف قدرة الجماعة والحزب أن تقف في الصف الأول لتقوم برعاية شؤون مصر وإيجاد حلول ناجعة للخروج من الأزمات؛ رابعاً : تثبت جماعة الإخوان؛ وللإسف الشديد أنها قادرة بجدارة على أن تقوم بدور المعارضة؛ ليس إلا.

يتعجب المراقب للوضع الداخلي للشعب المصري ومَن يعيشون منهم في الخارج أن الجميع انقسموا إلى فئتين يتصارعون على تقطيع أوصال جسد الوطن؛ وإثبات المواقف وتحصيل القدر الأعلى من الظهور على القنوات الفضائية دون بحث ثم إيجاد حل للمشكلة.

دولة مصر؛ بأجهزتها ومؤسساتها والأحزاب العريقة أو الوليدة بعد ثورة 25 يناير 2011م مازالت تعيش في دائرة رد الفعل، لم تقدر بعد على الخروج من صدمة الثورة الشبابية التي أطاحت بحكم العسكر منذ 1952م؛ أو الحكم المنفرد برجل واحد يعتبر نفسه هو الدولة والحزب؛ إن وجد والشعب؛ التمنى والدعاء فقط بعدم سقوط ضحايا/قتلى عند فريق أو شهداء عند الفريق الآخر لا يكفي، بل ينبغي العمل معاً على الخروج من نفق التحزب والتقوقع خلف ميدان أو شارع، مصر تحتاج لمشروع قومي أولاً ـ وليس لمشروع حزبي ـ  يُفَعل فيه كل فريق القدرات الجيدة التي يستطيعها؛ وبالتالي فمصر تحتاج إلى كل ابناءها؛ فلا تظن جماعة الإخوان أنها بمفردها منقذة مصر من الليبرالية؛ ولا تظن السلفية أنها منقذة مصر من الكفر والشرك والضلال؛ ولا يظن تيار الإسلام السياسي هو صاحب مشروع نهضة مصر، كما لا تظن الأحزاب الليبرالية هي التي ستوصل مصر إلى شاطئ المن والسلوى ورغادة العيش ولا تظن الأحزاب العلمانية أنها موصلة مصر إلى بر الحرية وتفشي الديموقراطية؛ الكل في قارب واحد يبحر في محيط هادر من الأطماع الإقليمية والعالمية؛ والتي تريد أن يغرق القارب بحمولته.

مَن سيخرج إلى الشارع ويقف في الميادين يوم الجمعة العظيمة؛ ونحن جميعاً في حالة هياج نفسي وهوس ديني مفتعل من جهلة المنابر ومن ينادي بديموقراطية لا يعرف مبادئها أو أصولها؛ مَن سيخرج فسوف يلتحم بالآخر ويريد القضاء عليه، علينا جميعاً أن نعيد الحسابات مرة آخرى بهدوء وتبصرة حكماء السياسة؛ وإن ندروا ونفعل صوت العقل؛ الذي غاب، ونحدد جميعاً ماذا نريد، إما الحديث عن مصر : «أم الدنيا»؛ «هبة لنيل» و«كنانة الله» في «ارضه» أو نتحدث عن مصر إخوان البنا أو مصر السلفية أو مصر التيار العلماني أو الليبرالي، وهذا يعني تقطيع أوصال جسد الوطن وتمزيق أشلاء الساكنين على ضفاف الرافد الفضي.

الوقت ليس وقت أن نحلم بغد مشرق بل وقت العمل من أجله؛ والوقت ليس وقت التمني بل أن نشمر عن ذراع الجد لنبني مستقبل مصر؛ ونعمل معاً ننطلق من نقطة إلتقاء لنعبر بسفينة مصر إلى بر الأمان لنعيش بحق في بداية الألفية الثالثة.

ــــ

(*) ارتفع عدد الشهداء/ الضحايا/القتلى الذين سقطوا في مصر خلال الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد منذ احتجاجات يوم 30 يونيو الماضي وحتى فجر يوم الثلاثاء؛ 23 يوليو إلى 189 قتيلا وآلاف الإصابات، بينهم مدنيون وعناصر من الجيش والشرطة، بحسب إحصائية أعدتها الأناضول استنادا إلى أرقام وزارة الصحة؛ بيد أن إحصائية اليوم؛ الخميس؛ نقلاً من الوكالة الفرنسية 218: 78 بالقاهرة؛ 40 جيزة؛ 24 إسكندرية، 8 المنصورة، 5 اسيوط، 6 إسماعيلية، 4 مطروح، 2 المنيا، 1 في كل مِن بورسعيد وبني سويف والشرقية، و33 في سيناء.

ـــــ

الرَّمَادِيُ

[١] تدويل الفراغ

« الفراغ السياسي أم فراغ العقول »

 

ما كاد موقع « استروعرب نيوز » ينشر مقالاً لـ كاتب هذه السطور؛ تحت عنوان " المزاج المصري " يطالب بإعادة النظر في الفكر الأساسي للجماعات الحالية الموجودة على الساحة السياسية من خلال " تنقيح الأفكار الذاتي " حتى جاءت تصريحات محمد حبيب، أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين وتعضده مقالة د. ياسر برهامي؛ نائب رئيس الدعوة السلفية في صحيفة الفتح السلفية يطالب قادتها ومكتب إرشاد الإخوان بالاستقالة.

فقد دعا د. برهامي في مقالٍ له بصحيفة « الفتح » المنتمية للدعوةِ السلفية، وموقعِ حزب النور، دعا مجلسَ إدارة الدعوة السلفية أن يضعوا استقالاتهم بيد مجلس الشورى العام بعد أن قدموا كشف حساب عن المرحلة السابقة، كما دعا نائب رئيس الدعوة السلفية في مصر؛ الشيخ برهامي مكتبَ إرشاد جماعة الإخوان المسلمين إلى تقديم استقالاتهم، قائلا إن :« دعوته لمكتب إرشاد الإخوان بالاستقالة، يأتي استنقاذا للجماعة التي نريد أن تظل عاملة وبقوة في الشارع المصري مقبولة من الجماهير، وقبل ذلك حفاظا على ما بقي من العمل الإسلامي ومصلحة الإسلام والمسلمين، ومصلحة هذا الوطن وهذه الأمة في مشارقها ومغاربها »، وأضاف فضيلته :" ونتيجة الانقسام داخل الدعوة السلفية بعد موقفها الأخير من تأييد عزل الرئيس السابق محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان". رداً على المقالةِ قال د. محمد حجاج؛ المتحدث باسم مجلس أمناء الدعوة السلفية، إن دعوة الشيخ برهامي « الآن مجرد تحصيل حاصل، فمشايخ الدعوة السلفية لم يعودوا يحضرون في مجلس الدعوة نهائيا، لعدم رضاهم عن الاتجاهات الجديدة للدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور خاصة بعد موقفهم الأخير من عزل الرئيس السابق مرسي ». وأضاف حجاج :« لم يعد مجلس إدارة الدعوة السلفية يمارس عمله من الأصل، والشيخ برهامي أراد فعل هذا ليوضح للرأي العام أن الاستقالات هو من يطالب بها وليست نابعة من مواقف الدعوة السلفية الشخصية ». وكشف حجاج عن أن «الشيخ سعيد عبدالعظيم، نائب رئيس الدعوة السلفية موجود الآن في ميدان رابعة العدوية مع مؤيدي الرئيس المعزول مرسي، والشيخ إسماعيل المقدم أحد مؤسسي الدعوة السلفية وعضو مجلس أمنائها أعلن رسميا أنه مع عودة الشرعية، والشيخ أحمد فريد ليس له رأي في الموضوع.. وهذا هو مجلس إدارة الدعوة السلفية، فماذا يتبقى منه ليقدم استقالته؟.

وعلق د. حجاج، القيادي البارز في الدعوة السلفية، على دعوة الشيخ برهامي للإخوان، قائلا :« الشيخ برهامي لا يملك شيئا من دعوته لحل مكتب الإرشاد .. وكلامه مجرد نصيحة لأنصار الرئيس لمعزول».

وشارك حزب النور السلفي، ذراع الدعوة السلفية السياسية في وضع خارطة طريق المرحلة المقبلة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقوى وطنية ودينية، ووافق على عزل مرسي، وهو الموقف الذي أشعل الوضع داخل الدعوة السلفية وبين الإسلاميين وحزب النور، واتهمته جماعة الإخوان بخيانة التجربة الإسلامية، وحملوا حزب النور مسؤولية قرار الانقضاض على الشرعية.

وأوضح الشيخ برهامي في مقاله أن «حزب النور لم يشارك في انقلاب على د. مرسي، وإنما تعامل مع واقع مفروض كان موجودًا قبل ذلك للناظرين بعين الحقيقة.. نحن تعاملنا مع الواقع الجديد كما كنتم أنتم - يقصد جماعة الإخوان - تتعاملون معه طيلة سنة ونصف حكم فيها المجلس العسكري السابق، فلم تكن هذه خيانة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم وللأمة، بل كانت - كما كانت من قبل- درءا للمفاسد وجلبا للمصالح ». إلا أن حجاج قال إن «حزب النور السلفي ليس كل أعضائه أيدوا الخروج على الرئيس المعزول، مؤكدا أن عددا كبيرا من شباب حزب النور يشاركون مؤيدي الإخوان في ميداني رابعة العدوية والنهضة ». وأوضح برهامي أن « الذين شاركوا في مظاهرات 30 يونيو الماضي، لم يكونوا كلهم من العلمانيين والنصارى والفلول وأطفال الشوارع، بل كانت ملايين حقيقية تطالب بلقمة عيشها التي حرمت منها بمؤامرات أو غير مؤامرات، فالمطلوب من القيادة أن تقود رغم المؤامرات وإلا فإذا عجزت فلترحل »، مؤكدا أن الخطاب الكارثي المستعمل باسم الإسلام المبني على العنف الدموي في سيناء وغيرها، والتكفير للمخالف إسلاميا وغيره يقتضى وقفة صادقة مع النفس لهذا الاتجاه بأسره. وانتقد الشيخ القنوات الدينية، وقال إنها « مسماة بالإسلامية » وإن « الكذب » صار سلاحها الأول المستعمل لتشويه الحقائق.

 

هذا من جانب السلفية وأما من جانب الإخوان فقد ألقى الأستاذ محمد حبيب؛ أحد قادة الإخوان الضوءَ على العوامل الداخلية التي أفشلت مرسي، وأخرجت عشرات الملايين تطالب برحيله، وعزا ذلك إلى:

[1] فقدان الرؤية الاستراتيجية لإدارة الدولة، و

[2] انعدام الخبرة والتجربة، و

[3] الاعتماد على قدرات وكفاءات أفراد الجماعة فقط، بالرغم من قلتها كَمّاً، ومحدوديتها كيفاً، و

[4] رفض الاستعانة بموظفي الدولة من ذوي العلم والخبرة والكفاءة، و

[5] عدم الالتفات للنصح أو النقد، و

[6] غياب الإدراك الحقيقي للمشكلات والأزمات، و

[7] انعدام قدرته [يقصد:مرسي] على التواصل مع الجماعة الوطنية، مما سهل الوصول بالبلاد إلى حالة من الانقسام والتشرذم، والاحتراب الأهلي، والعنف المجتمعي، فضلا عن القتل والخطف وانتهاكات حقوق الإنسان، ويكفي إن يقال أن عدد القتلى في عهد مرسي وصل إلى 154 قتيلا، أغلبهم من المعارضين، بالإضافة إلى

[8] الفشل في اتخاذ خطوة نحو العدالة الاجتماعية، وتفضيل الانحياز للأثرياء وإهمال الفقراء، وهم الغالبية العظمى للشعب، و

[9] غض الطرف عن تطبيق العدالة الانتقالية، رغم تعهد مرسي بالقصاص للشهداء، و

[10] تفاقم الأزمة الاقتصادية، مع شح البوتاغاز والبنزين والسولار، و

[11] عدم هيكلة وزارة الداخلية، و

[12] غياب الوضوح والشفافية، و

[13] ترك كثير من معاونيه ومستشاريه لمواقعهم.

 

وأضاف حبيب أن مرسي أسلم رئاسة مصر لقيادات نافذة في مكتب إرشاد الجماعة، ولم يكن هو الرئيس الفعلي، كان هناك من يحكم من وراء ستار.. ووصف الإعلان الدستوري في 21 نوفمبر 2012 بكارثة الكوارث، ونقطة بداية السقوط.

وأردف أن مرسي كانت أمامه فرص كثيرة أهدرت .. لقد أعطت القيادة العامة للقوات المسلحة لمرسي وللإخوان ولكافة القوى السياسية والوطنية مهلتين؛ إحداهما لمدة أسبوع والأخرى لمدة يومين، على أمل إنقاذ البلاد من الوقوع في حرب أهلية.. وكانت نهاية المهلة الأولى في 30 يونيو، لكن مرسي لم يتجاوب واستخف بقدرة الجماهير على الخروج، بالرغم من أن حملة "تمرد" أعلنت أنها جمعت أكثر من 22 مليون استمارة من المواطنين لسحب الثقة منه؛ وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. وفي يوم 30 يونيو، خرج عشرات الملايين من المصريين في مشهد مهيب ومذهل وغير مسبوق في تاريخ البشرية ليقولوا كلمتهم :" ارحل .. ارحل" .. حتى الفرصة الأخيرة التي لاحت له مساء الثلاثاء 2 يوليو، فشل في استغلالها، وخرج خطابه مهلهلا، مشتتا، تائها، حائرا، ومشحونا بقدر كبير من الغضب والتوتر والانفعال، فضلا عن أنه لم يقل شيئا ذا بال، ولم يدع لأحد فرصة التعاطف معه، وكان خطاب النهاية.

ويستطرد حبيب :" لا نريد كـ إخوان أن نقوم بتمزيق الوطن بالوكالة عن الإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني .. لذا؛ أرجو أن يتوقف الإخوان عن تظاهرات "الشرعية" التي سقطت، ربما من قبل أن يخرج عشرات الملايين في 30 يونيو، وأن يبتعدوا عن التحريض على الفتنة والفرقة، وأن يراجعوا أخطاءهم ويعيدوا حساباتهم .. لا نريد إقصاء لأحد، والباب مفتوح على مصراعيه للبدء من جديد .. يقول حبيب : لستُ مع البكاء والنواح والعويل، ومحاولة استعادة دور الضحية الذي لا يفيد .. لكننا نريد البناء على أسس نظيفة وسليمة، خالية من الجروح والتقيحات.. أعلم هول الصدمة وما يعقبها من غضب وإنكار وحزن، لكن أرجو أن يلملم الإخوان شتاتهم ويضمدوا جراحهم سريعا وقبل فوات الأوان، إذ لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب".

 

مَن منا يمتلك الشجاعة للاقتراب من أسباب الفشل!؟؛ ثم يقوم بتقديم حلول ناجعة، وأقل القليل يمتلك جسارة الاعتراف بالفشل والاعتذار عنه علنا أمام الجميع، حتى يبدأوا تصويب خطواتهم وترشيد مسارهم. وأن هذا يتطلب قوة نفسية كبيرة، لم تتوفر بعد. وسوف يقضون وقتا طويلا حتى يتحلوا بثقافة الاعتذار. ونقول يعفى من تقديم أعتذار؛ فـ أيا ما كان القول فيما حدث في الثلاثين من يونيو الماضي .. ثورة .. إنقلاب .. موجة ثانية .. موجة ثالثة .. فوضى.. إلخ؛ هذا لا يمنع من القول بأن هناك أمرا جللا حدث. وتم إنكاره، وجاء الإنكار مسيئا لمرسي ولحكم الإخوان إساءة بالغة، وإذا كانت الثورة افتراضية، كما ادعوا يصبح السقوط افتراضيا كذلك، لكن المشكلة أن السقوط تم بالفعل، وبناء عليه فإن الحكم في وضع السقوط قبل 30 يونيو، ولم يكن في حاجة إلى ألاعيب "الفوتو~ شوب".

ركز الإسلام السياسي خطته على القوات المسلحة والصدام المستمر معها مع إشغالها في جبهة سيناء، ويبدو أن الهدف هو "عسكرة" الصراع؛ طلبا للتدخل الخارجي، وتكرارا للسيناريو الليبي ثم السوري.

فهل هناك من يستجيب لوقف هذه التصرفات المدانة؟ وهل مثل هذا الجهد يجدي لوقف ذلك الجنون الكاسح؟

لعل وعسى!!

*..*..*

 

الرَّمَادِيُ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ

 السبت 11 رمضان 1434هـ ~ 20 يوليو 2013م

 

انتبه؛ يجب مراعاة : مزاج الشعب المصري

1.] المصريون يفخرون بأن العنف الذي شهدته بلدان كـ لبنان وسوريا والعراق والسودان يعد شيئا غريبا على مجتمعهم، ولكن بدأت مصر الآن تشهد أحداثا مشابهة. والآن؛ المواجهة بين كتلتين كبيرتين من المجتمع فانقسم الشعب إلى قسمين، قسم في ميدان التحرير يحتفل بنهاية حكم الإخوان المسلمين، وقسم آخر في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر يمثل أتباع جماعة الإخوان المسلمين المقتنعين بأن المكاسب السياسية التي حصلوا عليها من خلال صناديق الاقتراع قد سرقت منهم.

2.] عندما أطيح بالنظام الملكي قبل ستة عقود، كان هناك قوتان على الساحة: الجيش والإخوان، بينما كانت الأحزاب السياسية الليبرالية ضعيفة ومفلسة. هناك شعور لا لبس فيه بأن مصر اليوم في الموضع نفسه الذي كانت عليه في آخر مرة وقفت فيها عند مفترق طرق.

            3. ] إنشقاق عضو بارز من حزبه ليس بالأمر الجديد؛ كـ إنفصال ثروت الخرباوي[*] مثلاً وكذلك تواجد طوائف ؛ هذه ظاهرة استثنائية تحدث في غفلة من الزمان ولا تؤثر على سير الحياة اليومية، أما الإصرار على المعاندة وتأصيل الكراهية للأخر فهذه لا تصح، فالأصل ليس الإنقسام؛ أو تعطيل المصالح العامة، وإلهاء الحكومة المؤقتة عن واجباتها، وقد بدأت الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور حازم الببلاوي عملها اليوم 17 يونيو، بعد أن أدت أمس اليمين الدستورية أمام الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور، وضمت تشكيلة الحكومة 35 وزيراً، بينهم ثلاث سيدات. الخوف أن يتم تحريض الشارع عليها، فقد أسفرت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وأنصار الرئيس المعزول مرسي عن مقتل سبعة وإصابة المئات، وهو مؤشر أن يصل الناس إلى نقطة الانفجار من جديد. الأصل أن نعمل معاً وإن رضينا بإختلاف الرؤى، التحدي الأكبر الآن أمام الحكومة المقبلة والقوى الديموقراطية والرئيس الانتقالي هو محاولة تحسين الوضع الاقتصادي في مصر الذي ينبغي أن يكون من الأوليات كما استتباب الأمن، المرحلة ما بعد 30 يونيو تتطلب حكماً مستقراً مع توافق سياسي.

3.] "السلفية" بشعبها الثلاث: العلمية؛ والدعوية؛ والجهادية بعد المشاركة بـ آليات ديموقراطية، و "الإخوان المسلمون" بعد التمكين، كـ تيار إسلامي يعمل في حقل الدعوة وساحة السياسة والأحزاب الليبرالية والقوى الشعبية؛ ولا ننسى الشباب الذين أطلقوا شرارة التحركين؛ التحرك الأول ضد مبارك ونظامه؛ والتحرك الثاني ضد مرسى وجماعته، فالجميع يحتاجون إعادة النظر في المسائل التالية:

 أولاً: الأفكار الأساسية التي يقوم عليها فكر الجماعة أو الحزب؛ وهذا لا يعني فسادها؛ ففارق بين فكر بشري وضع في لحظة زمنية مضت عليها سنوات وبين ضرورات ومتطلبات اللحظة الحالية؛ وما تمليه من افكار؛ أو مايسمى بـ "تنقيح الأفكار الذاتي".

ثانياً: الكيفية العملية في إنزال هذه الأفكار على أرض الواقع؛ والفارق بين مناخ الاضطهاد والمنع والسجن وحكم الرجل الواحد، ومناخ السماح والفرصة على القدرة في التمكين تحت مسمى ديموقراطية وليدة على النمط العربي.

ثالثاً: مراعاة الخطاب الدعوي والجماهيري، خاصة وأن نسيج أهل مصر اليوم به بعض الجروح، وغرد البعض خارج السرب بوجود أقليات على تراب النيل؛ فمصر يسكنها ما يزيد عن 12 مليوناً يؤمنون بـ تعاليم الكنيسة المرقسية؛ ونسبة متوازنة يؤمنون فالأفكار التحررية الليبرالية واعتقد الكثير منهم بمقولة "فصل الدين عن المجتمع/الدولة"؛ مما دعا استاذ الشريعة بجامعة الازهر الدكتور احمد محمود كريمة في حديث نشرته له صفحة انوار رمضان بـ الاهرام يوم الاحد معالجاً تورط العلماء وغيرهم في السياسة أن يقول :" اطالب بابعاد الاحزاب السياسية لورقة الدين لأن المشهد اصبح في خطر وان يحظر قيام احزاب سياسية على اسس دينية وهذا الامر ينطبق على الجميع لا يهود ولا مسيحيين ولا مسلمين؛ هذا مجتمع مدني تعظم فيه شعائر الدين في غير الامور السياسية لأن السياسة الشرعية في صدر الاسلام شيء وفي العالم المعاصر شيء آخر، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" انتم ادري بشؤون دنياكم" وتجربة الاسلاميين الآن في الحكم فاشلة ولا يوجد ما يسمى اسلاميين او تيار اسلامي لأن المسمى الاصلى، كما ورد في القرآن الكريم هو "سماكم المسلمين" بدءا من الامين الى الغفير". وأن كان كاتب هذه السطور لا يتفق مع وجهة نظر فضيلة الدكتور؛ والأدلة الشرعية التي اعتمدها لكنني اوردها من باب عرض ما يوجد على الساحة الفكرية.

رابعاً: التصالح فيما بينهم كـ تجمعات ترتدي عباءة واحدة، فهم أَهْلُ الْفُسْطَاطِ الواحد؛ وَفِي الْحَدِيثِ :" عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّ يَدَ اللَّهِ عَلَى الْفُسْطَاطِ "، يُرِيدُ الْمَدِينَةَ الَّتِي فِيهَا مُجْتَمَعُ النَّاسِ[**].

هذا من حيث التنظيم التكتلي الداخلي، أما من حيث العمل فيما بينهم وبين افراد الناس:

خامساً : بلورة هذه الأفكار وحسن صياغتها كـ مطلب جماهيري وليس كـ مطلب حزبي تكتلي أو مطلب يخص الجماعة، وهذا يعني قدرة هذه التجمعات على إعادة الثقة بين أفراد الشعب وبينها بقبول المشروع الإسلامي من عامة الشعب قبولا كلياً وليس تفصيلياً والقدرة الفعلية وليس الدعائية الإنتخابية على تحقيق أهدافه، وفي المقابل قبول الإسلاميين بالدولة المدنية الديموقراطية؛ مع العمل على إنجاحها.

أما هنا على ارض الدانوب أي ما يخص الأقلية[***] المصرية

سادساً : فمن يمثل تيارا سياسيا بعينه ينبغي عليه الجلوس للتحاور والتشاور والوصول إلى صيغة توافقية مع مَن يمثل تيارا مغايرا له في الرية أو الطرح .

سابعاً لعلي أضيف كياناً حاضرا غائباً وهي الجهة الرسمية التي تمثلنا تمثيلاً دبلوماسياً؛ كـ مراقب عام؛ فالأمة الحية كالولايات المتحدة الأمريكية ترعى شؤون رعاياها كما وتسمح لنفسها أن تتدخل في شؤون غيرها من الشعوب والأمم لرعاية مصالحها؛ ولعل ما قامت به السيدة آن باترسون في الشأن المصري خلال الفترة الزمنية الماضية خير دليل.

الجماعات الإسلامية المصرية من نسيج هذا المجتمع؛ فلا يحق لها النظر لمصالح الجماعة على حساب مصالح الدولة أو الشعب؛ وكذلك الأحزاب الليبرالية. ينبغي علينا اليوم مصالحة وطنية لإعادة نسيج الشعب إلى طبيعته الأصلية ولعلنا نجد ضوءاً في نهاية النفق أو مخرجاً من هذه الأزمة السياسية الطاحنة. يجب أن لا يغيب عن الذهن : أن ما يحدث في الشارع المصري وما يطبخ في أروقة السياسية المصرية يؤثر على المنطقة والعالم. 

ـــ

ملحق :

[*] قام الأستاذ ثروت الخرباوي؛ المحامي بنشر كتابه "سر المعبد" وكتابة العديد من المقالات، كما بدء بالظهور في عدة قنوات فضائية يتحدث عن أسباب خروجه من جماعة الإخوان؛ وأخيراً ولعله ليس أخراً تمت استضافته في برنامج "الذاكرة السياسية" على القناة العربية هذا الإسبوع الحلقة الأولى، مما دعاني لكتابة هذه السطور.

[**] ابن منظور؛ لسان العرب.

 [***] لا استحسن استخدام تعبير "الجالية" المصرية في النمسا؛ لسلبية التعبير وخطأ إستخدامه لُغويا وتاريخيا :" قال ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:  جَلَاهُ عَنْ وَطَنِهِ أَيْ : طَرَدَهُ فَهَرَبَ .جَلَا الْقَوْمُ عَنْ أَوْطَانِهِمْ : إِذَا خَرَجُوا مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ؛ أَيْ : يُنْفَوْنَ وَيُطْرَدُونَ، وَالْجَلَاءُ : الْخُرُوجُ عَنِ الْبَلَدِ . وَالْجَالِيَةُ : الَّذِينَ جَلَوْا عَنْ أَوْطَانِهِمْ . وَأَجْلَوْا : تَفَرَّقُوا ، وَقَيلَ : جَلَوْا مِنَ الْخَوْفِ. قلتُ: وهذا لا ينطبق على أي فرد من افراد الأقلية المصرية في النمسا؛ وحتى أصحاب اللجوء السياسي؛ وهم قلة لم يطردوا من مصر بل تركوها، لذا فإنني أطالب؛ بعد السماح والإذن السادة أعضاء مجلس إدارة التجمعات والصفحات الرسمية الإلكترونية بتجاهل إستخدام هلى المصطلح السلبي .

الزمن البديع حين تتناغم الفخامة

[6]

الرجل المشرقي

دقائق؛ قُبيل رفع اذان المغرب معلناً قرب إنتهاء اليوم الثاني من شهر الصبر.. رن جرس المحمول، وإذ برقم يظهر على شاسته، لا أعلم مَن صاحبه، فقد سُرق جهاز إتصالي بمن حولي؛ وبالتالي ضاعت جميع أرقام تليفونات الأحباب والأصدقاء؛ وارقام مهمة للغاية تخص عملي، وهذه من مساوئ التكنولوجيا المتقدمة؛ ومن عيوب الإجهزة الحديثة الذكية؛ وصار الكثير منا يعتمد عليها بدلا من الإعتماد على الذاكرة أو تشغيل خلايا المخ في حفظ ما يحتاج إليه في حياته اليومية أو العملية؛ وإذا دخل غريب على جهاز حفظ المعلومات؛ أقصد غير ذاكرتك أو خلايا عقلك فقد تم كشف أمرك كله سواء على مستوى الأفراد أو الدولة؛ والفضائح نسمعها ونراها ـ إثناء حدوثها ـ سواء التجسسية أو العلاقات الغرامية عن طريق الشبكة العنكبوتية أو مباشرة على الجهاز المحمول بين اضلعك، وتستطيع في لحيظة ان تدمر سمعة إنسان على طريق الفايسبوك أو تويتير، أو تنشر خبراً كاذبا أو صحيحاً من خلال تغريدة؛ أو تفضح آخر من خلال كاميرا الجوال؛ وهذا ليس القصد من التقدم العلمي الذي يعايشة المرء الأن.

ارقام الأصدقاء والأحباب لم أكن قد حفظتها في كراسة خارجية وحين احتاجها أتمكن من الإتصال بهم .. فتحت الخط ولا أدري مَن المتحدث؛ وكانت المفاجأة السعيدة التي دائمأ تأتي لي في مثل هذه المناسبات الطيبة؛ دخول شهر رمضان أو عيد الفطر أو العودة من حج أو عمرة أو عيد الأضحى أو حصولي على شهادة علمية أو أن أرزق بولد.. ولكنها هذه المرة كان لها مذاق خاص .

صديقي أعرفه منذ نهاية السبعينات من القرن المنصرم؛ حين كنتُ عازباً لم أتزوج فتاة النيل؛ وصبية الثغر وعروس البحيرة المتوسطية الأوروبية العربية بَعْد؛ أبنة الإسكندرية؛ وعائلته هي التي فتحت لها شقتها في مساء يوم 26 من أكتوبر 1980م حين جاءت بملابس عرسها إلى مدينةٍ؛ غنت لها بنت جبل لبنان وأبنة أميرها الأطرش :"روضة من الجنة"؛ ووقتها كان غالبية الشباب يمزحون ويتحدثون مع أهليهم عبر التليفون الدولي من الكابينة العمومية؛ وهناك من تفنن في الحصول على المكالمات الخارجية المجانية ... بـ أنهم يعملون في بلاط صاحبة الجلالة "الصحافة النمساوية" والبعض كان يفتخر قليلاً فيقول أنه يعمل في " وزارة الإعلام "؛ وثلة كانت تدرس على حسابها الخاص أو مبتعث.. وقلة ارادت أن تمزج دماء الإمبراطورية النمساوية المجرية والجمهورية الثانية بدماء ابن النيل وحفيد فراعنة مصر ؛ فقد قالت أحداهن لرفيقي :" كَم سيكون ولدنا جميلاً حين يخرج للحياة ؛ فأنا شقراء .. حميراء .. وأنت قمحي أجعد الشعر مفتول العضلات ".

تاريخية اللحظة التي رن فيها تليفون الجوال هو ما تعانيه مصر الأم من أبناءها، صديقي صاحب المكالمة قبطي يتبع الكنيسة المرقسية يرسل عبر الأثير تهنئة حارة تصدر من القلب لدخول شهر الصيام ؛ وفي هذه اللحيظة وجدت دماء النبل تتدفق في شرايين المحبة وتتعانق خلايا الخير مع أنسجة الطيبة؛ مشاعر إنجيلية خرجت من فؤاد عشق مصر قبل كلمات قلب يحب أهلها ؛ وكأن القديسة أم الآله.. العذراء البتول .. مريم بنت عمران وحنَّة .. تبارك أبناءها وبناتها وتلقى بوشاحها الأزرق من فوق كتفها الطاهر .. عليهم جميعاً .. باصابع حنان الأم الرؤوم.. تحتضنهم بعطف وخوف فقد ارتفع زمن البكاء والمعاناة وسادت على الأرض المحبة .

لم أعاصر ثورة بداية القرن الماضي حين أخبرت عن وحدة الهلال والصليب من خلال الشاشة الفضية في ملاحم تظهر حقيقة شعب مصر .. ولكنني تعايشتها على أرض جمهورية الألب؛ تاريخية اللحظة تظهر الترابط القوي الحقيقي بين أبناء الوافد الفضي.. على ارض الدانوب.. ثم قال لي قبل أن ينهي تهنئته الرقيقة ... سنعمل معاً على أن نرجع « الزمن الجميل؛ وقد حان .. لكَ الأن وقت الإفطار » ثم دعا لي وللعائلة .. قصد العائلة المصرية.


 
**
الرمادي

الحبيب الصديق أيمن الجالية 

تحياتي 

***

الحبيب أيمن الجالية خالص تحياتي وأشواقي أرسلها لشخصكم النبيل؛ والعائلة الكريمة وقراء موقع استرو عرب نيوز

***

بين مخلوع ومعزول

 

هناك من يتعجب من قدرةِ المصريين على أن يسطّروا في أقل من ثلاثة أعوام في كتاب التاريخ فصلاً عن «رئيس مخلوع» وآخر عن «رئيس معزول»؛ وحالة من النشوة غير منزوعة القلق والتوتر تسيطر على الغالبية.

***

١. ] ظاهرٌ لمن لديه وعي سياسي أن الخلط بين الديني والمدني، ساعد على إفشال تجربة التيار الإسلامي السياسي في حكم مصر؛ كما وظاهرٌ للعيان أن الخلط بين آليات الديموقراطية كـ نظام حكم وآحدى مرتكزات العلمانية وآحدى دعائم فصل الدين عن الدولة أو فصل الدين عن المجتمع أو فصل الدين عن السياسة، الخلط بينها وبين آليات الشريعة والأحكام الشرعية العملية كـ آحدى مرتكزات المبدأ الإسلامي وآحدى دعائم دار الخلافة أو الحكم بما أنزل الله؛ أقول هذا الخلط بين الشريعة الإسلامية والدولة المدنية في الحياة السياسية أسقط أول رئيس مدني يحمل يافطة إسلامية، فـ استخدام آليات ديموقراطية للوصول لسدة الحكم وإعتلاء كرسي الوزارة ثم إدخال أحكام الشريعة قطعة قطعة يعتبر إنقلابا على الشرعية الديموقراطية، وإطالة الطريق أمام مَن يرد أن يحكم بما أنزل الله، والتعثر الدائم أمام مَن يريد إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة .

٢ . ] أقر الجميع؛ التيار السياسي الإسلامي وأعترف بدولة مدنية تعددية؛ نظامها ديموقراطي برلماني يُنتخب من قِبل الشعب؛ قبل التيار الليبرالي والقومي .

٣ . ] ما حدث يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣؛ وما سبقه من تحركات للمعارضة الهزيلة المصرية والأحزاب الليبرالية الهشة وما قامت به حركة تمرد الشبابية شكل ديموقراطي بتفعيل عمادةٍ من أعمدتها : حرية الرأي وحرية التعبير، يقابله ما حدث عند "رابعة العدوية" مِن تعبيرٍ عن الرأي الآخر وفق نفس منظومة الديموقراطية؛ مع استخراج "كارنيه" الرش(*) بدلا من بطاقة الرقم القومي المصري،

٤ . ] وزير الدفاع؛ كأحدِ وزراء حكومة ديموقراطية الفريق أول عبدالفتاح السيسي أعاد قطار الديموقراطية الليبرالية إلى سكته، اما الحزب السياسي السلفي؛ النور الذي وجدَ على الساحة السياسية وفق اللعبة الديموقراطية في البلاد التي امتطاها كآلية خاسرة وليس وفق آليات الشريعة الإسلامية التي يعتقدها؛ وبدهاءٍ أراد أن يبقى في المشهد السياسي ما بعد ٣٠ يونيو ويضع له قدم في التحركات القادمة قبيل أن توشك سفينة التيار السياسي الإسلامي على الغرق؛ بيد أنه حين وجد إستقالات عدة في صفوفه، وتردد اسماء لا يقبل بها في التشكيلة الجديدة عاد يهدد بالإنسحاب من المشهد السياسي برمته والعودة إلى حلقات المساجد وزيارات البيوت .

 ٥ . ] السلفية الجهادية وجدت فيما فعله العسكر؛ وبينهما سجال وعراك قديم فرصة للتذكير بأن :"قتلاهم في النار" أي تكفير التيار الديموقراطي الليبرالي و "قتلانا في الجنة" أي الجهادية السلفية؛ والممجوج أن القتلى جميعاً يحملون الهوية المصرية ويمتلكون رقم قومي مصري وينتمون إلى وطن واحد؛ فقط يختلفون في الرؤى والإستراتيجية، واستسهلوا القريب؛ المواطن المصري بدلا من البعيد الغاصب للأرض والمشرد لشعب كي يسترجعوا المسجد الأسير؛ القدس الشريف أو الحرم الإبراهيمي فلم يتوجهوا شطره، أو الصعب وهو بناء أسس الدولة الحديثة وتثقيف الأمة وعلاج ناجع لمشاكل مزمنة كـ البطالة والفقر والجهل والأمية بنوعيها؛ واستسهلوا تفجير خط الغاز على الأراضي المصرية؛ سيناء؛ التي يراد لها أن تتحول إلى إمارة إسلامية .

٦ . ] حالة فريق من التيار الإسلامي اليوم أنه يريد إراقة دماء على ضفاف النيل لتهدأ عاصفة الغضب وينتقموا من موجة الإنكسار .

٧ . ] حالة التخبط الظاهرة والإندهاش من رجالات السياسة الأكاديميين من وصف المستشار عدلي منصور بأنه "فرعون"؛ الرئيس المؤقت الذي لم يمر على قسمه ساعات، كما قيل ليلة أمس؛ السبت؛ برنامج أهل مصر، د. عبدالفتاح؛ ورده الوالد الدكتور كمال الهلباوي.

٨ . ] حالة الخلط عند رجال الدين الإسلامي كـ فضيلة الدكتور الوالد يوسف القرضاوي(**) حفظه الله؛ فقد أصدر الشيخ، المقيم في قطر، فتوى أمس، السبت ٦ يوليو ٢٠١٣، يشاركه فيها كثير من علماء الأزهر في مصر؛ كما قال، كذا علماء العالم العربي والإسلامي، وعلماء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتشرف برئاسته؛ حين أصدر فتواه الأخيرة من الدوحة؛ فقد اختلطت المصطلحات الشرعية والأحكام الفقهية بمصطلحات ومفردات الديموقراطية فيقول فضيلته : "إن المصريين أعطوه ـ الرئيس مرسي ـ مواثيقهم وعهودهم على السمع والطاعة في العسر واليسر، وفيما أحبوا وما كرهوا "، والفارقُ واضح بين البيعة الشرعية لـ إمام، والقسم بالولاء للشعب والمحافظة على الجمهورية كشكل حكم مغلف بـ الديموقراطية؛ وهي بالقطع خلاف الخلافة، ثم الحديث عن وزير في نظام ديموقراطي وليس واليا أو أميرا يقلده الخليفة إمارة خاصة في دار الخلافة؛ فقد جاء في قاموس السياسة: " الحكومة مجموع الأشخاص الذين يحددون الاتجاه السياسي لمجتمع ما"؛ فـ الحكومة هي "جهاز السلطة الذي يدير شؤون البلاد"، وعليه فـ "الحكومة هي الكيان المدبر للشؤون؛ المنفذ للقوانين في البلد"، وهذا عين ما فعله السيسي؛ ويأتي التناقض مرة ثانياً في فتوى فضيلة الدكتور حين يقول :" اخطأ الفريق السيسي ومن وافقه في هذا التوجه، من الناحية الدستورية، ومن الناحية الشرعية."، والتناقض يأتي من طريقة تفكير اساتذتنا الأفاضل: رجال العلم والشرع والقلم فمن :" الناحية الدستورية؛ فان الرئيس المنتخب انتخابا ديمقراطيا، لا جدال ولا شك فيه؛ يجب أن يستمر طوال مدته المقررة له، وهي أربع سنوات، ما دام قادرا على عمله، لم يصبه ما يعوقه تعويقا دائماً عن العمل". فكيف نوفق بين الشريعة الإسلامية والشرعية الديموقراطية، وإن أعترف الرئيس المنتخب نفسه بأن :"له أخطاء"، فيقول الوالد الدكتور: "قد اعترف بها هو شخصيا"، ثم يكمل فضيلته فيقول: "فإن على الشعب وقواه السياسية المختلفة أن تصحح له أخطاءه، وينصح له، ويصبر عليه، ولكنه يظل رئيساً للجميع". ويأتي خلط جديد عند فضيلة الدكتور حفظه الله فيخلط بين نقض :"عهد الله" وبين نقض :"عهد الشعب" إذ لا يصح :"أن يخرج جماعة عن طاعة الرئيس، ويعطوا لأنفسهم سلطة على الشعب، ويعزلوا الرئيس ويبطلوا الدستور، ويفرضون رئيساً آخر، ودستوراً آخر، فانه عمل يصبح كله باطلا، لأنهم أوجدوا سلطة لم يؤسسها الشعب". المعلوم أن الحاكم إذا نُصب على الرعية ليحكمها فهو يقوم على رعاية شؤونها كافة؛ فإذا قصر في هذه الرعاية وجبت محاسبته والشرع جعل الأمة قوامة على قيام الحاكم بمسؤوليته والزمها الإنكار عليه إذا قصر أو اساء في تصرفاته؛ والرئيس المنتخب اعترف بأخطاءه لكن في التوقيت الخطأ كما من المعلوم ديموقراطياً أن السلطات في يد الشعب؛ والسيادة للشعب وحقه التشريعي من دون الله؛ ومعلوم في الشريعة الإسلامية أن الحاكمية لله وأن المشرع هو الله؛ والتشريع حقاً لله دون الناس؛ ومن يريد الدليل الشرعي فليراجع سورة النساء الآيتان ٦٠ و ٦٥؛ وسورة المائدة الآيات ٤٤؛ ٤٥ و٤٧ و سورة يوسف ٤٠، كما أن البرلمان أو مايسمى المجلس النيابي هو مؤسسة ضمن النظام الديموقراطي تقوم بوظيفة تشريع وتحديد القوانين؛ أي السلطة التشريعية المنتخبة من طرف الشعب؛ فالشعب يمارس التشريع عبر برلمانه (يراجع موسوعة انكارتا؛ وقاموس السياسة ص: 747 وما بعدها)، وهذا يخالف شكلا وموضوعا مجلس الشورى؛ ومِن اسمه يفهم دوره وصلاحياته مِن إستشارة ومشورة ومناقشة قوانين شرعية مستجدة تحتاجها الأمة لم تكن موجودة من قبل مستنبطة من الأدلة الإسلامية التفصيلية بإجتهاد. يقول فضيلة الدكتور :"أقامه هذا النظام الديمقراطي الذي حلم به الحالمون دهوراً وضحت من أجله أجيال سنين وسنين، حتى وصلت إليه. لهذا يرفض الدستور والنظام الديمقراطي كل ما أعلن من إجراءات غير دستورية " . فـ ينبغي أن لا يغيب عن الذهن أن الدستور هو القانون الأساسي للدولة؛ وهو أن يحكم بما أنزل الله على رسوله وجعل مَن يحكم بغير ما أنزل الله كافراً ان اعتقد به واعتقد بعدم صلاحية ما أنزل على رسوله؛ وجعله عاصياً أن حكم به ولم يعتقده؛ فـ الدستور مستنبط من مصادر الشريعة الأصلية الإسلامية، أما الدستور الذي يتحدث عنه فضيلة الدكتور الوالد فهو دستور دولة ديموقراطية ليس فيه كفر وإيمان؛ وأن تحدثت بعض مواده عن أن اللغة العربية ـ لغة القرآن ـ لغة الدولة الرسمية، ودين الدولة: الإسلام؛ والشريعة مصدر أساسي وليس الوحيد من مصادر التشريع، وهذا كله ترجمات حرفية للدساتير الغربية الديموقراطية مع تغيير كلمات تتفق مع الحالة المصرية، وهذا خلاف دستور دار خلافة؛ أو الدولة الإسلامية،

يقول الدكتور :" أما من الناحية الشرعية، فإن الشرع الإسلامي الذي رضيه أهل مصر مرجعا لهم في دولة مدنية، لا دولة دينية ثيوقراطية، يوجب على كل من آمن به ورجع إليه؛ طاعة الرئيس المنتخب شرعا، وتنفيذ أوامره، والاستجابة لتوجيهاته، في كل شؤون الحياة "، مصطلح جديد يطلع به علينا فضيلة الدكتور :" شرع إسلامي في دولة مدنية "؛ والخلط الواضح أن رئيس الدولة يبدأ حالا بمجرد تسلمه مهام منصبه في تطبيق الإسلام كاملاً؛ ويستشهد فضيلته بأحاديث السمع والطاعة؛ والخلط مرة آخرى باستخدام مصطلحات شرعية كـ :"الكفر البواح" و :"الكفر الصريح"، ويذكر فضيلة الدكتور من سماهم بمن: " لا يمثلون الشعب المصري، بل جزءا قليلا منه " ويستحضر فضيلته ثلاثة أمثلة الأول: "الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب رئيس هيئة كبار العلماء" ويعقب بالقول :"وأنا "يقصد نفسه" أحدهم". ويكمل: "لم يستشرنا" يقصد د. الطيب و "لم نفوضه ليتحدث باسمنا، وهو مخطئ في تأييده الخروج على الرئيس الشرعي للبلاد". ويبدأ الخلط من جديد مثل قوله :"وهو مخالف لإجماع الأمة". و "لم يستند في موقفه إلى قرآن ولا إلى سنة، بل كل القرآن والسنة مع الرئيس مرسي". وهنا خلط واضح بين الديني والمدني، أو بين الشخصي والموظف العام في دولة ما، ويعيب على الطيب بقوله :"خالف علماء الأمة الإسلامية الذين لا يبيعون علمهم من أجل مخلوق" وفضيلته لا يقر بقول د. الطيب بأنه ارتكب "أخف الضررين". ثم يكشف عوار مؤسسة الأزهر كـ مؤسسة تابعة للدولة الديموقراطية المصرية منذ أن أمم عبدالناصر؛ صاحب الكريزما الأزهرَ وحوله إلى مؤسسة تابعة للحكومة فيقول د. القرضاوي :"ليت الدكتور الطيب يتعامل مع الدكتور مرسي كما تعامل من قبل مع حسني مبارك! فلماذا يكيل بمكيالين؟ فهذا تخريب لدور الأزهر، الذي يقف دائماً مع الشعب، لا مع الحاكم المستبد". "وينتقل إلى الجناح الثاني من عقيدة الذين يسكنون على ضفاف النيل ومَن يؤمن بها فيقول :"البابا تواضروس، لم يوكله الأقباط، ليتحدث باسمهم، وقد كان منهم من شارك مع حزب الحرية والعدالة والأحزاب الإسلامية" وينبه فضيلتُه غبطتَه بأن :"الأقباط؛ منهم من شارك مع حزب الحرية والعدالة والأحزاب الإسلامية " وينتقل إلى المعارضة المصرية الهشة فيحدد أولا :"البرادعي"؛ إذ "وكلته جماعة الإنقاذ فقط، ولا تدعي القوى المعارضة كلها أنه يمثلها" ويُثني بـ : "مَن تحدث باسم (حزب النور) فإنما يمثل مجموعة قليلة معروفة من الأفراد"، ثم يؤكد فضيلته على أن :"كل السلفيين والجماعة الإسلامية، والأحزاب الوطنية الحرة والأفراد الشرفاء، ضد هذا التوجه، الذي يوشك أن يودي بالبلاد، وحقوق العباد، إلى ما لا تحمد عقباه" ويضع فضيلته خارطة مستقبل لشعب مصر من دوحة قطر فيحدد الخطوات التالية :"إعادة الرئيس مرسي إلى مكانه الشرعي" والثانية :" مداومة نصحه" والثالثة :"وضع الخطط المعالجة" أما الرابعة :" وضع البرامج العملية، التي تحفظ علينا حريتنا وديمقراطيتنا التي كسبناها بدمائنا، ولا يجب أبدا أن نفرط فيها " . ويصدر فتواه قائلاً :" حرام على مصر أن تفعل هذا، وان تفرط في دستورها، وفي رئيسها المنتخب، وفي شريعة ربها ". ثم ينتهي فضيلته بعد أن عرض مقدمة منطقية غير صحيحة إلى نتيجة مفادها :" من هنا نتبين بيقين: أن الرئيس الشرعي مرسي لم يأمر بمعصية، ولم يرتكب كفراً بواحاً، بل هو رجل صوامٌ قوامٌ، حريص على طاعة الله تعالى. فالواجب أن يظل رئيساً "، أحد الفضلاء؛ من فوق منصة رابعة العدوية تفضل بالقول أنه " رأى في منامه أن سيد الأنبياء وخاتم المرسلين؛ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الذي أمَّ الأنبياء جميعاً في حادثة الأسراء والمعراج؛ يُقدم د. مرسي لإمامة الصلاة ويصلي النبي المختار مأموماُ خلفه" (أمتنع عن تعليق). ثم يناشد جميع الشعب فيقول فضيلة الدكتور :" أناديه في الصعيد والوجه البحري، وفي المدن والقرى، وفي الصحارى والأرياف، أناديه رجالا ونساء شباباً وشيوخاً، وأغنياء وفقراء، وموظفين وعمالا، ومسلمين ومسيحيين، وليبراليين وإسلاميين، ليقفوا جميعا في صف واحد، للحفاظ على مكتسبات الثورة: على الحرية والديمقراطية، والتحرر من كل ديكتاتورية " .

ومن نافلة القول التذكير بما قاله سادتنا من العلماء النجباء بأن ابرز صفات الحاكم : "القوة"، "الرفق بالرعية" وأن لا يكون :"منفراً"

وتتبقى مسألة عزل الرئيس الديموقراطي بأنها تختلف عن عزل الخليفة وبحثها في كتاب الفقه والأصول .

إشكالية المسلمين سواء العامة أو الساسة أنهم ينادون بالديموقراطية بعد أن عمَّ اسمها أرجاء المعمورة دون إدراك كنهها أو أسسها أو مفاهيمها أو دعائمها؛ ومن هنا جاء الخلط عند التيار الإسلامي السياسي أو ركوب الموجة الديموقراطية حتى الوصول إلى الهدف المنشود ثم يتم الإنقلاب عليها .

فما بين :" رئيسٍ مخلوع " و" آخر معزول "؛ " يبقى ميل طبيعي لدى المصريين للإفراط في المشاعر والمبالغة في الحب. فـ أهل الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ يقترحون تغيير محطتي «سيدي جابر» و «سيدي بشر» إلى «سيسي جابر» و «سيسي بشر»، وهواة الطرب يرون حتمية تعديل أغنية الفنانة ميادة الحناوي «سيدي انا» إلى «سيسي أنا»، أما خبراء الإلكترونيات فيقولون إن الأفضل ليس «إل سي دي» ولا «إل إي دي» لكن «إل-سي-سي».

وكما تستمر مجريات الأيام العصيبة والدامية تستمر كذلك روح المصريين الساخرة والضاحكة رافعة شعار «مصر لكل المصريين»" .

وفي الختام ندعو بما دعا به فضيلة الدكتور الوالد :" اللهم احرس مصرنا واحفظ شعبنا، ولا تهلكنا بما فعل السفهاء منا.. آمين".

 

ــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

(*) نسبةً لما قاله الدكتور الفاضل حجازي :" إللي يرش الرئيس مرسي بالميه نرش بالدم"، ومداخلة الوالد الدكتور كمال الهلباوي بتخطئة هذه المقولة.

(**) نفى رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الشيخ يوسف القرضاوي، أن يكون أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمهله 48 ساعة لمغادرة البلاد، كما نفى سحب الجنسية القطرية منه.

*..*..*

الرَّمَادِيُ

الأحد 27 شعبـان 1434 هـ ~ 7 يوليو 2013م

مصر تروض أحزابها

١. حالة احتقان سياسي واجتماعي تشهدها مصر وانقسام حاد بين معارضي الرئيس مرسي ومؤيديه، ويبدو في كثير من الأحيان على شكل مواجهات عنيفة.
٢. أظهرت الاحتجاجات الحاشدة في مصر خريطة الاستقطاب السياسي في البلاد على نحو جلي، بحيث لم يعد أي من القوى السياسية على مسافة وسط، فكلها اصطف إما لمطالبة الرئيس بالتنحي أو الإصرار على استكمال ولايته ومدتها أربع سنوات مر منها عام واحد.
٣. القوى المؤيدة لاستكمال الرئيس ولايته وكلها قوى إسلامية أساساً هي: جماعة «الإخوان المسلمين» وحزبها «الحرية والعدالة»، الجماعة الإسلامية وحزبها «البناء والتنمية»، وحزبا «الوسط» القريب من الإخوان؛ و «الوطن» السلفي، والشيخ السلفي حازم صلاح أبواسماعيل والحركات السلفية المؤيدة له، «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح» التي تضم شيوخاً سلفيين وقادة في «الإخوان» منهم نائب مرشد الجماعة المهندس خيرت الشاطر، وأخيراً «جبهة الضمير» التي تتشكل بالأساس من الأحزاب والقوى السابق ذكرها.
وهناك قوى إسلامية تدعم مرسي لكن ليس لها ثقل شعبي يُذكر، وهي: أحزاب «الأصالة»، «الفضيلة»، «العمل»، «الإصلاح»، «التوحيد العربي»، «الحزب الاسلامي»، إضافة إلى «مجلس أمناء الثورة»، وهو تحالف شكّله الداعية القريب من الإخوان صفوت حجازي.
٣. في المقابل، تطالب كل القوى المدنية والليبرالية وأصوات إسلامية ذات ثقل وحركات ثورية بتنحي مرسي، أبرزها: حملة «تمرد» التي أطلقت الموجة الأخيرة من الاحتجاجات وقالت إنها جمعت أكثر من 22 مليون توقيع لعزل مرسي، وحركة «الاشتراكيين الثوريين» و «جبهة الإنقاذ» المعارضة وتتشكل من أحزاب «الدستور» برئاسة د. محمد البرادعي، «الوفد»، «المؤتمر» برئاسة عمرو موسى، «مصر الحرية»، «المصري الديموقراطي الاجتماعي»، «الجبهة الديموقراطية»، «المصريين الأحرار»، «التحالف الشعبي»، «التجمع»، «الكرامة»، إضافة إلى «التيار الشعبي» الذي أسسه حمدين صباحي، وحزب «6 أبريل» تحت التأسيس.
ومن خارج الجبهة؛ فقد انضمت «الدعوة السلفية» وحزبها «النور» إلى المطالبين بتنحي مرسي الذي سجّل موقفاً لافتاً عندما دعا الرئيس مرسي إلى إعلان موعد انتخابات رئاسية مبكرة مراعاة لمصالح البلاد، وتشكيل حكومة من التكنوقراط. وطالب الحزب الذي كان حليفاً لـ«الإخوان»، بتشكيل لجنة تبحث اقتراحات تعديل الدستور «مع إصراره على عدم المساس بمواد الهوية على أن يكون التعديل من خلال الآليات المذكورة في الدستور الذي وافق عليه الشعب»، علماً أن الدعوة وحزبها من أقوى - إن لم تكن أقوى - الحركات السلفية في مصر، وحلّت وصيفاً في انتخابات البرلمان المنحل، ما مثّل ضربة قاسمة لجهود الحكم لإظهار المشهد على أنه «اصطفاف ديني» بالأساس. ويدعم أيضاً حزب «الإصلاح والتنمية» برئاسة محمد أنور السادات مطلب تنحي الرئيس.
انضم أخيراً حزب «غد الثورة» برئاسة أيمن نور إلى المطالبين بتنحي الرئيس، و «مصر القوية» برئاسة عبدالمنعم أبوالفتوح، بعدما كانا يُظهران موقفاً غير واضح من هذا المطلب.
أما حركة «شباب 6 أبريل» فرغم أنها انضمت مبكراً إلى مطلب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، إلا أنها إضافة إلى عدد من الائتلافات الثورية وشباب ثوريين أظهروا مخاوف من موقف الجيش الأخير.
٤. الواقع المصري يثبت حالة من عدم التقارب أو التفاهم بين تياريين كل منهما له شعبيته ووجوده على الشارع المصري؛ ويؤكد على حالة عدم الإنسجام بين تياريين متعارضين في الرؤى والمواقف لا يلتقيان وليس بينهما أرضية للحوار؛ إذاً فالقضية ليست مسألة كفر وإيمان بقدر ما هي عقيدة سياسية وإيديولوجية ومبدئية .
٥. بين موقف يطالبه بترك السلطة وموقف يؤيد شرعيته وبين مهلة القوات المسلحة التي تنتهي عصر اليوم؛ الأربعاء 3 يوليو يعلن الرئيس المنتخب الذي جاء عبر الصناديق؛ في بيان صدر بعد مرور تسع ساعات على بيان القوات المسلحة بأن :" ثمن الحفاظ على الشرعية الدستورية والقانونية حياته" .
٦. في أول رد فعل في الشارع المصري على الخطاب اندلع تبادل اطلاق الرصاص الحي والخرطوش بين مؤيدى الرئيس ومعارضية فى منطقة ميدان النهضة بالجيزة، وأفادت تقارير وزارة الصحة المصرية بمقتل 16 شخصا وسقوط مئتين؛ فقال مصدر إخواني لـ "بي بي سي" إن القتلى من انصار الجماعة وإنهم قتلوا على ايدي البلطجية والشرطة في مظاهرات جامعة القاهرة واماكن أخرى.
٧. بدا الرئيس الإسلامي منعزلا بدرجة كبيرة بعد أن رفضت المعارضة الليبرالية الحوار معه بعد أن عرض تشكيل حكومة ائتلافية ووافق على مبادرة تقدمت بها بعض الأحزاب السياسية بتغيير الحكومة وتشكيل لجنة مستقلة متوازنة لإعداد المواد الدستورية وتعديلها وتقديمها للبرلمان المقبل، كما تتالت الاستقالات من حكومته والمحافظين، حيث قدم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو استقالته، كما أعلن وزير الرياضة استقالته وأيضاً السفير علاء الحديدي، المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري، واستقالة خمسة وزراء هم: هشام زعزوع وزير السياحة، وعاطف حلمي وزير الاتصالات، والمستشار حاتم بجاتو وزير الدولة للشئون القانونية، وخالد فهمي وزير الدولة لشؤون البيئة، والدكتور عبدالقوي خليفة وزير المرافق. وتقدم محافظا الاسماعيلية وسوهاج باستقالتهما "حفاظا على المصلحة العامة" كما أعلن محافظ دمياط نيته تقديم استقالته. وفي ضربة جديدة لسلطات الرئيس مرسي، قرر القضاء أمس إلغاء قرار الرئيس بتعيين النائب العام طلحت عبدالله، والحكم بعودة النائب العام السابق عبدالمجيد محمود.
٨. واعتبر مراقبون في القاهرة أمس أن الرئيس المصري لم تعد لديه القدرة على «تقرير مصيره» لوحده بعدما بات الأمر يتعلق أيضاً بمستقبل «الإخوان المسلمين». إذ أكد مصدر قيادي في الجماعة رفض «تنحي مرسي عن السلطة»، مشيراً إلى «سيناريوهات عدة» تناقش «في الأروقة». وقال إن هناك اتجاهاً «يفضّل المواجهة» ضد ما يعتبرونه «انقلاباً ضد الشرعية»، في حين أن اتجاهاً آخر يطرح فكرة تقديم مرسي نفسه على استفتاء شعبي يحدد مصير رئاسته الأمر الذي «يجنّب مواجهات عنيفة قد تكلفنا الإضرار بمستقبل الإخوان المسلمين وإسالة الدماء». ويستند هذا الاتجاه إلى أن «الشعب سيقول كلمته في الاستفتاء، سواء باستمرار مرسي أو برفض بقائه وبالتالي يخرج من المشهد بشكل أفضل يجعله بمنأى عن مصير سلفه حسني مبارك». ولفت المصدر إلى أن مرسي يقف مع الاتجاه الثاني، لا سيما بعد الضغوط التي مارسها عليه الجيش، وأنه تحدث إلى قيادات عليا في «الإخوان المسلمين» لمحاولة إقناعهم. كما أعلنت الموالاة النفير العام ودفعت أنصارها إلى ميدان «النهضة» في الجيزة، إضافة إلى مسجد «رابعة العدوية» في حي مدينة نصر، ونظمت مسيرات في المحافظات ضمت آلافاً من أنصار «الإخوان» و «الجماعة الإسلامية» خصوصاً، وسط ارتفاع نبرة التهديد والوعيد التي طالت حتى الجيش المصري، ما يُنذر بمواجهات دامية، في حال استمر تعقيد المشهد، لكن تظاهرات الإسلاميين توارت خلف مشهد الحشود المهيبة التي تدفقت على ميادين المعارضة. وقال القيادي في حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين ياسر حمزة إن "الجميع" يرفضون بيان الجيش، مضيفا أن "عصر الانقلابات العسكرية انتهى، ولا يمكن لأي قوة في مصر أن تغامر بمستقبل البلد".
كما دعا القيادي بالحزب محمد البلتاجي جميع مؤيدي الرئيس للنزول إلى ميادين مصر لدعم شرعية الرئيس، وأضاف مخاطباً المعتصمين "إن العالم كله كان ضدكم، الجيش والشرطة والمخابرات كانت ضدكم، ولن نتنازل ولو على رقابنا، وسوف نكمل المشوار".
٩. ورفض التحالف الوطني للدفاع عن الشرعية (قادة التيار الإسلامي) في مؤتمر صحفي في رابعة العدوية، التي تشهد اعتصاما منذ الجمعة للمتظاهرين المؤيدين للرئيس، الانقلاب على الشرعية والارادة الشعبية. يذكر أن هذا التحالف يضم عددا من الأحزاب والقوى السياسية المشاركة في الاعتصام عند رابعة العدوية، ومن أبرزها: حزب الحرية والعدالة، وحزب الوطن وحزب البناء والتنمية، وحزب الأصالة وحزب الحضارة.
١٠. أكد حزب "الحرية والعدالة" من جانبه أن الشعب المصري هو الوحيد الذي يملك الحق في رسم "خارطة طريق" للوطن وذلك عن طريق الدستور الذي أقره منذ شهور، مشيراً إلى أن الثورة قامت لإرساء الدولة الديمقراطية عن طريق الانتخابات وليس بـ"الانقلابات العسكرية"، معلقاً بذلك على الخطاب الذي ألقاه الفريق عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، والذي أكّد فيه أن القوات المسلحة ستضع خارطة طريق للمستقبل إذا لم تتم الاستجابة إلى مطالب الشعب خلال 48 ساعة.
وأضاف الحزب، في بيان صدر عنه الثلاثاء، أن البعض يحاول جر "المؤسسة العسكرية" للدخول في المشهد السياسي، مشيراً إلى أن دور الجيش في كل الدول "الديمقراطية" يقتصر على حماية الحدود، ومواجهة الخطر الخارجي، وحفظ الأمن، معلقاً " الجيش له تقاليد ثابتة في احترام الشرعية وفي الانضباط تحت قيادة السلطة الشرعية".
وأكّد الحزب، أنه "سيقوم بدوره لحماية الثورة،" مؤكداً أنه لن يسمح لأي "فئة" باستغلال المشهد السياسي، للانقلاب على الدستور والعودة للديكتاتورية، داعياً الشباب للاحتشاد لدعم الشرعية، والتوحد ضد محاولات "إنتاج النظام الفاسد"، وإعادة الديكتاتورية إلى مصر.
سبب هذا الإحتقان الشعبي في الشارع المصري يعود إلى تقييم آداء الرئيس لمهماته في رعاية شؤون شعبه حين فشل في إدارة البلاد التي تمر باضطرابات سياسية وتدهور اقتصادي وأمني أو بتعبير أدق ضعف درجة إقناع المواطن العادي بشخصية الرئيس المنتخب وقدرته على توجيه دفة سفينة دولة بحجم مصر؛ فـتباينت الآراء حول سياسة الإخوان متمثلة في مرشحها الذي فاز؛ ولا يغيب عن الذهن " وجود صراع على السلطة في مصر ". و "غياب الثقافة السياسية في البلاد".

فـ هل يمكن للجيش فرض حل سياسي على جميع الاطراف؟
وهل تقبل القوى الاسلامية بخروج مرسي من مقعد الرئاسة؟
أم يقوم الشعب بترويض الأحزاب وفق شروط اللعبة الديموقراطية؟
أم سنعود مرة ثانية لسياسة الحزب الواحد؛ ويفشل الشعب في إرساء قواعد ديموقراطية أربع؛ إذ هي
١. حرية العقيدة،
٢. حرية الرأي؛
٣. حرية التملك؛
٤. الحرية الشخصية.
الرَّمَادِيُ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ
الاربعاء 24 شعبـان 1434 هـ 3 يوليو 2013م

إشكالية الآخر في الوطن الواحد!

أو

ميادين في مواجهة ميادين

التفكير بـ جدية في مبادرة خلال 48 ساعة المقبلة!

صداع مزمن نصفي يصيبنا منذ وجودنا .. سببه كيفية التعامل مع الآخر! فـ

١. منذ بداية سبعينات القرن الماضي نجحت الجالية المصرية في تقسيم نفسها إلى جماعات وفرق، وتحزيبها إلى تكتلات متصارعة وأحزاب متناحرة دون وجود إيديولوجية واضحة أو إستراتيجية ناجعة، وإن عملوا جميعاً على أرض أوروبية، بدء الإنقسام من المصليات؛ فمَن يراجع التاريخ يعلم بـ وجود مصلى الأفرو أسيوي، والعراك الإسبوعي بين أتباع جماعة الإخوان المسلمين وشباب حزب التحرير؛ ثم انشأ إتحاد الطلبة الإسلامي „Lindengasse“؛ كإستقلالية الإخوان في مكان يخصهم؛ ومن بعد سميَّ "الصحابة"؛ وإستيلاء التيار الجهادي عليه، وتغيرات عدة أصابته ثم أغلق؛ ثم إنقسام "الصحابة" وإيجاد التيار السلفي بإنشاء مصلى "ابن تيميه"؛ ثم وجود مصلى "الهداية" كبداية جديدة لجماعة الإخوان؛ فإعتزال جماعة مصلى "الشورى" عن "الهداية"؛ وإثناء ذلك إنقسام في مصلى النادي المصري بإيجاد مصلى الطريقة الدندراوية؛ ووجدت مصليات في كافة التجمعات والقهاوي؛ والناظر إلى خريطة التجمعات الحالية؛ طبعة يوليو 2013 يتأكد مِن صحةِ ما ذهبتُ إليه.

٢. نجح البعض في تسويق فكره بأنه الوحيد الذي يملك الحقيقة كاملة وحشد خلفه الأتباع فحفرت خنادق متعددة كل يرمي الآخر بالمثالب والسخائم.

٣. طُرحتْ مبادرات للعمل على ما تم الإتفاق عليه لتفعيله وإيجاده على أرض الواقع، ومن ثم ترحيل ما تم الإختلاف عليه إلى زمن النضج الفكري عند المتخندقين والرشد الفقهي. هذا تم في الوطن البديل؛ أما هناك فقد تم معاملة الآخر

٤. إما بـ اسلوب التعتيم والإهمال؛ أو سياسة الأقصاء والإبعاد والإتهامات والشائعات والسباب واللعان، ثم ترتفع المعاملة مع المشاكسين إلى ما يطلق عليه الأذي النفسي والبدني وينتهي المطاف بـ التصفية المعنوية أو الجسدية .

أما في الميادين فـ :

٥. يميل آحدهم إلى إظهار وإستعراض القوة؛ فيميل الآخر إلى التنفيس عن المشاعر؛ والأصل أنه يجب تفعيل وجهة نظر التي من أجلها تم الإظهار أو جرى من أجلها التنفيس؛ فكلاهما ـ الإظهار/التنفيس ـ ليس في ذاته هو المقصود، بل إضاعة للطاقة والمجهود؛ هذا أدى إلى :

٦. حالة مِن إفلاس أيديولوجي تبعه إفلاس سياسي في الطرح والحوار والنقاش والمعالجة وإنزال الإفكار على تربة صالحة ؛ وهذه الحالة اصابت الجميع: إذ أنه قد

٦.١. أفلس من أكتفي بإصدار بيان شجب أو تأييد؛ و

٦.٢. أفلس سياسيا مَن يقف فتتورم قدماه في مظاهرة دون أن يشفعها بكيفية عملية لما نادى به في المظاهرة.

٦. ٣. إفلاس سياسي مَن يراهن على التدخل الأجنبي ـ عربي أو غربي ـ لـ لحلحة الوضع الراهن، ولدينا

٦.٤. المفهوم العربي للديمقراطية:

فالديمقراطية العربية تعني أن تكون أنتَِ وحدك سيف الدولة؛ الخصم والحكم؛ المتهم والقاضي والشاهد وشرطة التنفيذ. إما أن يكون القانون إلى جانبك؛ وإما فلتقع الحرب الأهلية. فالمليون الذي يتظاهر معك هو الوطن، أما الملايين الأخرى فهي جراثيم وجرذان، إما تستحق السحق أو التدمير النيران،

٦.٤.١. المفهوم العربي في التمثيل السياسي أو الجمعي :

رئيس البلاد جاء عبر صناديق الاقتراع، هو أول رئيس مدني منذ ما يقرب من ستين عاماً، يواجه تحديا كبيرا لشرعيته، بخروج ملايين المحتجين، المطالبين بتنحيه، بعد عام واحد من وجوده على السلطة، مما يعني أن صناديق الاقتراع لم تعد وحدها تكفي لتثبيت شرعية الحاكم. فـ إذا دعت الضرورة ورأى البعض .. إذا كان حلا وسطا للخروج من الأزمة الطاحنة؛ التي سالت الدماء إثناءها وخربت المنشأت، إذ أن احترام إرادة الناس هي من أولويات الحاكم. فالدعوة؛ إذاً لانتخابات مبكرة فهي ليست بدعة مصرية، فقد جربتها عديد من الدول، وشهدت أوروبا وحدها خلال السنوات الأخيرة أكثر من 8 انتخابات مبكرة، من بينها: بولندا سنة 2007م؛ إبان حكم رئيس الوزراء ياروسلاف كاتشينكسي، وفي إيطاليا سنة 2008م، كما جرت في بلجيكا عام 2010م، وفي البرتغال واليونان سنة 2011م، وإسبانيا العام الماضي. وخارج أوروبا جرت في كندا وفنزويلا وفي الأرجنتين، وأمام حزب الحرية والعدالة الحاكم في مصر الآن، أن يثبت للعالم الذي يترقب ما يحدث في مصر أنه فوق الحزبية، وأن الوطن هو الأهم، وأن يتحلى بالشجاعة الكافية بالانصياع لمطالب الناس، والمضي قدما في تلبيتها بالدعوة لانتخابات مبكرة، إذا دعت الضرورة، وإذا كانت حلا وسطا للخروج من الأزمة الطاحنة. فاحترام إرادة الناس هي من أولويات الحاكم. لكن هذا لا يعفي؛ بحال المعارضة أيضا من التزام الاستحقاقات الديمقراطية، ولعل أولها تأكيد نبذ العنف، والتجريح، ومحاولة إلغاء الآخر. وعليها أيضا حمل مسؤولية الخروج بمشروع مشترك مع القوى الحاكمة من أجل استقرار ووحدة البلاد. فمشكلة مصر الآن هي غياب رؤى واضحة المعالم والطريق تترجم إلى برامج سياسية واقتصادية واجتماعية وتربوبة وتثقيفية سواء للحزب الحاكم أو معارضيه، ناهيك عن رؤية شاملة للمستقبل. فالتحديات الجسيمة يجب أن يقابلها برنامج عمل واحد لمنع وقوع البلاد في فخ الفوضى، أو الانزلاق إلى نزاعات أو حرب أهلية طاحنة. وتقع على عاتق جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها.. وكذا معارضوها، مهمة العمل على وضع استراتيجية قومية متفق عليها، والمحافظة على وحدة النسيج الاجتماعي المصري بطوائفه الفكرية المتعددة، وأبعادها من محاور الصراع. فحقوق الوطن يجب أن تكون محل احترام وتقدير كل الأطراف، لأن الوطن للجميع، بمختلف انتماءته العقدية أو الفكرية او أطيافه وأعراقه وثقافاته.

٧. أمهلت حركة تمرد؛ أحد التيارات الشعبية المعارضة الأساسية الرئيس محمد مرسي حتى الثلاثاء؛ غداً لاستقالته، مهددة بحملة عصيان مدني إن ظل في السلطة.

٧. ١. تمرد إطلقت تعبيرات رنانة فضفاضة لا يفهم تحتها شئ محدد بعينه كالتعبير بـ :" احتشاد الجمعية العمومية للشعب المصرى فى ميدان التحرير والاتحادية وكافة ميادين التحرير فى جميع المحافظات".

٧.٢. إثناء ما يقال بـ "مسيرات سليمة" فقط "إحتجاجية" أعلنت وزارة الصحة المصرية ارتفاع حصيلة ضحايا أحداث الأحد بالقاهرة والمحافظات إلى 16 حالة وفاة [قتل] و781 مصابا دون عائد حقيقي سوى إظهار حالة من الغضب والكره .. واقتحم عشرات الأشخاص صباح اليوم الاثنين؛ 01 يوليو المقر العام لجماعة الإخوان في حي المقطم شرقي القاهرة وأضرموا النار في الطابقين العلويين به،

٨. تتبقى إشكالية التمثيل الحقيقي لأفراد الجالية المصرية سواء النمسا أو دول الغرب عموماً؛ ففي اللحظة التي قام متظاهرون من أبناء الجاليات المصرية في أوروبا بتسليم رسالة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي أمس ببروكسل، وخاصة إلى البرلمان الأوروبي، إذ يأتي التعبير بكلمة :"وممثلين عن الجاليات المصرية المقيمة في أوروبا"؛ ثم يقوم الآخر بالحديث عن مجلس تنسيقي للجالية المصرية؛ صخب على الدانوب ودماء على النيل، وفي نفس تلك اللحظة أعلن وزير السياحة المصري هشام زعزوع :" إن الإعلام الغربي بدأ تكثيف تغطيته للأحداث في مصر خلال اليومين الماضيين، ولا نستطيع تحديد حجم التأثير الكامل لتلك الاضطرابات إلا بعد مرور نحو 24 ساعة، وأضاف أن الخوف الآن في الحجوزات المستقبلية: ويقول "أمامي تقرير الآن يشير إلى أن هناك إلغاء للحجوزات من إنجلترا خلال شهر يوليو، بالإضافة إلى تباطؤ في الحجوزات من الأسواق الأوروبية الرئيسة"، وتابع زعزوع الذي يحاول عودة السياحة إلى معدلات ما قبل الثورة: "كل ما نخشاه أن تتخذ المظاهرات منحى عنيفا .. وقتها ستتأثر السياحة بشدة".

٩. اليوم 1 يوليو 2013 نقف بين مليونية الإصرار؛ إذ يصر أنصار مرسي على حاجته إلى مزيد من الوقت لتحقيق ما وعد به، وبين مليونية العناد؛ وبين عصيان مدني شامل، فقد صدر بيان لحركة تمرد يقول :"نمهل محمد مرسى موعداً أقصاه الخامسة من مساء الثلاثاء (غدا) الموافق 2 يوليو (كي) يغادر السلطة حتى تتمكن مؤسسات الدولة المصرية من الاستعداد لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة". كما طالبت المصريين بـ"الاحتشاد في كل ميادين الجمهورية مع الزحف إلى قصر القبة" إن لم يتخل الرئيس عن السلطة. وأضاف البيان :" يعتبر هذا الموعد ... بداية الدعوة لعصيان مدني شامل من أجل تنفيذ إرادة الشعب المصري"، هذا الشعب سمع بيان القيادة العامة للجيش المصري فقبيل الإنتهاء من صياغة هذا المقال صدر بيان من القيادة العامة للجيش المصري أمهل الجميع فرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي؛ لمدة 48 ساعة .

كلمة أخيرة : حتى هذه اللحظة لم يقدم أحد من رموز الجالية المصرية مبادرة يمكن تفعيلها لتلتف حولها كافة الأطراف المشاركة في الوطن والمعنية بالهم المصري؛ النخب ينبغي عليهم تقديم حلول عملية ومبادرات واقعية كي نسعى للحل وليس فقط مطالب كما وليس رفع سقف المطالب أو فقط الإصرار .

الرَّمَادِيُ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ

الاثنيـن 22 شعبـان 1434 هـ 1 يوليو 2013م

التحزب والتقسيم.. « الجالية » المصرية مثالاً

١. لم تتمكن الجالية المصرية بعد؛ من توحيد صفوفها رغم مرور أكثر من نصف قرن على تواجدها على أرض جمهورية الألب .
٢. فلم تستطع ترسيم العلاقة بين تياراتها السياسية المتصارعة فيما بينها، أو تقريب مسافة القطيعة بين إنتماءاتها الحزبية الإسلامية والليبرالية .
أقول هذا؛ إذ
٣. يعتزم تيار المعارضة تنظيم مسيرة إحتجاجية يوم الأحد 30 يونيو، فـ يرد تيار الموالاة بتنظيم وقفة تضامنية يوم الجمعة؛ غداً 28 يونيو .
نخب ورموز كلا الفريقين مدعو بعد 30 يونيو إلى الميل إلى ثلاثة احتمالات:
الأول: إذا نجح كل طرف إلى حشد الإتباع والأنصار فينبغي عليهما ـ النخب والرموز وليس الأتباع والأنصار ـ التوصل إلى ترسيم ملامح العلاقة الجديدة على أسس جديدة، لتضمن تحولا نوعيا في البناء السياسي الداخلي للجالية المصرية في الخارج،
والثاني: الانفراج المؤقت المحدود، والوصول إلى حالة تهدئة ظرفية، مع الاتجاه نحو تفاهمات جزئية مرحلية على عدد من القضايا المصيرية، وتفكيك الملفات العالقة،
والاحتمال الثالث: فشل الطرفين في التوصل إلى أي اتفاق كلي أو جزئي بسبب تضارب المصالح، أو العناد التكتلي أو بسبب أجندة من أطراف خارجية تأتي عن طريق الفيسبوك.
وأميل إلى ترجيح كفة الاحتمال الأول، لأن الطرفين يدركان خطورة التصادم والعنف.
٤. أمريكا والإتحاد الأوروبي لديهما رؤية تؤكد أن "الإسلام سوف يكون هو العنصر الأبرز والأكثر فعالية في صناعة المستقبل، ولكن ليس في صيغة ما وضعه تاريخ الحركة الإسلامية في العقود الماضية من تصورات، ناسبت معطيات تاريخية بعينها، وأيضا ليس في صيغة بعض ما ظهر من ردود فعل متشددة، تجاه الحملة الضارية على الاتجاه الإسلامي خلال تلك العقود، بل بصيغة مستقبلية جديدة، يصنعها جيل الثورة، تراعي ثوابت الحقوق والحريات والكرامة وفق ما قرره الإسلام، وتعطي الأولوية للمواطنة وليس المحاصصة.
٥. ] الخائف من تيار الإسلام السياسي(!) يسعى لركوب الموجة، ومع خوفه تمكن من حسن تسير إتجاه الحركة الإسلامية بغض النظر عن توجهاتها أو تعتيم كلي على من يملك رؤية واضحة .
٦. بروز التيار السلفي كـ لاعب جديد تظهر آفاق صعوده بل تنافسه على السلطة، والكاتب يرى ثلاثة أنواع من «السلفيات» هي:
أولا: السلفية العلمية وهي تيار إسلامي لا يمارس السياسة، ولكنه يلعب دورا ما في الضغط من أجل جعل الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.
ثانيا: السلفية السياسية، وهي التي أسست أحزابا سياسية بعد الثورة، وهي أحزاب تؤمن بالممارسة السياسية، وصولا إلى تحقيق أهدافها الساعية إلى تطبيق الشريعة.
ثالثا: السلفية الجهادية، وهي التيار الأكثر اندفاعا وصخبا، ويعبر هذا التيار عن حالة سائلة غير مؤطرة في بنية تنظيمية.
٧. حداثة عهد فصائل وقوى الإسلام السياسي بالعمل السياسي، في سياق أكثر انفتاحا وأقرب إلى الديموقراطية؛ أماط اللثام عن بعض المواقف والسلوكيات المرتبكة، والمثيرة لقلق المزاج العام، خصوصا في ظل حالة التربص المتبادل والاستقطاب الحاد، التي تلف المشهد السياسي.
٨. يعيش الكل في دائرة رد فعل؛ إذ لا توجد مبادرات بالفعل تستحق الإهتمام بها ويمكن القول إن هناك تطورا إيجابيا ملحوظا في مستوى التجميع تغيب عنه المنهجية والموضوعية والشمول والدقة والمهنية، وتغيب عن الأنظار رجال الصف الأول، وهي أمور تستحق إعادة النظر فيما هو موجود على الساحة .
٩. فاعليات غداً؛ الجمعة 28 والأحد 30 يونيو في فيينا تظهر عدم قدرة كلا المنظمين إلى الجلوس تحت سقف ما يسمى « الجالية المصرية » وفقد كلاهما المبدأ والإستراتيجية التي بنى عليها وجوده الفعلي.
١٠. خطورة التحزب الديني حين يزاوجه تحزب سياسي إذ يصبح تعصبا للفكرة والرأي. والمنتوج توليفة أيديولوجية تتمثل في الإسلام الروحي والعلمانية السياسية، أشبه ما يكون بالأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوروبا. فالدين لا يلعب دورا محوريا في أنشطة كلا الفريقين، أقصى ما يقدم مدافعة عن القيم الإسلامية؛ مع ضرورة الحفاظ على العادات والتقاليد والمعتقدات والقيم الوطنية التي تنتمي إلى الماضي وعدم الابتعاد عنها.
١١. فقدان نموذج يصلح تسويقه كـ تعبير عن «الإسلام المعتدل» الذي يزاوج بين الإسلام والديموقراطية.
١٢. خطأ إستراتيجي يضاف لكلاهما حين يتم مسايرة القاعدة الشعبية الإسلامية.
الأول من يوليو 2013
١٣ . فرصة مواتية لعقلاء الجالية المصرية للجلوس تحت سقف لنخرج الجالية بتشكيلاتها المتعددة من نفق فوضى وتشرذم، واعتماد سلوك متمدن حضاري و الإحساس بالمسؤولية، إذ ينبغي القيام بـ انقلاب أبيض على الموروث من الحقب السابقة وهدم تركة نظام أسقطه الشعب المصري بأكمله .
١٤. نحتاج إلى ثورة إصلاحات . فلا يقبل أحد أن يعيش في عصر التجمعات الهشة وليس التحالفات ذات الصبغة المبدئية .
١٥ . لم يدخل المصريون في تجربة الإصطفاف حول مبادئ أو افكار اساسية حتى يتسنى للمراقب أن يحكم عليها .
 
ولعل الباب بدء ينفرج للـ ولوج إلى أفق الإتحاد الأوروبي؛ الأرض التي تطأها أقدام الجالية المصرية .
 
الرَّمَادِيُ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ

تــلاتــين  سته

 

عقبةٌ كئود توضعُ أمام عربة التغيير في ميدان التحرير

 

يخطئُ مَنْ يقول أنه بعد عام أخفقَ التيار الديني(!) حين تولت جماعة الإخوان المسلمين؛ جناحها السياسي(!) إدارة شؤون البلاد، ورعاية مصالح العباد، وجلب المنافع للشعب، ودرء المفاسد عن الأمة يشاركها بقية الأحزاب التي علىٰ مثيلتها؛ أقول أخفق التيار الديني في إزاحة أزمة الأمة الإسلامية وإخراجها مما تعاني منه؛ ومنذ قرون؛ وفشلت هذه الأحزاب الدينية في إخراج هذه الأمة الكريمة من مستنقع التخلف والفقر والفوضى.

فحقيقة الأمر قد أخفق الجميع في إيجاد مشروع إسلامي مزعوم(!): سواء إجتماعي أو اقتصادي أو ثقافي داخل البلاد؛ أو إصلاح الجهاز الإداري أو حمل هموم الشعب لنظام الحكم بمؤسساته لإزالتها .. أو مايسمىٰ رعاية كافة الشؤون داخلياً ورعاية الشؤون خارجياً، والحفاظ علىٰ مكانة الدولة وهيبتها وتفعيل دورها الإقليمي والعالمي.

والسبب يعود إلىٰ حالة ووضع المنظرين وليس النظرية التي ينادون بها ويدندنون حولها؛ إذ أنهم لا يملكون آليات مناسبة متطورة تمكنهم من إنزالها علىٰ أرض الواقع الحالي المعاش، وغياب ما يسمىٰ بـ"الوسط" السياسي الناضج المالك وعياً عاماً مرتبط بالنظرية والمبدأ الإسلامي.

جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها العالمي لم تفكر لحيظة طوال تاريخها في وضع دستور لتطبقه لحظة التمكين؛ بل أقوال مرسلة وشعارات رنانة جوفاء.

الجماعة السلفية بجناحها الخليجي لا تفكر في التغيير الجذري بل تكتفي بحفنة من مبادئ الأخلاق للفرد، ومراعاة شكل وصورة الشارع العام ومظاهره، وقدر راق من الدعوة العلمية دون معالجة مشاكل المجتمع وأزمات الدولة؛ فهي تربت وترعرعت في ظل الأنظمة الملكية والأميرية؛ وجناحها الثاني في بقية المنطقة والعالم؛ يظهر تخبطاً كما يحدث في تونس أو كما حدث في "قرية أبي مسلم " والأول يخشىٰ الصدام مع الأنظمة الفاسدة الديكتاتورية الحاكمة؛ والتي سقط البعض منها والباقي في الطريق؛ والثاني يتخبط بين النظرية والتطبيق .

الجماعات الجهادية غادرت الساحة الإسلامية منذ سنوات برعاية ملكية ومساعدة أمريكية لتنفذ غزوات مباركة علىٰ أراضي قدماء الصليبيين ثم بمعونة فارسية.

الجماعات الصوفية أضاءت الشموع في هذا الليل الكالح والتفت حول الأضرحة مع أن الصديق؛ الإدارة السياسية للعم سام أعطت لها خطوط عريضة وراهنت علىٰ قدرتها في جذب الأتباع من الجماعات سالفة الذكر؛ ولكنها لم تفعل لأسباب ذاتية وايديولوجية.

حزب التحرير أصدر دستوراً للخلافة الإسلامية والتي ستسير علىٰ منهاج النبوة عام 1482هـ ~ 1963م، ثم عدَّل نفس الدستور بعد ذلك؛ وقام بنقض مشروع دستور دولة الملالي المطروح للمناقشة في لجنة الخبراء وقدمه إلىٰ الخميني عام 1979م، ثم نقض مشروع دستور جمهورية السودان سنة 1989م.

و التيارات المدنية المعارضة ـ التيار الليبرالي والقومي والعروبي والناصري ـ لا تملك هي الآخرى رؤية واضحة يبني عليها فكر يصلح أن يقدم للشعب.

يعتقد كاتب هذه السطور أن ثورة 25 يناير قام بها الصغار [الشباب] لاحتياجات حياتية ضرورية، فحصدها الكبار؛ لاحتياجات حزبية ضيقة رخيصة، والجميع لم يكن مؤهل أو مستعد أو عمل بجدية لبلورة أفكار الثورة وتحويلها لخطوط عريضة تُفعل . لأن :

[ ١ ] الحاضنة والفاطمة والمربية هي تلك الأنظمة التي عمل الجميع علىٰ اسقاطها، فخرَّجت لنا هؤلاء الذين يراهم الشعب الأن:

[ ١. ١. ] بعض الساسة؛ الأن يتلعثم حين يتكلم علىٰ الهواء؛ إذ أنه لا يستطيع بلورة افكاره عند الحديث عنها،

[ ١. ٢. ] بعض ساسة اليوم لا يملك سوىٰ كارت المعارضة الأحمر؛ دون تقديم مشروع إسلامي أو ليبرالي أو قومي أو وطني صالح للتطبيق،

[ ١. ٣. ] الكثير منهم لا يملك الكيفية العملية بآليات صحيحة لإنزال النظرية التي تربىٰ عليها ودرسها في الكتَّاب أو صومعته الحزبية لحظة التمكين إلى معترك الحياة ،

[٢] الحركات الإسلامية وما يناقضها مازالت تعيش في خندق التنظير ولم تغادر بعد مقعد المعارضة وإن جلس جناحها السياسي علىٰ مقعد الحكم ويملك في يده إدارة شؤون البلاد والعباد؛ إذ أنها لا تحسن إلا هذا الدور، ويتساءل كاتب هذه السطور :" هل يعقل أن تنظيماً عالمياً لا يملك في كوادره رجال يلتفون حول الرئيس لإرشاده ونصحه وتعليمه كيف يفكر السياسي أو كيف يتكلم السياسي أو كيف يتعامل السياسي مع الأحداث ... بيد أن فاقد الشئ لا يعطيه؛ وهذه مصيبة الأمة .

المحصلة : أن الجميع فشل في تطبيق النظرية التي صرف شبابه وافنىٰ عمره في تعلمها والمناداة بها على المنابر وأٰذاعها في المحافل.

... هذا هو الواقع وهذه هي مصيبة جماعات وأحزاب التيار المتدين [وليس الإسلامي] السياسي والليبرالي ... وهذه لعلها الخطوة الأولىٰ في تشخيص الحالة المرضية الراهنة لمعرفة الواقع ثم إتخاذ الإجراء اللازم .

الثلاثون من شهر ستة لعام الفين وثلاثة عشر

الرمادي؛ د. محمد

السبت: ١٥ من شهر ستة؛ يونيو ٢٠١٣~ ٦ شعبان ١٤٣٤هـ.


شروط نشر الأعمال الفنية و الأدبية (المؤلفة أو المنقولة) فى أوسترو عرب نيوز :

عدم التعرض إلى (الذات الإلهية) .. الأديان السماوية .. المذاهب الدينية .. القوميات .

عدم التعرض بالسب أو الانتقاص من شخصية خاصة أو اعتبارية  .. بشكل مباشر أو بالتورية حال النقد .

أن لا ينشر فى أي وسيلة إعلامية صادرة بالعربية من النمسا .. خلال فترة النشر بـ أوسترو عرب نيوز .

أن يضمن المؤلف أو المراسل نشره فى النمسا مذيلا بعبارة : منقول عن أوسترو عرب نيوز (كلمة شرف)

ما ينشر في أوسترو عرب نيوز .. يعبر عن رأي كاتبه أو ناقله أو راسله ..
أوسترو عرب نيوز .. لا تتحمل المسئولية الأدبية أو القانونية .

أوسترو عرب نيوز .. تهيب بحضراتكم الإبلاغ عن أي تجاوز .. لعمل الإجراء المناسب على الفور .. بالحذف مع الاعتذار .
 

أعلى الصفحة


الموقع غير مسئول عن تصحيح الأخطاء الإملائية و النحوية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رئيس التحرير : أيمن وهدان




أخبار عرب النمسا