محمد
الرمادى
فيينا /
2023 |
 |
|
|
 |
|
حالةٌ ما
حالةٌ غير مرضية تحدث عنها الكثير من
الأدباء والعلماء وأهل التخصص الإكاديمي
في علم الإجتماع ورجاله لمتابعة تصرفات
وأحوال الناس..
حالةٌ يكتنفها الغموض عند بحثها؛ ويعلوها
عدم الاهتمام الكامل بكل أعراضها، ليتم
معالجتها معالجة ناجعة صحيحة.. فقط يكتفىٰ
بمظهرٍ أو أكثر من مظاهرها؛ كلٌ حسب
اهتمامه بمظهر الحالة وليس دراسة
أسبابها.. وكيفية الخروج من تلك الأزمة..
حالةٌ تعيشها أمةٌ بأكملها منذ ردح مِن
الزمان؛ كانت قمتها أو قعرها : سقوط نظام
دولي للحكم الإسلامي.. زمن الدولة
العثمانية في تركيا.. فبسقوط دار الخلافة
العثمانية انزعج القُطر المِصري وكتب أمير
الشعراء أحمد شوقي قصيدته يرثيها وتحرك
علماء الأزهر في اتجاه خاطئ ونشأت جماعة
دينية صوفية إجتماعية كرد فعل.. كما
وانزعج علماء الهند وبقية الأمصار !
وتشرذم الجميع وتقطعت أوصالهم ..
حالةٌ أخرجتها -أي الأمة الإسلامية- مِن
دائرة الوجود الفعلي -مع ظهور ضعف في بعض
الجوانب- المؤثر في الأحداث؛ والدور
الفاعل في المواقف؛ والأثر أو القول
المغير للأحوال؛ وغياب القدرة المسيطرة
علىٰ مجريات الأمور؛ أي تغيب التواجد الحي
المؤثر بعد معرفة حقيقية لـ دورها الطبيعي
كأمة ذات رسالة في الحياة والمنوط بها في
كافة المعاملات..
ولا ينبغي ولا يصح لي أن اغفل المحاولات
المتعددة والمتكررة لخروج تلك الأمة
الخيرية مِن أزمتها.. سواء من خلال
محاولات سياسية أو تعليمية علمية ثقافية
أو اقتصادية.. أو اجتماعية أو دعوية دينية
صوفية كهنوتية.. وحين سُد الأفق في
محاولات التغيير.. انبثق من الأخيرة إرهاب
أفراد فرق أو جماعات.. أو أحزاب سياسية بل
وكافة المحاولات الفردية -كأشخاص: محمد
عبده وتلميذه محمد رشيد رضا- فشلت فشلاً
ذريعاً أو أخفقت في الوصول إلىٰ الهدف
المنشود لتحقيق الأمل المعقود.. ثم توقفت
المحاولات أو كادت واكتفي بتلميع بعض
الأوجه؛ وتبيض بعض الجوانب مع بقاء الوضع
بأكمله كما هو تحت مقولة :"فليس في
الإمكان تقديم أحسن ما قُدم".. وتم إنقسام
في العمل الجدي؛ وأخذ كل يغني لــ
ليّلاه..
والإشكال -في تقديري- يعود لعدم ملامسة
الخلل الأساسي والعنصر الجوهري والذي أدىٰ
إلىٰ هذه الحالة التعيسة التي يعيشها أكثر
من مليار و800 مليون إسنان يحملون بطافة
تعريف كتبت في خانة الدين : " مسلم".
بالقطع هناك عوامل آخرىٰ خارجية ساعدت
علىٰ السقوط المدوي لنظام الحكم وابقت
القدرات غائبة لقيامه وعودته للوجود!
الأمة الإسلامية.. لم تعد أمة بمفهوم
التكوين الاجتماعي والوصف العلمي الدقيق
لمصطلح أمة .. فهي صارت : أمم وشعوب
وقبائل وجماعات وفرق وأحزاب وتكتلات.. بل
مؤسسات إقليمية ومنظمات عالمية.. وإن
تلحفت لغطاء رعوي.. تحت مسميات براقة يخبو
ضوؤها قبل أن تجتمع أعضاؤها..
فلم تبقىٰ بمفهوم الأمة الواحدة ذات رسالة
خالدة وصاحبة مصدر للتشريع وتملك منهج
التغيير.. فصارت أمة العرب وهي كذلك
انقسمت إلى مناطق جغرافية بحكم القدرات
المالية (دول الخليج) أو قدرة التأثير
(مصر)؛ وهذا عند العرب.. أما أعاجم
المسلمين .. فصارت تركيا كيان مستقل ولها
مصالحها الخاصة بـ إدارة الحكم وترغب في
الإنسلاخ عن الإسلام والبعد عن المسلمين
وإن تشدق رجال الدولة بإسلامية الشعب وليس
النظام أو الحكم.. وتتبع الناتو كحلف
عسكري وتسعىٰ لدخول التجمع الأوروبي تحت
مظلة الاتحاد الأوروبي بيد أن بعض دول
الغرب ترفضها؛ كما وصارت إيران -نظام
الملالي- دولة مارقة في عُرف النظام
والقانون الدولي ولها اذرع في عواصم أمهات
البلاد العربية للهيمنة أو زرع الاضطراب
كـ لبنان .. سوريا .. العراق .. اليمن ..
وكانت تسعىٰ لتواجد مذهبي شيعي في مِصر
ابان حكم جماعة الإخوان ثم تعثرت المحاولة
وقضي عليها.. وحال أهل باكستان وأفغانستان
واقليات إسلامية في المنطقة الشرقية من
العالم معلوم.. والأقليات في الغرب تسعى
لوضع قدم صدق في بلاد العم سام ومن يتبعه
(مجزرة نيوزلندا: 15 مارس: المحصلة 50
شهيداً)
فلم تبق هناك أمة إسلامية بمفهوم أمة
واحدة بل -إن صح التعبير- أمم إسلامية أو
الأدق شعوب إسلامية مختلفة الثقافة متنوعة
الهوية..
والأمر الثاني وهو أكثر أهمية مِن الأمة
الإسلامية.. إذ هو الذي يشكلها.. أقصد
إلىٰ ماذا تتحاكم تلك الأمة وإن صغر عددها
وقل افرادها..
فالإسلام كطريقة معينة في الحياة وطراز
خاص من العيش له منهاجه الخاص في الحياة
وله تشريعاته مع وبين الأفراد في منطقة
بعينها أو ما يسمىٰ بنظام المعيشة (الحكم)
في الإسلام .. ومصدر هذا المنهاج أو هذا
التشريع : نصوص القرآن المتعلقة بآيات
الأحكام ؛ وهذا يعتبر المصدر الأول ، أما
الثاني فـ أحاديث الأحكام ؛ ولكليهما
-آيات الأحكام (أحكام القرآن) وأحاديث
النبي الرسول لــ الأحكام- إذ توجد مراجع
علمية كتبها كبار علماء المسلمين؛ فتقرأ
لـ للشافعي؛ محمد بن إدريس: كتاب أحكام
القرآن؛ جمعه البيهقي من اقوال الشافعي؛
وابن عربي المالكي؛ والرازي الجصاص؛
والطحاوي؛ والكيا هراسي، والقنوجي؛
والاستربادي والسايس؛ والصابوني.. وهذه
المراجع أو المصادر تتحدث عن أحكام القرآن
وليس كل تفسير القرآن كما تجده عند
الطبري.. والإشكال ليس في وجود المادة
العلمية المتعلقة بموضوع البحث بل الإشكال
في مَن يقرأ ليستوعب فيفهم فيدرك فينزل
الكلمة موضع التطبيق أو السلوك أو يتمثله
بـ خُلق.. وليس فقط وجود كتاب بعينه أو
معلومة بعينها .. إذ أن وجود المعلومة لا
يعني بالضرورة تصديقها أو التعامل معها
إيجابا بقبولها وسلوكاً بتطبيقها في معترك
الحياة.. بل تظل فقط معلومة متداولة . .
كمن يعلم أن الله واحد أحد فرد صمد لم يلد
ولم يولد . . أو أن الله حلَّ في شخص ما!
وأما مصادر أو مراجع الأحاديث الأحكام
النبوية الرسولية فتجد : للعراقي؛ كتباً؛
والبيضاوي؛ والجلال السيوطي؛ وابن حجر
العسقلاني؛ وابن الملقن؛ وابن الخراط؛
وابن المنذر؛ والشوكاني؛ والصنعاني؛
وعبدالهادي المقدسي؛ وابن رجب الحنبلي؛
وابن قدامة المقدسي؛ والفاسي؛ والحكمي..
وهناك مراجع ومصادر وموسوعات الفقه علىٰ
المذاهب الأربعة للجزيري والزحيلي.. أو
للمذهب الواحد من رجاله الكبار والمنتسبين
إليه كالفقه الحنفي أو المالكي أو الشافعي
أو الحنبلي أو الظاهري أو الزيدي أو
الشيعي !
وخلاصة القول : أن التراث الإسلامي طافح
بأمهات المصادر وعيون المراجع.. وما زلنا
حتى كتابة هذه السطور تخرج لنا المطابع أو
الصفحة العنكبوتية في مواقع مختلفة كنوز
وجواهر العلم -التراث- الإسلامي في كافة
نواحية كــ بحوث العقيدة أو الفقه أو
الأحكام الشرعية العملية والعبادات
والمناسك أو التفسير والتأويل وعلوم
القرآن أو علوم الحديث وفي مجال رعاية
شؤون الأفراد والحكم والسياسة..
إذاً الإشكال ليس في عدم وجود مصدر أو
مرجع .. وهي متوفرة بكثرة في مواقع مجانية
على صفحات الإنترنت.. أو أن الإشكال في
عدم وجود رجال العلم وأهل الفهم واصحاب
العقول ..
فأين الخلل الذي أوصل أمة بأكملها إلى هذا
المكان غير اللائق بها ؛ فأنت ترىٰ في
كبرىٰ المساجد وأهم الجوامع علىٰ حوائطها
ساعة توقيت الصلاة صناعة صينية أو أدعية
أو ساعة اليد تشترىٰ إما من دكاكين مكة
المكرمة أو حوانيت المدينة المنورة .. اضف
سجادة الصلاة أو مسابح الحمد والتسبيح أو
الملابس أو الدشداشة وحطَّة الرأس العقال
[(الكوفية تعرف بالغترة أو الشماغ أو أو
المشدة أو القضاضة أو «الجمدانة» في حوض
الفرات والعقال بميلٍ على الرأس يسمى
عنقرة وعلى الأكتاف رمز للوطنية)]
وغالبيتها وأفضلها صناعة غربية؛ وأحسنها
السويسري؛ وحتى أئمة الحرمين يرتدون
الأجنبي من الشماغ وليس المحلي الصنع!..
ولعل هذا مظهر من مظاهر التبعية والتي
تكون أحياناً مستترة أو قد يغلب على الظن
لجودتها ومتانتها !
كتبتُ ابحاثاً تحت عنوان عريض : بحوث
تمهيدية لأمة غائبة.. ثم غضبت من نفسي
فعدلت العنوان : بحوث تمهيدية لأمة ذات
حضارة.. ثم توقفتُ عن التشبيه أو التجريح
فحسن اللفظة لا يغير من واقع الأمر
شيئاً!!
فالبحر المالح سيظل مالحاً؛ والليمون سيظل
حامضاً؛ وبرودة القطب ستظل كما هي مثلجة..
أما من اراد السباحة في البحر الأبيض
المتوسط أو الأحمر أو المحيط الهادي أو
الهائج أو الأطلنطي.. فلن يتمكن أحد من
تحلية مياهه؛ ومن يريد أن يضع قطرات مِن
الليمون على طبق الفول فطوراً فيحسن
بالقطع طعمه أو بعض قطرات منه على الفسيخ
فتطيب مذاقة .. ومن يريد التزحلق فوق
الجليد فهي رياضة لها من يقبل عليها ولها
ايضا ابطالها..
فطبيعة الأشياء ستظل كما هي ..
أما تغير الواقع المرفوض فقضية تحتاج إلى
إعمال فكر ونظر ! وقدرة على التغير وليس
رغبةً أو توهماً...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) *
(د . مُحَمَّدٌ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
الرَّمَادِيُّ)
الأربعاء، 23 شعبان، 1444هــ ~ 14
مارس 2023م
 |
قضية
طرح
الزلزالان [بشدة: 7.8.. و 7.6 درجات،]
المدمران والهزات الارتدادية الَّذين
أصابوا سورية وتركيا [26 ألف قتيل في
البلدين: كحصيلة غير نهائية؛ و14 مليون
مواطن تضرّروا جراء الزلزال المدمّر: فقط
في تركيا.. حتى كتابة هذه السطور] العديد
من القضايا؛ منها : قضايا عقائدية إيمانية
؛ كـقضية علم الله الأزلي والقضاء القدر
والخير والشر، كما وأثار الكثير من
التساؤلات من الناحية العلمية الجيولوجية
وقدرة الإنسان على معرفة ما قد يحدث على
الأرض وما يقابله من تصرف الطيور قبل هبوب
الريح العاصف والمطر أو هروب الثعابين أو
خروج الديدان من باطن الأرض ، أو من ناحية
رعاية الشؤون السياسية للأفراد والناحية
الانسانية والإغاثية .
ومِن القضايا الجوهرية في حياة الإنسان؛
قضايا تتعلق بوجودنا ڪأحياء لفترة زمنية
محدودة بعينها نسعىٰ ونجِد للحصول علىٰ ما
نريد ونستحوذ علىٰ ما نرغب ؛ فيحدث في
الحياة أحداث سعيدة تفرحنا ومواقف مؤلمة
تحزننا ، ونبني ونُشَيِّد ونعمر وفي لحظة
ينهدم البنيان أو يفنى صاحب المكان ويتركه
، وقد يمرض لنا عزيز أو نمرض نحن ونضعف ثم
نتمكن من استرجاع قوانا واسترداد عافيتنا
؛ وقد يطول المرض ومعاناته حتىٰ الذهاب
إلىٰ القبر، وقد تحدث مصائب ومواجع ومحن
وابتلاءات واختبارات.. ثم تنتهي حياة
الإنسان بالموت والدفن تحت التراب..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والاقدام علىٰ التزاوج ومن ثم التناسل
والحصول علىٰ ذرية قضية مصيرية آخرىٰ ؛ إذ
أنك تبني في المستقبل إنساناً ، وهذه
تستلزم قبلها عمليات تهيئة نفسية وإعدادات
علمية وفقهية عملية لما قبل الزواج وبعده
؛ وهي ما تسمىٰ بـ مدرسة الأزواج ومعرفة
الآخر معرفة جيدة من حيث التكوين الجسدي
والعضوي لنحسن التعامل معه ودراسة كيفية
معاشرة النساء في جميع أحوالهن والاستعداد
لتربية النشأ وإحسان تعليمهم وتثقيفهم
وبناء مستقبل جيد لهم..
وما بعد الموت قضية مصيرية مِن الدرجة
الأولىٰ؛ إذ يترتب عليها ما سيحدث في
الحياة الأبدية مِن نعيم سرمدي أو شقاء
أبدي بعد تذوق الموت.. سواء شهيد دنيا
وآخرة أو شهيد آخرة أو مرض يصيب المرء منا
فيناله شقاء وشدة أو اصابه حادث مؤلم أو
مات ميتة سوية على فراشه..
وأصل القضايا جميعها هي قضية الإيمان
بوجود خالق محيي رازق مميت مالك الملك ورب
كل شئ ؛ فيترتب علىٰ قضية الإيمان بوجوب
وجوده ومعرفة اسمائه والتعرف علىٰ صفاته
معرفة أوامره إذ تؤثر علىٰ سلوكنا تجاه
كافة القضايا وكل المسائل في الحياة
الدنيا.. أو ما يخالف الإيمان أي الڪفر به
وإنكار وجوده أو الشرك..
يترتب علىٰ الإيمان بوجوب وجوده أن يرسل
لنا أنبياءه فتأتينا رسله ليبلغنا مِن
خلالهم وعن طريق كتبهم وما يقولونه
ويفعلونه .. يترتب علىٰ ذلك معرفة مراد
الخالق منا ويعلمنا ما يريد منا أن نفعله
ويرشدنا لما يرغب وما يحب وما عنه يرضىٰ ؛
ويبلغنا ما يكرهه وما لا يريده..
لذا فقد وجدت انبياء ورسل حملوا كلام مَن
أرسلهم من خلال شريعته ومنهاجه ؛ وهو الله
-تعالىٰ- ليبلغوا قومهم ما يريد منهم ؛ ثم
أتم الرسل وختم الأنبياء بآخرهم -محمد بن
عبدالله بن عبدالمطلب- برسالة تامة وبكتاب
كامل يعالج كافة مسائل الإنسان العقائدية
والإيمانية والعملية الحياتية ويرد علىٰ
كافة تساؤلاتهم وأنزل مع الكتاب -أيضاً-
الكيفية العملية لمعالجة تلك المسائل
الحياتية والقضايا الجوهرية والمصيرية وهي
السُنَّة الرسولية النبوية المحمدية.
ويوجد العديد من المسائل الغيبية والتي
أخبرنا بها القرآن وهي تتطلب مِن المسلم
الإيمان بها جملةً وإن تعسر التفصيل في
بعضها أحياناً ؛ حيث أن جميع كلمات القرآن
قطعية الثبوت من عند الله تعالىٰ؛ ونطق
القرآن فيخبرنا في السورة التي تذكر فيها
البقرة : {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ
فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين} {الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } [البقرة: 2 -
3]
.ثم تحدد الآية بعض أنواع الغيب الذي يجب
الإيمان به: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا
[(٢)]أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ
وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِــ
[(١)]اللّهِ وَ[(٣)]مَلآئِكَتِهِ
وَ[(٤)]كُتُبِهِ وَ[(٥)]رُسُلِهِ لاَ
نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ
وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا }
[البقرة:285]
ومن تلك المسائل الغيبية التي طُلب منا
الإيمان بها والاعتقاد في صحتها : {وَإِذْ
أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن
ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ
أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ [(٦)]بَلَى
شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا
غَافِلِين} [الأعراف:172]
ـ ـــــ
ـــــــــــــــــ
[(1)] قضية!
* (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) *
السبت، 21 رجب، 1444هــ ~ 11 فبراير
2023م
 |
الخصوصية
منذ بدء الخليقة
والإنسان يسعىٰ لتوثيق اللحظة التي يعيشها
أو إثبات الحالة التي هو بها أو الوضع
الجديد الذي طرأ عليه فنجد آثار الأجداد
ڪُتبت بحروف لغته المتداولة -وقتذاك- أو
رُسمت بإمكانيات وأدوات عصره أو نُحتت
بقدرات زمانه -آنذاك- علىٰ جدران الڪهوف
ومداخلها أو رسمت علىٰ جلود الحيوانات أو
داخل المعابد أو الڪنائس ڪــ صور طريق
الألآم للسيد المسيح [14 مشهدا] أو
المساجد فــ [تزين جدران بعض المساجد[(-)]
بآيات قرآنية أو اسم الجلالة واسم رسول
الإسلام واسم أبي بكر أو عمر أو علي أو
ابنه الحسين؛ وفي بعض مناطق العراق ترىٰ
صورة الحسين].. أو يأتي التوثيق للشخص
علىٰ صورة تمثال ڪامل أو نصفي؛ وحتىٰ ترىٰ
صورة الآله وابن الاله ڪما في الهند
والمعابد المسيحية الكبرىٰ [كاتدرائية
سالزبورج] وتماثيل أم الآله والقديسيين
والملآئڪة والجن والشياطين؛ وأيضا إبليس
رسمت له صورة.. سواء التي كانت في الذهن
تخيلاً أو أنسلت مِن بين سطور الڪتاب
المقدس وفق كل دين.. أو الاتفاق على رمز
أو شكل ڪـ تحية التعظيم لــ هتلر النمساوي
و علامة الشيطان مثلاً.. وقد تفنن الناس
في هذا أيما أختراع فــ صار فناً له
أربابه يرسمون وينحتون.. ويخترعون رموزا
وعلامات.. حتى أعلام الدول ترمز إلى شئٍ
ما..
ثم جمعت هذه التماثيل واللوحات في مڪان
أطلق عليه متحف للزوار؛ ثم صار مجالا
للدراسة والتعليم والتخصص؛ فيتمڪن الشخص
من دراسة الحقبة الفرعونية لغةً -منقرضة-
أو آثاراً -ظاهرة للعيان- لمعرفة أسرار
تلك الفترة الزمنية وڪيف تم بناء مثل تلك
الأهرامات(!)..
وبمرور الزمن وجد فن الرواية والقصة
والحڪاية أو ما يطلق عليه القصة الشعبية
أو الفلكور الشعبي؛ والغناء والموشحات
ولعل الڪتاب المقدس حسب ڪل ديانة يروي لنا
عن مَن سبقونا وأخبارهم وما جرىٰ لهم حين
أفسدوا في الأرض.. فرسمت تلك المشاهد
أولاً في الذهن .. ثم جاءت السينما
الصامتة ثم سينما صوت وصورة ثم سينما
بالألوان ثم سينما ذات الأبعاد الثلاثة..
لتجسد هذه الروايات والقصص حسب رؤية
بعينها ڪ فيلم حياة وألآم السيد المسيح
[إخراج ميل جيبسون-مثلاً] أو فيلم الرسالة
[انتوني كوين] أو الناصر صلاح الدين [أحمد
مظهر] ورافق هذا صدور الجرائد وانتشار
المجلات..
ثم جاءت طفرة صار ڪل إنسان عنده القدرة
الشرائية لأقتناء جهاز محمول أن يوثق
اللحظة التي يعيشها بغض النظر أين المڪان
أو ڪيفية الحال أو الوضعية سواء إباحيتها
أو عدمها.. اي مجرد صورة .. وترسل الصور
بغض الطرف عن مَن يهتم بها أو مَن لا
تعنيه.. ودخلت المسحة الدينية التقليدية
على خط المراسلات !
الأجداد والجدات والأباء والأمهات يتحدثون
عن ذڪرياتهم مِن خلال صورة ذهنية حفرت في
الذاڪرة للعديد مِن الأحداث والمواقف..
فتجد الجدة -مثلاً- تحڪي عن زيارتها لـ
أرض الحجاز -دون صور مرئية أو موثقة- وڪيف
انتقلت بـــ الوابور البحري (ينطق
البابور) من جنوب مِصر مبحرة في البحر
الأحمر لميناء جُدَّة لتؤدي مناسك الحج
والعمرة وزيارة المسجد النبوي والمقام
الشريف؛ ومَن قبلها ڪانوا يأتون الأرض
المقدسة ذهاباً رجالاً -على الأقدام- مع
رحلة المحمل المِصري في حراسة الجيش
المِصري آنذاك مِن اقصىٰ بلاد المغرب
العربي..
والسينما المِصرية وثقت هذا المشهد في
فيلم [بنات الأڪابر] لــ ليلىٰ مراد
وأغنية
[يا رايحين لـ النبي الغالي
هنيّاً لكم وعقبال لي][(*)] ..
كلمات أبوالسعود الابياري
والطريف أنه ڪان يوجد حول الڪعبة المشرفة؛
خارجها في الساحة يافطة مڪتوب عليها
بلغتين (عربي/إنجليزي) ممنوع التصوير(!)..
والأڪثر طرافة أنه في نهاية التسعينات
أصطحبتُ معي في زيارة عمرة أبني
الصغير[(**)].. وڪي لا يمل فڪرت أن نقوم
بعد صلاة العشاء بڪتابة اسماء ابواب
المداخل لصحن الڪعبة المشرفة شارحاً له
مَن هو صاحب اسم هذا الباب وما تاريخه
ونبذة عن حياته وأعماله..
وبعد لحيظات جاء شرطي حراسة وطلب مني
إعطاءه الوريقات التي ڪُتب عليها شيئاً ما
وهو لم يقرأه ولڪن من خلال ڪاميرات
المراقبة تظهر شخص ما مع طفل صغير بجلباب
أبيض يقوم بالوقوف أمام الأبواب فترة ما
وڪتابة شيئ ما .. ولما رفضتُ إعطاءه
الورقات وهو صمم .. طلبتُ منه أن يقابلني
بمرؤسه لعله يفهم فيقدر ما أريد تعليم
ابني من خلال تاريخ الإسلام (!).. وڪنا
وقوف عند باب السلام فذهبَ بي إلىٰ خلف
المروة وتقابلت مع رجل شيبة ذات درجة في
الشرطة في سيارة الشرطة وهي مجهزة بلاسلڪي
ومعدات آخرى .. وصمم أيضاً علىٰ أخذ
الأوراق.. وحجته خوفا من محاولة تفجير
مبنىٰ الڪعبة؛ وأوضحت له أنه من خلال
القمر الصناعي ترصد لوحة أرقام السيارات
في اي مكان.. وحين رفضت مرة ثانية مبينا
له ماذا أفعل ڪي لا يمل الطفل الصغير
أعلنها أمام الصغير :
إذاً ستُرسل إلىٰ المخفر وتقدم للمحاكمة
والسجن..
وڪانت أم الصغير في صحن الڪعبة تقرأ
القرآن وتتهجد فقلت لــ صغيري بلغة جوته
والذي يفهمها جيداً : نعطيهم الأوراق هذه
الليلة ونأتي غدا نڪمل "الطواف" حول
الڪعبة من الخارج [قبل التوسعة؛ تم هذا في
عام 1998م / 99. وفقاً لتوثيق الشاب صاحب
الواقعة] وڪتابة اسماء بقية الأبواب بدلاً
مِن ذهابنا إلىٰ السجن أو الترحيل.. وأمك
لا تعلم عنا شيئاً..
وافق الصغير وهو يضحك !
وبخصوص السجن ففي سجن القلعة[(***)].. وهو
خاص لمعتقلي السياسة ضد النظام المِصري
القائم يوجد على جدرانها [القلعة: الرؤية
تمت في نهاية ديسمبر 1978 / 79م] أسماء
وتواريخ مَن تشرف بالإقامة الجبرية فيها..
كيفما تطول فترة الاعتقال! .
واقع الحال اليوم ومنذ حين ترسل مِن خلال
المحمول صور تذڪارية ومشاهد عن أماڪن
التواجد دون المرور بنفس الشرطي أو قائده
العسڪري ودون تقديم أحد إلىٰ المحاڪمة أو
الترحيل إلىٰ السجن.. بل يتم التصوير من
لحظة الخروج مِن الحمام استحماماً أو
توضئاً لآداء ركعتين ثم قول نية العمرة أو
الحج بصوت مسموع أو النية فمحلها القلب أو
التلبية المسموعة!...
والجدير بالذكر أن الحاج عماد "العمدة"
ارسل لي منذ إسبوعين فيديو [صوت وصورة من
صحن الڪعبة إثناء تأديته الطواف!]
في بعض أماكن دولة مِصر كان يدهن جدار بيت
الحاج مِن الخارج بالأبيض وترسم صورة
الهودج (جمل فوقه ڪغرفة صغيرة) وهو وسيلة
النقل في الزمانات وبالطبع ترسم صورة
الڪعبة المشرفة ومأذنة ومسجد النبي
المصطفىٰ.. مع توزيع التمر المديني وفنجان
صغير من ماء زمزم..
وقد أحضر صديق لي رمل من منىٰ إثناء
تأديته مناسك الحج عام 2005م ليضعه مع
ڪفنه حين يموت ويدفن في بلاد "الفرنجة"؛
والأرض أرض الله.. وآخر أُحضر له مِن مڪة
إلىٰ أوروبا خصيصاً ماء زمزم ليُغسل به
وبعد الإنتهاء -فعلاً- مِن الغسل ووضعه في
كفنه أَحضر أولياؤه ماء زمزم وصمموا علىٰ
تغسيله مرة ثانية بالماء الذي روي عنه أن
ماء زمزم لما شرب له[!] ..
وفي بلاد الهند خاصة مناطق المسلمين
[شايبور] لا يقدرون علىٰ إلقاء نواة التمر
تكرماً بل يجمعونها ويضعونها في علب توضع
في داخل المسجد للتسبيح أو للتبريك !
منذ حين يتم تصوير [فيديو] العلاقة
الحميمية بين فردين سواء مِن خلال زواج
شرعي أو علاقة صداقة بالمفهوم الغربي الحر
وترسل للفرجة ؛ وكما يقول بائع الخضار :"
إللي ما يشتري يتفرج".. بل حالات الإعتداء
والقتل ما تمت إلا نتيجة تبادل مثل هذه
الصور والفيديو.. وصار النت بمواقع
التواصل الإجتماعي غرف نوم لايف أو سوق
لعرض ما يحدث في الغرف المغلقة..
في السابق كان هناك افلام العري ومجلات
الصور الإباحية ومَن يريد يدفع ثمن تذكرة
الدخول للفرجة أو شراء المجلة بل وجدت
مهنة صحفي يتتبع عورات المشاهير من نجوم
السينما أو الأغنياء أو لاعبي الرياضة..
الإشڪال يأتي من إمڪانية عرض الصورة موثقة
بتاريخ وأوضاع مختلفة للشخص على العامة
وصار جسد الإنسان مَعْرَضاً لمن يريد
الفرجة ويأتي هذا نتيجة تقليد ثقافة آخرىٰ
دخيلة وڪما قيل صارت الڪرة الأرضية قرية
صغيرة.. بالقطع البعض يريد معرفة الأخبار
وما يحدث هنا وهناك ولڪن ما فقد وضاع هي
الخصوصية فصار من خلال عدسة المحمول ننقل
العورات من داخل البيوت!
ــــــ
ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــــــــــــ
* (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) *
[(*)](140) يا رايحين للنبي - ليلى مراد -
YouTube
[(**)] سألتُ صاحب الواقعة لتوثيق
الخبر..فقال أنها كانت في عام 1999م.
[(***)] هذه الحادثة وثقت في 8 ديسمبر
1978م.
[(-)] [ أ . ] " سئل الإمام مالك عن
المساجد ، هل يُكره أن يكتب في قبلتها
بالصبغ مثل آية الكرسي وقل هو الله أحد
والمعوذتين ونحوها!؟
فقال : „ أكره أن يكتب في قبلة المسجد شيء
من القرآن والتزويق ” ؛ وقال: „ إن ذلك
يشغل المصلي وكذلك ينبغي له أن يغير ما
أحدثوه من إلصاق العمد في جدار القبلة وفي
الأعمدة أو ما يلصقونه أو يكتبونه في
الجدران والأعمدة وكذلك يغير ما يعلقونه
من خرق كسوة الكعبة في المحراب وغيره فإن
ذلك كله من البدع لأنه لم يكن من فعل من
مضىٰ ” .
[ انتهى النقل من كتاب "المدخل" لابن
الحاج (2/215) ]
[ ب. ] ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ
إِلَىٰ أَنَّهُ يُڪْرَهُ زَخْرَفَةُ
الْمَسْجِدِ بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ ، أَوْ
نَقْشٍ ، أَوْ صَبْغٍ ، أَوْ ڪِتَابَةٍ
أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُلْهِي
الْمُصَلِّيَ عَنْ صَلاَتِهِ ، لأِنَّ
النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ ذَلِكَ . فَــ
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا- قَال : قَال رَسُول اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «
„ مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ الْمَسَاجِدِ
” » ؛ وَ التَّشْيِيدُ : الطِّلاَءُ
بِالشِّيدِ أَيِ الْجِصِّ ، ثمَّ علَّقَ
فـقَال ابْنُ عَبَّاسٍ : „
لَتُزَخْرِفُنَّهَا كَمَا زَخْرَفَتِ
الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ” ؛ وَعَنْ
أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ
النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- قَال : « لاَ تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَىٰ النَّاسُ
فِي الْمَسَاجِدِ ” » ؛ وَ رَوَىٰ
الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ أَنَّ عُمَرَ
-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَمَرَ بِبِنَاءِ
مَسْجِدٍ وَقَال : „ أَڪِنَّ النَّاسَ
مِنَ الْمَطَرِ ، وَإِيَّاكَ أَنْ
تُحَمِّرَ أَوْ تُصَفِّرَ فَتَفْتِنَ
النَّاسَ ” ؛ وَ قَال أَبُوالدَّرْدَاءِ
-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- « „ إِذَا
حَلَّيْتُمْ مَصَاحِفَكُمْ وَزَخْرَفْتُمْ
مَسَاجِدَكُمْ فَالدَّبَارُ عَلَيْكُمْ ”
؛ وَلأِنَّ ذَلِكَ يُلْهِي الْمُصَلِّيَ
عَنِ الصَّلاَةِ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ
فَيُخِل بِخُشُوعِهِ ؛ وَلأِنَّ هَذَا
مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ . وَاتَّفَقَ
الْفُقَهَاءُ عَلَىٰ أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ
زَخْرَفَةُ الْمَسْجِدِ أَوْ نَقْشُهُ
مِنْ مَال الْوَقْفِ ، وَأَنَّ الْفَاعِل
يَضْمَنُ ذَلِكَ وَيَغْرَمُ الْقِيمَةَ ؛
لأِنَّهُ مَنْهِيٌّ عَنْهُ وَلاَ
مَصْلَحَةَ فِيهِ وَلَيْسَ بِبِنَاءٍ. " [
الموسوعة الفقهية الكويتية ] .
(د . مُحَمَّدُ فَخْرُالدينِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ
الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)
الجمعة، 13 رجب، 1444هــ ~ 18 يناير
2023م |
 |
السيد في مِصر
« „ مبارك أرض مصر ” »
؛ « „ مبارك شعب مصر ” ».
(السيد المسيح)
«مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني»
(إنجيل متّى؛ أصحاح( 2 ) : الآية: (15)
«رحلة العائلة المقدسة إلىٰ مِصر استغرقت
3 سنوات و 6 شهور و 10 أيام»
(الكنيسة الأرثوذوكسية القبطية)
«مَصر.. أرض التعايش والضيافة؛ أرض اللقاء
والتاريخ والحضارة.. والأرض المباركة عبر
العصور بدم الشهداء والأبرار الثمين؛
والتي عاش فوقها القديس يوسف والعذراء
مريم والطفل يسوع والكثير من الأنبياء»
(البابا فرانسيس: بابا ورئيس دولت
الفاتيكان؛ في حضور وزير السياحة المِصري
علىٰ رأس وفد رسمي رفيع المستوىٰ).
(ترجمة من جريدة المِصري اليوم: قداس
الأربعاء: 04 أكتوبر 2017م)
«رحلة العائلة المقدسة توجد وثائق دخول
العائلة المقدسة إلىٰ أرض مِصر.. وهي
رحلةُ دخول السيد المسيح وأمه وخطيبها
يوسف النجار إلىٰ مِصر بناء علىٰ تعليمات
إلهية [ظَهَرَ مَلاَكُ الرَّبِّ لِيُوسُفَ
فِي حُلْمٍ] ذكرها الكتاب المقدس، وهرباً
من الحاكم الروماني هيرودس الذي كان يسعي
لقتل الطفل يسوع»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شمعةٌ طويلةٌ منيرة أَضَأَت وسط شموع
بهيجة لــ إحتفالية في ليلة جمعة 22
ديسمبر 2017م ليلةٌ مِن ليال الأنس في
فيينا بمناسبة عيد الميلاد المجيد [عيد
الميلاد الأرثوذكسي حسب التقويم الشرقي]
شمعةٌ أنارت جنبات مقر الاتحاد العام
للمِصريين بالنمسا؛ مبادرةٌ من مسؤول
اللجنة الدينية المنبثقة من الاتحاد إمام
وخطيب المصلىٰ (كاتب هذه السطور) بمشاركة
ممثل الكنيسة المرقسية المِصرية [الكنيسة
القبطية الارثوذكسية] (أرسل نائبه) وبدعوة
حضور أعضاء السلك الدبلوماسي المِصري
المعتمد لدىٰ الدولة النمساوية (لم يحضر
أحد) وبمساعدة الشاب بيشوي العلمية؛
ولإنجاح المبادرة قدمت شركة طيران يديرها
الأستاذ أمين تذاكر طيران مخفضة؛ وزعها
كابتن مِصر لكرة القدم طه البصري؛ ورغبة
من الفنان شحاتة بتقديم لوحات؛ وبحضور
لفيف كريم من أعضاء التجمع المِصري بفيينا
يجاورهم السادة أعضاء الإدارة ورؤساء
اللجان؛ وبعد الإنتهاء من الحفل المبارك
قَدم شيف طباخ/ أحمد جابر ما لذ وطاب من
الأطعمة والمشروبات.
فتحت الأمسية تحت عنوان عريض :
« „ رحلة العائلة المقدسة إلىٰ مِصر ” »
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومصطلح « „ العائلة المقدسة ” » ـ كما
تعرفون ـ هو مصطلح ديني تاريخي؛ فالعائلة
تتكون من السيد المسيح وهو مازال طفلاً
رضيعاً في حضن أمه "مريم العذراء البتول"؛
و"يوسف النجار" خطيبها والذي شاركها في
رحلة الهرب من الطغاة؛ فهربت بيسوع -
الغلام وهو في مهده إلىٰ مِصر أرض الأمن
والأمان والضيافة علىٰ مر التاريخ والعصور
والأحقاب والأزمان؛ فزحفت « „ العائلة
المقدسة ” » من فلسطين عبر طريق العريش؛
وصولاً إلىٰ حصن "بابليون" المعروف اليوم
بـ "مصر القديمة"؛ وتحركوا نحو صعيد مِصر
للاختباء فترة من الزمن؛ تحت حماية
العائلات والقبائل المِصرية القاطنة في
تلك البقاع؛ ثم عادوا إلىٰ الشمال مرورًا
بوادي النطرون في صحراء طريق مِصرـ
الإسكندرية الحالي؛ واجتازوا الدلتا؛ ثم
واصلوا طريق العودة عبر سيناء مرة أخرىٰ
إلىٰ فلسطين من حيث أتوا، وكانوا في كل
هذه المراحل في كنف وضيافة « „ الأسر
المِصرية ” » التي قامت بحمايتهم علىٰ طول
هذه الرحلة في الطرق الوعرة والصحراوات
الجافة القاحلة؛ ويعرف خط سير هذه الرحلة
بــ « „ رحلة العائلة المقدسة ” » . إلىٰ
مِصر.
[بتصرف نقلا من مقال : د.إلهام سيف الدولة
حمدان ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قدمت اللجنة الدينية المنبثقة من الاتحاد
العام للمِصريين بالنمسا أمسية ثقافية
إجتماعية بالصوت [شرح] والصورة [فيديو
بالألوان] عن أحداث « „ رحلة العائلة
المقدسة إلىٰ مِصر ” » وفقاً لما جاء في
(إنجيل متّى؛ أصحاح( 2 ) : الآيات: ( 13 ـ
15).
فــ „ قَدْ ظَهَرَ مَلاَكُ الرَّبِّ
لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ
وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ
إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى
أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ
أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُة ”
ـ
فــ. „ انْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ ”. „
أَخِذَاً الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً.
وَكَانَ هُنَاكَ. [فِي مِصْرَ] إِلَى
وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا
قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ
الْقَائِل: مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني ”
ـ
عندما علم هيرودس (73 ق. م - 4 ق. م)[(*)]
" 16 „ حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ
أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ
جِدًّا. فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ
الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ
وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ
سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَب
الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ
الْمَجُوسِة ” (إنجيل متّى أصحاح( 2 ):
الآية: ( 16).
وفي الفقرة التالية يواصل متّي: 19 „
فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ، إِذَا مَلاَكُ
الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ
لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ ” 20 „ قَائِلاً:
«قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ
وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ،
لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا
يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ» ” 21 „
فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ
وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ ”. 22
„ وَلكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ
أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى
الْيَهُودِيَّةِ عِوَضًا عَنْ هِيرُودُسَ
أَبِيهِ، خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى
هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي
حُلْمٍ، انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي
الْجَلِيلِ ” 23 „ وَأَتَى وَسَكَنَ فِي
مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ،
لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ
بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى
نَاصِرِيًّا» ” (إنجيل متّى: ( 2 ):
الآيات (19 ـ 23).
هذا كل ما هو وارد بالإنجيل وفقا لمتّى:
يوسف النجار يحلم بأن ملاك الرب ظهر له في
الحلم وأمره أن يهرب بالطفل وأمه إلىٰ
مِصر، وفي حلم آخر يسمح له الملاك بالعودة
إلىٰ إسرائيل، لكن يوسف يخالف قول الملاك
ويخشىٰ الذهاب إلىٰ إسرائيل، فقام الملاك
بتغيير رأيه وأمر يوسف في حلم ثالث
بالذهاب إلىٰ مدينة الناصرة التي لم تكن
موجودة أيام المسيح!!.
والملاحظ من حيث الأمانة العلمية في البحث
والاستشهاد أن :
أ. ) مرقص لم يتحدث عن هذه الرحلة في
إنجيله؛ وأيضا:
ب. ) لم يتحدث يوحنا عن تلك الرحلة
المقدسة في إنجيله رغم أهميتها فرضاً ،.
ج. ) بيد أن هناك نصٌ عند : إنجيل لوقا
(إصحاح 2 ، الآية 39 )؛ يقول والذي قد
يشير للعودة من مِصر(!) فقط „ وَلَمَّا
أَكْمَلُوا كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ نَامُوسِ
الرَّبِّ، رَجَعُوا إِلَى الْجَلِيلِ
إِلَى مَدِينَتِهِمُ النَّاصِرَةِ ” .
اعتمد مسؤول اللجنة الدينية علىٰ ما يقرب
من 26 مقطعا وصورة تبين إنتقال العائلة
المقدسة من فلسطين إلىٰ مِصر؛ كما أظهر
بالفيديو [تفاصيل رحلة العائلة المقدسة
بمصر والتي تضمنت 25 مسارًا] ..
واستعان مسؤول اللجنة بــ مجموعة خرائط
رحلة العائلة المقدسة في أرض مِصر
- خريطة موضح عليها أهم الأماكن التي مرت
عليها العائله المقدسه في ارض مصر The
important places in Egypt visited by the
Holy Family are shown in the map
- خريطة أخرى باللغة العربية لرحلة
العائلة المقدسة إلى آرض مصر Another
Arabic map - -
- يراجع موقع : St-Takla.org
﴿محطات رحلة العائلة المقدسة الىٰ أرض
مِصر﴾
بدأت الرحلة من فلسطين، إلىٰ مِصر عن طريق
الهضاب والصحاري، وليس عبر إحدىٰ الطرق
المتعارف عليها- ثلاثة طرق حينها- وذلك
لأنهم كانوا هاربين من وجه هيرودس الملك،
حتىٰ وصلوا إلىٰ حدود مِصر في محطتهم
الأولىٰ، وهي:
1 . ﴾ الفرما: [أول منطقة دخلت بها
العائلة المقدسة إلىٰ أرض مِصر ] سارت
العائلة المقدسة من بيت لحم إلىٰ غزة حتىٰ
محمية الزرانيق (الفلوسيات) غرب العريش بـ
37 كم، ودخلت مِصر عن طريق الناحية
الشمالية من جهة الفرما (بلوزيوم) الواقعة
بين مدنيتي العريش وبورسعيد .
2 . ﴾ تل بسطة: دخلت العائلة المقدسة
مدينة تل بسطا (بسطة) بالقرب من مدينة
الزقازيق بمحافظة الشرقية وأساء أهل
المدينة معاملتهم فتركوها ومضوا.
3 . ﴾ المحمة (مسطرد حاليا): كانت اسمها
المحمة لأنها كانت مكان الاستحمام، وفيها
أحمت العذراء المسيح، وغسلت ملابسه، بها
نبع ماء -مازال موجودا-
4 . ﴾ بلبيس: تابعة لمحافظة الشرقية
واستظلت العائلة المقدسة عند شجرة ، عرفت
باسم "شجرة العذراء مريم" ومرت العائلة
المقدسة علىٰ بلبيس أيضاً في طريق عودتها.
5 . ﴾ منية سمن ود أو سمنود، حاليا،
واستقبلهم شعبها بصورة جيدة، فباركهم
المسيح ويوجد بها ماجور كبير من حجر
الجرانيت ، يقال أن السيدة العذراء عجنت
به أثناء وجودها ، ويوجد أيضاً بئر ماء
باركه السيد بنفسه.
6 . ﴾ سخا: اهم المناطق الاثرية بها الان
دير المغطس.
7 . ﴾ وادي النطرون: انطلقت العائلة في
رحلتها إلىٰ وادي النطرون، وعبرت النيل،
عبر فرع رشيد، وقد بارك المسيح والعذراء
هذا المكان
8 . ﴾ المطرية: عبرت العائلة مرة أخرىٰ
النيل للذهاب إلىٰ المطرية، وعين شمس،
وكانت توجد في هذا المكان شجرة، استظلوا
بها من حر الشمس، وتعرف حتىٰ اليوم باسم
"شجرة مريم"، وانبع المسيح نبع ماء وشرب
منه، وغسلت فيه العذراء ملابسه.
9 . ﴾ مصر القديمة: يوجد بها العديد من
الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة
وتحولت فيما بعد إلىٰ كنائس، ولم تظل
العائلة فيها طويلا .
10 . ﴾ المعادي (منف): وصلت إلىٰ منطقة
المعادي للسفر إلىٰ الصعيد عبر النيل،
وسميت المعادي، لأن العائلة المقدسة „ عدت
” أي عبرت- منها، ومازال السلم الذي نزلت
عليه العائلة المقدسة إلىٰ النيل موجودا،
11 . ﴾ دير الجرنوس (مغاغة): وفيها بئر
شربت منه العائلة المقدسة، وما زال حتىٰ
الآن
12 . ﴾ البهنسا: وفيها مرت العائلة
المقدسة علىٰ بقعة تسمي اباي ايسوس (بيت
يسوع) شرقي البهسنا ومكانه الأن قرية
صندفا - بني مزار، وقرية البهنسا الحالية
تقع علىٰ مسافة 17 كم غرب بني مزار
.التابعة لمحافظة المنيا
.13 ﴾ سمالوط (جبل الطير) : تابعة لمحافظة
المنيا، حاليا، واستقرت العائلة المقدسة
في المغارة الأثرية الموجودة في الكنيسة
بجبل الطير.
14 . ﴾ الأشمونين: وصلتها العائلة المقدسة
بعد عبورها إلى الناحية الغربية، باركت
العائلة المقدسة الأهالي
15 . ﴾ ديروط (تابعة محافظة أسيوط):
.16 ﴾ قسقام (القوصية) تابعة لمحافظة
أسيوط: وبها الدير المحرق، طردهم أهلها
17 . ﴾ مير (غرب القوصية): حيث هربت
العائلة من أهالي قرية "قسقام"، وقد
أكرمهم أهلها، وباركهم المسيح
.18 ﴾ دير المحرق: بعد أن ارتحلت العائلة
المقدسة من قرية مير اتجهت الىٰ جبل قسقام
وهو يبعد 12كم غرب القوصية. ويعتبر الدير
المحرق من اهم المحطات التى استقرت بها
العائلة المقدسة ويشتهر هذا الدير باْسم „
دير العذراء مريم ”، تعتبر الفترة التي
قضتها العائلة في هذا المكان من أطول
الفترات ومقدارها „6 شهور و 10 أيام ”
وتعتبر المغارة التي سكنتها العائلة هي
أول كنيسة في مصر بل في العالم كله،
19 . ﴾ جبل درنكة :بعد أن ارتحلت العائلة
المقدسة من جبل قسقام اتجهت جنوباً إلىٰ
أن وصلت إلىٰ جبل أسيوط حيث يوجد دير
درنكة حيث توجد مغارة قديمة منحوتة في
الجبل أقامت العائلة المقدسة بداخل
المغارة ويعتبر دير درنكة هو اخر المحطات
التي قد التجأت إليها العائلة المقدسة فى
رحلتها فى مِصر، وجاء الامر ليوسف النجار
في حلم بضرورة عودته إلىٰ فلسطين مرة
أخرىٰ.
20 . ﴾ العودة: انطلقت العائلة في رحلتها
عائدة من الصعيد حتىٰ وصلوا إلىٰ مِصر
القديمة ثم المطرية ثم المحمة ومنها إلىٰ
سيناء ففلسطين حيث يسكن القديس يوسف
والعائلة المقدسة في قرية الناصرة بالجليل
.
﴿نقلا عن فكرة : هدىٰ علي و بسنت خالد﴾
﴿اعداد: جيهان عزمي﴾
وللدقة العلمية ينبغي إدراج مصدر إلا وهو
:"Vision of Theophilus وهو نص مشهور لدى
الكنيسة القبطية بالرغم من ثبوت عدم صحته
التاريخية apocryphal إذ أن:" السيدة
العذراء مريم ظهرت للأنبا ثيؤفيلوس
البطريرك الـ 23 فى المنام وأخبرته بخط
سير رحلتها إلىٰ مِصر وحتىٰ رجوعها إلىٰ
الناصرة". ويحدد المحطات كــ التالى:
1.) رفح
2.) العريش
3.) الفرما
4.) تل بسطا
5.) الزقازيق
6.) مسطرد (المحمه)
7ـ) بلبيس
8.) سمنود
9.) البرلس
10.) سخا
11. ) وادى النطرون
12.) المطريه وعين شمس
13 . ) الفسطاط
14. ) منطقة المعادي
15. ) منطقة البهنسا
6. ) جبل الطير
17. ) بلدة الأشمونيين
18. ) قرية ديروط الشريف
19. ) القوصية
20. ) قرية مير
21. ) الدير المحرق
22. ) جبل درنكة..
وذكرته من ضمن مصادر مع عدم ثبوت صحته
التاريخية.
وذكر مسؤول اللجنة الدينية المنبثقة من
الاتحاد العام للمِصريين بالنمسا بأنه قد
[كشف مجدي شاكر، كبير الأثاريين بوزارة
الأثار عن أن رحلة العائلة المقدسة في
مِصر تتضمن حوالي 25 مسارا تمتد لمسافة
(٢٠٠٠) كيلومترا من سيناء حتىٰ الصعيد. ]
.
« „ بابا الفاتيكان يبارك أيقونة تحمل
صورة وشعار رحلة العائلة المقدسة إلىٰ
مِصر ” ».
[وبتاريخ: 2017/أكتوبر/04؛ الأربعاء:
أُعلنَ نجاح جهود السفارة المِصرية لدىٰ
الفاتيكان - بالتعاون مع المكتب السياحي
في روما في ترتيب زيارة رسمية للوفد
المِصري السياحي. والمقرر أن يصافح قداسة
البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية
ورئيس دولة الفاتيكان اليوم الأربعاء
أعضاء الوفد المِصري عقب عظة الأربعاء
الأسبوعية بميدان القديس بطرس بالفاتيكان
أمام عشرات الآلاف من المحتشدين في
الميدان من كافة أنحاء العالم، كما سيقوم
البابا فرانسيس بمباركة أيقونة صممت
خصيصاً لتحمل صورة وشعار رحلة العائلة
المقدسة إلىٰ مِصر، ليتم إرسالها لاحقاً
كهدية إلىٰ مِصر من قبل البابا فرانسيس في
رسالة تضامن مع مِصر وشعبها لتشجيع
السياحة الدينية إلىٰ مصر.]
[ نشر هذا الخبر بجريدة المِصري اليوم تحت
عنوان:" تفاصيل رحلة العائلة المقدسة
بمِصر": تضمنت 25 مسارًا؛ بتاريخ :
الخميس: 05أكتوبر2017م ]
كما اعتمد مسؤول اللجنة بفيينا رسالة
-وقتذاك- حملها وزير السياحة المِصري
(محمد يحيى راشد) من الرئيس عبدالفتاح
السيسي إلىٰ نيافة بابا الفاتيكان مصرحاً
وزير السياحة بتاريخ [الخميس: 05
أكتوبر2017م] بــالقول :" أن بابا
الفاتيكان أكد في عظته أن مِصر بلد
السلام، مباركاً رحلة العائلة المقدسة،
موجهاً بالحج إلىٰ مِصر، بما سيكون له
بالغ الأثر في دعم ملف السياحة".
ويكمل وزير السياحة المِصري محمد يحيى
راشد تصريحه فقد :" أكد أن مباركة بابا
الفاتيكان لإطلاق مسار رحلة العائلة
المقدسة، ودعوته للجميع لزيارة مِصر جاء
تتويجا لجهود القيادة السياسية والحكومة
لملف السياحة، خاصة ما توليه من جهود لملف
رحلة العائلة المقدسة ".
وقال راشد - في تصريحات له - إن مباركة
البابا لأيقونة رحلة العائلة المقدسة يأتي
تتويجا للجهود التي يبذلها الرئيس
عبدالفتاح السيسي لدعم السياحة وما تبذله
الوزارة من جهد لإعادة إدراج مسار العائلة
المقدسة على خريطة السياحة الدينية
العالمية واستثمارا للنجاح الذي حققته
زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان إلىٰ
مِصر في شهر أبريل 2017م.. مؤكدا علىٰ
الاهتمام الذي توليه الوزارة بمنتج
السياحة الدينية وخاصة إحياء مسار العائلة
المقدسة.
وكان وزير السياحة قد سبق وأن زار دولة
الفاتيكان أكثر من مرة آخرها في مايو
2017م في أعقاب الزيارة التاريخية التي
قام بها البابا فرانسيس إلىٰ مِصر في
أبريل من العام نفسه وذلك للتباحث حول
التعاون بين مِصر والفاتيكان في الترويج
للسياحة الدينية في مِصر وخاصة فيما يتعلق
برحلة العائلة المقدسة والتي من المتوقع
أن تجذب شريحة كبيرة من السائحين المهتمين
بهذا النمط السياحي.[4 أكتوبر 2017م]
-*/*-
« „ بابا الفاتيكان يبارك اليوم للمرة
الأولىٰ الأيقونة الخاصة برحلة العائلة
المقدسة فى مصر ” »
وتكريماً لمكانة مِصر في احتضان رحلة
العائلة المقدسة، يقوم اليوم الأربعاء
[04/10/2017م]، البابا فرانسيس بابا
الفاتيكان للمرة الأولىٰ بمباركة الأيقونة
الخاصة برحلة العائلة المقدسة فى مِصر وهو
ما يعني اعتماد الأيقونة كرمز رسولي
للترويج لرحلة العائلة المقدسة - علىٰ
غرار الرموز المعتمدة للحج من الفاتيكان-
مثل شجرة الزيتون للحج بالقدس - وهو ما
يعد خطوة مهمة وأساسية لتضمين مِصر فى
برنامج الحج الفاتيكاني لعام 2018م.
:" لافتاً-وزير السياحة المِصري- إلىٰ
جاهزية القطاع السياحي للعمل في هذا
الملف، وأنه سيتم تضمين مسار رحلة العائلة
المقدسة في برنامج حج الفاتيكان لعام
2018م ".
وهذا الأمر كان من توصيات مسؤول اللجنة
الدينية لمكتب طيران السيد/ أمين بتنظيم
رحلات حج سياحي لأماكن رحلة العائلة
المقدسة من النمسا.. ودول الاتحاد
الأوروبي.
كما أظهر مسؤول اللجنة الدينية عن وجود :"
بثٍ مباشرٍ لمباركة بابا الفاتيكان مسار
العائلة المقدسة في مصر.
ويبارك البابا فرانسيس بابا الفاتيكان،
مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر،
لاعتمادها ضمن رحلات الحج المسيحي، خلال
القداس الذي يترأسه بحضور وزير السياحة
يحيى راشد والوفد المرافق له.
وتعتبر مباركة البابا بمثابة دعوة للحجاج
الكاثوليك حول العالم لأداء شعائرهم
الدينية في مصر يناير 2018م، والبالغ
عددهم أكثر من 2 مليار نسمة."
إذاً :" في الرابع من شهر أكتوبر 2017م،
أعلن الفاتيكان تضمين رحلة العائلة
المقدسة إلىٰ مِصر في برنامج الحج
الفاتيكاني لعام 2018م ".
وبناء عليه فقد :" كشف نادر جرجس، عضو
منسق لجنة تسويق مسار رحلة «العائلة
المقدسة»، عن إدراج رحلة «العائلة
المقدسة» فى كتالوج الفاتيكان مايو ٢٠١٨م
بإيطاليا، مضيفًا أن تنظيم برامج الحج
المسيحي ليست مقصورة علىٰ فئة معينة من
شركات السياحة، مؤكدًا أنها متاحة للجميع،
ويمكن لأي شركة تشغيل رحلات للمسار.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»،
أن قيادات المواقع الكنسية التي يشملها
المسار هم الذين يحددون مواعيد فتح
المواقع أمام الزيارات، فور الانتهاء من
إعداد البيانات التاريخية والأثرية عن كل
موقع والتي تشمل نبذة عن رحلة العائلة
المقدسة داخل مِصر، كما أن البرنامج
السياحي سيشمل زيارة كل نقطة فى يوم علىٰ
حدة. "
عن طريق:" «بوابة المصري اليوم» وبتاريخ:
2014/أكتوبر/22 :" رحلة العائلة المقدسة..
معاناة 3 سنوات و2000 كم مشياً على
الأقدام
وبتاريخ : 2014/أكتوبر/22 " احتفلت مِصر
بذكرىٰ رحلة العائلة المقدسة التي هربت من
بطش الملك هيردوس من فلسطين إلىٰ أرض
الكنانة مِصر؛ ومكثوا فيها ما يقرب من
ثلاث سنوات يحتضنها شعبها الذي استقبلها
بحفاوة وترحاب فقال فيها السيد المسيح : «
„ مبارك أرض مصر ” » ؛ « „ مبارك شعب مصر
” ».
والجدير بالذكر أنه أعلن في يوم : الاثنين
19 سبتمبر 2005م.
أن بدأت الشركة المنتجة للفيلم التسجيلي „
رحلة العائلة المقدسة إلىٰ مِصر ” في طبعه
علىٰ شرائط سينما وأقراص (دي.في.دي)
استعدادا لعرضه في الكثير من دول العالم
بالتزامن مع احتفالات أعياد ميلاد 2005م.
وقال الشريك المِصري في الإنتاج "منير
غبور" لوكالة الأنباء الألمانية إنه اتفق
علىٰ عرض الفيلم بالفعل في فرنسا
والولايات المتحدة الأميركية، وسوف يعقب
ذلك عرضه في الكثير من الدول، مشيرا إلىٰ
أن العرض الأول للفيلم سوف يقام في فرنسا
برعاية منظمة اليونسكو في الثامن من
ديسمبر 2005م بحضور الرئيس الفرنسي جاك
شيراك.
وأضاف أن الهدف من انتاج الفيلم هو توثيق
رحلة العائلة المقدسة إلىٰ مِصر والتعريف
بالأماكن التي مرت بها تلك الرحلة، موضحاً
أن الكثير من تلك الأماكن مجهول تماماً
حتىٰ بالنسبة للمسيحيين المِصريين أنفسهم
حيث أن بعض الأماكن التي صورت بالفيلم
يشاهدها العالم للمرة الأولىٰ رغم أنها
موجودة طوال ألاف السنين.
وأشار "غبور" إلىٰ أن العمل بالفيلم
استغرق أربع سنوات كاملة من البحث
والدراسة وتم تصوير 110 ساعة تم اختصارها
في مدة تصل إلىٰ ساعتين فقط هما ما سوف
يشاهده العالم من الفيلم الناطق
بالإنجليزية والمترجم لعدد من اللغات منها
العربية والفرنسية والألمانية.
ومن جانبه قال الناقد "علي أبوشادي" رئيس
المركز القومي للسينما المِصرية : „ إن
الفيلم ليس الأول من نوعه الذي يتعرض
لرحلة العائلة المقدسة إلىٰ مِصر، لكنه
الأول من حيث ضخامة الإنتاج وجودة التنفيذ
والمصداقية ” وأضاف أنه „ يعتبر أن الفيلم
ليس مجرد فيلم تسجيلي وإنما اكتشاف لأرض
مجهولة تماما داخل مِصر، لا يعلم عنها
المِصريون أنفسهم الكثير، إلىٰ جانب كونه
وثيقة تاريخية لا تحتمل الخطأ، مما
استدعىٰ أن يسبق تصويره بحث طويل وشاق
لجمع المادة العلمية والوثائقية الخاصة به
”.
وأشار "أبوشادي" إلىٰ أن „ الفيلم لم
يعتمد علىٰ كون الرحلة حقيقة ثابتة لا
تحتمل الإنكار وإنما بدأ بفرضية عدم
حدوثها من الأساس، من خلال الكثير من
الأسئلة التي طرحها، ثم اعتمد علىٰ المنهج
العلمي في تحقيقها واثبات حدوثها ”.
ولعل هذه الجزئية والتي أشار إليها
"أبوشادي" نبدء الحديث عنها في المقال
القادم -بإذنه تعالى- مستأنساً بما كتبه
ابن الكندي وبــ كتاب نـال موافقة البحوث
الاسلامية لـ باحث مسلم: الدكتور ياسر
مصطفىٰ يرصد فيه رحلة العائلة المقدسة
لمصر .
ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ
ـــــــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ
ـــــ ـــــــــــــ
قُرر في هذا اللقاء جعل عام 2018 عام رحلة
العائلة المقدسة إلىٰ مِصر بعقد [4] ندوات
لإتمام بقية البحوث؛ ولأسباب مجهولة
بُلِغَ مسؤول اللجنة الدينية بالاكتفاء
بلقاء واحد!؟.
ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ
ـــــــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ
ـــــ ـــــــــــــ
[(*)] اسم مِصر « „Egypt ” » مشتق من كلمة
„ كمت ” الهيروغليفية؛ وتعني „ الأرض
السوداء ”، وأن كلمة « „ قبط ” » مشتقة من
اسم مدينة « „ قفط ” » بالصعيد وكان اسمها
« „ copto ” » أيام اليونان والرومان، ولا
تزال الخرائط القديمة تحمل هذا الاسم، ومن
المعروف أن أوائل المسيحيين المِصريين
كانوا يهربون من المذابح اليونانية
والرومانية إلىٰ أقاصي الصعيد وتجمعوا في
مدينة قفط وضواحيها وصار منها اسم قبط
..[د.زينب عبدالعزيز] .
[(*)] ومن التاريخ الصحيح لموت هيرودس وهو
4 ق. م نستنتج أن رحلة العائلة المقدسة
إلىٰ مِصر قد تمت قبل ما نطلق عليه سنة
ميلاد المسيح وبداية التقويم فيجب إعادة
النظر فى نظام التقويم الميلادى.وبناءً
علىٰ بردية كولونيا بألمانيا والتي تحدد
فترة إقامة العائلة المقدسة بمِصر بحوالي
ثلاث سنوات وهذة البردية تُعد من أكثر
المصادر عن فترة إقامة العائلة المقدسة
قبولا وأكثر للصحة والدقة فيمكننا معرفة
تاريخ ميلاد المسيح و هو حوالي 7 قبل بدء
التقويم الميلادى.
ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ
ـــــــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ
ـــــ ـــــــــــــ
* (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) *
1.) :" السيد في مِصر ".
2.) :"حقيقة الرحلة المقدسة إلى مصر وفق
المصادر المعتمدة".
(الرَّمَادِيُّ مِنْ
الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)
الأحد، 16 جمادى الثانية، 1444هــ ~
07 يناير 2023م ~ 08/01/2023 07:59:48
ص |
 |
|